الثاني والعشرون

14.9K 466 19
                                    

القصة (22)
بعنوان"قد تغادر !!"

تهاون جسد كارمن بجوار ذلك الباب ، انه الفاصل بينها وبين والدتها الراقدة ، تخاف ان تكون تلك النهاية ، تخشي أن تغادر ، تخشي أن تعترف انها من الممكن ان تغادر
متي اصبحتي ضعيفة ياجلنار ، هل اصابك المرض ام اليأس من سماح ابنك لكي ؟؟
الوقت يمر وهي كما هي ووالدتها كما هي رغبة ملحة سيطرت عليها لكي ترفع رأسها وتنظر لاخيها .. لعلها تري في ملامحه ما يسرها .. لعلها تري خوفه عليها
رفعت راسها لتنصدم بجمود ملامحه ، ملامح صلبة ثابتة تبث بداخلك الفراغ من كل شئ تشعر ان من امامك لا يبالي ولا يمكن أن يبالي يوما !!
لكنها تقسم انها لمحت لمعة دموع في عينيه لمعة متحجرة تأبي النزول كما انها تأبي الظهور في عينه حتي ،، كأنها علامة علي الضعف وعلي الحزن وهو يريد أن يخفيها
ظهرت لين في بداية الممر الذي تقبع فيه غرفة السيدة جلنار راحت تسرع بخطواتها نحوهم عندما وجدتهم يقفون هكذا كالدمي الثابتة ، حتي وصلت ليوسف زوجها ووحشها
قالت وهي تتنفس بصوت مرتفع دلالة علي مجهودها الذي بذلته:-
_هي كويس يايوسف ؟
رفع نظره وابصرها بحزن وثم رد بصوت هادئ للغاية:-
_لسة الدكتور مطلعش من عندها بس بيقولوا بوادر جلطة
وضعت يدخل علي قلبها وشهقت بخوف فربما هي علي مشارف الموت الآن
ربتت علي كتفه بحنو فرفع عينيه ونظر لها وابتسم ابتسامة خفيفة .. يبدو انها مدت له كل ما يحتاجه من قوة وحنان بتلك الربتة الخفيفة علي كتفه !
تركته واتجهت لروان وبدون سابق انذار احتضنتها وهي تهمس:-
_متقلقيش ان شاء الله هتكون بخير
بادلتها الحضن وهي تهمس ببكاء عنيف:-
_ياارب يالين ، يارب
______*______*______*______*______*_____
_هو لية حمزة مبيحبكيش تقوليله ياعمو ؟؟

هاتف بها باسم وهو يجلس مع لبني في وقت البريك يتناولون سويا طعامهم ابتسمت وهي تجيبه:-
_بتفكره الكلمة بوحدته .. انت عارف انه عنده أربعة وتلاتين سنة ولحد دلوقتي هو وحيد
صمتت للحظة واكملت بحزن بالغ:-
_اي حد بيعرفه بيبقي عايز يقدمله كل حاجة في ايده علشان يفضل يسأل عليه ويكلمه وللاسف احيانا بيضطر يبعد وبيرجع هو وحيد ، شفت ندي اللي جت من كان يوم لما طلبت مساعدته شوفت رد فعله ؟! خلال لحظات كان موفر لها مسكن .. هو كدا بيحب يساعد علشان لما يحتاج مساعدة يلاقي
تنهد وهو يقول:-
_متجوزش لية ؟
قالت هي بمرح:-
_مسالتوش لية ؟!
ابتسم بخفة وحرج وهو يرد:-
_لـسة متقربتش منه لـدرجة تخليه يفضفض معايا
لبني:-
_تعرف انه صاحب بابا المقرب ؟ بابا اكبر منه باربع سنين بس واديك شايف بابا عنده أنا وهو لسة سنجل
قالت اخر ضحكاتها وضحكت بمرح
_والسبب
ردت بضيق:-
_محبش ومبيحبش ومش هيحب .. وطالما مفيش حب في قلبه لاي واحدة مش هيتجوز ،، دا المبدأ اللي عايش بيه
أؤما بتفهم ،، حزين علي حاله هو
قد يعيش عمرا بطوله يبحث عن ثراب الحب وايضا لن يجده
______*______*______*______*______*_____
خرج الطبيب أخيرا فاسرع يوسف نحوه وخلفه كل من شقيقتيه وزوجته ... لين
قال الطبيب وهو يري نظراتهم المتوجه نحوه بتحفز:-
_الحمدلله لحقناها في اللحظة الأخيرة .. اتكتبلها عمر جديد بجد .. اتمني لما تفوق تبعدوها عن أي ضغوط خاالص علشان ميأثرش عليها سلبيا
قالت روان بدموع غزيرة:-
_يعني هي هتبقي كويسة صح ؟
ابتسم وهو يجيبها:-
_باذن الله .. دعواتكم انتوا ليها بس
ثم استأذنهم وغادر تنهدت كارمن براحة بعد حديثه فوالدتها ستتحسن .. بالتأكيد ستتحسن
قال يوسف وهو ينظر لـ لين:-
_يلا علشان السوق يروحك
ردت بتوتر:-
_بس أنا عايزه ابقي معاكم
غضبت ملامحه وهو يرد:-
_لين خلصي انت اتحركتي كتير انهاردة وعايزه راحة
قالت باحتجاج:-
_يايوسف....
نظر لها بصرامة فنظرت للاسفل بضيق يبدو انه اصدر الأمر وانتهي الأمر ....

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن