الفصل السادس عشر

15.8K 495 8
                                    

الفصل (16)
بعنوان"براهين حبه !!"

كان وقت الظهيرة والشمس تملى المكان بدفئها الذي كان الشديد ، وقفت ندي امام الكافية المحدد اللقاء به الذي سيجمعها مع قصي ، كانت تعنف نفسها وتقويها لكي لا تأتي ولكن ما ان دقت ساعة الميعاد وجدت نفسها تنطلق بأقصي سرعة تملكها .. يبدو انها تريد العودة او يبدو انها تريد ان تسترد جزء من كرامتها المهدورة !!
تنهدت وهي تدخل للكافية بخطوات متعثرة بحثت بعيونها عن مكان فارغ ظنا منها انه لم يأتي بعد لكن خابت ظنونها وهي تجده ينتظرها جالسا علي احد الطاولات في الكافية
تقدمت نحوه وهي ترسم البرود علي ملامحها حتي وصلت له لتقول وهي تجلس علي المقعد المقابل له:-
_اسفة علي التأخير
ابتسم وهو يرد بلطف:-
_انتي جاية في معادك بالظبط .. انا اللي جاي بدري
ابتسمت ابتسامة خالية وهي تقول:-
_خير بقي .. عايزني في اية ياقصي
رد بهدوء:-
_طيب نطلب حاجة نشربها الاول
نفت براسها وهي تقول:-
_لا معلش علشان متأخرش
واكملت وهي تتك علي الكلمة الاخيرة:-
_علي الشغل
ابتسم ولم يعلق علي حديثها .. فقط قال:-
_يبقي ندخل في الموضوع
نظرت له بانصات ليقول بعد ان حمحم بخشونة:-
_تقبلي تتجوزيني
بتلك البساطة !! يريد ان يتزوجها بتلك البساطة .. تخطي كل ما حدث بالماضي بتلك البساطة
عكست ملامحها الغاضبة له ما يدور في عقلها من افكار سوداء .. يبدو انها تفكر في قتله او تشويه وجهه الوسيم
قال متابعا حديثه:-
_انا عارف انك منتظرة مني كتير علشان اقدمه كعتذار او ندم بس انتي عرفاني ياندي مبعرفش اعتذر او ابين ندمي لحد
وقفت والجمود علي ملامحها وهي ترد:-
_وانا مبعرش اتعامل مع حد مش قادر يقدملي ابسط حقوقي وهي انه يحترمني ياقصي
وقف وهو يقول بجدية:-
_انا بحترمك ياندي وانتي عارفة كدا
رمقته بنظرة خالية من التعبيرات وهي تقول بثبوت:-
_صفحتنا اتقفلت من زمان ياقصي .. بعد اذنك علشام ورايا شغل
وتركته وغادرت .. ليبقي هو ينظر لاثرها بضيق
كم هو غبي لا يجيد فتح المواضيع ولا يجيد الاعتذار
                       ••••••••••••••
لم تعرف متي تجمعت بعيونها الدموع لكن ما تعرفه انها توقعت غير هذا توقعت ان يبادر بالاعتذار ..  يقدم لها اعذارا واهية .. كانت ستمتنع عن الصلح ولكن لوقت قصير
صدمها بحديثه .. صدمتها صفاته .. كانت تنوي ان تسامح في اقرب وقت لكن الان .. هي لن تسامح .. لن تسامحه ابدا
                   
______☆______☆______☆______☆______
فتح عيونه علي صوت ذلك الهاتف المزعج ليشتم بداخله المتصل وهو يمسك الهاتف بيده ويرد دون ان ينظر لاسم المتصل:-
_الوو
جاءه صوتها الرقيق:-
_صباح الخير ياحازم
قال باعجاب ومازال النوم بعيونه ويسيطر عليه:-
_دا صوت انسان دا ولا صوت كروان
اطلقت ضحكة عالية من الطرف الاخر ليقول بعيون تكاد تخرج قلوبا حمراء:-
_يانهار ابيض ياجدعان
ثم اكمل متساءلا وقد بدا يفوق:-
_مين القمر بقي ؟!
ردت من علي الطرف الاخر بضيق ممزوج بالغيظ:-
_انت مش عارف صوتي ياحازم
انتفض في جلسته ونظر لاسم المتصل ثم رد بتوتر:-
_بهزر طبعا ياحبيبتي .. انا بس بهزر معاكي ياكراميلا
قالت بشك:-
_متأكد
رد ببسمة:-
_طبعا متأكد .. المهم اية الصبح العسل دا اللي بدايته بيكي دا
قالت بخجل:-
_بس ياحازم
ابتسم علي خجلها الذي استشعره بصوتها اما هي فقالت بنبرة جادة:-
_كنت هنسي السبب الي اتصلت بيك علشاه
قال بتساءل:-
_ايوة هو السبب
قالت بسعادة:-
_عازمينك انهاردة علي العشاء
انقبض قلبه وهو يقول بخوف ضاحك:-
_عزماني علشان اقابل اخوكي ياكارمن .. بتبيعيني ياكارمن
ضحكت وهي ترد:-
_والله يوسف كويس .. انتوا بس اللي فاهمينه غلط
قال باستنكار:-
_غلط ؟! يابنتي دا اي حد اعرفه لما بيسمع اسمه بيبقي ناقص يقوم ويعمله تحية عسكرية رغم انه مش بيبقي موجود اصلا
_يعني هتيجي في الاخر ولا لا يابية
رد بهدوء:-
_طبعا جاي .. هو في حد يلاقي فرصة يقابل فيها القمر ويرفض
ابتسمت ثم اغلقت معه ليبتسم وهو ينظر لاسمها في شاشة هاتفه بعيون لامعة بحبه .. كم هو يحبها .. كم هو يحب برائتها
لكن هل سيوافق يوسف علي ذلك الارتباط !!
وحتي ان وافق ... هل سيبقوا دوما في سعادة ام هناك ما يخفيه لهم القدر
______☆______☆______☆______☆______
بسمة .. مازالت تتعلق بآمال واهية لا تميت للحقيقة بصلة
كانت الساعة تدق الثالثة عصرا اي وقت البريك في مقر شركة الراوي التي تعمل هي بها
اخذت الطعام الجاهز الذي طلبته وتوجهت ناحية مكتب ايمان التي صاحبتها خلال الوقت القصير الذي عملت فيه هنا دقت علي الباب ودخلت وهي تبتسم وتقول بهدوء:-
_هاا .. فاضية ناكل ولا الف وارجع تاني
قالت ايمان بتلهف:-
_لا لا هاتيه .. دا انا هقع من الجوع
تقدمت نحو مكتبها ووضعت عليه الطعام وجلست امامها لتقول ايمان:-
_لو يوسف بية شافنا واحنا كدة .. ممكن يقتلنا والله
ردت بتعجب:-
_هو مش دا وقت بريك .. يبقي كل واحد يعمل اللي عايزه
جاءها صوته القوي:-
_لا اللي انتي عايزاه دا تعمليه في بيتك ياحلوة مش هنا
وقفت كل منهم ونظروا له بخوف لترد ايمان بتوتر:-
_انا انا .. احنا اسفين يايوسف بية والله
نظر لها ورد بنبرة حادة:-
_احوالك الايام دي مش مظبوطة ياايمان .. لو عايزة تحافظي علي وظيفتك فوقي اكتر من كدا
ثم نظر لبسمة واكمل:-
_وانتي .. غلطاتك بتكتر وانا بعديها علشان لسة جديدة ، فخلي بالك علشان انا خلقي ضيق
وتركهم وغادر لتتنفس ايمان بعمق وهي تهمس بصوت مسموع لبسمة:-
_اوووف .. وحش فعلا
جلست امامها بسمة مرة اخري وهي تقول:-
_ومرعب
قالت ايمان:-
_هموت واعرف مراته دي بتستحمله ازاي
قالت بسمة ببسمة:-
_لا يابنتي ما هو مطلق
اؤمات ايمان بنفي وهي ترد بحزن علي تلك الزوجة التي وقعت في طريق ذلك الوحش:-
_لا ياختي ما رجعلها .. الله يكون في عونها والله
قالت بزهول:-
رجعلها
اؤمات بنوم وهي ترد:-
_اهاا من فترة .. بيقولوا السبب الاساسي انها حامل وكدا بس بيني وبينك انا حاسة ان مش دا السبب
قالت بسمة بتعجب:-
_اومال ممكن يكون اية غير كدا
اعتدلت في جلستها وهي تقول بنبرة خفيضة بعض الشئ:-
_اللي زي يوسف بية لو مكنش عايز يرجعلها مكنش رجعلها مهما حصل ولا فرق معاه طفل ولا غيره .. اللي زيه يقدر يعوض ابنه عن كل حاجة هو عايزها وهو قاعد هنا جوه مكتبه .. يوفرله اللي يتمناه كمان واللي ميتمنهوش
قالت بسمة بتعجب:-
_اومال رجعلها لية ؟!
ردت ايمان:-
_هتصدقيني لو قلتلك انه بيحبها
اتسعت عيون الاخري بزهول .. أيحبها ؟! هذا يعني ان خطتها يمكن ان تذهب مع عواصف الرياح
تابعت ايمان حديثها غير منتبهة لتعابير وجه الاخري:-
_وواخد حجة البيبي دي سبب علشان يرجعلها
_اية دليلك علي كدا

نظرت لها وابتسمت وكأنها تخبرها عن ظاهرة كونية نادرة:-
_تصرفاته يابنتي بتثبت كدا .. بيبقي قاعد في امان الله بيمضي ورق بس اول ما يجيله اتصل يخصها يتقلب حاله ويفضل رايح جاي .. كل ساعة تقريبا بلاقيه بيتصل يطمن علي حالها .. اكلها .. شربها كل حاجة تخصها
قالت بسمة بضيق حاولت ان تخفيه:-
_ما اكيد بيسال علشان البيبي
قالت بنفي:-
_دا قبل ما يعرف انها حامل اصلا .. اللي بقولهولك دا براهين حبه ليها ، مشفتيهوش وهو بيبقي سرحان في صورتها ياختي دا ممكن يقعد ساعتين كاملين يبص لصورتهم مع بعض من غير لا صوت ولا نفس .. افتح الباب وادخل الاقيه سرحان ابص علي اللي سرحان فيه الاقيها صورتهم .. كذا مرة بيحصل نفس الموقف
تنهدت وهي تكمل:-
_والله صعبان عليا .. بس برضوا هي كمان صعبانة عليا لان يوسف بية دا تعامله صعب اووي مع القريب ومع البعيد
                         ••••••••••••
بداخل مكتبه .. كان يمسك هاتفه ينظر لرقمها بهدوء بداخله مشاعر متوترة ومتناقضة .. ايهاتفها ام لا .. ايهاتفها ام لا .. أيهاتفها ام .... لم يكمل كلاماته ووجد نفسه يضغط علي زر الاتصال
لحظات وجاءه الرد ليقول بهدوء:-
_صباح الخير
_صباح النور
_فطرتي واخدتي الدوا ولا لسة ؟؟
_اهاا فطرت الحمدلله واخدت الدوا كمان
_طيب علي الساعة خمسة كدا اجهزي علشان هعدي عليكي ونروح عند الدكتورة نطمن علي صحة البيبي
ردت بتوتر:-
_ما هو صحته كويسة
_برضوا
قالت بأيجاب:-
_حاضر الساعة خمسة هكون جاهزة
قال بتحذير:-
_لين...
قاطعته هاتفه:-
_حاضر لبس واسع وطويل ومفيش ميك اب ولا فيه كعب
ابتسم علي حديثها وحفظها لتعليماته .. يبدو انها بدأت تتطبع بطباعه لكن علي صورة رقيقة ولطيفة

يتبع...

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن