الثالث عشر

16.2K 482 47
                                    

الفصل (13)
بعنوان"عودة الي القصر"

ارتبكت السيدة جلنار من صوت بكاء كارمن التي اخذتها في احضانها في منتصف القسم .. كانت حالتهم غريبة ومحط انظار من حولهم بمظهرهم المتحضر وملابسهم الغالية والتي تظهر عليها الثراء وما يزيد الفضول انهم اتيون في قضية تحرش !!
وقفت روان امام العسكري تصرخ بعنف علي عكس شقيقتها:-
_انت مش عارف بتكلم مين ولا اية .. قولتلك انا عايزة اكلم الظابط دلوقتي حالا
هتف باستهزاء منها:-
_لا محصليش الشرف ياستي
امسكته من ياقة زية العسكري بعنف وهي تقول بنبرة عدائية:-
_اقسم برب العزة ان متعدلتش لاوريك النجوم في عز الضهر .. اوعي تفكرني علشان لابسه نضيف اني راقية والجو دا .. لا دا انت متعرفنيش
قالت السيدة جلنار بضيق من تصرفاتها:-
_روان اتلمي .. كل اللي بيحصل دا بسببك اصلا
قالت بضيق بالغ:-
_ياماما انتي مش شايفة بيكلمني ازاي
وجدت من يمسك يدها التي تمسك بيد العسكري ويبعدها بعنف نظرت له وجدته يوسف يرمقها بنظرات سوداء رأت خلالها غضبه المستعر لا تعلم متي جاء ولكن ما تعلمه انها الان تشعر بالامان والخوف معا !!
قال وهو مازال ممسكا بيدها:-
_سليم اتصرف وخليني اقابل الظابط اللي ماسك النبطشية دلوقتي
رد بخنوع وباحترام خلفه:-
_حاضر يايوسف بيه
جرها خلفه لحيث موضع والدتها الذي يبعد عنها فقط بنصف متر حيث كانت تجلس علي مقعد وبحضنها تجلس كارمن الباكية
اجلسها بعنف بجوار والدتها وشقيقتها ورمقهم بنظرات حادة وهو يسأل بنفاذ صبر:-
_اقدر اعرف اية السبب اللي منزلكم من البيت في الوقت دا
ردت روان بتوتر:-
_احنا كنا زهقنين شوية فقولنا ننزل نتمشي
رد بغضب:-
_وفي ستات تنزل تتمشي دلوقتي وهما معهمش راجل
جفلت الفتيات وكذلك السيدة جلنار لكن رغم ذلك وقفت روان وقالت بحدة:-
_ولما انت خايف علينا قوي كدا مش بتساءل علينا لية
قامت جلنار بتعنيفها:-
_روان كلمي اخوكي بأدب
نظر لها بسخرية واستهزاء وهتف:-
_هروبك حتي ملهوش لزمة
ونظر لشقيقته واكمل بغضب:-
_معرفتيش تربيهم تربية عدلة
ابتلعت لسانها وحديثها وصمتت اما روان فلم تصمت حيث قالت بضيق:-
_لو جاي علشان تتكلم كلام ملهوش لازمة يبقي امشي احسن يايوسف بية واحنا هنعرف نتصرف
امسك ذراعها وقام بلوية خلف ظهرها بعنف وهو يهتف بغيظ:-
_للاسف لازم اتصرف واخرجكم .. مش علشانكم طبعا بس علشان سمعة الرواي متنزلش الارض بسببكم .. سمعة العيلة اللي ابويا عاش عمره كله يرفع فيها
تعالي صوت بكاء كارمن لينظر لها يوسف وللحظة حن لها قلبه فهي تبدو رقيقة للغاية علي عكس شقيقته الاخري ليقوم بترك ذراع روان ويتجه لها
جلس امامها علي احدي ركبتيه وامسك يديها وهتف بنبرة حانية:-
_متخفيش
ابعدت وجهها عن حضن والدتها ونظرت له ليبتسم وهو يمد احدي يديه ويقوم بمسح دموعها وهو يقول بلطف بالغ:-
_بنات الراوي مبيعيطوش ويوروا دموعهم لحد
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنظر له لتتسع بسمته من نظراتها الحائرة تلك ثم التف بنظره حيث والدته لينظر لها بعيون حادة ويقف وينظر ل روان التي كانت تمسد علي ذراعها برفق ليهتف بثبوت:-
_لسانك دا ميطولش عليا تاني فاهمة
تنفست بصوت عالي بغضب ليبتعد هو عنها بعد ان اشار له سليم ليقترب منه لكي يقوم بالدخول الي الضابط وهو يضحك عليها بخفة .. فهي شرسة مثلة لكن شرستها تبدو ستسلية كثيرا
                      ☆☆☆☆☆☆☆
وقف الضابط ما ان رأي يوسف يدخل عليه والتوتر قد ظهر علي ملامحه وهو يقول بترحاب شديد:-
_اهلا اهلا يايوسف باشا .. المكتب منور والله
اقترب يوسف وجلس علي المقعد دون اي حديث بينما اكمل الضابط:-
_والله ما نعرف يابية انهم يخصوك والله لو نعرف انهم من عيلة الراوي كنا وصلناهم بنفسنا لحد باب البيت
هتف بجمود اخيرا:-
_حصل خير المرة دي عديتها لكن لو اتكررت ...
ترك كلامه معلقا وهي ينظر لرتبته التي تشير علي انه مقدم واكمل:-
_مش عارف النجوم دي ممكن توصل لكام !!
زاد توتر الرجل وهي يرد:-
_مش هتتكرر باذن الله .. مش هتتكرر .. اتفضل امضي علي المحضر واعتبر انه اتقفل خلاص
وقف ورد بثبوت:-
_هي جلنار هانم وبناتها زاروك هنا
رد سريعا:-
_لا طبعا يافندم لا
حيث كانت كلماته تلك اشارة علي انه لا يريد ان يكون هناك محضر حتي وبالطبع لانه يوسف الراوي ولانه الوحش .. فبنات الراوي ووالدته لم يزوروا القسم حتي .. ارأيتموهم ؟؟ بالطبع لا
______☆______☆______☆______☆______
جلست الفتيات ووالدتهم بالمقعد الخلفي للسيارة بينما جلس يوسف بجوار سليم الذي تولي امر سواقتها ، كان الهدوء يعم المكان لم تتجرء اي منهم علي الحديث وكان هو ينظر للامام بنظرات لا توحي بأي شئ
قبل ان يخرج صوت روان المتوتر متساءلة:-
_احنا راحين فين .. دي مش سكة البيت
رد عليها باختصار:-
_هنروح القصر .. من انهاردة هتعيشوا هناك في مكانكم الاصلي بيت ابوكم
ولم يردف باي كلام اخر سوي انه نظر لجلنار بنظرات متوعدة اذا تجرأت وفكرت بأن تمانع او ان تعاصي امره

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن