الثاني والثلاثون

15.1K 464 18
                                    

الفصل (32)
بعنوان"مقابلة الاخوة"

بين تلك الصفوف العديدة كانت تجلس جيهان بجوار يوسف ينظران معا لذلك المسرح الذي انغلقت ستاره كانت هي تنظر له بنظرات مختلفة عيونها مليئة بدموع الحنين والندم وهي تري ذلك النجاح الذي يحققه ذلك المسرح
تلك الجموع التي تأتي فقط لتشاهد ما يعرض خلاله
كان معه حق .. كان سينجح .. لقد حقق حلمه
تنهدت وهي تتنفس بعمق ثم نظرت ليوسف وهتفت بهدوء:-
_هنا بدأت البداية وهنا هننهي نهاية الوحش
نظر لها ولم يتحدث لتكمل:-
_هتطلع من هنا تدور عليها في كل مكان واي مكان لحد ما تلاقيها ويوم ما تلاقيها قولها انك بتحبها قولها انك اتغيرت
قال يوسف بتوتر غريب عليه:-
_ممكن مكنش اتغيرت
قالت بحزم:-
_لا اتغيرت مسامحتك لوالدتك دليل علي انك اتغيرت ، انك تيجي كل يوم علشان تحكي دا دليل علي انك اتغيرت ، ندمك علي اللي عملته معاها دا دليل علي انك اتغيرت ، انت اتغيرت يايوسف انت مش الوحش انت يوسف وبس
تنهد ولم يتحدث
ليأتي صوت من الخلف فجأة هاتفا بنبرة مصدومة:-
_جيهان
عرفته قبل ان تنظر له حتي صوته كما هو .. به نفس الحنين به نفس الحنية ، صوته كان ومازال يشعرها بالامان
اغمضت عيونها بعذاب وهي تهمس:-
_حمزة
ياالهي تحاول ان تشفي للجميع آلامهم ولا تستطيع ان تضمد جراحها هي حتي ... لكن هل جراح الحب له علاج ؟
اقترب منهم حتي صار امامهم يقف في تلك المسافة الصغيرة التي توجد ما بين كراسيهم في ذلك الصف وكراسي الصف الذي امامهم
لم يتدخل يوسف فـ بنظرة من عيونه اكتشف انهم احبه كما اكتشف ايضا انهم ربما علي وشك العودة من جديد لبعضهم البعض
لذلك انسحب بهدوء ...

دقائق تمر وهم يقفون تلك الوقفة في ذلك المسرح الفارغ تنظر له بنظرات مصدمة هي لا تصدق انه امامها الان اما هو ... فعيونه تحكي عشقه
اخيرا استطاع ان يخرج صوته ويتحدث:-
_متوقعتش اني ممكن اشوفك مرة تانية
خرج صوتها متوترا:-
_ولا انا
قال بنبرة حنين:-
_حاولت ادور عليكي كتير بس ملقيتكيش
قالت بصدق:-
_كنت عارفة مكانك بس خوفت اجي اواجهك
قال ببسمة خفيفة:-
_ياريتك جيتي ، في سنين كتير ضاعت وانا منتظر اني اقابلك لمرة واحدة
التمعت عيونها بالدموع وهي ترد:-
_اجيلك باي حق بعد ما بعدت عنك ياحمزة  بعد ما جرحت وقولتلك اننا مننفعش لبعض طول ما انت ماشي ورا احلامك الوهمية دي اجيلك ازاي وانت محقق احلامك اجيلك بأي حق ياحمزة .. كنت فرحانة بنجاحك اكتر منك والله بس خفت انك متسمحنيش علي بعدي عنك
راحت دموعها تتزايد وكذلك صوت بكائها وهي تهتف:-
_انا اسفة والله اسفة
حمزة:-
_انا مسامحك ياجيهان انا مسامحك والله من زمان
تنهد واكمل:-
_انا بس عايز اقولك اني لسة بحبك واني مفكرتش احب بعدك
جيهان بدموع:-
_وانا محبتش غيرك ياحمزة ولا فكرت اقرب من راجل بعدك
قال بصدمة وهو ينظر لعيونها مباشرتا:-
_انتي لسة متطوزتيش
اشارت بالنفي وهي تبتسم بحب
وما كان منه سوي ان ... يحتضنها بقوة وحب معلنا ان حبهم يعود من جديد وان ماء الحب ستفيض من جديد من منبع قلوبهم
______*______*______*______*______*_____
كان يوسف يتجه لـ البوابة التي تؤدي الي الخروج من المسرح لـ يلمح حازم يقف مع باسم نظر له للحظات ثم سرعان ما تقدم منهم
جفل باسم عندما لمحه ولكن لم يبين ذلك وكذلك حازم الذي نظر له وهتف بنبرة هادئة:-
_اهلا يوسف بية
قال يوسف بنبرة ودودة:-
_اهلا يارامي
ظهرت الصدمة علي ملامح الشابان ولكن اختفت تدريجيا فـ هم امام وحش الراوي اي ان تلك المعلومات من السهل ان تصل إليه
هتف يوسف بعد ان طال صمتهم:-
_اتمني تسامحني علي اللي حصل زمان واني كنت السبب في انك بعددت عن اختك
زادت صدمته اضعافا وهو يستمع لذلك الحديث من يوسف .. هل اصاب يوسف الجنون ام ماذا ؟
تابع يوسف:-
_صدقني انا دلوقتي اتغيرت وهحاول اعمل المستحيل علشان ارجع لين لينا تاني
وثم استعد ليغادرهم ولكن قاطعه صوت حازم الحاد:-
_اتمني تقول لروان هانم ان لين تبقي اختي وانها اشرف من الشرف واني مش حبيبها اللي هربت منك علشانه و...
صمت للحظة واكمل بقهر:-
_واني ابقي اخوها
لم يلتفت له يوسف بل فقط ما اظهر انفعاله قبضته علي يده بعنف غضبا من شقيقته وما قالته في حق ... زوجته
وثم غادرهم متجها نحو القصر .. هناك حيث شقيقته وحيث حسابه لها
قال باسم:-
_نروح دلوقتي ؟
هتف حازم بلهفة:-
_ياريت عايز اعرف رد فعلها لما تعرفي اني اخوها
قال باسم بعتاب:-
_كنت تقدر تقولها من زمان وتريحنا كلنا طول الفترة دي
قال بحزن:-
_مكنش عندي عقل وقتها .. كانت مسيطرة عليا فكرة انها هي اللي لازم تعرفني بنفسها
قال وهو يربت علي كتفه بحنان:-
_حصل خير .. المهم دلوقتي ان المية ترجع لمجاريها وهي تعرف بوجودك
______*______*______*______*______*_____
كانت روان تجلس مع والدتها وكارمن في غرفة السيدة جلنار في القصر
فقد عادوا في صباح اليوم الباكر بعد ان تعافت اخيرا السيدة جلنار
كانوا يتحدوثون بمرح وتتعالي ضحكاتهم بعضها سعيدة وبعضها مصطنع مثل ضحكة كارمن التي لم تسترجي حتي لتحادث حازم وتعتذر منه او تري ما هو مصيرهم معا قبل ان ينفتح الباب فجأة ويدخل يوسف ووجهه لا يبشر باي خير
اتجه نحو شقيقته روان علي الفور وامسكها من ذراعها بعنف وهي ينطق بحدة:-
_عجبتيني لما لقيتك شبهي بتعرفي تاخدي حقك واللي يدوسلك علي طرف تنسفيه واللي يطول لسانه عليكي تاكليه بسنانك بس لين لا سامعة
زاد ضغطته علي يدها واكمل بقوة:-
_اللي يتكلم علي لين كلمة واحدة بس مهما كان مين انا اقتله ياروان لين مايتقلش في حقها اي كلمة وحشة ، لين دي اللي كانت بتحاول تساعدني ومش عارفة بتحاول تبقي جانبي وخايفة ، خايفة مني بسببكم بسبب الماضي اللي عشته واللي خلاني وحش ، وحش معاها وبس شافت مني كل الوحش وكانت بتحاول تسامح وبعد دا كله جاية تشتميها انتي اتجننتي ولا اية
اقتربت كارمن منهم وحاولت ان تبعد يده عن ذراع الاخري وهي تهتف بدموع:-
_سامحها يايوسف هي بس كانت فاهمة غلط والله كانت فاهمة غلط
ترك الاخري ونظر لكارمن وهو يهتف:-
_انا ميهمنيش هي فهمت اية ولا عرفت اية المهم عندي انها تحترم مراتي في كل وقت واي وقت
قالت روان بدموع وصوت مختنق:-
_وهي محترمتكش لية وفضلت معاك
قال بصراخ:-
_علشان فاض بيها مني كل مرة بعتذر وبرجع آاذيها من تاني ، انتوا سبب آاذيتها وآاذيتي انتوا سبب وجعي
قالها وهو ينظر لهم بحزن
لتقول جلنار بصوت باكي بعد ان كانت تقوم بدور المشاهدة فقط:-
_يوسف حبيبي سامحني ووالله كل حاجة هترجع زي الاول انا هعمل المستحيل علشان لين ترجعلك تاني
قال وهو ينظر لـ الجهة الاخري بعيدا عنها:-
_انا قولتلك اني مسمحالك
حركت رأسها علامة النفي وهي تهتف:-
_قولت بس كلامك دلوقتي بيقول انك لسة شايل
تنهد واقترب منها ورمي بنفسه بين احضانها وهو يقول بتعب:-
_انا مسامحكم كلكم بس مش هعرف ارتاح غير لما لين ترجع ... هي وحشتني اووي
اقتربت روان وهي تهتف بحزن:-
_انا اسفة والله علي كلامي دا انا بس كنت زعلانة عليك وعلي كارمن حسيت انهم بيستغفلوكم فأتكلمت كدا والله اول ما هشوفها هعتذر منها بس سامحني ... انا اسفة يايوسف
ابتسم وهو يترك احضان والدته وينظر لها ويشير لها ان تقترب وهو يفتح لها احضانه
لتبتسم وهي ترتمي بين احضانه بقوة وهي تبكي بنفس ذات الوقت وكذلك اقتربت كارمن واحضنته مع شقيقتها
لتبتسم جلنار بحب وهي تري اولادها بذلك الشكل لـ اول مرة
______*______*______*______*______*_____

ف يذلك المنزل الذي يقبع علي اطراف المدينة ،،،

كانت تجلس لين علي فراشها وبجوارها ندي يتسامرون مع بعضهم البعض حتي عَلَي صوت جرس الباب فجأة لتنظر كل منهم لـ الاخري بتعجب فمن الطارق ياتري ؟
تركت ندي الفراش وغادرته وتوجهت نحو الخارج وهي تظن انه ربما قصي او ... حمزة
ولكن ما ان فتحته حتي وجدت ان من يقابلها هو ذلك الشاب المدعي بـ باسم واحدا اخر لا تعرفه
توترت قليلا وهي تري نظراتهم التي تشير وتؤكد بخبر معرفتهم بوجود لين هنا
ولكن اخفت توترها وهي تهتف بهدوء:-
_في حاجة ياباسم ؟
قال نبرة عادية كأنه يقول لها عن خبر اذاعي:-
_حازم عايز يشوف لين اخته
ردد بصدمة:-
_اخته !!
جاء صوت لين من الداخل بعد ان تأخرت ندي عنها:-
_مين ياندي اللي بيرن الجرس
عندما استمع حازم لصوتها لم يستطيع ان ينتظر اكثر حيث تجاهل ندي كليا وتحرك للداخل متبعا صوت شقيقته والحنين إليها يكاد يقتلها
وصل اخيرا لـ الغرفة المنشودة
ليقف امامها وينظر لها مطولا ولم يتحدث وكذلك لم تتقدم قدمه لها اكثر من ذلك .. فقط وقف كـ الصنم عند باب الغرفة
نظرت له هي بتوتر فبسببه هي هنا الان
هو من جعل يوسف يضربها .. من هو ذلك الرجل بحق الله
خرج صوته حزينا:-
_لسة مش عرفاني
كانت ستؤمي بنعم قبل ان تتقابل عيونهم لتظل لـ لحظات تنظر لها بقوة قبل ان يخرج صوتها متأثرا:-
_انت شبة حد اعرفه
قال بدموع وهو يقترب منها:-
_انا هو الشخص اللي تعرفيه يالين
نهضت فزعة من فراشها وتقدمت نحوه وهي تمسكه من ذراعيه وتقول بصدمة:-
_انت رامي
اؤما بنعم وهو يبتسم بحزن لتقول وهي تحرك يدها علي وجهه بعدم تصديق:-
_انت بجد رامي .. انت هو
قالتها وما كادت تنتهي حتي القت نفسها بين ذراعيه تبكي حزنا وفرحا به وبعودته
______*______*______*______*______*_____
بعد مرور شهرين ...

اتصال هاتفي بين ... جيهان ، يوسف ...

قال بنبرة حزينة:-
_انا حاسس اني متغيرتش معني اني اتعصبت عليهم وافتكرت زمان اني لسة مش مسامح ومش عارف انسي
قالت بنبرة هادئة:-
_كلامك للاسف صح بس لية منقولش ان دا رد فعل طبيعي لانك متعصب مثلا
يوسف:-
_طيب ولو مكنش مجرد رد فعل
قالت بنبرة جادة:-
_احنا هنستني مقابلتك مع لين ومعاملتك معاها وقتها فعلا هنشوف انت اتغيرت ولا لا
قال بحدة:-
_انا مش عايز اجرب نفسي مع لين انا عايز اكون كويس وطبيعي قبل ما اقابلها
توترت من حدته تلك ولكن لم تعرف ماذا عليها ان تفعل وبماذا يمكن ان ترد عليه .. تشعر وكانه هو طبيبها وليس العكس فهو يعاملها بحدة رغم حزنه يعاملها كما يريد وليس كما ينبغي
صمتت لـ لحظات قبل ان تهتف:-
_انت كويس يايوسف انت مكنتش عايز غير انك تتكلم مع حد وتقوله انت ازاي كنت موجوع وازاي كنت وحيد مش اكتر انت مش مؤذي علشان تتعالج او بتعاني من مشاكل صحية او نفسية انت كنت كتوم شوية واهو بتحاول تعالج الوضع دا ،، لين اكتر واحدة هتخليك تحس انك اتغيرت لانك عايز تبقي كويس علشانها ، علشان كدا معاها هتحاول تظهر كل اللي حلو فيك حتي يسود حلوك علي مرك
ثم صمتت لـ لحظات وهتفت بعدها بنبرة تساءل:-
_انت لسة ملقتهاش
قال بحزن:-
_لسة مدورتش عليها علشان لسة حاسس اني متغيرتش .. هي انهاردة هتكون كملت الشهر السادس في الحمل
تنهدت بحزن عليه ولم تتحدث ليكمل هو:-
_مبروك صح علي الخطوبة
ابتسكت بخجل وهي ترد:-
_الله يبارك فيك يايوسف

يتبع....

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن