الثالث

19.7K 544 9
                                    

الفصــــــ(3)ــــــــل
بعنوان"اغفر له"

جلست علي طاولة الافطار بنشاط وهي تنظر للطعام أمامها بشهية شديدة وتنظر لندي التي قد أتت بأخر صنف من طعام الإفطار وقد ظهر علي وجهها الضيق مما جعلها تتساءل بقلق:-
_مالك يابنتي مضايقة لية كدا ؟
قالت ندي ببسمة حاولت جاهدة أن ترسمها:-
_لا ابدا مفيش .. كل الحكاية أن حمزة اتصل لية من شوية وقالي أن باسم اختفي
ضيقت ما بين حاجبيها متساءلة:-
_مين باسم دا ؟
ردت بأختصار:-
_اللي رقص معاكي امبارح
صمتت للحظة قبل أن تتابع بتوتر أشد:-
_والحقيقة احنا شاكين ان...
قاطعتها هاتفة بجمود:-
_يوسف ورا الموضوع
اؤمات بنعم لتنهض لين من مقعدها وتتجه لغرفة نومها بخطوات متعجلة بعض الشئ مما دفع ندي للحديث هاتفه:-
_اوعي تفكري تروحيله
لم يأتيها الرد لكن بعد دقائق خرجت لين وهي مرتدية ملابسها واتجهت للخارج وهي تقول بهدوء:-
_مفيش حل غير كدا
ثم غادرت ولم تترك للاخري فرصة للحديث
لتهمس ندي بضيق:-
_غبية ياندي .. غبية
______★______★______★______★
كان يجلس علي مقعده بغرفة مكتبه وهو يقوم بالامضاء علي بعض الاوراق بينما استغلت السكرتيرة الفرصة واقتربت منه من جوار المكتب حتي وقفت جوار مقعده وكأنها ملتصقة به
ليرمقها هو بنظرة عابرة ثم يعود للنظر للورق مرة أخري دون حديث لتتسع ابتسامتها وتتجرأ أكثر وترفع يدها لتضعها علي ذراعه
ولكن قبل أن تلمس اصابعها جسده وجدت يده أنشطتها بمنتصف الطريق
لتنظر لها بتعجب ثم له ولكن لم تتجرأ حتي لتتحدث بينما هتف هو بعد لحظات ببرود:-
_مش اي حد يلمسني
وحرك رأسه علامه النفي بخفة عدة مرات واكمل ببسمة ساخرة:-
_الكلام دا مش في شركة يوسف الراوي الكلام دا ليه مكانه الخاص
هتفت بجراءة:-
_تقصد أية يابية
هتف بحدة:-
_بـرة .. اقصد تقدمي استقالتك وتطلعي برة وحاولي متورنيش خلقتك دي تاني
ظهر التوتر علي وجهها بينما نظر هو ليده التي تمسك بيدها وعندما جاء ليتركها انفتح الباب فجأة
لينظر له بحده لتظهر أمامه لين التي توترت من ذلك الوضع وقالت سريعا بنبرة خافضة تكاد تسمع:-
_انا اسفة اني دخلت فجأة
ترك يده الفتاة ببرود وأشار لها بالخروج
ثم نظر لـ لين لتقترب هي من مكتبه ولكن لم تجلس بل ظلت واقفة ليشير لها بأن تجلس
لتجلس هي بتوتر ثم حمحمت بقلق وهي تقول بنبرة متوترة:-
_انــا جـاية بخصوص باســم
لم تكاد أن تكمل حروف اسمه حتي رفع رأسه ورمقها بعيون غاضبة لتكمل بتوتر بالغ وهي تفرك يديها ببعضها:-
_هـ هو ملهوش ذنب .. هو ميعرفنيش اصلا .. دي اول رقصة ليه
هتف بجفاء:-
_واخر رقصة .. لان من سوء حظه أن الرقصة كانت معاكي
تجمعت الدموع بعينيها هي تعلم أن مصير ذلك الشاب سيكون مؤلم .. لكنها ستحاول للمرة الأخيرة..
لذلك هتفت بتوتر:-
_ارجوك سيبه في حاله هو بيصرف علي مامته واخته هما ملهمش غيره .. دا يتيم
ظهر الجمود في عينيه وهو يقول بنبرة سخرية:-
_وهو في راجل يصرف علي أهله عن طريق رقصه
أغمضت عيونها وهي تقول بألم:-
_انا زيه .. كنت بصرف علي اهلي من رقصي
تيبست ملامحه بسبب تلك الكلمات نعم كان يراها الجميع هي لم تكن قديما مثل الان .. هي لم تكن ملكية خاصة
لكنها اكملت بأصرار:-
_هو حالته اصعب من حالتي .. هو فعلا بيشتغل شغل تاني غير دا
هتف بنبرة تدل علي انهاء النقاش:-
_الموضوع انتهي هو غلط ولازم يتحمل نتيجة غلطه
اؤمات بالنفي عده مرات سريعا وكأنها تدافع عن نفسها وليس عن شخصا لا تعرفه وهي تقول بنبرة مرتفعة:-
_هو مغلطش هو مكنش يقصد يغلط هو بس قدره وقعه في طريقك
هتف بسخرية وهو يشعر بمرارتها بذلك الحديث:-
_زي ما انتي وقعتي في طريقي
نظرت للاسفل ولم تتحدث
لتغمق عينيه فجأة ويقول بجمود:-
_المقابل
هتفت بتعجب:-
_نعم
كرر حديثه مرة أخري:-
_مقابل اني هسيبه أية ؟
ظهر علي وجهها الحيرة ولم تعرف ماذا تقول
ليبتسم بسخرية هاتفا:-
_لما تلاقي رد ابقي تعالي ووقتها ابقي افكر اسيبه
قالت بحدة:-
_انا مش هرجعلك
رمقها من رأسها لأطراف أصابعها وهتف وهو يبتسم نصف ابتسامة:-
_انا يوسف الراوي يالين يعني اللي اسيبه مرجعلهوش
شهقت من حديثه بعنف فبتلك الكلمات كأنه يهينها .. يهينها بقوة أيضا ولكن ماذا باليد لتفعل!؟ لو كانت ذات الشخصية القديمة لربما صفعته صفعة صدي صوتها في أرجاء المكان لكن الان هي لا تجرء أن تنظر له حتي في عينيه تلك الثاقبة

رواية " دمية بين براثن الوحش " بقلم .. زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن