20- حلم اريد البقاء به و الهروب منه

1.6K 125 160
                                    

تجلس تلك المنصدمة هناك ..... على كرسي المشفى الحديدي الموجود بصالة الانتظار ، تحكم قبضتها بشدة و هي تتذكر ما حدث للتو .... ما السكتة القلبية تلك بحق الله و مادخلي بها انا الآن ، لما كلما ظننت ان يومي يصير احسن تخرج لي مصيبة اسوء من التي قبلها

امسكت رأسها بشدة و هي تغمض عينيها الدامعتين قائلة في نفسها " ما الذي حدث له ، عن اي اموال يتحدث هل فقد عقله "

فجأة رفعت بصرها أثر سماعها لصوت مألوف بين الناس ، صوت تعرفه جيدا ، نزعت نظارتها المملوءة بالدموع لتوفر لنفسها رؤية اوضح ، بقيت تبحث عن مصدر الصوت بين تلك الاصوات المختلطة ، تندفع وسط الجموع نحو مصدر الصوت ، لتلمح فتاة ذات شعر اسود حريري ، طويلة القامة تلبس ملابس واسعة و لطيفة يقابلها شاب طويل يبدو في الثلاثينات شعره كثيف بني اللون ذو ملابس رسمية

رفع الشاب بصره نحو ميرا التي كانت تتقدم نحوهما بارتياب ، ليحرك نظارته قائلا للواقفة امامه " لا تلتفتي انها وراءنا "

اما عن ميرا التي كانت تتوجه نحوهما بريبة ، لا تعرف اذا كانا هذان الشخصان هما اللذان ببالها ام لا ، رؤيتها مشوشة و ملامحهما غير واضحة .....

لم يبق القليل لتعرفهما ، فإذا بهما يقومان بحركة سريعة و يبتعدان بسرعة عنها متخفين بين الناس .... توقفت ميرا و هي تنظر إليهما و هما يبتعدان ببطؤ

احكمت قبضتها بشدة و هي تعض شفتها قائلة في نفسها " لم تفعلين هذا ، و كأنك تخبرينني ان اتبعك !؟ ، تصرفك هذا يجعلني اتأكد من ظنوني "
نظفت نظارتها بسرعة لتلبسها و هي تبحث عنهما بين الحشود لكن الاوان قد فات ....

وصلت أخيرا الى الشركة و قد كانت الساعة آنذاك 11 صباحا ، لتخبرها موظفة الاستقبال ان الرئيس يطلبها في مكتبه ، بلعت ميرا ريقها بصعوبة مخافة ان يطردها الرئيس بعدما عرف ما حدث الليلة الماضية ، لتقول للموظفة
" حاضر سأذهب الان "

.
.
.
.
.
.

" آنسة ميرا ، أظن انني قد وظفتك مساعدة لا ان تجعليهم هم من يساعدوك ، جيد انك تدركين خطورة الموقف و هذا سيخفف من عقوبتك " قال بغضب طفيف ، اما هي فقد كانت مطأطأة الرأس تسمع كل كلمة يقولها بندم

لتنطق بصوت خافت " آسفة "

تنهد المنزعج هناك قائلا " لا داعي للإعتذار ، سأخصم من راتبك ، لاتعيديها مرة أخرى او سيكون مصيرك الطرد تذكري انك لازلت متدربة "

رفعت نظرها اليه لتبتسم بتوتر و امتنان قائلة " حاضر ، و شكرا "

خرجت من عنده و ملامحها اليائسة قد اعتلت وجهها لتقول بتعب " لا أصدق سيخصم من راتبي ، لقد تعبت حقا من الجري هنا و هناك و التنظيف وراءهم كل هذا و لم استلم راتبي الاول بعد ، يا للإحباط ....زد لكن بالنظر الى الجانب المشرق سأرتاح هذه المرة "

الأرمي العربية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن