من أنت؟

872 94 3
                                    


أستغفر الله


هرولت مسرعة نحو الحمام ، كنت أنظر لنفسي في المرآة ، آثار حمراء تتوسط عنقي....لم يكن كابوسا

كنت أنظر إلى المرآة بفراغ ، كأن الحياة لم تعد تدب داخلي

ملأت حوض الحمام لأغمس كامل جسدي في المياه الساخنة ما عدا الجزء العلوي من رأسي ، كنت أفكر ، ما الذي سيستجوب علي فعله؟ أغمضت عيني لهنيهنة أحاول إستجماع شتات نفسي ، كفتاة قد دخلت في ربيعها التاسع عشرة لن يكون بمقدورها فعل شيء لوحدها
" هل أخبر أمي؟"

" لا أنصحك"
فتحت عيناي على وسعهما و التففت حولي ، وجهت نظري نحو الستارة ...كان واقفا خلفها ، هيئة رجل ، طويل القامة و ذو بنية رياضية ...لقد كان هو.

"من أنت؟"

" تتوقعين أن أجيبك"

" من انت و اللعنة ، ماذا تريد مني بحق الجحيم؟؟!"

رفعت من نبرة صوتي ، الغضب كان يلفني أكثر من خوفي من هذا الرجل الغريب ، أرغب فقط في إنهاء كل شيء افضل من أن اتعذب بهذه الطريقة ، الرجل كان صامتا و لم يتحرك من مكانه ، هل من المحتمل أنني أغضبته.

" إيفي ، اين أنتي ؟"

صوت أمي كان يقترب شيئا فشيئا و الرجل بقي ساكنا ، هذه مشكلة ... اللعنة ، هل سيقتل أمي ....لا أريد ، مستحيل .

إستقمت من الحوض و أبعدت الستار ، لففته حول جزء من جسدي.

" أنا في الحمام ...أنا أستحم ..لقد أوشكت على الإنتهاء"

صرخت بأعلى ما يستطيع صوتي الوصول إليه ، لن أسمح لأمي بأن تأتي إلى هنا مطلقا.

" لقد سمعت صراخك ، هل أنتي بخير ؟!"

" بالتأكيد أنا بخير "

" الفطور جاهز إذن ، عندما تنتهين ستجدينه على الطاولة ، سأذهب للعمل الآن ، إعتني بنفسك حبيبتي "

" حسنا أمي ، إلى اللقاء "

  صوت خطى أمي بدأ يبتعد ، تنهدت بأريحية قبل أن أوجه نظري لمكانه...لكن لا أثر له ، لففت رأسي محاولة البحث عنه ، إلا أن يدا ضخمة إلتقطت رأسي من الخلف لتغطي عيناي ، كنت أعلم أنه هو و لا أحد غيره متواجد في هذا المكان ، كان يمسكني بإحكام كأنه خشي أن أرى وجهه بعيناي ، آلاف الأسئلة كانت تداهم ذهني .

" قرار حكيم يا إيفي "

همس خلف أذني ، كان صوتا رجوليا و ذو نبرة واضحة...جعل جسدي يرتعش.

يتبع....

383 ساعة مع قاتل // 383 Hours With A Criminalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن