محاولة إنتحار

934 78 13
                                    

أستغفر الله العظيم





تمكنت من تحرير يدي ، إلتقطت دبوس شعري ، كنت أشهق فاقدة عقلي تماما ، دفعت يدي لأغرس الدبوس في صدره مزمجرة بقسوة ، غرسته لأعمق ما استطعت ، و تشوش بصري من العبارات حتى لم أعد أبصر سوى تلك العيون السوداء الباردة...





تشرق شمس يوم جديد لتعطينا فرصة كي نعيش، فرصة جديدة لحل مشاكلنا، فرصة جديدة لرؤية من نحب ، باختصار فرصة جديدة لتحسين حياتنا ..لكني لم أستطع الشعور بهذا إطلاقا ، أحس أني أعيش داخل عالم مظلم لا يعرف نهاية .

حين فتحت النافذة ، إنصب ضوء الشمس على وجهي فاغمضت عيني ، بدا الطقس غائما جدا، كقلبي تماما، منذ لقائي بتايهونغ و الكوابيس تنهال علي كل يوم ، إذا كانت غايته جعلي أعيش الخوف الظلام... التهديد ، فقد نجح في ذلك فعلا.

ذكريات ما حدث ليلة أمس تأبى مفارقة ذهني..لم أستطع قتله، مهما بدلت من قوة أنذاك..لم أستطع قتله.

بدأت الدموع تنهمر من عيني و أنا أنظر إلى حالة جسدي المزرية، قواي قد خارت كليا و بالكاد أشعر بأضلاعي ، لم أكن أتوقع أنه سيكون قاسيا لهذه الدرجة...لدرجة أن يسلب مني ما يجعلني كفتاة..أن ينتزع شرفي بهذه القسوة..أنا أشعر بالضعف، أريد أن أموت..


   
                   •••••••••••••••••••••

"إيفي ، إيفي هل أنت معي؟"

نظرت إلى جونغكوك الذي إستمر بوكزي ،لأستوعب أنني في الفصل و الجميع يحدق بي ، على ما يبدو أن الأستاذ طرح علي سؤالا و أنا لم أجبه بعد ، و الواقع هو أني لم أسمعه إطلاقا ، لولا جونغكوك لما استعدت وعيي ..لقد غرقت في الظلام.

" بارك إيفي هل شردتي مجددا في حصتي؟!"

كنت أسمع قهقهات بعد الطلاب الساخرة ، لماذا أشعر بالحرارة تتسرب إلى دماغي هكذا ؟! ، لم أستطع تمتلك نفسي فتمتمت بحنق

"إخرس"

نظر إلي الأستاذ باستغراب ، لطالما كنت طالبة مجتهدة و محترمة ، لكن الآن كل شيء تلاشى .

"ماذا؟"

" لقد قلت إخرس "

صحت في كلمتي الأخيرة قبل أن انتفض من مقعدي و خرجت من الفصل تحت صرخات الأستاذ ، هذه ليست أنا ، قطعا لست أنا...لقد تم التلاعب بي كليا! قصدت سطح المدرسة ، إقتربت من سور السطح ، وتجرأت على الصعود إلى الحافة ..لقد طفح الكيل .

"هل سوف تتركني و شأني إن قفزت؟"

رفعت ذراعي بالهواء كالمصلوبة ، و شعرت بالرياح تصفعني من الخلف ، تأملت مشهد السماء الغائم قبل أن اغمض عيناي مستسلمة، إقتربت أكثر من الحافة بينما أستجمع قواي حتى أهوي إلى الأسفل بدون أن أشعر ، أنا ميتة بالفعل .

وضعت قدما خارج الحافة و بدأت ألهث بذعر عندما شرعت في ترك جسدي يهوي ...وقبل أن أشعر، يد ضخمة إلتقطت معصمي بقوة جاعلا جسدي يترنح على الهاوية ، نظرت إليه بعينين ذابلتين ، كان يمسك يدي بقوة حتى شعرت أن الدم إنحبس عنها

" حدسي كان في محله ، كنت أعلم أن هناك خطبا ما بك،إيفي"

....يتبع

383 ساعة مع قاتل // 383 Hours With A Criminalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن