صدفة غريبة

913 86 12
                                    

أستغفر الله العظيم


" آسف"

تمتم بصوت مبحوح متألم قبل أن يدير ظهره لي ، كنت أراقب ظهره بهدوء إلى أن إختفى عن أنظاري ..لقد تركني بملء إرادته..هل هذه هي النهاية؟

" مهلا إنتظر..إنتظر "

ركضت محاولة لحاقه إلا أنني قد فقدت أثره بعد أن وصلت إلى منعطف طرق ، لم اساله اين أمي بعد ...أمي اين أنت؟ أرجوك كوني بخير..

جررت بخطاي عائدة أدراجي نحو المنزل ، لازلت لا افهم لما إعتذر تايهونغ ، لما إعتذر بعد أن جعلني أعيش العذاب طوال هذه الفترة؟! ..ما الذي يخطط له هذه المرة ؟.

العديد من الشكوك بدأت تقتحم ذهني , لا أعلم إن كان صادقا في كلامه أو لا ، أشعر بالضياع فعلا ..أنا مشتتة .

فتحت باب المنزل وهممت بالدخول ، لا أثر لأمي بعد ، ألقيت حقيبتي وارتميت على اقرب أريكة ، دفنت وجهي في جلدها و شعرت بتجمد جسدي ، كنت أحاول التشبت بنفسي وعدم البكاء ، فهذا لن ينفعني .

بعد لحظات قليلة، سمعت صوت رنين هاتفي ، من يكون المتصل في هذا الوقت بحق؟! ، ضغطت على زر الإتصال و قربت الهاتف من أذني .

" إيفي "

"أمي؟"

فتحت عيناي على وسعهما حينما سمعت صوت أمي يخرج من الهاتف ، أبعدته عن أذني لأرى رقم المتصل ، بدأ قلبي يضرب جدران صدري بجنون قاتل حينما علمت أن الرقم الذي تكلمني به أمي كان رقم المشفى ، ما الذي حدث لها.

" أمي هل انت بخير؟! ، إنتظريني سآتي حالا"

إستقمت بينما لا يزال الهاتف في أذني ، كنت على وشك الخروج لولا أن أمي منعتني ، لقد تأخر الوقت بالفعل ، سيكون من الخطر إن ذهبت إلى المشفى في هذا الوقت .

تنهدت بقلة حيلة وعدت أدراجي ، ما علمته أن أمي فقدت وعيها فجأة في ذلك اليوم حينما كانت ذاهبة إلى المتجر لتجد نفسها في المشفى ، لم أستطع كبت دموعي من الإنهمار..لقد شعرت بالراحة ...



عند الشروق، خرجت من المنزل باكرا، مع أن اليوم عطلة ، لكنني لم اتمكن من النوم و أنا أفكر في أمي ، قررت الذهاب للمشفى .

و في طريقي لمحت شخصا بدى لي شبيها بتايهونغ ، لا ، كان هو بالفعل ، لا أدري لما قررت لحاقه أنذاك ، لا أدري لما لا أستفيد من أخطائي أبدا ، تبا لفضولي اللعين هذا .

باشرت بمطاردته خفية دون أن يلحظني ، أو ربما هذا ما اعتقدته، إختبأت خلف الجدار حينما لف رأسه اتجاهي ، ضاق تنفسي بينما ادعو الصلوات في داخلي ، بعد هنيهنة أدار رأسه ليكمل طريقه ، حاولت لحاقه مجددا لكني فقدت أثره ثانية.

نظرت حولي وتمعنت النظر في تصاميم وزخرفة المباني في هذا الحي ، هل كان يتواجد حي راقي بالقرب من حيي من قبل ؟ إنها أول مرة لي هنا ، لأصدقكم القول ، لقد دهشت فعلا !

وقفت أمام بوابة إحدى المنازل ، جذبني التصميم الخارجي للمنزل ، كان أشبه بالقصر حرفيا ، الأشجار تحيط به من كل جانب بالإضافة إلى هيكلة شكله وضخامة بناءه ، شعرت كأنني في عصر مختلف .

حشرت يدي داخل جيب سترتي لأبحث عن هاتفي ، فيما كنت أبحلق إذا كانت تتواجد كمرات مراقبة هنا ، كنت انوي إلتقاط صورة لهذه التحفة الفنية ، بالتأكيد صاحبها لن يمانع .

سقط هاتفي من يدي بينما كنت أخرجه شاردة الذهن ، نظرت إليه على الأرض بجفاء ، قبل أن أنحني بكسل لأحاول إلتقاطه، لكن أحدهم سبقني في فعل ذلك ، إستقمت بظهري مجددا لأنظر أمامي مشدوهة

كان جونغكوك يتفحص الهاتف بين يديه ليتفقده ، ثم ناولني إياه.

" سليم"

تمتم ، أخذته من يديه و ما زلت تحت تأثير الصدمة ،اعني هذه الصدفة العجيبة جعلتني أتساءل بشدة .

" شكرا... و..مفاجأة سارة!"

وجدت نفسي غير قادرة على طرح كلماتي ، لذا بدوت كالحمقاء أمامه ، حاولت قدر المستطاع استعادة هدوئي

" حقا مفاجأة سارّة ! أعتقد أنك صنعتِ يومي بظهورك المفاجئ هذا . "

قهقه بصوت خافت ، كان مزاجه رائع ، وفي إحدى يديه كيس يحتوي وجبة إفطار سريعة على مايبدو . لكنني مازلت أراها مفاجأة غريبة ، وجوده هنا ، و ملاحظته لوجودي هنا ، والصدفة التي جمعتنا هنا أمام هذا المنزل ! هل هو حقا يحاول ملاحقتي ؟ .

" ما الذي كنت تفعله هنا ؟ "

نظرت حولي بعد أن طرحت سؤالي ، لأتفقد هدوء المكان في هذا الصباح الباكر . أعدت بصري إليه ، عندما نفث ضحكة ساخرة بينما يحدق بي ، رفع يده ليشير نحو البوابة التي نقف أمامها قائلا :

" إنه منزلي إيفي . "

البارت غير قصير 🙂
سمعتم غير قصير 🙂

383 ساعة مع قاتل // 383 Hours With A Criminalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن