لم يكن كابوسا

985 89 5
                                    



أستغفر الله

" أخيرا أتيتي بقدميك إلي ....بارك إيفي "

أغلقت عيني بشدة ، لم أستطع إحتمال هول المنظر أمامي ، حسنا ، ليكن كابوسا هذه المرة ولن أمانع في مواجهته ..لكن الأحلام تبقى مجرد أحلام ،

شعرت بجسدي يرتفع عن الأرض ، فاعترتني حرارة مفرطة حتى شعرت بالإختناق ، كما لو أنني دفنت أسفل التراب ، شممت رائحة الموت ، ولم أشعر أن قدماي تلامس الأرض ، و لا حتى جسدي ، لم يعد بمقدوري إستجماع نفسي ، تلك اليد التي تخنق رقبتي لم أقوى على إبعادها ، أنتظر فقط اللحظة المحتمة ...

فتحت عيناي ، لكنني لم أستطع الإبصار ، الظلام كان حالكا ، رفعت يدي بتردد ..تحسسته بأناملي ، ملمس ناعم ودافئ كقلبي ...إنه بشري

لا   أدري لما شعرت بالراحة وقتها ، لا أدري لما ابتسمت بدفئ وقتها ، هل بسبب أنني سأرحل من هذا العالم دون أن أودع أمي ؟! أم لأنني سألحق بوالدي ؟! أغمضت عيناي لأنغمس في الظلام..فاقدة للوعي.

           __________'''''________''''"____

فتحت عيني ، و هربت شهقة ذعر من ثغري الجاف ، ما الذي أوصلني إلى هنا بحق؟! بدأ جسدي يرتجف ...أنا في غرفتي ، إستقمت بسرعة من السرير لأركض نحو الأسفل ، كانت أمي تحظر الفطور ، كان كل شيء طبيعي ،ما الذي يحدث لي بحق الجحيم؟!

" إيفي ، هل أنت بخير ؟!"

نظرت إلي أمي ، كنت شاحبة و مشتتة جدا ، لم يعد بإمكاني تمييز الكوابيس عن الواقع ، و الواقع عن الكوابيس ، لقد مسني الجنون بالفعل.

"إيفي هل استدعي الطبيب؟!"

نطقت أمي بحزن ، لربما احست بما أمر به
" أنا بخير أمي ، أنا بخير "

تنهدت أمي بعمق لتعود إلى ما كانت تقوم به ، بينما جررت بخطاي نحو مائدة الطعام أحاول تجميع أفكاري.

" آسفة عزيزتي على تأخري ليلة أمس ، كان لدي إجتماع عمل طارئ ، لا شك أنك قلقت علي"

ماذا؟ ليلة أمس؟!....تأخرت؟!! هرولت مسرعة نحو الحمام ، كنت أنظر لنفسي في المرآة ، آثار حمراء تتوسط عنقي....لم يكن كابوسا

يتبع...

383 ساعة مع قاتل // 383 Hours With A Criminalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن