بداية الحرب

787 81 14
                                    

استغفر الله

" ما الذي كنت تفعله هنا ؟ "

نظرت حولي بعد أن طرحت سؤالي ، لأتفقد هدوء المكان في هذا الصباح الباكر . أعدت بصري إليه ، عندما نفث ضحكة ساخرة بينما يحدق بي ، رفع يده ليشير نحو البوابة التي نقف أمامها قائلا :

" إنه منزلي إيفي . "

حسنا ، لقد كانت أكبر صدمة في حياتي ، أعلم أن جونغكوك شاب ثري ، لكن ليس لهذه الدرجة ، أعني ، لم أكن أتخيل أن شخصا مثله بهذا الثراء الفاحش.!

" ما خطبك إيفي؟ ، أصبحت كالجرو الذي خرج لتوه من بركة متجمدة! "

هز يده أمام وجهي ليستلني إلى الواقع مجددا ، رمقته من أسفل جفني المنتفخين ، ثم ابديت ضحكة خافتة مفاجئة ، و أشحت بوجهي.

"تملكتني الدهشة فقط "

أشعر اني فقدت عقلي ولم اتوقف عن الإبتسام في وجهه ساخرة ، لكنه ردها بابتسامة دافئة .

" انت هنا بالفعل ، تفضلي بالدخول"

أشار بيده نحو الباب ، كان صوته هادئا و خاليا من الشوائب ، ما زلت لا أعلم ما الذي يفكر فيه هذا الفتى الغريب ، كلما اتعمق في أمره أكثر أجده شخصا يخفي الكثير من الأسرار ، شخص صعب المراس.

" شكرا لعرضك ، لكن يتوجب علي الذهاب للمشفى"

" هل أنتِ مريضة أو ما شابه؟"

" كلا ، أمي تنام حاليا في المشفى"

تراجعت بخطوات مرتبكة حينما أدركت المسافة القريبة بيننا ، نظر إلي جونغكوك لبرهة قبل أن يضع ما بيده في الأرض أمام بوابة منزله ، أدخل يده في جيبه سترته ليخرج مفتاحا، قبل أن يضغط على زر كان يحتويه لأسمع صوتا خلفي ، أدرت رأسي ولمحت سيارة فاخرة على بعد خطوات منا ، تقدم جونغكوك ليفتح باب السيارة ثم نظر لي .

" إركبي، سأقلك إلى المشفى "

نظرت إليه بأعين مصدومة ، إنها أول مرة أرى هذا الجانب الجديد من جونغكوك ، ما أعلمه أن الأغنياء يتفاخرون بممتلكاتهم ، لكن بالنسبة لجونغكوك فهو أمر آخر ، أتذكر أنه كان يستقل الباص معنا مثل بقية الطلاب العاديين ، ياكل في الكافيتيريا مثلنا ، الشيء الوحيد المختلف هي ملابسه التي كانت تضم أشهر الماركات العالمية ...تصنمت لوهلة قبل أن ألفظ

" شكرا " 

لم أستطع رفض مرافقة جونغكوك لي لزيارة أمي ، كنت محرجة أكثر من كوني منزعجة ، علاقتي بجونغكوك كالحبل المطاطي كلما إبتعدت عنه إرتد نحوي بقوة .

إستقبلتني أمي بعناق دافئ ، ثم نظرت إلى جونغكوك الذي كان يقف جنبي برقي .

" هل يعقل أنك حبيب إيفي؟"

سقط فكي السفلي مشدوهة عندما فاجأتنا أمي بكلماتها المباغتة ، كنت على وشك تصحيح سوء الفهم هذا إلا أن جونغكوك سبقني بالكلام.

" أجل سيدتي"

لم ينتظر أن نتدارك دهشتنا ، إجابة موجزة يتخللها نوع من اللامبالاة، وكأنه مستعد لكل تلك الحوادث الشيقة التي تنتظره نتيجة لإجابته ...منذ ذلك الحين سجلت أمي إسم جونغكوك في دفتر العائلة.

لم أستطع البقاء مع أمي نظرا لكون الزيارة محدودة، على ما يبدو أن ضغط الدم إنخفض عند أمي مما سبب في فقدانها للوعي ، هي تحتاج إلى الراحة أكثر لذا لم أستطع إخراجها من المشفى،

ركبنا في السيارة مجددا لنعود أدراجنا إلى المنزل .

لكن ما أثار ريبتي فعلا هو هدوء جونغكوك المفاجئ ، خصوصا بعد إجابته اللعينة تلك ، ما الذي ينوي فعله بحق؟

" ما الذي ستفعله الآن بعد كذبتك السخيفة تلك"

" سأتحمل مسؤولية ما قلته "

أدرت رأسي ناحيته بعد أن كنت متكئة على زجاج نافذة السيارة ، هل يدرك حقا ما يتوفه به ؟! أنا لم اعد عذراء حتى!

" أنا أرفض"

أوقف جونغكوك السيارة فجأة ، نفث ضحكة ثم تنهد بعمق بعد أن إستجمع برودة ملامحه ، نقل إلي بصره ثم قال بصوت خفيف

"أتعلمين إيفي! لقد بدأت حربا للتو"

لم أفهم ما يقصده، لكنه فجأة نقل بصره نحو بطني ، عندما شعرت بألم طفيف ينغز معدتي 

يتبع

كلمة في جونغكوك؟

383 ساعة مع قاتل // 383 Hours With A Criminalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن