الفَصْلُ السَّابعُ-المُتَمرِّد

371 25 4
                                    

مرَّت عدَّةُ أيام.. ولم تحضر شينزو جلساتها، لكنَّها كانت تتسائلُ لماذا لم يحضر الوكايد كعادته إلى منزلها عند غيابها ..

شينزو
استَيْقَظْتُ ذاتَ صباحٍ، كنتُ مرتاحةً جدًّا.. بدأت أفتح عينيَّ حتى رأيتُ ضوء الشَّمسِ يحلَّقُ في الغرفة، و شعرْتُ بذراعيهِ القويَّتينِ حولي، كما أنَّني أشعر بأنفاسه الملتهبة على عنقي، كانَ نوْمُهُ عميقًا ... يمكنني الجلوس طوال اليومِ و أنا أسيرةٌ لهذا الشَّاب، زاك .. لم أتوقع أبدًا طوالَ حياتي أن أحبَّ شخصًا شيطانيًّا مثلك...

بدأتُ أنسحبُ بهدوءٍ من الفراشِ خوفًا من أن أوقظه...

-"ابقي ....".
بقبضةٍ حازمة أمسكني و لم أستطِع الحركة.. لا تزال عيناه مغلقتان لكن ذلك الصَّوْت، تبًّا إنَّه كالنبيذْ ... لاذعٌ و هادئ..

-"زاك، أنت مستيقظ..؟".
-"هل كنتِ تودِّينَ تركي وحيدًا هنا ؟".
-"ل.. لا ، عليَّ الذهابُ لجلسةِ اليوم .. لم أذهبْ منذُ مدَّة..".

و هو يدفنُ وجهه بشعري ، بدأ بالضحك بهدوء...
-"هذا المكانُ واسعٌ جدًّا و على أحدٍ أن يملأه..".

-".... زاك..."، قلتُ و أنا أزيلُ يداهُ و أضحكُ...
و أخيرًا استطعتُ أن انهض...

-"تعلمين... أنا لا أحبُّ ذلك الطَّبيبَ كثيرًا..".
-"ماذا تعني؟".

صمتَ و لم يجبني، لكن إن كانَ يريدني أن أتوقَّف .. فسأتوقَّف، سأفعلُ كلَّ ما يريدهُ..

نهضتْ شينزو، و قفتْ أمامَ النَّافذةِ للحظاتٍ قبلَ أنْ تخرج... لم يضيِّع زاك فرصتَهُ بأنْ يلتفَّ حولها ، كلُّ ما يفعلُهُ بدا كالسِّحرِ لشينزو، كل بروده و تسلُّطه و سيطرته كانتْ كالسَّجائر لشينزو، تستنشقُها بكلُّ رغبةٍ و خضوعٍ.
حتى أطلقَ سراحها ، و غادرتْ...

..........

-"مرحبًا..".
-"لمَ لم تحضري جلساتنا السَّابقة؟".
-"لم أكُنْ أملكُ الوقت ..".
-"حقًّا ؟ فجأةً أصبحتِ لا تملكين الوقتَ؟.. ".
-"ما مشكلتُك؟..".
"أهوَ ذلك الشَّابُّ الذي تحدَّثتِ عنه؟".
وهو يقلِّبُ بالأوراقِ بحدِّيّة ..
-"لديهِ اسم...".
لم يُظْهرْ الوكايد أيَّ فضولٍ ليعرِف اسم الشَّابِّ بل قاطعها قائلًا :
"إذًا سنضطر لتمديد وقتِ جلستنا اليومَ ..".
-"ماذا؟؟".
-"لدينا الكثيرُ لنتمِّمه و تغيُّبكِ سبَّب بعض الفوضويَّةِ في الجدول ..".

60 days in the darkness - ستّون يومًا في الظَّلام (completed)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن