الفَصْلُ السَّادِسُ-التَّحَدِّي

418 24 8
                                    

و هكذا مرَّت ثلاثة أسابيعَ على تلك الحال تقريبًا .... لكن ، لم يعُد الوكايد يتقرَّبُ من مريضته، كانت شخصيَّته تلفُّها الرَّسميَّة الفُجائيَّة ، و عادَ لاستخدام الألقاب، فأصبحَ يرفقُ كلَّ جملةٍ ب"آنسة" ...

ذلك أتاحَ لزاك فرصَةً عملاقةً بأنْ يتقرَّب لشينزو، بدأَتْ تقضي معه ساعاتٍ طوالَ في اليوم.. و بدأتْ تطوِّرُ مشاعرها تجاهَهُ ، رغم أنَّهُ كان يظهِرُ السَّيطرة و الهيمنة عليها.. فأصبحَ من عادته أنْ يقبِّلها بعنْفٍ لدرجة أنَّ طعمَ دمائها بدأَ يستهويها...وكان يملي عليها الأوامر و يكرِّرَ عليها عباراتٍ كانت أبرزها "أنت ملكٌ لي"..لكنه كان حنونًا و لطيفًا في ذات الوقت ، لم تكن تمانع ذلك أبدًا بل اعتادت عليه و أصْبَحَت تعشق ذلك فيه..

سيِّدُها المُسيطر.. أصْبَحَتْ تحبُّهُ بشدَّه...، لكنه و كالعادة كان دائمًا ما يختفي فجأةً دون تنبيه...

في أحَدِ الأيَّام استيقظت شينزو لتتوجَّه نحو عيادةِ الطَّبيب ... بِروتينِ صباحها المعتاد الذي يرأَسُهُ الكَسَلُ و التثاقل ...
وَصَلَت للعيادة ....

-"صباحُ الخيرِ...".
-"اجلسي من فضلك آنسة شينزو..".
-"حسنًا ".
تموضعت في مقعدها المعتاد ، بينما يقفُ الوكايد أمام النافذة، حاملًا شريط التسجيل ، ثم جلَسَ بمحاذاتها.. و وضع جهاز التَّسجيل بينهما ..

-" إذًا ، لقد ذكرْتِ في الأسبوع الماضي أنَّكِ في بعضِ الأحيانِ تستيقظين و لا تذكرين شيئًا مما حصل في الليلة السّابقة، و يحدث هذا أيضًا في بعض الأيّام خلال النَّهار و لا تعلمين ماذا فعلت قبل عدَّة دقائقَ مثلًا ..".

-"هذا صحيح..".
-"كما أنَّكِ أخبَرْتِني في جلساتٍ ماضية أنّك و قبل خمس سنواتٍ تحديدًا ، استيقظتِ على أحد أرصفة هذه المدينةِ و كل ما تذكرينه أنَّ مُختَطِفَكِ أفقدكِ الوعيَ بشرابٍ ما ..".
-"صحيح..".
-"لمَ تظنِّين أنَّهُ تركَكِ لتعيشي؟.. لمَ حرَّرِك؟ .. أَلَيْسَ من مصلحته أن يتخلَّصَ منكِ؟، أوْ حتّى.... يقتلك؟...".

بدا الجوُّ مشحونًا بالتَّوتُّر، بينما شينزو تقضِمُ شفاهها و الفراغُ يملأُ عينيها...
-"كيف لي أنْ أعرِف؟! ... " قالت بنبرةٍ عالية..
-"حسنًا ... على حسبِ روايتكِ فإنَّ أباكِ اختفى و لم يعد..".
-"أ... أجل.."، ردَّت و هي تحدِّقُ الى الأرض...
-"هل تعلمين مالذي حصلَ لهُ فعليًّا؟؟؟".
-" ذات ليلة.. بعدما انتهى ذلك الشَّابُّ من تفريغِ رغباتهِ فيَّ، قال لي:"أنت مشاكسة، تقاومين كثيرًا كأباكِ تمامًا ، لكن في النِّهاية.."، و ابتسمَ ابتسامته السَّاديَّة ، و أشارَ بإحدى يديه الى حارسه بأنْ يأخذني، لقد قتلوه..اغتصبوا والدتي و قتلوها كوالدي ثم استعبدوني...".

60 days in the darkness - ستّون يومًا في الظَّلام (completed)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن