وصلوا الى المقهى.. لا تزال سكينة الصَّباح تخيِّم على المكان...
-"اذًا ماذا تودين أن تطلبي ؟".
-"مياه، الكثير من المياه..".
-"ممم.. مياه؟ ، حسنًا كما تشائين..".و بينما ينتظران طلبهما ، توجَّهت شينزو بسؤال الوكايد ...
-"لماذا أردت القدوم إلى هنا ؟".
-"في الواقع شينزو، أردت أن أحدِّثك حولَ موضوعٍ ما..".
-"موضوع؟".
-"أجل..".
-"ما هو إذًا ؟".
-"أنتِ تعلمين أنَّني أعالجك منذ ٣ سنوات، نتقابل فيها ٥ مرَّات في الأسبوع تقريبًا..".
-"أجل...؟".
-"طوال هذا الوقت، كنتِ مريضتي ... و كنتُ أركِّز على ابقائكِ في أحسن حالٍ..".
-".....؟".
-"لكن و بينما أنا أفعلُ ذلك لم أدرك أنّ—-".و بينما كانا يتكلمان ، قاطعهما النادل باحضار الطلبات ...
-"شكرا لك..". قال الوكايد .سألت الآنسة ياماماتو :"ماذا كنت تقول إذًا ؟".
توقَّف الوكايد عن الحديث لعدَّة لحظات ، و هو يحدِّق في كوب قهوته الساخن...
ثمَّ قال :"آنسة شينزو علينا المغادرة ..".
-"هه؟ المغادرة ؟؟ ما—".
-"سوف أتأخَّرُ عن الموعد التالي ..".
-"ح.. حسنًا ..".كانت رحلة العودة مختلفةٌ كثيرًا، لقد كانت صامتةً صمتًا غريبًا ، مالذي حلَّ لألوكايد ؟.. لماذا تهرّب فجأةً من شيءٍ بدا و كأنَّه يريد قوله بشدَّة ؟؟!
دامت هذه الحالُ طوال الطَّريق ،إلى أن وصلا الى باب العيادة ..
الوكايد :"أعتقد أنَّه حان وقتُ الوداع ..".
-"أظنُّ ذلك.." ردَّت بصوت متسائل ..
-"إلى اللقاء إذًا ..".
-"وداعًا ..".
و مشى كلٌّ منهما إلى وجهته ...بالطَّبع شينزو لم تتوقف عن التفكير، لم تكن تلك من أساليب طبيبها المعتادة، بدا مختلفًا ...
عادت لمنزلها ،ما إن خطت خطوة على عتبة الباب حتَّى قامت يدٌ بشدِّها إلى الداخل ، دفعها نحو الحائط برفق و أغلقت البابَ بإحكام ...تلك العينان المألوفتان ، و ذلك الصَّوْتُ الأجشّ..
-"لمَ تبدين متفاجئة ؟".
-"م.. مالذي تفعله هنا ؟".
-"فقط اتأكَّدُ من أنّ أوامري لا تزال قيدَ التَّنفيذ..".
-"أوامر ؟؟... ".
-" أنا الوحيد الذي يستطيع لمسَك ، و أنا فقط من عليكِ التفكير به..".قال و هو يمرر يده بخفَّة على طرف وجنتها ، و عيناه لا تفارق عينيها..لم تحرِّكْ الفتاة جفنًا ..لقد كان عقلها مقيَّدًا ، لم قد تستسلم لغريبٍ كهذا ..
يقترب منها ببطء ، حتى استطاعت أن تشعر بأنفاسه الدَّافئة المختلطة ببرودة الهواء الذي ينساب من النافذة... أغلقت عيناها و بدأ يقترب كثيرًا لكن... شعرت به يتوقَّف ، تراجع للخلف و أطلق سراح معصمها الذي كان يثبته على الجدار ...بعدما التقط أنفاسه بعمق ... قال لها و هو يلاعب شعره:
-"إذًا ... ربَّما تودِّين ألَّا تخالفي أوامري مجدّدًا صغيرتي..".......في ذات الوقت في منزل الوكايد.......
-الوكايد:"أنا أخبرك يا رجل !.. شيءٌ غريبٌ يحصل لي بالتأكيد.".
-راي:"الوكايد، لطالما عمِلْتَ بمِهنيّةٍ ، أنت تتذكَّرُ القاعدةَ العظمى التي تعلَّمناها خلال سنواتِ الدِّراسة، لا تخلط أبدًا بين عملك و مشاعرك.".
(ملحوظة: راي ray، شخصيَّة جديدة ... لكنه أحد أقدم أصدقاء الطبيب الوكايد).-"أنا أعلم ذلك.. لكن في كلِّ مرَّةٍ أراها فيها، أرغبُ باحتضانها، لقد كنتُ على وشك الاعتراف لها في وقتٍ سابقٍ اليومَ بذلك.. لكنني تراجعت، ماذا ان لم تكن تكنُّ لي نفسَ الشُّعور؟!".
-"الوكايد ، أنا أعرفك منذ المدرسة الثانويَّة، و كنت أعزَّ أصدقائك في كلِّيَّةِ الطَّب و لا أزال كذلك حتى الآن.. لكن لم أرَكَ تهتمُّ بهذا الشَّكلِ أبدًا لأحد مرضاك، من الأفضل لك أن تبقى على ذلك النَّحو..".
-"سُحْقًا..".*منزل الآنسة ياماماتو*
-"من تكون ؟".
وضع زاك إحدى يديه على فمها برفق
-"صصصصه ،ليس من حقِّكِ أن تطرَحي الأسئلة..".
قبَّلها على وجنتها و غادر ...طبيعيًّا ... وقفت شينزو متصلِّبةً في مكانها ، مصدومةً من ذلك الغريبِ الوسيم، لكنّها لم تكن مهتمّةً لذلك بقدرِ اهتمامها بنفسها.. لمَ لا تقاوِمُ ذلك الشَّاب ؟! لماذا تقفُ فقط و تشاهده يتطفَّل؟ و الأهم من ذلك ، لماذا تستمتع بتطفُّلِهِ ؟!!!!
- البشرُ مخلوقاتٌ معقَّدة، نحبُّ الخطر و نعشقُ المحرَّم ... نبتعد عن الضوء لأنّ فضولنا يهوى الظَّلام..-
أنت تقرأ
60 days in the darkness - ستّون يومًا في الظَّلام (completed)
Espiritualاقْتَرَبَ منها بهدوءٍ:"أنتِ فتاتي المُطيعَةُ..". ذلكَ ما أَحَبَّتْهُ بشِدَّةٍ.. تِلْكَ القُبْلةُ الدَّاميةُ كانتْ كالمُخَدَّرات... PSA: every art piece in this story is done by me :) أحداثُ هذه القِصَّةِ تَحْدُثُ خلالَ ستِّين يومٍ تقريبًا ..؛) 🌙