كل شئ انتهى في ذلك اليوم، بين انقاض الحطام، في تلك الليله التى سلبت من طفل كل ما يملك ،تلك الجثث المتفحمه كانت لافراد عائلته بعد ذلك الانفجار الاهوج .
.
.
تاسكو:
لطالما تساءلت لماذا انا متواجد مع برنارد طوال الوقت لماذا كل شيء يبدو مشوشاً وغير مفهوم لكن التفكير من الاشياء التى لست جيداً بها وهذا ما جعلني انتهي بغرفه مع سادي لا يعرف الرحمة حسنا تلك قصه اخرى ما يهم الآن هو قصه ذلك اليوم حينما كان برنارد جالساً يقلب قنوات التلفاز وكنت احدق به وافعل مالا اجيده..التفكير فقال محاولاً التظاهر بالضجر:
"هل لديك سؤال مهم عزيزي؟"
"برنارد لقد اخبرتني سابقاً انني نجوت من انفجار منزلنا لانني كنت معك لكنك لم تخبرني كيف نجا تايكو!"
رغم أن هذا الأمر الوحيدالذي يرفض برنارد التحدث فيه إلا ان فضولي يتآكلني لكنه قال بشئ من المزاح:
"تاسكو يوشيدا توقف عن طرح كثير من الأسئلة عن شئ قد مضى المهم أنك هنا وأنك بخير وتايكو بمكان ما وهو بخير حسنا فلتهدأ"
"انا فقط اتساءل كيف له ألا يريد رؤيتي! يفترض انني فرد عائلته الوحيد لكنه لا يأتي باي وقت"
قال بحزم :"تاسكو كفى ..انا لا اريد أن اكذب عليك لكن عليك أن تهدأ الحياه قاسيه على اخاك كذلك لكن لربما كان ابتعاده لحمايتك تايكو ما كان ليؤذيك"
"حسناً لماذا ارادوا تفجير منزلنا على اي حال؟"
لحظت يداه تشكلان قبضتين كان غاضباًلكن ليس مني فتحدث:
"قلت لك مافي الماضي يبقى هناك المهم أن نستمر"
ونهض قائلاً ليلطف الجو:
"عجباً انت في الرابعه عشر ابحث عن اي شئ تفعله وتجاهلني كن مراهقاً لمرة!"
قلت ناسياً كل جديتنا:"برنارد لقد قلت الآن انني مبكر النضج صحيح!"
قال ضاحكاً:"كلا انت طفل ...وإذاً برنارد العجوز يحتاج الراحه حسناً قبل أن تؤلمني عظامي"
قلت :
"حسناً ايها العجوز"
في الواقع لم اكن متضايقاً من حياتي كثيراً كنت فقط متضايقاً بسبب عدم الانتماء الذي يلازمني طوال الوقت لطالما شعرت أن الجميع بمكان ما من فترة ما ولستُ كذلك ولم يبدو الامر منطقياً البته.
لم استطع إيجاد سبب لكن ولأن التفكير بالأمر قادني لأنه ربما تايكو يفكر بأن تاسكو بمكان ما ولا يرغب برؤيتي ربما يكون احد اولئك الحمقى الذين يعتقدون انهم السبب في تألم اي شئ حولهم ولذا لا يرغب برؤيتي لذلك قررت انني من ينبغي أن يراه لذلك توجهت بسرعه نحو كل مكان او احد أعرفه بقريتنا اسأله عن احدهم يسمى تايكو يوشيدا هو شاب في بدايه العشرينات وهو ربما يشبهني وربما لا وقد تجاوب البعض معي لكن لفرط رغبتي في رؤيته وبحثي المستمر على ما اعتقد اختلف تعاملهم معي بعد سنه ونصف من البحث المضني بلا نتيجه لا ادري لماذا الجميع عاملني بحقارة؟ لكني لا اهتم لكن احد عجائز القريه قال لي:
"فلتتوقف عن السؤال عنه؟"
ترددت وانا اسأله:"لماذا؟"
"لو انه مفقود لسنه ونصف فهو إما ميت أو يتجنبك فلتتوقف فحسب لأن أمره اصبح مزعجاً"
قلت بإستياء:"إذاً لن اسألك بعد اليوم لا تأبه!"
قال بصيغه تهديد:"قلت لك أن تتوقف وإلا فسأضطر لإتخاذ اسلوب آخر لإيقافك"
عقدت حاجباي بعدوانيه وغضب ثم غادرت ما دخلهم ببحثي عن اخي! لقد كان هناك امر خفي لم اعلمه سر في مكان ما من قصتنا وعندما عدت للبيت جلست وبرنارد ثم سألته:
"برنارد هل انت متواصل مع تايكو؟"
"نعم انه يسأل عنك وعن صحتك "
"لماذا يرفض الحديث معي؟"
"هو لا يرفض انه بعيد و.."
قاطعته بضجر:"والاتصال سئ اعلم"
بدا الهم على وجه برنارد فقال:
"ما الخطب تاسكو ؟"
قلت بلامباله:"لا شيء"
قال بنظرة قاسيه لكن حنونه بذات الوقت:
"لا تكذب علي هل هناك من يضايقك بشأن هذا الأمر؟"
قلت:"انا فقط اريد الحديث معه ..لا اهتم بشئ آخر واعتقد انه مشغول ولكن لن اطيل الحديث يكفي ان اسمع صوته فانا بالكاد اعرفه انه فرد عائلتي الوحيد"
لعنت فمي الكبير لأني لم ارد قول هذا..لا اريد ان يشعر برنارد انه ليس عائلتي ..هو الشخص الوحيد الذي أعده عائلتي لا ادري حتى بشأن تايكو..رد بجمود:"إذاً ساتصل به"
"حقاً"
تفاجأت حين أخذ الهاتف وضغط الأرقام فقال:
"مرحباً.."
بصيغه الأمر قال:"تاسكو هنا وستقول مرحباً له"
ثم ناولني الهاتف فقلت:"تاي.."
قاطعني:"مرحباً"
ثم سمعت صوت انقطاع الإتصال او بصفه أدق هو اقفل بوجهي فكرت ربما برنارد هو الشرير في القصه ربما هو فرق بيننا اعتقد انني محق لان صيغه برنارد الآمرة والقاسيه اكدت شكوكي
"تاسكو لما انت صامت؟"
"لقد اغلق الخط"
تلك الليله ظللت افكر إلى أن احضر برنارد العشاء كان من مطعمي المفضل فقال:"عزيزي بدوت مستاءً لذا قررت احضار الطعام لك ...تاسكو ارجوك انت تبدو غير طبيعي هناك من ضايقك؟"
"برنارد ..اين يعيش تايكو؟"
"إنه يعيش مع صديق ليون "
سألته:"برنارد لماذا لم تتخلى عني؟ اعني انت معي طوال الوقت أليس لديك عائله ؟"
شعرت عندها بوقاحه كلامي فقلت:"انا آسف..لا أقصد ذلك"
"لا بأس بما قلته .."
لم يكمل كلامه فادركت فظاعه شكوكي وكلماتي فقلت بسرعه:
"برنارد انت لن تتخلى عني صحيح؟ تعلم انك كل ما املك اليس كذلك؟"
ظل صامتاً فقلت:"برنارد .."
قال:"اصمت"
كان كلامه همساً تحرك ببطء واغلق الضوء ثم توجه نحوي قائلاً بهمس:
"تاسكو ارجوك لا تقل كلمه آخرى"
ظل الصمت سيد المكان بعدها تحدث برنارد:"تاسكو فلتنم لا سهر الليله"
وخرج بقيت بسريري وانا لا افهم شيئاً مرت ساعتين واصابتني الحيرة بالصداع ولم اسمع خطوات برنارد هل سيتركني خلفه ..لا اعتقد لكني كنت قلقاً بعدها آتى برنارد واضاء الغرفه قال:
"انت لم تنم"
شعرت بالدموع تملأ عيناي فقال:
"لا تبكي ايها الاحمق"
لم استطع كبح دموعي لقد كنت ابكي لانني فقط لا افهم ما حولي بأي شكل برنارد لم يعاقبني او يصرخ علي اقترب وضمني قائلاً:
"توقف عن التصرف بحماقه تاسكو كيف لي ان اتخلى عنك ..انت ابني أتفهم؟ وانا احبك كثيراً لكن لن احبك إذا استمررت بذكر التخلي ..تاسكو لدي عائله لكن حالياً انت همي رقم واحد علي حمايتك والاهتمام بك"
"لكن لماذا كل هذا؟ "
"لأنك ابني حسناً والدك كان اكثر من صديقي وانت ابني حسناً"
هززت راسي موافقاً فقال:
"اعتقد انني ساعطيك قبلتين كل يوم عندما تنام وتستيقظ وكل ذلك"
قلت بتقزز:"لا شكراً"
"كلا لديك اب وليس ام لذا علي التصرف كالامهات ايضاً"
كان يتعمد مضايقتي حين قال:"حبيبي تاسكو اتمنى لك احلاماً سعيدة"
قال وهو يبعثر شعري فقلت:"برنارد انا في السادسه عشرة لست طفلاً"
قال:"الخامسه عشرة ونصف تذكر.. وستعاقب لتصرفك كطفل مصاب بالاكتئاب"
"انا آسف برنارد ...حقاً وانت عائلتي!"
قال:"إذاً عليك ان تقول أنني المفضل لديك اكثر من تايكو"
فقلت ضاحكاً:"طبعاً انت المفضل"
مر اليوم على خير حتى أنه قال لي:"حاولت التصرف بقسوة لكن انا حقاً لا يمكنني يا صاحب العينين الحمراوتين..يا مهووس الحواسيب"
ابتسمت فحسب ممتناً ..
مرت الأيام ولكن في يوم اتى زائر من المدينه فسألته سؤالي المعتاد فاخبرني انه يعرف تايكو ولكن آخر مرة رآه كان في غابه تسمى غابه فينوم الاسطورة تقول أن فتاه تدعى فينوم ماتت ومن قبرها خرجت أول أشجار الغابه لذلك سميت غابت فينوم الاسطورة تقول ان هناك شجره كبيره بوسط الغابه بها إسمها وهي اول شجرة ... توجهت للغابه التى كانت تبعد كيلومتراً عن القريه وقد حل المساء وانا ابحث بلا توقف عن دليل عن اشارة تقودني لاعلم اين ذهب بما أن برنارد لن يخبرني بشأنه سمعت صوت خطوات فاتجهت نحوها لكن راعني المنظر كان رجلاً ضخماً يلهث بقوة ويسعل ويحمل بيده اليسرى طفله صغيره كان يحملها بعشوائيه تخفيت بشجره وانا أراه التقت عيناي بعيناه فتجمدت خلف الشجرة لكن يد باردة لامست كتفي....
أنت تقرأ
الندم المميت ( منظومه الاجرام الفصل الاول)
Randomاتظنون ذلك سهلا ان تكون مكروها بين الناس منفرا ولا يريد احد الحديث معك ان تتعرض للتنمر طوال الوقت من الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم ... لقد حُطمت منذ سن صغيرة... لقد تبرع العالم بسعادتي للاوغاد بدون إدراكي... . . . . . . . بقلم/ناديه موسى