بدا ان جاك شعر بعدم ارتياحي مما جعله يقول:
"لا ينبغي ان تخاف احداً يا تاسكو"
تحدثت:"لكنه ضخم ولا استطيع ضربه"
"اذاً تاسكو دعه يضربك واخبرني لارد له الضرب...لكن .. انت قدمت البلاغ صحيح"
قلت:"نعم لقد اردت الاطمئنان ان الطفله ستكون بخير"
قال:"اذاً هل تعلم بشأنهم؟"
"بشأن من؟"
بفضول سألت فقال:"انس الامر اعتقد انني فقط متعب"
"من خنق آكي؟"
قلت متسائلاً وانا انظر لآكي تسابقنا وهي تلاحق احدى الفراشات.
لم يتحدث بشئ انما بدا اكثر تجهماً تذكرت نصائح برنارد عن شئ ما دفعني لقول:"لا بأس إن لم ترغب بالإجابة حسناً؟"
"الامر ليس كذلك فقط الوقت غير مناسب ستعلم لاحقاً ستعلم كل شيء.... تاسكو لقد انقذت ابنتي من موت محقق يسرني ان تشرفني بمنزلي ان كنت متفرغاً"
"بالطبع"
قلت دون تفكير فقال:"ألن تستأذن والدك او ما شابه"
قلت:"ابي ليس حياً ..ولا أمي"
"اوه انا آسف انت يتيم"
"لست يتيماً"
رددت بتلقائيه فبدا متفاجئاً بعدها تساءل:"انا لا افهم"
ترددت في قول كلامي الذي ينكره الجميع:"اليتيم هو من يحتاج والدين ولا يجدهما... صحيح انني فقدتهما وانا رضيع لكني لا احتاج اباً ولا اماً"
شعرت بالسوء بأنها كذبه اخرى اقنع نفسي بها بدا ان جاك شعر بعدم صدقي ثم قال:"لا بأس في ان تكون انت وتحتاج احداً لا بأس في ان الاعتماد على احد تثق به حسناُ"
تحدثت:"اخي لم يعتمد على احد حين نشأ ..هذا ما اعتقده .... الجميع هنا يعيرونني بهذا لكن من يحتاج عائله على اي حال؟"
صمت فحسب مشينا خطوات بعدها ليقول:"عليك إذاً ان تستأذن ولي امرك"
"نعم ..برنارد"
تمتمت وانا افكر به فقلت:"ااا لا تقلق بقي ساعه على الغروب ساكون قد عدت بغضون ذلك"
"حسناً"
توجهنا لغابه فينوم وآكي تغني وتدور بفرح استعجبت انها لا تمر بتأثير صدمه فسألته:"جاك انا حقاً لا افهم ... آكي تبدو بخير"
"اجل مالذي لا تفهمه بالضبط"
"اعني لقد تعرضت للخنق"
"انها حياتنا.."
توقفت عن السير فقال:"لا تقلق بشأن كوننا مجرمين هاربين ..نحن لسنا كذلك"
"حسناً اين هو منزلك؟"
"وسط الغابة..احاول تفادي الانظار انه جزء من عملي"
"ماذا تعمل؟"
"لست ثابتاً بوظيفه حالياً"
مرت ثواني لنصل لمنتصف الغابه حيث كان منزله لم يكن منزلاً فعلياً او ربما ليس نوع المنازل التى رأيتها من قبل كان بسيطاً دخلت فاحضرت آكي لي كوب ماء ثم قالت:"تاسكو لم يأتنا ضيف منذ زمن بعيد"
قلت:"منذ متى؟"
سألت متصنعاً الدهشه لأبهج آكي لكن رد جاك بتجهم:
"منذ موت زوجتي؟"
فقلت بحزن:"انا آسف لم اكن اعلم"
"لا تأبه ..آكي جهزت لك سريرك يمكنك الذهاب للنوم"
قالت وهي توسع عيناها البنيتان الكبيرتان:"هل يمكنني التلوين قليلاً يا ابي ..ارجوك ارجوك ارجوووك"
بدت في غايه اللطف لكن جاك لازال وجهه متجمد من ذكرى زوجته فتحدث:"حسناً"
فذهبت بسرعه قبل ان يغير رأيه بدا لي جاك وكأن قواه خارت حين تهاوى على اقرب كرسي له ..في بدايه الأمر فكرت بأنه ينبغي ان أغير موضوع الحديث لكن دفعني سبب لاسأل:"كيف توفيت زوجتك؟"
ابتلع ما بحلقه ثم فتح فاهه ليتحدث لكنه اغلقه مجدداً علمت انه لم يتحدث عن الامر ابدا بعد وفاتها لذا احتاج للحديث وهذا السبب الذي جعلني اسأله ناولته كوب الماء فارتشف منه قليلاً ثم تحدث بهدوء تام:
"كان يوماً عادياً ككل الأيام يوم كأي يوم بائس آخر... خرجت لاحضر بعض مستلزماتنا وحدي وتركتهما بهذا المنزل ....كانت تجلس هنا تماماً حيث قلت لها انني سأخرج كانت نوعاً ما غير مطمئنه اخبرتني ان احذر و.. خرجت بعدها"
بقدر ما صعب عليه الكلام صعب علي رؤيته يتكلم والألم يفيض من كلماته اخذ نفساً عميقاً ثم اكمل:"لقد احضرتهما لهذا المنزل لتكونا بخير لتكون كوفو زوجتي بخير لكن ... ذلك اليوم التقاني رجل يدعى كين لقد كان يقول لي ان اعمل لديه وإلا فسأضطره لاتخاذ اسلوب آخر.. اتعرض للتهديد طوال الوقت وباستمرار ظننت انني بتجاهلهم وأحياناً بضربهم سأكون ولن يستطيع احدهم إيذاء عائلتي وعدت يومها اخبرتني كوفو إنها غير مطمئنه لقد شعرت بالخطر ولكني اخبرتها ألا تُعقد الأمور وتهدأ ..لقد ذكر كين شيئاً عن مهله يوم واحد ومر ذلك اليوم وقد نسيت امره تماماً وف ي المساء.. "
اخذ نفساً عميقاً ثم اكمل:"كان عمر آكي سنتان فقط يومها ...لقد كانت تلعب بحضن كوفو حين ذهبت لارى بعض اوراق العمل بمكتبي هناك تماماً"
أشار إلى غرفه بعيده نسبياً تحرك نحو كرسي وقال:
"هنا حيث كانتا تجلسان ...لم اشعر به يأتي حتى فجأه وجدت نفسي محاصراً مقيداً ..آخر ما سمعته من زوجتي هو بكاءها ومناداتها لي ..تاسكو"
اكمل ودموعه ترقرق:"لقد كانت تستنجد بي ولم استطع انجادها"
وضع رأسه بين كفيه ثم قال:"هذا كان اكثر شعور سئ في حياتي ...أخبرني انها البدايه فحسب ثم غادر.. "
سألت:"وكوفو؟"
"لم تعد هنا عندما آتيت وجدت دماءها تزامن ذلك مع العثور على جثه بالنهر قرب الغابه"
اتسعت عيناي من فظاعه ما اسمعه تنهد ثم قال:"لم املك ابداً الجرأة على إلقاء نظرة عليها للتأكد..الأمر صعب للغايه ...صعب جداً جداً"
"انا آسف جداً جاك"
تحدث:"ذلك اليوم الذي التقينا فيه ...كين قد عاد فجأة واخبرني مجدداً ان اشاركه بأعماله القذرة لكني رفضت بإستمرار لكنه اخذ آكي واستمر بخنقها عندها ما كان لي إلا منحه موافقتي لكنه ظل يقتلها عندها شعرت باليأس كما لو ان كل شيء جميل في حياتي اختفى إلا ان سمعنا صوتك ينادي "تايكو" ويقترب عندها ابتعد كين بعد ان رمى آكي حملتها بسرعه وحاولت الهرب في اتجاه صوتك علني اجد المساعده لم اعلم حتى إذا كانت اكي حيه...وعندما رأيتني في السجن كنت اعتقد ان آكي ماتت ...كنت اضع خطه طويله للانتقام منه فعندها لم يعد لدي ما اخسره..."
كان صوتاً من الخارج الذي قاطعه اطفأً الاضواء ثم همس:"اختبئ تاسكو لقد عاد"
رددت بخوف:"ك..كين"
.....

أنت تقرأ
في الغابة ( منظومه الاجرام الفصل الاول)
De Todoاتظنون ذلك سهلا ان تكون مكروها بين الناس منفرا ولا يريد احد الحديث معك ان تتعرض للتنمر طوال الوقت من الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم ... لقد حُطمت منذ سن صغيرة... لقد تبرع العالم بسعادتي للاوغاد بدون إدراكي... . . . . . . . بقلم/ناديه موسى