كان برنارد يشد اذني للداخل وصلنا غرفتي فقال:
"ماذا يحصل هنا؟"
"انه ...فقط اشفقت على راونن"
"هذا حقاً غريب انت وراونن ..عجباً"
"انا لن احصل على عقاب صحيح"
وضع يده على خدي ليقول:"لقد كنت قوياً ومررت بالكثير لذا لن اعاقبك اليوم سنجعله لاحقاً وحسب"
وهذه الجمله تعني"كلا لن اعاقبك ابداً" ففرحت بعدها ناداني:
"تاسكو لنتناول الطعام"
ذهبت وجلست فوجدت حساء لذيذاً وبطاطس كنت جائعاً جدا فبدأت التهم كل شيء بعد ثوان آتى برنارد بدا مصدوماً لأن الطبق فارغاً لكنه ابتسم بتشفي ثم ناولني كوب الخليب وهو يقول:
"اشرب هو مفيد لتستعيد عافيتك"
كان كل شيء يؤلمني ..تصرفات تايكو ..كين وكون كوفو وعائلتها تحت يد كين حتماً اريد المساعدة لكن بنفس الوقت رغبت ببعض الوقت لارتاح قليلاً فقلت:
"برنارد انا لا اريد العودة إلى مكان كذاك!"
تحدث:"وانا لن اسمح لأحد بأخذك ثانيه"
"ماذا عن جاك؟..انه وثق في!"
"لقد اتصلت بجيفيل سيساعدونه"
"ما هي جيفيل؟"
سألت السؤال الذي يحيرني فقال:
"ستتعلم مع الوقت المهم ان جاك سيكون بخير حسناً"
"حسناً"
شربت كوب الحليب بالكاكاو بنفس واحد ثم توجهت لسريري واستلقيت لأغط بنوم عميق.....
برنارد:
كان هذا صوت بطني التى تؤلمني بسبب الجوع فذهبت نحو الثلاجه لم اجد شيء سريعاً لأجهزه كما انني متعب للغايه نظرت حولي لارى كوبي البني فتوجهت نحوه وشربت القهوة وانا اقاوم النوم ذهبت لغرفه تاسكو لاجده نائم بعشوائيه كالعادة فهمست:
"تاسكو ...هل انت مستيقظ؟"
كان نومه عميقاً للغايه لذا توجهت للهاتف لأضغط الأرقام سمعت رنين الهاتف حتى جاء الصوت المنشود:
"ماذا تريد؟"
"ستأتي غداً...اريدك ان تعتذر منه وتطلب السماح"
"لن آتي"
"ان لم تأتي فانت لم تعرف يوماً احد يدعى برنارد لايند"
واغلقت الخط عاود الاتصال عدة مرات لكني تجاهلته واغلقت هاتفي وحاولت بفشل النوم والساعه الثالثه صباحاً استيقظت ..فتحت هاتفي واتصلت بالشخص الوحيد الذي اشكي له وليس العكس نظرت لاسم زوجتي وانا اسمع رنين الهاتف"ريجي"
"برنارد"
سمعت الصوت الذي افتقدته فقلت:
"ريجي حبيبتي ريجي...اوه كم اشتقت إليك!"
تحدثت:"اشتقت إليك اكثر ايها الجافي ..لماذا لم تأتي مرت اربعه اشهر بالفعل"
"انا آسف كنت مشغولاً للغايه.."
وبدات احكي لها ما يحصل فقالت:
"لا تقسو على تايكو فهو قد ذاق مرارة الفقد بالفعل"
"اعلم لكن تاسكو نشأ بدونهم"
"لم يكن يعرفهم حتى تايكو كان يعرفهم جميعاً وفجأه اختفوا ليس سهلاً ما يمر به"
تنهدت قائلاً:"انت محقه حسناً سيتصالحان اخيراً"
"اتمنى ذلك"
تاسكو:
نمت بهدوء وعندما استيقظت صباحا بعد الافطار طرق الباب فتحته كان راونن وشابين اكبر منا بكثير نظر احدهما الي وقال:
-"انظر هاهو تاسكو"
-"مرحباً"
راونن ظل منحنيا فقلت:
-"قم "
قال الآخر :
-"لا يا فتى اجلس مكانك ودعه هكذا والا سنعاقبه ثانيه ونعطيه لابي ليأكل لحمه"
-"هل بوسعكما تركه معي؟"
ذهبا قام وكان وجهه مليئا بالجروح والكدمات ولازال بعضها ينزف قلت:
-"ماذا فعلو بك؟ ...راونن اخبرني"
-"دعني وشأني "
-"لما تعيش مع اناس كهؤلاء؟"
-"اتركني...ارجوك دعني!"
قالها مكسوراً فقلت:
-"لما لا تهرب منهم انهم قساة!"
-"تاسكو ارجوك دعني في حياتي "
آتى احد اخوته فأنحنى راونن بسرعه فقلت:
"لا تنحني لي ارجوك هذا يشعرني بالسوء"
لكن راونن لم يقم فانحنيت ايضا قائلاً:"انا آسف ايضاً"
نظر احد الفتيين إلى الآخر ليقول:"هيا راونن لنذهب"
وسحبه بعنف من ذراعه وذهبوا هناك اشاعه تقول ان والد راونن له طريقه عنيفه في عقاب ابنائه على اقل الأخطاء واتفهها لم افكر كثيراً حتى اخبرت برنارد بقدومهم فقال لي ان اتجاهل تصرفاتهم فوالدهم وكما قال برنارد بتشدد مريض نفسي ولم يتحدث بعدها بقيت بغرفتي ولم افكر كثيراً حتى طرق الباب ظننته راونن واندفعت وفتحته لأرى الوحش تايكو متمثلاً امامي خفت وتراجعت حتى سقطت على سريري قال بندم:
"تاسكو ارجوك لقد آتيت فقط لأحدثك"
"لا ابتعد عني "
آتى وجلس قربي ثم قال:
" تاسكو "
امسك بيدي وهمس:
"اخي العزيز تاسكو"
سحبت يدي وقلت:
"ارحل فقط"
قال وهو ينظر بعيداً:"لقد كنت تحب ان امسك يدك... لابد انك لا تذكر... ذلك اليوم .. انت اخي وقد كنت متسرعاً متهوراً ولكن ما ان حدثني برنارد شعرت ب... يا ويلي!! ماذا فعلت بك اخي الصغير يالي من وغد وقاسي..
ذلك اليوم:
مر شهران على انفجار منزل ليون اليوم عاد تايكو من المشفى والضمادات تغطي اجزاء من جسده تاسكو قد خضع كذلك لعمليه جراحيه لاخراج المفعل من بطنه لكنه كان بخير افضل حالاً من اخاه المكسور ما إن دخل حتى لمحت الحزن في عينيه كبيراً مؤلماً مسكت على رأسه لأقول:
"انت تود رؤيه تاسكو صحيح؟"
بدأ يشهق بصعوبه ليمنع نفسه من البكاء ثم قال اسماً لطالما كان خاصاً بأقرب شخص إليه:"ألفريد.. ألفريد"
كان اخاهما الأكبر كما اسلفت وكان تايكو متعلقاً به كثيراً وظل يبكي لوقت ليس بقليل بعد ذلك ذهبت لحديقه منزلنا حيث كان يستلقي على العشب فقلت:
"تاسكو هل انت بخير؟"
"لا ارى اي نجوم.."
"انها من الاضواء الكثيرة لا تقلق ستراها"
ومرت ايام وشهور حتى اتم تاسكو الرابعه واتم تايكو الحاديه عشرة وجدتهما بالحديقه يراقبان النجوم ثانيه فسألتهما بقلب مفطور على حالهما:
"هل انتما بخير؟"
"هشش"
قال تايكو ليكمل:"اكاد ارى نجماً... تلك امي ..لابد انها هي"
كلماته كونت غصه بحلقي رغبت بالبكاء فقلت بصعوبه:
"امك لم تعد هنا"
تاسكو اخبرني بحماس:
"نعم لكنها ستتحول لنجمه لترانا اينما كنا.. إنها تهتم لأمرنا"
تحدث تايكو بحزن:"وألفريد اخبرني ان الناس بعد ان يمو...يمو..."
لم يكملها كان ينكر موتهم فقال:
"عندما يذهبون للتراب يتحولون لنجوم ولذلك... انا لا اصدقه اعلم انه يكذب علي لكن ...اود ما اتمسك به لاشعر انهم .."
اكمل بينما تسيل دموعه:"انهم هنا"
تفاجأ تاسكو كان حساساً لكنه مد يده ليتحدث:
"تايكو تمسك بهذا.."
قلت محفزاً:"هيا تايكو"
امسك بيد تاسكو فقال:
"انا من ينبغي عليه حمايتك"
تحدث تاسكو:"عندما تمسك يدي ستشعر عندها انني موجود دائما بقربك ...انا لا اريد ان تبكي ثانيه"
كان طفلاً لم يكن يفهم حتى لماذا يبكي تايكو لكنه فعل ما بوسعه كان اكثر من كافي انحنى تايكو على ركبتيه وضم اخاه بقوة قائلاً:"احتاج الشعور بوجودك انت عائلتي"
كانت تلك احدى الذكريات التي لن انساها من بين كثير من ذكريات الكره والغضب من جانب تايكو إلا انه لا يظهر ضعفه الا قرب تاسكو كذلك.
نهايه"ذلك اليوم"
تاسكو:
اكمل تايكو:" انت لازلت اخي الصغير الذي احبه ارجوك لا تخف مني ..احتاج الشعور بوجودك"
إلا انني صرخت:"دعني"
"تاسكو"
اقترب مني فصرخت منادياً برنارد آتى ونظر إلى تايكو قائلاً بغضب:
"يال العار تعال تاسكو"
اختبئت خلفه وانا امسك به ارتجف همس لي:
"عزيزي تاسكو لا تخف "
قام تايكو فزاد خوفي انحنى قائلا :
"انا آسف اذا اردت مسامحتي او لا ساكون في الخارج"
خرج بينما هدأ برنارد من روعي وقال:
"تاسكو عليك مسامحته لقد اتصل بي وقال انه آت للاعتذار سأخبرك ما ستفعل!"
قلت:
"تايكو ادخل"
آتى وجلس على الارض ابتسم ونظر الي وتحدث:
"انا آسف كنت طائشاً واحمقاً وحاولت قتلك انا آسف سامحني اخطأت انت اخي"
"حسنا.....هل تسمح لي بضربك؟"
مددت قدمي وقلت :
"سأحطم عضلات معدتك كما فعلت معي"
"ح...حسنا"
اقترب بحذر فقلت :
"حسناً سامحتك"
تايكو وهو يضحك:
"حقاً"
رددت:"هل تستهزأ بي؟"
"لا انت رائع تعال"
فتح يديه لعناقي فابعدته قائلاً:
"انت دفعتني لا اريد "
قال بتململ :"حسنا لقد فزت... انا الذي اريد "
لم اكن لافوت اول عناق يمنحه لي احد افراد عائلتي زال كل همي لن اضطر للاختباء خوفاً من اهل بلدتي لن اضطر لتفادي الجميع خوفاً انتهى الخوف كل هذا لأن تايكو قربي دمعت عيناي تأثراً وقلت :
-"تايكو هذا انت حقا"
-"اجل وهذا انت ...كل شئ سيكون بخير... سامحني فبرنارد سيهضم عظامي"
همس في آخر كلامه فقلت:
-"لنجلس"
جلسنا على الارض آتى برنارد وجلس يأكل وانا وتايكو ننظر للطعام التفت وقال بطفوليه:
-"انتما غضا بصريكما انه لي وحدي"
انا:"ارجوك"
تايكو:"سنبكي ان لم تعطنا"
-"لقمه واحده لكل منكما"
مد تايكو يده واخذ الصحن كله بيده وادخله فمه قلت:
-"لا ايها الفيل اكلت طعامي"
بصق الطعام على يده وقال:
-"تفضل"
-"مقرف"
-"كما تشاء "
اعاده لفمه مما جعل الأمر أكثر قرفاً ابتسم برنارد وقال بلطف:
-"كما اعتدتك يا تايكو طائش وفظ"
وخرج ليحضر طعام من المطبخ قال تايكو:
-"وكلوني مهمه المراقبه يا اخي علي... "
قاطعته:
-"لما ضربتني رغم معرفتك الحقيقه؟"
قال بتذمر:"يصعب علي عدم ضربك!"
فقلت بتفاجؤ:"ماذا؟"
قال يمزح؛ "انت قدمتني لكين في طبق من ذهب يلمع بل واحضرت دمي على كأس من الفضه مع لمسه تاسكو يوشيدل من الغباء ها..ما رأيك؟"
-"سأنادي برنارد فأنت تخيفني"
-"ألا تثق بي؟"
-"كيف لا وانا اقولها امامك"
بدأنا نضحك آتى برنارد واحضر طعام ثانيه اخذت اللقمه الاولى وفي الثانيه حصلت على ضربه في يدي قلت:
-"بئساً"
قال تايكو:
-"اعطه قليلا المسكين تحمل ضربي"
-"اتمزح معي ...انا المسكين لقد جف حلقي وانا احاول اقناعك بأن تأتي وانا من نام جائعا لاجله وبطني تؤلمني من الجوع"
-"الحليب انسكب على الارض بسبب راونن"
قال برنارد:"انت تسمح لهم بمضايقتك"
تايكو:"انت محق انه يسمح لهم بمضايقته"
صمت وانا اسمعهما
-"لذلك هم يلعبون به "
ضربت بكلتا يداي على الارض وصرخت :
-"اصمتا تايكو ان لم ترد الحديث عنا فاخرج حالاً!"
قال بإبتسامه طيبه:
-"على رسلك سأجيب على كل اسئلتك!"
همس برنارد في أذني:
-"اسأله عن صديقته"
-"تايكو من هي حبيبتك؟"
احمر وجهه وانتفخ خداه وبدأ يتنفس بصعوبه ثم قال:.......
أنت تقرأ
الندم المميت ( منظومه الاجرام الفصل الاول)
Acakاتظنون ذلك سهلا ان تكون مكروها بين الناس منفرا ولا يريد احد الحديث معك ان تتعرض للتنمر طوال الوقت من الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم ... لقد حُطمت منذ سن صغيرة... لقد تبرع العالم بسعادتي للاوغاد بدون إدراكي... . . . . . . . بقلم/ناديه موسى