الفصل الثالث عشر

71.1K 3K 184
                                    

احتيال وغرام

الفصل الثالث عشر :-

كان الجميع مجتمعون في حديقة المنزل يتناولون افطارهم سويًا، حتى هبت عليهم العاصفة التي تمثلت في "حامد" الذي وقف أمام باب المنزل يصرخ بجنون في حارسان المنزل:
-إبعدوا من قدامي قولتلكم هدخل يعني هدخل
والاخران لم يملكا سوى نفس الرد الذي بُرمجا على عدم الاستجابة إلا له:
-يا استاذ مينفعش، كفاياك مشاكل وامشي من هنا اصحاب البيت مش عايزينك تدخل
حينها ازداد صراخ حامد بجنون أكبر وهو يُخرج سلاحه من جيبه:
-يا قاااااسم، تعالى انت وابنك عشان انا يا قاتل يا مقتول النهارده
تناهى صوته ليونس الذي هب منتصبًا يتجه نحو الخارج بسرعة يتبعه قاسم الذي اكفهرت ملامحه تنبئ بغضب يحاول كتمانه...
وما إن رآهم "حامد" حتى ازدادت حدته وهو يدفع الحارسان من أمامه، ثم زمجر موجهًا حديثه لقاسم:
-خليت إبنك ينتقم مني في بنتي الوحيدة يا قاسم!! بردت نارك وحقدك؟
عقد قاسم ما بين حاجبيه بذهول وهو يردد مستنكرًا:
-ينتقم إيه وجنان إيه، أنت بتقول إيه يا راجل أنت؟!
لتلوح تلك الابتسامة الساخرة المقيتة على ثغره ثم قال:
-بقول اللي بتحاولوا تخبوه، إبنك إعتدى على بنتي وأكيد أنت اللي خليته يعمل كده صح؟! طبختوها سوا بس يا ترى إبنك عارف إنك خليته يعمل كده علشان تنتقم مني علشان أخدت عشيقتك الفاجرة منك!!!
فتقدم منه قاسم بسرعة وقد أطاحت كلماته بالتعقل والثبات المُرصع داخل عقله ليشتعل عقله بالغضب الأسود، ثم زمجر فيه بعنف:
-إخرس يا **** عيب عليك عيب، هي دي الرجولة لسه جاي تطعن في شرف مراتك اللي هو شرفك، وكمان تتهمني بحاجة معرفش ألفتها أمتى!!
فهز حامد رأسه بسخرية مريرة ومن ثم ألصق الواقع بتبريرات واهنة من عقله المعبئ بدخان الحقد:
-على اخر الزمن أنت اللي هتديني دروس في الرجولة والأخلاق؟؟ وبعدين تبرر بأيه اللي ابنك المش محترم عمله في بنتي؟ إيه الصدفة جريحة للدرجة عشان يعتدي على بنتي انا بالذات؟!
كان يونس يراقبهما بعينان سوداوتان حادتان... وحدسه يخبره أن حديث ذلك الرجل حقيقي نوعا ما، ذلك الحقد الذي يُلطخ حدقتا "حامد" من المستحيل أن يكون زيفًا !!...
اقترب يونس منه وهم أن ينطق ولكن "ليال" قاطعته متدخلة بصوت حازم لتهتف بما لم يتوقع أن تنطق به على مرمى ومسمع الجميع:
-يونس معمليش حاجة، ولو سمحت يا بابا امشي من هنا، يونس جوزي دلوقتي!
فتدخل يونس وعينـاه تحكي عن غضب واعر قادر على إبتلاعه في التو واللحظة وصرخ فيه بعروق بارزة:
-أيًا كان التأليف اللي بتقوله ده أحنا مش عايزين نسمعه، أحفظ كرامتك ونفسك وإبعد عن حياتنا انا لحد دلوقتي ماسك نفسي عشان أنت راجل كبير في سن ابويا !

في تلك اللحظات دلفت "فيروز" بخطى سريعة وخفيفة نحو الداخل لتقف جوار يونس واضعة يدها على فمها من الصدمة حينما رأت حامد ممسكًا بسلاحه، رآها جميع الواقفين ولكن لم يكن الوقت المناسب لسؤالها عن سبب تواجدها....

 " احتيال وغرام " بقلم/ رحمة سيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن