الفصل الخامس

2K 65 0
                                    

الفصل الخامس {اعتراف}

صراخها منعه من تحطيم وجهه بأكمله.. الحقير يتعدى على حدوده
جذبته بعنف بعد ان نال لكمه هو الاخر أدمت شفتيه.. ابعدته عن الساحة تماماً ووصلت إلى غرفته فتحتها ودلفت معه للداخل
احضرت ماء دافئ وبعض المطهرات وجلست امامه مباشرةً تطهر جرحه برقة
- بيوجعك؟
تسأله فـ يحرك رأسه نافياً وعينيه لا تبتعد عنها فتابعت
- أنا أسفة..
- بتعتذري ليه؟
اجابته
- لأن لولا وجودي ماكنش حصل كل ده
اقترب فاجأة يطبق على شفتيها بشفتيه ثواني وابتعد وهي جاحظة العينين ترفرف بأهدابها في عدم تصديق
صمت احتلها فـ نهضت من جلستها وخرجت من الغرفة بأكملها.

...............

وفي السادسة صباحاً بعد ان جفاها النوم خرجت من غرفتها وتوجهت إلى الشاطئ.. تقف امام البحر بإبتسامة ناعمة تستنشق النسيم المنعش.. خصلاتها تتطاير حولها كانت تبدو كـ لوحة فاتنة رفع عدسته وألتقط لها عدة صور دون ان تلحظه ثم تقدم منها
- هما بيقولوا ايه بعد البوسة؟
اتسعت ابتسامتها ثم ألتفتت له
- بيقولوا انك قليل الأدب
ضحك بقوة واقترب اكثر يمسك بمرفقها
- لا بجد..
رفعت كتفيها بدلال
- معرفش
خصلاتها المتطايرة تربكه.. تفتنه وتفقده عقله فـ غرز انامله بداخلها يلتمس نعومتها والاخرى فوق خصرها
- اقولك انا
- ها
رفعت ذراعيها تحيط عنقه بينما يهمس لها
- بيقولوا بحبِك
يدور بها قليلاً
- بموت فيكي
ويقترب
- بهواكي..
ثم يوصم شفتيها بقبلة ثانية استطالت ابتعد بعدها لتفتح هي عينيها تتأمل ملامحه بجوع
- انا كمان بحبك..

.................

رآها تقف بصحبة صديقاتها.. هو اليوم قرر بدأ صفحة جديدة معها ومع العالم خاصتاً وما حدث بالأمس حاضر بذهنه
حيث رنين هاتف ايقظه من سباته وصوت كان يعني له الكثير يهمس بأسمه ببكاء
- شادي..
ابعد الهاتف عن اذنه قليلاً ثم اعاده مرة ثانية
- شادي رد عليا ارجوك..
قال بجمود
- عايزة ايه؟
اجابته
- انا تعبانة ياشادي... اكتشفت النهاردة ان عندي كانسر في الدم ومرحلة متأخرة.. ارجوك سامحني انا عارفة اني وجعتك بس ربنا بيخلص حقك
شعر بإرتجاف قلبه بين ضلوعه لكنه لم يكن الغر الذي سبق وتعلق بحبال هواها المتآكلة فـ تركته يسقط بعد ان اخذته معها لعنان السماء فـ تحطم إلى أشلاء
ظل على صمته بينما تابعت هي
- سامحني أرجوك انا بموت والله وخلاص لا هتسمع ولا هتشوفني تاني
همس بهدوء
- ربنا يسامحك
واغلق الهاتف وضعه جانباً وهرب النوم من جفنيه طوال الليل حتى تلك اللحظة التي يقف فيها الآن امام الأخرى وبدون تردد تقدم وانتشلها من بين صديقتها بنبرته
- أنسة حبيبة لو ممكن كلمة..
ألتفتت له بدهشة سرعان ما اخفتها وسارت نحوه بهدوء
- خير يا دكتور؟
تنهد يجيبها
- تقدري ترجعي تحضري المحاضرات تاني.. اعتذارك  مقبول
ابتسمت بخفة تومئ له
- متشكرة يا دكتور..
وعادت إلى صديقتها بعدها بهدوءها الملحوظ ، كان يظن انه سيرى دموع واعتذارات أو ابتسامة متسعة ودموع فرحة وتهليل.. لكنها أدهشته.

رواية أهل الهوى بقلمي الزهراء محمد (كاملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن