الفصل الخامس والعشرون

2.4K 61 0
                                    

الفصل الخامس والعشرون (الأخير)

حفل زفاف نهاري يشبه جنانهم.. هو بحلة سكري تليق به و هي بفستانها الأبيض الملتصق بجسدها بينما خصلاتها تركتها للعنان ووضعت فوقها طوق من الورود الحمراء

وقفت تتعلق بعنقه امام عدسة الكاميرا وهو الإبتسامة لا تفارق ثغره.. يشعر بسعادة لا تسع حجم الكون.. هي حبيبته بين يديه
غبي وأحمق.. اضاع من عمرهم الكثير في وهم
ظن انه يحميها.. وان حكايتهم كانت صفحة وانقطعت

سحبها يرقصان على نغمات اغنية هادئة.. يحيط خصرها ويقربها منه بتملك.. ينحني يطبع قبلة على شفتيها فـ تنهره بإبتسامة
- بطل قلة أدب..
اجابها وهو يستند بجبهته لجبهتها
- انتِ لسه شوفتِ قلة أدب..

ضربته في كتفه برقة فأتسعت إبتسامته مردفاً
- انا نفسي اخدك ونطير من هنا..

وعلى مائدة قريبة نهض مالك يمسك يد زوجته قبل ان يأخذ الصغير يضعه بأحضان عمه
- معلش يا أنس.. آيتن كانت هي اللي بتشيل.. خد بالك منه
وجذبها نحو ساحة الرقص يرقصان سوياً بإبتسامة عاشقة متبادلة.. يهمس لها كم يحبها.. يتمنى ان يعود الزمن للوراء... كان لن يتركها لأحد غيره.. سيحتجزها بين ضلوعه حتى تصبح له كما الآن

والجد يجلس بعيد يتابع أحفاده بإبتسامة راضية.. هو يحصد ما زرعه طوال حياته
فقط أنس ما يؤرقه أمره.. والقلب يتألم لأجله.. يشعر بالذنب ولا يعرف كيف يصلح ما افسده بشخصيته
جلس بجانبه ليجد الصغير هو من يداعبه وعلى شفتيه ابتسامة طفولية محببة
ربت على كتفه
- عقبال ما تشيل ولادك..

ابتسم بخفة يجيبه
- متشكر..
تنهد الجد بقوة
- انا عارف ان عمرك ما هتسامح.. ياريت الزمن يرجع ماكنتش عملت فيك كدة ابداً
نظر له بعينين تقطر بالندم
- ياريت ياجدي.. ياريت الزمن كان يرجع.. بس على فكرة انا مسامحك.. مسامحكم كلكم.. عشان نفسي انول السماح انا كمان..
عاد للصغير وصمت الجد يتابعهم حتى قطع صمتهم صوتها بلهجتها المميزة تقف خلفه
- تسمح ترقص معي؟

رفع عينيه لها ثم ألتفت لجده فأومأ له وأخذ منه الصغير

وضع يده خلف ظهرها والأخرى تحتضن يدها.. بينما كانت هي تنظرله بقوة
- شو لونها ؟
قطب بتساؤل
- هي إيه دي؟
- عيونك..
رفع كتفيه غير مكترثاً
- بيقولوا عسلي في أخضر
همست بهيام
- كتير حلوين..
رفع احد حاجبيه وبإبتسامة مشاغبة قال
- دا أنا بتعاكس بقى
أومأت له ببساطة
- أي صح.. انا عم اتغزل ف عيونك لأن هما كتير حلوين عنجد
ضحك رغماً عنه
- ليندا انتِ بجد مشكلة.

.................

- ديما أنا كنت عايز أقولك حاجة بس بلاش تضايقي

وقف امامها وقد أتخذ قراره بينما تغضن جبينها بضيق
- الحاجة دي بخصوص السفر
أومأ لها
- ايوة.. أنس هو اللي هيسافر المرة دي
ضربت الأرض بقدميها هاتفة
- طيب ليه يا حازم.. اي واحد فيكم ينفع يسافر عادي

رواية أهل الهوى بقلمي الزهراء محمد (كاملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن