الفصل الرابع عشر

2K 56 0
                                    

الفصل الرابع عشر (صباحية مباركة)

اخيراً سمح له الطبيب بالخروج.. ما يقارب الشهرين وهو حبيس الفراش  لا يتحرك سوا للضرورة
وصل إلى المنزل برفقة شقيقه وصعد إلى شقتهم ليجد امه بأنتظاره يعد ان آلمها جفاؤه ف قررت الابتعاد قليلاً حتى يعود

اخبره مالك ان يدلق لغرفته ويرتاح ليعترض بضيق
- انا بقالي شهرين مرتاح.. الشغل واحشني

- شغل ايه ممنوع تنزل دلوقتي.. الكدمات لسه ماتعالجتش كويس والحركة الكتير مش حلوة
كانت تلك أمه التي تدخلت بحمية ام تخشى على ابنها وقررت بحزم عدم خروجه من المنزل
رفع عينيه ينظر لها وكاد يبتسم لكنه كبحها ودخل للغرفة دون اجابة

بعد ان بدل ملابسه واستقر بالفراش وجدها تدلف وتحمل عدة اطباق تحوي كل ما لذ وطاب ونبرتها تخرج حازمة بعض الشئ
- لازم تتغذى كويس.. عشان تسترجع قوتك
تحادثة كأنها تحادث طفل صغير وهو اعجبه ذلك فأبتسم يومئ لها وكاد يمد يده لكنها ابعدته بإبتسامه
- هأكلك انا..

وبدأت في تقطيع الدجاج لقطع صغيرة وتضعها بفمه بإبتسامة حنون وعينين تغزوها العبرات
وهو كان يحتاج لذلك الدلال.. يريده ويتمناه.. لن يسامح بعد لكن لا مانع من استغلال احتواءها وحنانها في مداواة جرح قلبه

يعد ان انتهى وجدها تجلس جواره وتجذب رأسه لصدرها بصمت.. وكأنها شعرت به.. لن تتوسله السماح هي فقط ستعطيه حنانها الممتنع عنه منذ سنوات

دقائق وشعرت بجسده يثقل.. اخفضت عينيها لتجده ذهب في سباته..

دثرته بالشراشف جيداً وخرجت من الغرفة تشعر بسعادة غارمة.. تخطت اولى العقبات.. ادركت اخيراً انها كانت مخطئة في معاقبته.. حتى لو عاقبه الجميع هي أمه.. من انجبته لهذه الدنيا.. من سكن رحمها جوار قلبها تسعة اشهر.. كيف استطاعت ان تقسو عليه هي الاخرى

هطلت دمعة من عينيها.. دمعة ندم وحسرة.. تتمنى لو يعود الزمن لحظات لن تبتعد تتركه ابداً.

................

استقرت بعملها الذي اصبح هو مجرى حياتها..
تشعر براحة تلك الايام.. العالم هادئ لطيف.. وكأن الحياة تبتسم لها شقيقتها عادت لزوجها ومنزلها وترى سعادتها يومياً في الضحكة على وجهها.. تتفوق بعملها ويشجعها والدها لمزيد من التفوق..
حياتها العاطفية هادئة وتعجبها.. لم يكن هناك حب.. هي سوف تعيش معه.. حياة تقليدية كاأي زوجين حتى لو كان هو يحبها..
فقط وخزة في القلب ستتغلب عليها بمرور الأيام..

رنين جرس الانصراف دق... انتهى وقت العمل.. نهضت تجمع اشيائها وخرجت من الشركة تبحث عن سيارة لتجد اخرى تعرفها تقف امامها ومعتز يطل من النافذة  فأبتسمت برقة تستقلها بجانبه
- حمدلله ع السلامة.. رجعت امتى؟

اجابها وهو يعود للقيادة
- جاي من المطار عليكِ

ألتفتت له وبنبرة مشفقة على حالته
- ليه كدة.. المفروض تروح ترتاح انت شكلك مرهق اوي

رواية أهل الهوى بقلمي الزهراء محمد (كاملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن