الفصل الثامن عشر

1.8K 57 0
                                    

الفصل الثامن عشر

ثلاثون يوماً ابتعد بهم عن المنزل.. لا يحادثها والجميع يتسائل ولا تجد ما تجيبهم به
اصبحت ذابلة.. طعامها تتناوله تحت إلحاح والدتها دون شهية
جفاها النوم واصبحت الدموع هي المرافقة لها ليلاً
تحاول الاتصال به وهاتفه دائماً مغلق

حادثتها والدتها تطلب منها الهبوط حتى تجلس معهم فاليوم يوم التجمع في منزل الجد
اخبرتها انها ستأتي وجلست على الأريكة بتعب جسدها اصبح لا يسعفها على الوقوف طويلاً
ترمق عقارب الساعة امامها بشرود.. اخرجها منه صوت باب الشقة يُفتح..
ألتفتت مسرعة لتجده امامها.. ابتسمت بدموع وركضت نحوه تتعلق به
- الحمدلله انك رجعت
همستها بضعف ليبعدها عنه قائلاً بجمود
- انا رجعت عشان جدي طلب
وتخطاها للداخل لتبتسم وهي تتبعه
- مش مهم.. المهم انك بخير ورجعت
أومأ لها وكاد يدلف للغرفة لكنها تمسكت بذراعه
- مالك.. انت لازم تفهم
زفر بقوة
- مش عايز افهم حاجة ياكارما.. خلاص
ابتعد لتهتف
- يعني ايه خلاص... لا انت لازم تفهم.. لازم تسمعني وانا محتاجة اتكلم
ألتفت يكتف ذراعيه وينظر لها لتتابع
- انا فعلا روحت له بيته.. بس كان معايا بلال
قطب حاجبيه بدهشة فتردف
- ايوة كان معايا.. جه وقالي انه شافه مع بنت في نايت طلبت منه يوديني.. كنت عايزه احط نهاية للعلاقة دي ولما روحت لقيته خارج فعلا ومعاه بنت مشينا وراه وطلعت وراه البيت.. ماكنتش شايفه قدامي غير سنين قضيتها معاه وقد ايه كنت بحبه.. قد ايه كنت بفكر ازاي اسعده
صمتت للحظات تراقب انفعالات وجهه ثم همست مسترسله
- طلعت وفتحلي وكنت ناوية ادخل ارميله دبلته في وشه بس ضعفت ماقدرتش اعمل كدة

اقتربت تمسك ذراعه بضعف
- مالك.. دي كانت اول واخر مرة.. انا عمري ما عملت كدة ولا كنت اعرف مكان بيته اصلا...

شهقت بقوة تلتقط انفاسها وتتابع
- وكمان انت لما سألتني على مكان نفسي اروحه قولتلك سهل حشيش عشان انا نفسي اروح هناك لكن مش عشان متفقين زي ماهو قالك.. انا لما اتفقت معاه ع المكان دا كان عشان انا نفسي اروحه.. ولما شوفناه هناك والله كانت صدفة انا ماكنتش اعرف انه هناك

أومأ لها
- ماشي ياكارما..
ودلف للغرفة لتدلف خلفه هاتفة
- يعني ايه ماشي
اجابها بنفاذ صبر
- يعني انتِ كنتِ محتاجة تتكلمي وانا سمعتك.. اي اوامر تانية

اقتربت منه هامسة
- مالك انا بحبك ليه بتعمل معايا كدة.. انا غلطتي مش كبيرة اوي كدة عشان تعاقبني العقاب دا كله

امسكها من ذراعيها يضغط عليهما بعنف
- لا غلطتك كبيرة واكبر مما تتخيلي... انتِ مش عارفة عملتي فيا ايه.. كرامتي اتجرحت قدام واحد حيوان مايسواش وكل دا عشان حضرتك غبية وبتتصرفي بطيش

صرخت به
- انت ليه بتعاقبني على حاجة حصلت اصلا من قبل ماتجوزك.. وزعلان اوي على كرامتك اللي اتجرحت... كانت فين كرامتك وانت بتتجوز واحدة عارف ومتأكد انها بتحب واحد غيرك

رواية أهل الهوى بقلمي الزهراء محمد (كاملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن