🌸في حضرة الماضي 🌸

12.1K 210 55
                                    

• بنت عمران •
                      • الجزء الاول •
                  
#ح1
ارتصت حبات العرق الباردة على جبينها بينما ارتفعت حرارتها وبدأ جسدها الهزيل بالإرتجاف ... بدا وكأن هناك شيئا ثقيلا يجثو على صدرها ، تمتمت بكلمات غير مفهومة بينما التقى حاجباها مما عكس الضيق الذي تشعر به .
صوت النار المختلط بصوت صرخات عالية ثم ارتطام شيئ بصورة قوية جعلها تصرخ بقوة مما جعل العاملة الاسيوية تفتح الباب وتدخل مسرعة نحوها .
ساعدتها على الجلوس وهي تربت على كتفها قبل ان تتجه نحو الثلاجة الصغيرة لتلقط منها قنينة ماء بلاستيكية ، فتحت الغطاء ثم بهدوء مدت العبوة لترتشف الفتاة القليل من الماء علها تهدأ لكنها بالمقابل ضربت العبوة بكف يدها لتسقط ارضاً ثم بدأت بالبكاء بطريقة هستيرية وهي تصرخ : انا خلاص تعبت ، م قادرة استحمل اكتر من كدا يارب ، م قادرة استحمل ساعدني ارجوك .
كان صوتها المبحوح وجسدها الهزيل الذي يهتز مثيرا للشفقة .
دلفت من باب الغرفة سيدة في نهاية الخمسينات من عمرها ، علا صوتها وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، في شنو يا لورا ؟
اجابت العاملة الاسيوية بلهجة ركيكة : واده انو كابوس ماما .
اقتربت السيدة اكثر لتجلس على حافة السرير وتسألها باهتمام : لا حول ولا قوة الا بالله ... ف شنو يا بتي مالك ؟
اجابت وانفاسها تتصاعد على نحو مقلق : نفس الحلم البشوفو كل مرة
_ بسم الله الرحمن الرحيم واعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
اتجهت نظرات السيدة نحو الساعة المعلقة بالحائط والتي تشير الى الثالثة فجرا : حاولي نومي يا بتي بكرة يومك حيكون طويل .
اجابت بصوتها الباكي : م تخليني ، م تخليني براي نومي معاي .
ضمتها عليها بحنان : سمح حبيبتي م بخليك تنومي براك بس انتي اهدي وم تخافي .
اعتلت السيدة السرير لترتمي الفتاة في احضانها كطفلة صغيرة وبالتالي اتجهت العاملة الاسيوية الى الخارج بعد ان اطفأت انوار الغرفة ، اغلقت الباب من خلفها  ولكنها سرعان م توقفت بفزع عندما انتبهت الى الذي يقف في منتصف الممر ...
__________________________________________
الخرطوم ١٩٩٥
بدا التوتر جليا على وجه الشاب الثلاثيني وهو يقول : يا امي الله يرضى عليك وطي صوتك شوية الكلام دا م صح منك .
بالتالي علا صوت السيدة  بطريقة متعمدة : م بوطي صوتي ولا زفت متزوج ليك ٣ سنوات ولي هسه حتت شافع م قادرة تجيبو ليك ، كفاية استحملنا حاجات كتيرة فيها .
_ يا امي عليك الله كفاية احراج ، الذرية دي بيد الله وحدو ... يعني هي م عندها اي ذنب ... الله بس م كاتب لينا .
_ لا يا حبيبي م تقول لي الله م كاتب لينا ، هنديل العرسو بعديك بعيالهم ، لكن انت معرس ليك واحدة عاقر وبتاعت كتابة وشيوخ .
_ قصدك شنو ؟
_ قصدي ساقياك ومأكلاك لحدي م بقيت ساكت وقبلان بأي وضع .
اعتدل في جلسته بطريقة عكست كمية الغضب الذي اشتعل في دواخله : امي .. لا اله الا الله
_ محمد رسول الله .
_ الموضوع دا لو اتفتح تاني ، البيت دا م حقعد فيه ولا دقيقة ، انتي وعدتيني م تدخلي ف حياتي الخاصة بشرط م ابعد منك لكن انتي البتجبريني على البعاد .
_ يعني اسكت وم اتكلم صح ؟ اصلا كلامي بقا م بعجبك .
_ كلامك كلو عبارة عن تجريح ورمي بالباطل وانا م جبت بت الناس من بيتها و اهلها عشان تسمع كلام يسم البدن زي دا .
_ دا كلو عشان عايزة اشوف جناك قبل م اموت ؟
_ الله يطول في عمرك ، الله لو كاتب ليك تشوفي جناي حتشوفيه ، عايزك تعرفي انو الشي دا م بيدنا انا وهي ، دا بيد الله بس ، عن اذنك .
_ على وين ؟
_ انا جاي من المستشفى مرهق ومحتاج ارتاح .
إلتوت شفتا السيدة وهي تقول : ممممممم ، سمح امشي يا ابوي .
نهض الشاب واتجه صوب السلم ليتوقف بعدها امام باب شقة خشبي ، وقف لمسافة قبل ان يدس المفتاح  في فتحة الباب .
ما ان دخل حتى وضع المفتاح في الطاولة الخشبية التي وُضعت بقرب الباب ثم اتجه نحو المطبخ ...
وقف لثواني وهو يراقب الشابة التي تقف أمام ( البوتوجاز) وهي تطهو ... كانت تتمايل بجسدها مع أصوات مصطفى سيد احمد الصادحة من شريط التسجيل .
اقترب منها بهدوء ثم ابتسم عندما باغتته قائلة : امشي اخد ليك دش سريع وتعال عشان الغداء .
قالت الكلمة الاخيرة وهي تتجه بجسدها نحوه .
كانت سمراء هادئة الملامح بعينان متسعتان وشعر اسود مموج طويل .
ارتسمت ابتسامة جذابة في ثغرها وهي تطالعه بنظراتها بادلها الابتسام وهو يتراجع لغرفته ليأخذ دشاً كما طلبت منه.
لم تمض سوى بضع دقائق ليخرج من الغرفة وهو ينشف شعره بمنديل قطني متوسط الحجم بينما تدثر جسده بروب الحمام .
كانت متكأة بيدها على الطاولة الخشبية بينما تناثر شعرها على اطراف الطاولة وباليد الاخرى كانت تحمل ريموت التلفاز الذي تقلب به في القنوات ...
اقترب منها لتتسلل يداه وتحيط بخصرها ، شدها اليه وهو يستنشق خصلات شعرها التي تفوح منها رائحة المسك السائل  قبل ان يتكئ على كتفها وهو يسألها باهتمام : كيف كان يومك الليلة ؟
مشت كفها على خده وهي تجيب : الحمدلله .
_ المزاج كيف ؟
ارتفع حاجبها بغرور : واضح من الاكل العاملاهو ليك الليلة .
ابتعد عنها قليل ليتفحص طاولة الطعام : مممممممم لا واضح المزاج مظبوط شديد .
قرصها بخفة على ارنبة انفها ثم اردف : تسلم الايادي .
على الرغم من مضي٣  أعوام على زواجهما الا ان علاقتهما ظلت كما هي ، لم يتخللها ملل او فتور او رتابة ، يدللها ويهتم بها كأنها عروس جديدة ، تنتج احيانا بعض المشاكل بينهما ولكنهما يتجاوزانها بعقلانية ...
عشقها منذ اول نظرة ولم يكن الظفر بها ساهلا ، ف سارة المحامية المغمورة والجريئة لم تكن سهلة المنال ، كانت ذكية وقوية ومبادرة ومسؤولة الى ذلك الحد المثير للإعجاب ولكن كانت مخيفة بالنسبة للشباب ففتاة مثلها لا تلتفت للعادي ، اكتشف بالصدفة انها مثقفة ، تهوى قراءة الكتب والمجلات والروايات فكان هذا مدخله اليها ، كانت يتيمة الابوين ومن اسرة بسيطة جدا ، قامت جدتها بتربيتها والانفاق عليها ولعل هذا ما جعل السيدة منال والدة زوجها تكرهها ، فلم تكن تتوقع ان يتزوج ابنها الطبيب الصغير الوسيم فتاة من وسط اجتماعي فقير لا يليق بهم على حد قولها ، بالاضافة الى عنصريتها المقيتة اتجاه بشرتها السمراء ، لذلك كثيرا ما كانت تمتدح زوجة ابنها الاكبر بطريقة فائتة للحد امام سارة وتتغزل بلونها الابيض كالثلج ، ولكن ما كان يؤلمها هو عدم اكتراث سارة بها ، وسرعة تعلق القلوب بها ، فكل من يحتك بها يعجب بها وبذكائها ، لباقتها ، ثقتها في نفسها واناقتها ، بالاضافة الى جاذبيتها الخاصة .
لم تكن تعرها اهتماما وتتفنن في سفهها وعدم الرد عليها وكذلك عدم الاكتراث بها وكانت هذه المعاملة الوحيدة التي تليق بالسيدة منال المتسببه والتي تعشق ( المطاعنات ) ورمي الكلمات اللاذعة .
احبها عزيز حباً جماً وكان على استعداد ان يمهر روحه من اجل سعادتها فقط ، فلقد تذوق في وجودها كل مشاعر السعادة والاكتفاء ، كانت تهتم بتفاصيله الدقيقة وتعامله بطريقة كانه طفلها الصغير وليس زوجها ، وفعلا كان كالطفل الصغير في حضرتها .
لم يكن التأخر في انجابهما للأطفال مشكلة بالنسبة لهما ، لكن والدة عزيز لم ترحمهما قط ولطالما تفننت في احراج سارة في هذه النقطة ، كانت أرملة متسلطة لديها معايير لكل شيئ استطاعت ان تحكم قبضتها على ابنها الكبير علاء  وتخضعه تحتها اما الصغير عزيز فقد كانت متمردا ولم تستطع التحكم به .
جلس عزيز على الكرسي الخشبي ثم حمل الملعقة المعدنية وسرعان ما بدأ بتناول الطعام المطهو بإتقان بينما جلست سارة على الاريكة الوثيرة وهي تتناول الشاي وتشاهد التلفاز .
عزيز : م عايزة تاكلي ؟
_ انا اكلت من قبيل .
_ مممممم يعني م بتنتظريني ؟
ابتسمت وهي بتجاوبو بنفس الطريقة : ممممممم يعني يرضيك اقعد جعانة وانتظرك ؟
كان بيحرك ملعقتو في الصحن وهو بعاين فيه : والله لو جينا للحقيقة لا ، أكيد م حيرضيني .
_ طيب مالك ؟
_ طيب اكلي معاي حته ، انتي عارفاني م بحب اكل براي .
_ عزيز
_ نعم
_ اكل وانت ساكت
علا صوت ضحكتو المحرجة وهو بيدنقر راسو ... قامت من الكنبه وجات مارة بجمبو ، مشت يدها بحنان في شعرو قبل م تتوجه للمطبخ ، طلعت من الدولاب التحت عمود بتاع اكل مكون من اربعة ادوار .
الدور الاول ختت فيه سلطة ، والدور التاني ختت فيه رز ، والدور التالت ملتو ملوخية ، والاخير ختت فيه فراخ محمر .
شالت قطعة نضيفة تمرت بيها العمود وطلعت من المطبخ على اوضتها وهي مارة عزيز سألها وخشمو مليان : الملوخية عجيبة عامله فيها شنو ؟
ربتت على كتفو وحاجبها مرفوع : اولا م تتكلم وانت بتاكل ، ثانيا دي طفوة .
هز راسو وهو بيهمس بتلذذ : طفوة .
دخلت الاوضة وشالت توبها ولبستو وبعدها رجعت شالت العمود ونزلت للطابق الارضي ، الطابق الارضي كان فيهو مطبخ ، والمطبخ فيهو باب بيفتح في حديقة نهايتها فيها اوضه صغيرة وجمبها حمام .
دقت باب الاوضة وم انتظرت طويل لحدي م جات فتحت بت عشرينية البساطة واضحة ف وشها ، ابتسمت بي سعادة وهي بتقول : ازيك يا استاذة سارة .
_ حسنة كيفك ؟
_ كويسة والله الحمدلله .
مدت ليها العمود وهي بتعاين بفضول جوه الاوضة : وين الاولاد ؟
_ والله مرقوا مع ابوهم السوق من الصباح .
سارة وهي بتضحك : عشان كدا م سامعة صوت الدوشة الليلة .
_ ههههههههه اي والله لمن يكونو قاعدين بيعملو دوشة ، شكرا ليك يا استاذة سارة انتي لي بتتعبي نفسك كدا وكل يوم تجيبلنا غداء ؟
_ كدي استهدي بالله ، تعب شنو كمان .
_ والله م بتقصري مننا الله يبارك فيك ويرزقك كل خير .
_ جمعا يارب .
حسنة وهي بتفتح الباب زيادة : اتفضلي ادخلي عليك الله اشربي معاي شاي انا قاعدة زهجانة من قبيل .
_ والله انا قبل شوية شربت شاي ، لكن م مشكلة كباية معاك تاني م بتضر .
دخلت للاوضة الصغيرة من جوه ، وبالرغم من صغرتها كانت نضيفة شديد ومرتبة ، فيها اربعة مراتب في الارض مفرشة وف اي مرتبة في بطانية مطبقة وفي ستارة فاصلة بين الاوضة وبين الجزء المعمول مطبخ بسيط فيهو ماسورة وحوض وبوتجاز وتربيزة بلاستيك وكرسيين ودولاب عدة صغير.
كانت دي غرفة الغفير ( فضل ) واسرته الصغيرة ، والكانت علاقتهم بي سارة طيبة شديد .
كفتيرة الشاي كانت جاهزة ، حسنة كبتو ف الكبابي وختت فيهو فروع نعناع قبل م تقدمو لي سارة .
ارتشفت شوية منو وهي بتسأل بفضول : انتي كان سألتك الليلة الحجة عاملة شنو ؟ شايفاها من قبيل شغالة تكورك ف الشغالات يطلعو ويدخلو .
_ تخريج بت اختها
_ الطبيبة المفلهمة ديك ؟
سارة وهي بتضحك : ياها
_ يعني عايزة تسوي تخريجها ف البيت ؟
_ لا هي اتخرجت بس محتفلين بيها
_ اهاااااا ، غايتو محن ، عاد الليلة الله يكون ف عونا من الكوراك والنبز فينا .
_ اشتغلي شغلك على اكمل وجه وطنشي اي كلام حتسمعيه ، دا الحل الوحيد
_ لكن النصيحة يا استاذة كلامها حاااااار وبيسم البدن .
_ انا هسه قلت شنو ؟
_قلتي شنو ؟
سارة وهي بتضحك : طنشي يا حسنة طنننننشي
_ غايتو بحاول .
ختت الكباية في الصينية البلاستيكية الصغيرة : انا راجعة بيتي ، بوسي لي الاولاد شديد عليك الله لمن يجو .
_ انت تأمري أمر .
_ يلا عن اذنك .
فتحت باب الاوضة وودعت حسنة وطلعت ، رجعت بي باب المطبخ الخلفي تاني ... اول م فتحت الباب لقت حجة منال واقفة مع مرة بتخبز ، كان شعرها محنن بالاحمر ومسرحاه مساير ، لونها فاتح ومشلخة وداقة خشمها ، كانت جميلة شديد و واضح ف وشها علامات التكبر والتسلط ، عاينت لي سارة باحتقار شديد، وبالتالي سارة ولا عبرتها ومشت على شقتها ، أول م فتحت الباب لقت عزيز بيتمر في السفرة بعد م لما الصحانة ودخلها المطبخ ( راجل الهنا والسرور يا يمة )
سألها وهو ماشي يودي الفوطة المطبخ : مالك اتأخرتي ؟
خللت شعرها بيدها وهي بتقول ليه : حسنة اصرت اني اشرب معاها شاي .
رفع حاجبو باستغراب وهو بتاوق ليها من باب المطبخ : مش شربتي شاي قبل م تنزلي ؟
_ احرجها مثلا ؟
قالت جملتها وهي بتقعد ف الكنبة ، مسكت الريموت وعاينت ليه : تعال المسلسل حيبدا .
_ معليش والله ، تعبان شديد ومحتاج انوم .
_ اه صح انت م نمت لسا 😅، خلاص امشي ارتاح .
_حنعوضها ، اتفقنا ؟
_ اتفقنا .
دخل الاوضة وبالمقابل هي استرخت ف الكنبة استعدادا لي مسلسلها الحيبدا بعد ثواني ... فجأة اتخلعت ونقزت من مكانها لمن قال ليها : سارة !
ختت يدها ف قلبها وعيونها منطرة بطريقة مضحكة .
عزيز : بسم الله مالك ؟!
_ بسم الله مالك دي اقولها اناااا م انت ، شنو تدخل الاوضة وفجأة تجيني زي الشيطان .
حكا راسو باستغراب وهو بيضحك : معليش على الخلعة بس كنت عايز اقول ليها انو امي بعدين عاملة عشاء بمناسبة ...
قاطعتو وهي بتقول : تخرج ميسون .
_ ايوااااا الله يفتحها عليك ، جهزي نفسك .
_ اصلا مجهزة نفسي 😌
قال ليها بنبرة مغازلة : انتي منو زيك لكن ؟
_ هو في زيي اصلا 😌؟
_ الله الله الله 😳! خلاص بدينا تكبر صح ؟
قبلت بوشها على جهة التلفزيون وهي بتأشر ليه بيدها يعني اسكت : خلاص خلاص امشي المسلسل بدا .
عزيز بهمس مسموع وهو بيدخل : كر عليك يا عزيز احراج شديد خلاص .
ربعت رجلينها وبدت تحضر ...
_______________________________________
حسنة كانت قاعدة في بنبر وقدامها طشت غسيل ، كانت بتغسل باجتهاد في هدوم اطفالها وراجلها .. ابتسمت لمن سمعت صوت راجلها مختلط بصوت ضحكة اولادها ، قامت من البنبر برشاقة ومسحت يدينها المبلولات ف جلابيتها ومشت على الباب وفتحتو وهي مبتسمة : يا مرحب يا مرحب
فضُل كان زول بسيط شديد وعلى قدر حالو وبالرغم من كدا مجتهد جدا عشان يأكل مرتو واولادو لقمة حلال ، كانت وظيفتو حراسة البيت و الاهتمام بالحديقة والشجر وغسيل الحيشان والعربات بالاضافة لي انو كان ببيع الخضار في السوق ، عندو بنت و ولد ، البنت عمرها ٩ سنوات واسمها علياء ، والولد عمرو ٥ سنوات واسمو عمران .
عمران كان طفل مبالغ في الجمال واي زول بيشوفو بيقهي فيه لانو ملامحو م كانت عادية زي ملامح اهلو ، شعرو كتير ومموج ، عيونو الواسعة وعدساتو الرمادية الداكنة  و رموشو الكثيفة كانت اكتر شي جميل فيه باختصار  ملامحو ملائكية ونوع الاطفال البيحرقو الروح ديلك 😍، كان قصيروني و دبدوب وشقي شديد واحلى شي فيه الحروف البينطقها غلط  ، اسرتو المكونة من امه وابوه واختو كانو بيحبوه لاخر حد .
اول ما امو فتحت الباب جا داخل وقلع الشبط الجلدي الكان لابسو وعاين لي امو وهو بقول بصوتو المبحوح : يما ثويتي الغداء ؟
_ اي يا عمران اجري اغسل يدينك سريع .
ضحك بسعادة وهو بيجري على المطبخ عشان يغسل يدو .
حسنة شالت الاكياس من فضل وهي بتسألو : كيف كان يومك يا ابو عمران ؟
مسح العرق من جبهتو بي طاقيتو : الحمدلله رضا
عمران جا جاري : ابوي ابوي تعال ارفعني عثان اغثل يدي .
ضحكو الاتنين وفضل مشا ليهو ورفعو للحوض عشان يغسل يدو بينما حسنة شالت الاكياس وختتها بالطرف وجابت صينية رصت فيها الاكل الجابتو ليها سارة وشالت الصينية ختتها ف الارض .
قعدو كلهم حولين الصينية .
فضل : الاكل دا جايباه استاذة سارة ؟
حسنة وهي بتهبب بي طرف التوب : اي بارك الله فيها .
_ زول أصيلة  وبت حلال م بتقصر .
_ صدقت والله .
عمران كان بيتشابى على الفراخ المحمر لحدي م اختو علياء نهرتو : عمران 😠
اتخلع وهو بيلحس صباعو : ها ؟
_ عيب م تتشابى وتاكل من قدام الناس انا قلت ليك شنو ؟
_ قلتي لي ثنو ؟
_ الحديث يا عمران الحديث .
كتف يدينو الصغيرة وهو بقول بجدية : يا غلام ثمي الله وكل بيمينك وكل من ما يليك .
_ يلا اكل من قدامك .
ابوها مشا يدها في راسها باعجاب وهو بيقول : ماشاء الله تبارك الرحمن يا علياء يا بتي ، انتي حتكبري وتبقي لي دكتورة ان شاء الله .
عمران بفضول : زي عمو عزيز  ؟
ابتسم وهو بيشيل قطعة فرخة ويختها قدامو : اي زي عمو عزيز
_ وانا حبقى ثنو ؟
_ انت حتبقى حاجة عظيمة برضو يا ولدي باذن الله .
_ زي عمو عزيز ؟
علا صوت ضحكتو : اي زي عمو عزيز .
اتونسوا وضحكوا وبعدها خلصوا غداهم وحسنة شالت الصينية والصحانة غسلتها وقامت تسوي الشاي لي راجلها .
___________________________________
الساعة كانت ستة  مساء لمن التلفون الثابت في الاوضة ضرب ، عزيز صحا بي صوتو،  ورد بنعاس : الو ؟
جاهو صوت امو العالي : انتو لي دايما مصرين تحرجوني ؟
قعد في السرير وهو مخلوع : ف شنو يا امي ؟
_ انت عارف انو انا الليلة عاملة عشاء بمناسبة تخرج ميسون ، الضيوف جو وست الشي زاتا جا وانت والموزموزيل لحدي هسه م جيتو .
مشا يدو ف وشو : يا امي اهدي هسه بنجي .
_ طيب سريع ، لو سمحت ظروفكم يعني .
قفلت الخط قبل م تسمع ردو ، قام من السرير وفتح النور لقا الساعة ٦ و ٣ دقائق ...
طلع بره عشان يشوف سارة لقاها نايمة ف الكنبة والتلفزيون مفتوح ... قفل التلفزيون ومشا عليها ، ربت على كتفها بهدوء : سارة ... سارة اصحي
فتحت عيونها وهي بتعاين ليه بنعاس .
عزيز : اصحي احنا مفروض نكون تحت عشان الضيوف جو .
نظراتها اتجهت لا اراديا ناحية الساعة المعلقة ف الحيطة : واي شالتني نومة ...
عزيز : طيب قومي جهزي نفسك .
_ طيب ، اقوم اخد دش .
_ محتاجة مساعدة ؟ 😉
_ عفوا ؟
_ محتااااجة مساااااعدة ؟
_ لا شكرا 😏.
_ طيب انا محتاج
_ اها خير
_ القميص الابيض ولا الازرق .
_ الازرق
_ معناها الابيض 😛
ضربتو بغيظ ف كتفو : م تكاويني
ضحك وهو بيدخل على الاوضة .
الساعة كانت ٦ و ٢٠ دقيقة لمن هي جات طالعة من الحمام بي روب قطني قصير وشعرها منسدل لي نهاية ضهرها .
اما هو كان واقف قدام المراية ، قفل زارزة كم اليد قبل م يرش عطر في رسغ يدو واتحرك على الباب وهو بقول ليها : م تتأخري .
شالت كريم عطري ومسحت بيه جسمها وعنقها ، لبست قفطان مغربي بالابيض وكان ساحر مع لونها الاسمر الهادئ ، وقفت قدام المراية وهي بتجرب ف كم تسريحة لشعرها لحدي م استقرت ف النهاية على انها تشقو من النص وتجيبو من قدام على جهة كتافينها ، ختت عطر زيتي في رسغها و ورا اضانها وجهة رقبتها بورا ، وبعدها رشت عطر ، لبسة اساور دهبية وعقد دهبي فخم ، كحلت عيونها وخططت خشمها بالاسود وختت عليه روج لامع احمر ( مكياج التسعينات )
عاينت لي نفسها بي اعجاب قبل م تنزل تحت .
اول م ظهرت ف السلم الانظار كلها اتوجهت عليها وبدت الهمهمات والوسوسة نظرا لي انو كل المعازيم من اهل منال .
لمن حصلت نهاية السلم كان ف طفل صغنوني يادوب بتعلم المشي جا واقع قدامها وبدا يبكي  ، وبي فطرة اي بت طبيعية بتحب الاطفال جرت عليهو بسرعة ورفعتو ... شالتو وضمتو عليها وهي بتقول ليه : هششششش خلااااص معليش .
اتفاجأت بي منال وهي بتجي عليها وملامحها غضبانة ، قلعتو منها بقسوة وهي بتنده على امه ، شاكلتها وهي بتديها ليه قبل م تقول بصوت مسموع  : م تدي ولدك للعاقر دي .
سارة بالرغم من انو الكلمة وقعت عليها بطريقة مؤذية الا انها اتظاهرت بالعكس وظهرت كمية بتاعت برود وعدم اهتمام كانها م سمعت شي ...
منال مسكتها من يدها وجرتها على الشباك الكبير الفاتح على الحديقة : عايني .
سارة : اعاين لشنو ؟
منال وهي بتأشر بيدها بعد م ارتسمت ابتسامة خبيثة في وشها : هنااااك
سارة عاينت للمحل الهي بتشير عليه ، لقت راجلها عزيز واقف وشايل ليه كاسة عصير و واقفة قدامو ميسون ، كان مدخل يدو ف جيب البنطلون وهو بتونس معاها وظهرت ابتسامة سعيدة ف وشو .
ميسون كانت ملامحها زي ملامح الاسرة كلها ، لون ابيض ، شعر طويل مجعد دهبي وملامح كديسية ( 🐱) بالاضافة لي اهم سمة وهي تقالة الدم الواضح انها وراثة عندهم الا عزيز جلا منها .
سارة وهي بتربع يدينها وتبتسم : اها وبعداك ؟
_ شايفاها جميلة كيف ؟
حنت رقبتها شوية للجمبة ومطت شفايفها : ممممممم كدي خليها لمن تقبل علي هي هسه مدياني ضهرها .
منال بتفاخر : صغيرة وسمحة وبت عز ودكتورة ماشاء الله .
_ والمطلوب ؟
_ دي حتكون عروسة ولدي الجديدة .
_ وبعداك ؟
منال وملامحها بتقلب جادة : اطلقي منو ، اطلقي منو وانا حديك قروش تكفيك طول عمرك وتعيشك ملكة وخليه هو لي بت اهلو ومستواه .
جدعت شعرها لي ورا ضهرها وهي بتعاين لي ضوافرها : مممممم صراحة  عرضك م مغري يا منال ، القروش انا م محتاجة ليها كدي شوفي لي شي ارهب شوية احتمال اوافق منو عارف .
ضحكت وهي بتتابع كلامها : بعدين دي شنو حركات الافلام دي ؟ بنصحك تبطلي حضران افلام كتير .
قالت الجملة الاخيرة وهي بتقرص ليها خدها .
وطوالي لفت ومشت خلتها ، طبعا منال ولعت نار حمرررررررررة من تصرفها الاخير 🔥 .
همست بغيظ : اقسم بالله العظيم لو م طلعتك من البيت دا يا تربية الجوع وشلت ولدي منك يبقى اسمي م منال .
               _ نهاية الحلقة الاولى _
#سؤال ؟
من وجهة نظركم الفروقات المادية ممكن تكون سبب كافي لرفض الاهل للزواج ؟
وهل العادة دي لسا موجودة ولا ابتدت تختفي ؟

بنت عمران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن