🌸في حضرة الماضي 🌸

4.2K 112 63
                                    

• بنت عمران •
                      _الجزء الاول _
           
#ح5
حسنة عيونها اتملت دموع : م مهم تطردينا ولا لا ، المهم بس تعرفي انو انا م شلت شي .
منال : وانتي لسا ليك عين تتكلمي يا بت ؟ يعني حتكون جات كيف هنا ؟ جابها جن ؟ اخخخخخص عليك وخسارة الثقة فيك .
سلمى : لملموا حاجاتكم سريع واتفضلو برا البيت دا بسرعة .
حسنة عاينت لي فضل بنظرات مقهورة ...
فضل لي علاء : احنا حنطلع ... بس اديني يومين ادبر فيهم بيت لاولادي عشان م يقعدو ف الشارع .
علاء بتردد : طيب ... طيب يا فضل م عندك مشكلة .
سلمى : شنو شنو ؟ يومين ؟ ولا دقيقتين يا فضل ... هسسسه دي تشيلو حاجاتكم وتمرقو هسسسسه دي والله م تقعدو ف البيت دا كمان حرامية وبتطلبو فرصة لحدي م تدبرو حالكم ؟
فضل بانفعال : ياخ اتقي الله فينا ياخ ... انحنا قاعدين هنا لي قرابة الخمسة سنوات ويشهد الله م حصل مدينا يدنا على شي م حقنا .
نهرتو :هي اياك واوعك تعلي صوتك علي مفهوم ؟ وقت بتنكر اديني رد منطقي دهبي الجابو شنطتكم شنو وريني ؟
فضل عاين لي حسنة الكانت بس دموعها جارية وهي خاتا طرف توبها ف خشمها .
سلمى طقطقت بي صباعها : يلا يلا لمو حاجاتكم واتفضلو .
فضل : استاذ علاء
علاء نزل راسو بلا حول ولا قوة : خلاص يا فضل شيلو حاجاتكم واطلعو احنا م عايزين شوشرة لو سمحتو .
سلمى ابتسمت بي انتصار وقبلت تعاين لي حسنة ... فجأة عينها وقعت على العربية الماسكها عمران : اجي دي م عربية احمد ولدي ؟
دنقرت عشان تشيلها
عمران خلاها قربت يدها وبس م الساعة المسكها وعضاها فيها بانفعال .
نفضت يدها منو ولزتو بقسوة كانو م طفل صغير بطريقة خلت حسنة تصرخ بعصبية وخوف وهي بتنده في اسمو .
عمران وقع ف الارض وبقا بيبكي بصوت عالي .
فضل كورك فيها : م عندك رحمة انتي ؟ م بتخافي الله ... دا طفل ياخ .
_ بلا طفل بلا زفت ولدك م مربى ولا عرفتو تربوه وشايل لعبة ولدي لي ؟
حسنة جسمها كلو كان برجف من الانفعال ضمتو عليها وهي بتنوح زي الميت ليها زول .
عمران في حضنها كان بعاين لي علاء البيرمقهم بنظرات شفقة لكن م بادر انو يعمل اي شي عشان يساعدهم ... نظراتو اتوجهت لي ابوه الكان ظاهر الغضب والانفعال ف وشو ... حاوط صدر امو بيدينو وادس زيادة ف حضنها عسى ولعل يلتمس الامان السلبتو سلمى بصوتها العالي وتصرفاتها الهمجية .
علاء وهو بعاين لي سلمى : اللعبة دي جابها ليه عزيز خليها .
سلمى بوقاحة فنتها في الحيطة واتكسرت حتة حتة .
عاينت في ارجاء الغرفة المكركبة وقالت ليهم قبل م تطلع : م اجي القاكم هنا .
منال طلعت وراها ، علاء وقف شوية وارتسمت علامات الخجل ف وشو وطلع طوالي .
حسنة عاينت لي فضل وهي لسا بتبكي : والله العظيم يا فضل م شل...
قاطعها : مصدقك يا ام عمران ... مصدقك ... قومي لمي هدوم الاولاد واي شي بتقدري تشيليه وخلينا نطلع .
مسحت دموعها السخنة الما عايزة تقيف : هي لكن يا فضُل نمشي وين ف الجو دا ؟ احنا هنا لا عندنا معارف لا عندنا بيت ... نمشي وين بالاولاد ديل ؟ حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل .
فضل : الله كريم ... بنلقالنا محل انتي قومي ختي حاجاتك .
حسنة حاولت تقعد عمران ف المرتبة لكن بالتالي لانو كان خايف ابا يفك منها ورجع يبكي تاني ... ابوه شالو وضماه عليه وطلع برا ، اخر شي كان بعاين ليه وامو بتتجول حوالين الاوضة بي دموع قهر و ظُلم كانت عربيتو الهداها ليه عزيز مكسرة ف الارض .
ابوه مشا بيه مدرسة اختو علياء وساقها ... كانت مستغربة وبتسألو ببراءة : يابا مالك ف شنو زعلان كدي ؟ وعمران مالو بيبكي ؟
مسح على راسها : ماف شي يا بتي بس احنا راحلين .
_ راحلين ؟
_ اي يا علياء ...
_ ماشين وين ؟
_ حنمشي نسكن ف محل تاني .
_ لي يا يابا ؟ احنا بيتنا القاعدين فيه مالو ؟
عاين ليها بحنية : دا م كان بيتنا لكن يا علياء ... انحنا كنا قاعدين معاهم ساي .
_ طيب عمي عزيز وخالتي سارة حيجو معانا ؟
_ لا م حيجو معانا .
علياء سكتت ودنقرت راسها بحزن ... لمن وصلو البيت لقو حسنة جهزت شنطتهم وكانت بتبكي بزعل واول م شافت بتها مسحت دموعها بسرعة عشان م تشوفها بالشكل دا .
عمران مشا لي امو وفضل شال الشنطة بعد م قفل الاوضة بالطبلة وختا المفتاح في فتحة الشباك عشان يكون ظاهر  .
مسك يد بتو وطلع و وراهو حسنة وعمران .. وقف وعاين لي منال وسلمى الواقفات ف البلكونة وبعاينو ليه .
نزل راسو وطلع .
حسنة : حنمشي وين يا فضُل ؟
_ يا حسنة بنلقالنا مكان بس انتي اهدي .. الله كريم .
الجو كان بارد وبينذر بي مطرة تاني ... فضل كان ماشي ف الشوارع وم عارف هو مفروض يتوجه على اي محل عشان يقعد فيه بي اولادو ... قلبو كان واجعو من الظلم والافتراء الحصل ليهم واتهام مرتو الواثق منها بالسرقة ....
كان بيسترق النظرات لي عمران وعلياء اصحاب الملامح البريئة الاتشربت بالخوف ، كان كل هدفو ف الوقت الحالي انو يحسسهم بالامان وبس .
م كان حتى قادر يفكر انو هو مفروض يتصرف كيف ف الوضع الحالي دا ، ويلقى ليه مكان يسكن فيه كيف .
السماء بدت تنقط والشوارع بدت تفضى .... م لقى قدامو غير عريشة بتاعت زنك قدام واحد من المحلات المقفلة.
دخل براحة هو واولادو ومرتو وقعدو .
كان حاضن عمران عليه وعلياء حاضناها امها لانو الجو بارد شديد .
عمران رفع راسو وعاين ليه : يابا
_ اي يا ولدي
_ انا دايل علبيتي .
حسنة نهرتو : عمران ... يا ولد ، دا م وقتو .
فضل : بشتريلك واحدة جديدة يا عمران .
_ بتين ؟
_ اول م القى طريقة .
رجع لي حضن ابوه وهو بيشد على طرف الجلابية حقتو ...
سكت لدقايق وتاني نده على ابوه : يابا .
_ اها .
_ انا جعان .
علياء رفعت راسها : انا برضو والله جعانة شديد .
حسنة عاينت ليه ، نظراتها كانت كانها بتسألو حنجيب اكل من وين وكيف ؟؟؟
فضل هز ليها راسو وهمس : الله كريم .
قام على حيلو .
حسنة : حتمشي وين ؟
_ حمشي اشوف لي طريقة اجيبلهم بيها حاجة ياكلوها .
_ سمح خلي بالك من المطرة دي .
عاين ليها مسافة وعاين لي علياء وعمران .
كان بعاين ليهم كانو عايز يشحن طاقتو من نظراتهم ليه.
طلع لكن وقف لمن حسا بي عمران جا جاري بوراه : ماشي وين يا عمران ؟
_ جاي معاك .
_ لا لا ارجع الجو دا كعب .
عمران ضرب الارض برجلو بعصبية وهو بيقول بي اصرار : لا ... جاي معاك .
فضل سكت مسافة وبعدها مدا ليه يدو وعمران جا جاري ومسك يدو وطلعو .
المطرة اشتدت لحدي م فضل اضطرا يشيل ولدو من الارض عشان م كان قادر يمشي ف الموية ... كان بفتش ليه على دكان فاتح يشتري منو ...
استمر في البحث لحدي م لقا ضالتو المنشودة ...
مشا بسرعة باتجاه الدكان نزل عمران وخش يتكلم مع سيدو ... عمران اتجه ناحية قدرة الفول لمن حس بالدفئ بيشع منها .
فضل بصوت واطي عشان عمران م يسمع : ي اخينا .
بتاع الدكان : اهلا ...
فضل بكسوف :  عليك الله انا عايز لي عيش وطحنية لي اولادي لكن م معاي قروش هسه ، اديني هسه و والله بكرة دي اجي اديك ليهم .
بتاع الدكان صرا وشو : وانا ضمني شنو انك حتجي راجع ؟
_ والله حجي ... الله لا ختاك ف حوجتي ... خليني بس اوكل عيالي ف الجو دا .
بتاع الدكان اشر ليه عشان يطلع : يا حبيبنا عليك الله اتفضل خليني اشوف شغلي زول م بعرفو اصلا ويجي يقول داير يتدين مني دا كلام دا .
قال جملتو الاخيرة وقبل على الراجل الكان واقف من البداية عشان يشوفو عايز شنو .
فضل عاين لي عمران البيدفي ف يدينو جمب القدرة وبعاين لي اللهبة بفضول طفولي ...
حسا بألم في صدرو وكان حيطلع لكن وقف بي صوت الراجل وهو بيمد ليه كيس فيهو عيش وطحنية زي م طلب قبل شوية من سيد الدكان .
فضل اتخلع : دا شنو ؟
الراجل : هاك اكل عيالك والله يفتحها عليك دنيا واخرة
فضل حسا بالدموع بتبلل عيونو ... حاول يتماسك وقال للراجل : انت ساكن وين ؟ عشان ارجعلك حقهم .
_ لا لا يا اخوي ، احنا سودانيين واخوان ف الله ، انا زاتي كان جعان انت كنت اكلتني .
مد يدو جوه جيبو وطلع قروش ختاها ف جيب فضل وطلع بي سرعة من الدكان عشان م يرفض يشيلهم منو .
تصرف الراجل خجل بتاع الدكان شديد وبقا براقب ف المشهد بسكات .
فضل كان شخص نفسو عزيزة عليهو شديد ... دموعو سالت رغما عنو لمن لمس جيبو وحسا بالقروش ... هو م كان عايز يدوه قروش ولا عايز يقدمو ليه مساعدة ... بس كان عايز يشيل شي يسد بيه رمق اولادو ويرجع حقو تاني ... حسا بالوجع والغصة نخرت حلقو ...
نادى على عمران الجاهو براحة وهو مكتف يدينو ورا ضهرو  ... كان ظاهر الجوع فيه .
شالو وطلع من الدكان ....
الشريط بتاع احداث اليوم جا فجأة لافي قدامو .
صراخ زوجتو المظلومة ... سلمى العاثت فساداً في اوضتو الدافية البتأويه هو ومرتو ... ضربها لعمران وكسيرها للعبتو الوحيدة .
نظرات الاستعلاء الرمقوهم بيها سلمى ومنال وهم طالعين من البيت ... جلوسو كالمتشرد ف الشارع هو واطفالو وعدم وجودو لمكان يأويهم ... بتاع الدكان وهو بينهرو ... والراجل وهو بيخت ليه القروش العمرو م اتحصل عليها الا بعرق جبينو في جيبو .
نظرة حسنة المكسورة .. نظرة علياء البردانة واخيرا نظرة عمران للنار وهو قاعد قدام القدرة .
حسا بي شي تقيييل في صدرو ...
زي الجابو حجر مولع نار وختوه في صدرو عشان يحرقو ويضغط عليه ... لقا نفسو م قادر يتنفس حتى .
البرق اضاء المكان وبعدو صوت هزيم الرعد علا بطريقة مخيفة خلت عمران يتعصر عليه زيادة .
لقا إنو م قادر يشيلو ... نزلو براحة ف الارض و وقف ... ختا يدو ف قلبو وعاين للسماء .. عمران كان بعاين ليه بنظرات هادئة لكن م اتكلم .
دنقر شوية ف محاولة منو لشيل انفاسو .
عاين لي عمران اللسا بعاين ليه بهدوء .
حاول يمشي يدو ف وشو لكن م قدر ... حسا بجسمو منمل ... وحسا بالالم بيتفجر من جانبو الايسر بطريقة فظيعة ... وفجأة وقع بطولو ف الارض .
عمران بقا بينده عليه : يابا يابا .
فضل بدا يحس بصوتو بيبعد منو ...
استسلم ...
وغمض عيونو .
عمران بقا بينده عليه وبيبكي بخوف ... حاول يرفع يدو لكن كانت تقيلة عليه ... جرا على جهة يدو التانية ... الموية المالية الشارع زلقتو و وقع ف الارض .
صوت بكاهو علا ... قام على حيلو وبقا بيهز في ابوه : يابا قووووم ... يابا الحكاكا نلجع البيت انا حايف ... يابا الح لي يما وعلياء الح .... قووووم يابا قوم .
جرا على جهة راسو وعاين ليه : يابا انت نمت ؟
قعد ف الارض ومدد رجولو عشان يختو راس ابوه ف حجرو زي م اعتاد يعمل لمن يجي ينوم ... فضل كان لمن يجي ينوم نومة النهار بخت راسو ف رجلين عمران ... وعمران بيغني ليه بصوتو الطفولي المبحوح المشبع بالبراءة ...
بقا بغني وهو بربت بحنان على جبين فضل : دوحا دوحا بيل زمزم ددوها والحداد ثربوووووها ... فضل ثافل مكة وجاب لي سحنين تعكة والتعكة جوه المحزن والمحزن م عندو مفتاح والمفتاح عند الجيلان والجيلان عايزين ال...
سكت لثواني لمن لقا نفسو نسا باقي الغنية البيدندن بيها ليه ابوه لمن يكون بلعب معاه .
لاحظ لي نور العربية الفجأة اضاء المكان ... العربية وقفت وجو نازلين منها شابين اتملكتهم الدهشة .
جرو على فضل وبقو بيحاولو يصحو فيه ...
واحد جرا فتح باب العربية وجا راجع تاني ومع زميلو شالو فضل ودخلوه ف العربية ، بعد م قفلو الباب شالو عمران وركبو العربية واتحركوا بسرعة ناحية المستشفى ....
بالجهة التانية حسنة اتملكها القلق لمن فضل وعمران اتأخروا .. بقت واقفة قدام المظلة وبتتاوق ليهم ... عاينت لي علياء لقتها متكلة على الشنطة ونايمة ... رجعت قعدت جمبها وهي بتقول : يا ربي مالهم اتأخروا كدا .. ان شاء الله خير .
_______________________________________
علاء كان غرقان ف دوامة تفكير وهو قاعد تحت ف الصالة مع امو وسلمى البيشربو ف القهوة .
سلمى عاينت ليه مسافة : سرحان مالك ان شاء الله خير ؟
_ احنا م كان مفروض نخليهم يطلعو ف جو زي دا .
سلمى وهي بتخلف رجلها : شنو رايك نرجعهم ونقعدهم فوق ف شقتنا يا عزيز عشان تنبسط .
_ انتي لي بتحبي تكبري المواضيع يا سلمى ؟
_ انا برضو البكبر المواضيع ؟ لو بكبر المواضيع كان اتصلت على ناس المباحث عشان يرموهم ف السجن ... واحدة سارقة دهبي مفروض اتعامل معاها كيف ؟ ابوس يدينها ؟
_ عرفتيها كيف سرقتو هي ؟
منال : اجي اجي والدهب لقتو ف شنطتها كيف ؟ اتبخر ؟
_ ف شي م منطقي ؟
سلمى بانفعال : بتكذبني يعني ولا شنو يا علاء الدين ؟
_ م كذبتك انا ، قلت ف شي م منطقي ...
_ اي يعني قاصد شنو؟
قام على حيلو بزهج : ياخ انتي مالك بتحبي المشاكل واي شي تحكيه كدا ... مش البيت دا هندا طلعت ليك منو اقعدي نكدي على نفسك زي م بتنكدي علي .
منال : ماشي وين انت الاخر ؟
_ راجع شغلي .
سلمى : شايفة يا ماما منال بتعامل معاي كيف ؟
_ م تشتغلي بيه ... اولادي ديل بقو مفوتين وم نصاح .
_ ياريت لو بيشاكلني على ناس عندهم قيمة على الاقل ... حرامية وحاقدين وعايزين يفتنو بينا .
_ فتنة شنو كمان ؟
_ اتخيلي امبارح سمعت حسنة وهي بتفتنك لعزيز ؟
منال نطرت عيونها : سجمي !!! قالت ليه شنو الممسوخة ؟
_ حكت ليه عن انك ظلمتي سارة ... اظن لي قاعدة بتتصنت كانت لمن انتي وهي كنتو بتتكلمو مع بعض .
_ بت اللذينة الوسخة الفتانة الهجامة الرجامة ... والله لو وريتيني بالكلام دا كان قبل الطردة صمتها كف جبت اجلها الما بتخاف الله ولا بتتقيه السواطة
( واحدة من وسائل الدفاع النفسية البيستخدمها الانسان اسمها الاسقاط ... الاسقاط دا انو الزول الحاجة الفيه يسقطها على غيرو و يتهمهم بيها ويرميها عليهم ... يعني تلقى واحد كذاب يقول ليك فلان وعلان ديل كذابين فزي م هو شايف نفسو بيشوف باقي الناس ... واحد تصرفاتو غير سليمة وغير اخلاقية يتهم باقي الناس بنفس الشي الفيه وهكذا... فما تتخلعو لمن تلقو زول بيرميكم بي شي م فيكم بل موجود فيه هو براه واعتبروه مسكين ومختل نفسي زي منال البتتهم حسنة بي انها م بتخاف الله و م بتتقيه ف خلقو ) ...
سلمى وهي بترتشف من قهوتها : اريتني كان وريتك ... كان تديها كف احتمال دمي يبرد منها شوية .
منال باعلى صوتها : يا حسنة تعالي شيلي صينية القهوة دي وجهزي الفطور .
سلمى رمقتها بنظرات مستغربة قبل م يعلى صوت ضحكتها : هي ها انتي نسيتي انهم اتخارجو من هنا ولا شنو ؟
منال ختت يدها ف جبهتها : والله العظيم نسيت ... خلاص قومي انتي ... ودي صينية القهوة المطبخ وسوي الفطور انا داخلة اخد لي غمدة ف البرد دا .
قامت من كرسيها واتوجهت على اوضتها ...
سلمى وهي بتلوي خشمها : اجي اجي اجي دي قايلاني خدامتها الجديدة ولا شنو ... كمان بتتأمر قال سوي الفطور قال يسويك ف لظى .
______________________________________
عزيز كان قاعد ف مكتبو وبيراجع ف اوراق طبية خاصة بمريضة ...
باب مكتبو دق وبسرعة دخلت واحدة من الممرضات : دكتور عزيز عايزنك ف الطواريئ بسرعة .
ختا الورق بسرعة وشال سماعتو وطلع ...
لقا دكتور واقف و خاتي سماعة ف صدر رجل ممدد ف السرير وبيتفحص ف نبضات قلبو... صوتو علا وهو بيقول : كان ف نبض ضعيف بس وقف .
عزيز لمن اقترب على نحو كافي اتملكتو مشاعر الصدمة لمن شاف انو دا فضل ...
هب بسرعة وبقا بيحاول  ينعشو... كان بيضغط على صدرو وهو بيراقب في علاماتو الحيوية ... طلب جهاز الصعقات الكهربية .. ف ثواني كان ف جمبو .. مسك القطبين بيدو والجمبو بعدو بمسافة كافية .
علا صوت الصعقة الكهربائية الانتفض معاها جسد فضل الهزيل .
م جات اي اشارة لرجوع النبض
علا الشحنة واخد ثواني لحدي م صعقو للمرة التانية ...
ضغط على فكو بعصبية وهو بيهمس : يلا يا فضل يلا .
وكانت الصعقة التالتة اللي سكت بعدها لمسافة وهو بيرجع الجهاز ... عاين للساعة المعلقة في الغرفة ورجع ببصرو تاني لوجه فضل قبل م يقول بصوت عالي وبنبرة مريرة : سجلوا ساعة الوفاة .
لفت انتباهو صوت بكاء طفولي حار ...
قبل بتردد على جهة الصوت ... ولقا الخاف منو لثواني .
عمران ....
قاعد ف كرسي وركبتو نازفة ...
اتوجه ناحيتو بسرعة واول م اقترب منو شالو وحضنو .... ضماهو لصدرو بحنان وهو بشيل ف انفاسو .
عمران وهو بيبكي : ابووووووي مالو بيعمل كدا ؟
كل المتواجدين ف الطوارئ كانو مركزين مع الحالة الجابوها ليهم وم انتبهوا للطفل الكان مراقب اي شي وشاف اللحظات الاخيرة والمخيفة لأبوه واللي شخص كبير بالغ م بيقدر يتحمل هولها .
عزيز بلع ريقو لمن لقا انو مفروض يوضح لعمران اي شي .
قعدو ف الكرسي واتفقدو بعناية عشان يشوف هل هو مصاب في جهة تانية من جسمو ...
جاب معداتو وقعد قدامو ف الارض وقال ليه : عمران البطل .
كان بيشهق : ها ؟
_ حنضف ليك الجرحة سريع سريع اتفقنا ؟
هز ليه راسو ...
طلع السماعة المحاوطة عنقو ولبسها ليه : يلا اكشف لي يا عموري .
ببراءة طفولية اتناسى اي شي وبقا مركز مع السماعة وختاها لي عزيز جبهتو وكان بيسكت بكل جدية عشان يسمع اي صوت .. عزيز استغل اللحظات دي وطهر الجرح بمطهر كحولي ونجح ف انو يشتت انتباه عمران عشان م توجعو ... ف النهاية لف الجرح بشاش وعاين ليه : انتيهنا .
عمران : انا بلضو انتهينا .
ارتسمت ابتسامة حزينة ف وجه عزيز وقام بعد م قال لعمران : انتظرني هنا هسه بجيك .
سأل من الناس الجابو فضل و وصلوه ليهم ... ارتسمت ملامح الحزن والتأثر ف وشهم لمن عرفو انو الراجل اتوفى ...
اترحموا عليه و فهموا عزيز انهم لقوه وين والحاصل كان شنو ...
رجع لي عمران الكان بيحرك ف رجولو الصغيرة الما محصلة الارض ببراءة ... شالو واتوجه بيه ناحية مكتبو .
عمران وهو بيمد يدو : ثواني يا عمو عزيز ، حليني اشحي ابوي عثان يجي معانا .
عزيز م قدر يستحمل ... وشو فجأة بقا زي الدم والدموع ملت عيونو وحسا بغصة مؤلمة ف حلقو : م حيصحى يا عمران .
_ لا لا بيشحى انا بشحيهو كل م يكون نايم ☺️.
_ عمران ... ابوك سافر .
_ سافَل ؟
_ اي
_ بالطيالة ؟
عزيز بتماسك : لا ... سافر مع الملايكة ... بتعرفهم صح ؟
_ اي بعلفهم ولتنا ليهم ست شادية ف اللوضة .
_ يلا بابا مشا معاهم
_ مثا لي لكن ؟
_ عشان الله فوق عايزو يكون جمبو ... وعشان يمشي الجنة ... والجنة دي مكان حلو شديد وفيهو اي شي احنا عايزنو .
_ لي م شاقنا معاو ؟
_ لانو دورنا لسا يا عمران ... لكن كلنا حنمشي لي الله ف النهاية وحنلاقيهو .
_ لكن ...لكن حنداك ليحو نايم انا ثايفو
عزيز ضماه عليه تاني : يا حبيبي ... بتمشي روحو لكن بيخلي لينا جسمو .
_ يعني حثوفو تاني ولا لا ؟
_ لا م حنشوفو لكن بنتكلم معاه وبندعي ليه وبيسمعنا .
عمران بهمس وهو بيرقد على كتف عزيز: يابا انا قلت ليك جعان انت ثامعني ؟
عزيز ساقو المكتب لبسو السويتر حقو من البرد واللي كان ضخم فيهو واختفى جواه .
حرسو لواحدة من زميلاتو وطلع بره بسرعة ... المطرة وقتها بدت تخف... اتوجه ناحية التلفون المركب ف لوج زجاجي مسنود بعمود مطلي بالاخضر ... دخل عملة معدنية وبدت يضغط ف ازارار الهاتف العمومي بتوتر .
فضل ماسك التلفون لحدي م سمع صوت علاء اخوه : الو
_ علاء الدين !
_ منو معاي ؟
_ انا عزيز .
_ اه عزيز ... صوتك مالو متغير ف شنو ؟
علاء قام على حيلو لمن سمع صوت نحيب اخوه الصغيرة : عزيز ... عزيز ف شنو مالك ؟ امي حصل ليها شي ؟
_ فضُل
_ فضُل ؟ فضل مالو ؟
_ فضُل اتوفى يا علاء
علاء ختا يدو ف راسو : كدي قول بسم الله يا عزيز ... قول بسم الله اتوفى كيف ؟ ومتين ؟
_ هارت اتاك مفاجئ ، اتوفى قبل اقل من ربع ساعة ...
_ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 💔... انا لله وانا اليه راجعون .
عزيز وهو بيمسح دموعو : ارجع البيت هسه يا علاء ... كلم حسنة ... لكن خليك رحيم معاها ومهد ليها الموضوع براحة ... لحدي م نجيب الجثمان البيت .
_ ع .... عزيز لكن .....
_ لكن شنو ؟
_ .........................
_ اتكلم يا علاء قبل م الخط يفصل .
_ ف شي حصل الصباح ...
_ شنو ؟
_ حصلت مشكلة بين سلمى وحسنة ... سلمى لقت دهبها مافيش و .... وبعدين لقت الدهب ف شنطة حسنة فقامت ....
_ بس م تقول لي طردتهم
_ د.... دا الحصل .
عزيز وهو بيتكل على اللوح الزجاجي : انت كنت وين ؟ كنت وين ؟ كيف سلمى تتهم حسنة بشي زي دا ... حسنة اشرف واعفف منها الله م خلق .
_ انا كنت قاعد لكن م قدرت اعمل شي .
_ ياريتك لو قلت م كنت قاعد ... ياريتك لو قلت انك كنت مافيش يا علاء ... خليتها تطردهم ف جو زي دا ؟ معقول يا علاء ؟
_ م كان بيدي شي اعملو يا عزيز
_ لانك ضعيف ومهزوز وحتفضل طول عمرك كدا .
_ عزيز انا ....
تيت تيت تيت تيت تيت تيت
عزيز قفل سماعة التلفون ورجع المستشفى ... قبل م يدخل غشا الكفتيريا وشال منها سندوتشات لي عمران .
رجع المكتب وشالو وطلع بيه ...
ركبو ف العربية واداه كيس الاكل ... اتوجه ناحية الباب التاني .... ركب وقفل الباب ...
اتحاشى النظر لعمران المتخبي جوه السويتر وبياكل ... كان عارف انو لو عينو وقعت فيه حينفجر بالبكاء هسه .
عاين بالمراية الجانبية وسألو : عمران انتو كنتو وين ؟
_ ف لاكوبة الزنك
_ عارفها وين دي ؟
_ لا
_  ركز معاي يا عموري ... قريب من الدكان الكان واقع جمبو اب.....
قطع كلامو وسكت لثواني ... مسح دموعو بطرف يدو وشال انفاسو : الدكان يا عمران الجو ساقوكم منو الولدين .
_ اها
_ لو مشينا عليه بتتذكر كنتو وين ؟
_ اي
_ شاطر ... امك واختك هناك صح ؟
_ اي حليناهم هناك .
_ طيب حنمشي ليهم ....
عزيز مشا بالوصف الوصفوه ليه الولدين قبيل لحدي م وقف قصاد الدكان ...
عمران كان بيتشابى ويعاين بالشباك ... مرات يوصف صح ومرات يقول م متذكر كويس ... عزيز كان بيشجع فيهو وبيحثو على انو يتذكر .
لفلفو ف الشوارع لمسافة لحدي م عمران علا صوتو : حندييييييك اللاكوبة .
عزيز اتوجه ناحية المظلة الزنكية ببطئ ومن بعيد لمح حسنة واقفة ... خاتا يدها في نصها وبتراقب ف الشارع ....
وقف العربية وطلب من عمران م يبارح مكانو لحدي م يجيه ... نزل من العربية واتوجه ناحية حسنة ....
من م شافتو ابتسمت ونادت عليه : دكتور عزيز ...
_ ازيك يا حسنة .
نظرتو اتوجهت لعلياء القاعدة فوق الشنطة نده عليها : علياء
وقفت على حيلها : نعم
_ اجري اركبي العربية مع عمران جبت ليك اكل معاه .
علياء جرت بانبساط ناحية العربية ...
حسنة باستغراب : لاقيت عمران وين ؟ وفضل معاكم ؟
عزيز سكت .
م حست باطمئنان وكررت سؤالها بس لقت بالمقابل سكوت .
وشها اتجهم : ف شنو يا دكتور عزيز ؟
_ حسنة
_ اها
_ انتي زولة مؤمنة بقضاء الله وقدره
_ ف شنو ؟ حصل شنو يا اخوي م تهجمني .
_ ربنا استلم امانتو من فضل .
_ يعني شنو ؟ فضل مالو يعني ؟
_ البركة فيكم انتي واولادو .
حسنة صرخت بأعلى صوتها وهي بترجع لورا : لا لا لا فضل راجلي ... لا لا مستحيل ...
لطمت على وشها وبقت بتصفق : قول لي انت بتكضب يا دكتور عزيز ... انكر لي الشين السمعتو دا .
عزيز وهو بيحاول يمسكها : حسنة لا اله الا الله ....
ملصت توبها من راسها وقعدت ف الارض  : هي ووووووووب علي يا اخواني ... الليلة سجمي وكر علي ... الليلة سجمي وكر علي يا فضل كان مشيت وخليتني ووووووب علي  يا اخوانا .
اححححححي من حرقة حشاااااااي .... احيييييي من فقدان ضراااااااي ...... اححححححي يا فضل مالك مشيت خليتنني ..
كر علي يا فضل كان يتمت اولادك ... كر علي يا فضل كان رملتني .... واااا شريري من الخبر الشين .... وااااا شريري من غياب الزين ... واااااا شريري من ابو علياء .... وااااا شريري من فضل .
عزيز ثبتها من كتافينها : حسنة انا لله وانا اليه راجعون .... اتصبري يا حسنة عشان اولادك .
لطمت على وشها : هيا اتصبر كيفن ؟ اتصبر كيفن وفضل خلاص فات ؟ اتصبر كيفن وفضل مشا وخلاني ... وااااااي من فضل .
عزيز : قولي الحمدلله على م اراد ... قدر ربنا يا حسنة وكلنا ماشين ... اتماسكي شوية وادعي ليه .
_ وديتوه وين ؟ وديتو فضل وين ؟
_ هو ف المستشفى .
حاولت تبوس يدو وهي بتقول بهستيريا : ابوس يدك يا دكتور عزيز ... الله يرضيك ... الله يرضيك انت دكتور ... سوي حاجة اديه حقنة ولا اي دواء بقوم ان شاء الله بقوم ... فضل شديييييد وم عندو شي عشان يفوت ... عليك الله عالجو خليه يقوم .
عزيز جرا يدو الحاولت تبوسها وختا يدو التانية ف كتفها : حسنة ... لا حول ولا قوة الا بالله ... الله استلم امانتو خلاص ... انا البي يدي والبقدر اعملو عملتو لكن قضاء الله اقوى مننا ... لا نقول الا م يرضى الله ... انا لله وانا اليه راجعون ... خليني اوديكم بيتنا لحدي م نجيب الجثمان .
كوركت : لا .... لا .... البيت الطردوه منو م بخلي يدخلوه فيه وهو ميت ... م بوجعو تااني... م بوجعو تااااااني 💔
عزيز : طيب ... طيب م حنوديه هناك ... ارح اركبي العربية .
حيلها بقا ميت ... عزيز تكلها عليه وركبها العربية واتجاهل علياء البتسأل : يُما مالا ؟
رجع شال الشنطة ودخلها ف الضهرية ...
وركب العربية ...
وقف جمب اقرب تلفون عمومي ... دخل العملة المعدنية واتصل على تلفون حبوبة سارة .
ردت عليه حبوبة مريم : الو ...
_ حاجة مريم معاك عزيز .
_ اهلا يا ولدي حبابك .
_ سارة موجودة ؟ ولا مشت الشغل ؟
_ لا موجودة ... ماف طريقة شغل مع المطرة دي .
_ طيب اديني ليها بسرعة لو سمحتي
_ سمح يا ابوي استنى .
نادت عليها : السارة ... يا بت يا السارة ... تعالي عندك تلفون .
سمع صوتها وهي بتسأل حبوبتها : منو
= انتي بس ردي
مسكت السماعة وردت : الو !
_ سارة انا عزيز .
_ اهلاً
_ فضل اتوفى يا سارة .
انفاسها قامت وحست نفسها كانها سمعت غلط : ش .... شنو ؟
_ فضل اتوفى
_ واي يا عزيز 💔.. مالو ؟
_ لمن القاك بوريك ... انا عرفت انو سلمى طردتهم من البيت الليلة ... وهسه حسنة رافضة تماما انو يجيبو جثمانو بيتنا .
_ عزيز دا شنو براحة علي .. سلمى طردتهم كيف ولي .
_ هسه دا م وقتو انا حفهمك كل شي ... ماف مكان اودي ليه حسنة واولادها غير بيتكم ... ممكن اجيبهم ؟
_ طبعا ... جيبهم انا حنتظركم بره .
_ الجثمان حنبردو ونجيبو بهناك يشوفوه وبعدها حندفن طوالي .
_ طيب يا عزيز طيب 💔.
عزيز قفل الخط ورجع للعربية .
لقا علياء بتبكي مع امها بصوت عالي ... عرف انو امها حتكون ورتها ... عاين لعمران لقاه مدنقر راسو وبعاين للأرضية حقت العربية .
اتحرك من دون كلام واتجه على بيت حبوبة سارة .
لقا سارة وحبوبتها ونسوان الجيران واقفين ...
فتح الباب ونزل عمران ...
سارة اتقدمت ناحية باب حسنة ...
حسنة اول م شافتها فتحت الباب باندفاع ومسكت سارة وبقت بتبكي وبتكورك : هيا سارة يااااااا حليل فضل .... يا سارة يااااا حليل ابو علياء .... احي انا يا سارة من ابو اولادي المشا خلاني براي ..... احي انا من القطع الحشاي .... احححححححي انا من فقداني لي ضراي ... الليلة يا حليل فضل وطلة فضل يا سارة... الليلة يا حليلو فات و ودع وخلاني برااااااي يا سارة خلاني براي .
سارة ضمتها عليها وبقت بتعزي معاها 💔.
حسنة النسوان بقو بصبرو وبهدو فيها .
بعد مسافة جو ٣ عربات ... كان فيها عزيز وعلاء وجزء من رجال الجيران الاحتكو بفضل ... وعادل زميل عزيز ...
رجال حلة ناس سارة م قصرو وبرضو اتلموا نزلو الجثمان وختوه ف عنقريب ف الحوش .
حسنة جات جارية عليه وهي بتصفق : كرررررررر يا يمة كرررررررررر علي يا المشيت برجلينك تجيب اكل اولادك ورجعت لي شايلنك .... ووووووووب علي من كفنك يا فضل ...وووووووب علي انا من موتتك يا فضل .... احي انا يا الصغير والجاهل .... اححححي انا يا ابو العيال الليلة مالك مشيت خليتني براي .
واااااا سجمي من خبرك يا فضل ..... و حرقة قلبي منك يا فضل .... احي من قطعة حشاي فيك يا فضل .
الليلة يا اخووووووي .... الليلة يا ابوووووووي .... الليلة يا ولدي .... الليلة يا ابو عيالي .
الليلة وااااااا سجمي وااااا رمادي يا فضل المشيت الخليتني .... اححححي منك ومن صغرتك ومن حرقتك ... الليلة يا ناس يا حليلي انا ... الليلة يا حليلي المشا خلاني براي ... الليلة يا حليلة الما كمل معاي المشوار .
الليلة سجمي الكفنوك بالابيض قبل م بتك تلبس الابيض ... الليلة وااااا حرقتي يا اخواني الليلة يا حليلي ويا حليل فضل 💔💔💔.
النسوان مسكوها وبقو بهدو فيها دنقرت ف الارض وباست راسو : عاااااااافية وراااااااضية عنك يا فضل .
عزيز مسك عمران وعلياء من يدهم و وداهم جمب راسو خلاهم يبوسو  وبعدها جو معاه باقي الرجال وشالو العنقريب وطلعو .
حسنة جرت وراهو لكن سارة مسكتها بقوة ... بقت بتحاول تتملص منها وهي بتكورك : خليني اودعو يا سارة خليني اخر مرة اشوفو فيها ... فكيني عليك الله .
سارة وهي بتبكي : يا حسنة عليك الله خلاص .. اذكري الله ... قولي لا اله الا الله ... عليك الله اتصبري شوفي اولادك بعاينو ليك كيف ... فضل تاني راجي دعاك بس .
حسنة رفعت يدينها وزغردت بصوت عالي وبطريقة هستيرية وكوركت : ودعتك اااااخر وداع يا فضل ... ودعتك لي الله والرسول يا فضل ... ودعتك لي الله ورسولو يا سيد الرجال ... ودعتك لي الله ورسولو يا ابو علياء وعمران ... احي يا حرقة حشاي ... احي يا حرقة حشاي ... احي يا الودعتني صغير ... احي يا المشيت برجلينك وجابوك لي جثمان ... احي يا الامبارح راقد جمبي والليلة حترقد ف التراب غادي مني ... اححححي يا فضل منك .
صوتها العالي بدا يقل تدريجيا لحدي م فجأة وقعت على سارة .
عمران كان بعاين للمشهد كلو بخلعة ... ابوه الاختفى جثمانو مع العربات ... وامو البتعزي وبتوصف  وفقدانها لوعيها و وقعتها الفجأة .
علياء اختو مسكتو من يدو وقعدتو جمها ... ختت يدها ف راسو وبفطرة اخوية ضمتو عليها .
ابنة ال٩ اعوام كانت بس عايزة تحسس اخوها الصغير بالامان وسط الجو الكئيب والسوداوي الاحاط بيهم فجأة .
            _ نهاية الحلقة الخامسة _

بنت عمران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن