_ بنت عمران _
_ الجزء الثاني _
♥️ اسيرة القُنصل ♥️
#ح١
1997
جلس بجانبها وانفاسه تتعالى ... بدا متوترا وهو يحاول استخراج بعض الكلمات من فمه ... ابتسامتها اللطيفة جعلته يهدأ قليلا خارجيا ... بعد وقت ليس بالقصير تحاشى النظر الى عينيها ثم قال : سارة ...
_ اها يا عزيز
_ انا عايز اعترف ليك بي شي ... محتفظ بيه من زمان بس .... بس بتمنى انك تسامحيني وتختي لي العذر .
_ طيب ...بس الموضوع عن شنو ؟
_ عن ....عن عمران
_________________________________________
تعالت انفاس الشاب العشريني وهو يُحمل الكراتين المحكمة التغليف مع احد العُمال في العربة المخصصة لنقل الحقائب في مطار الخرطوم ... خلع السماعة الكبيرة التي انزلها من على رأسه ثم هم بوضعها في حقيبة ظهره التي يحملها... نظر لوالدته التي بدت عليها ملامح الرضا وهي تنظر الى الكراتين ... كانت سيدة بملامح وديعة تتشربها اللطافة وجسد رشيق ... كانت ترتدي ثوباً انيقاً بالاضافة الى إشارب بنفس لون الثوب ولمعت الاساور الذهبية على مرفقيها .
تنفس الشاب الصعداء وهو يقول : هسه عليك الله يا امي دا شنو دا المشيلانا ليه دا ؟
حدجته بنظرات الامهات لأطفالهم الاشقياء : ف شنو يعني هسه الحاجات دي كتيرة ؟
_ الله ! دا كلللللو وما كتيرة ؟
_ يا ولدي شوية شطة ودكوة وزيت سمسم وكركدي وقونقليز وعرديب وابري وبصلة محمرة ومسحونة و ويكة وخدرة مجففة هسه دا كتير ؟
_ لا حول ولا قوة الا بالله 🙂... لا لا يا امي م كتير ... معليش ... غلطان ... متأسف .
امسكت حقيبتها بحرص ثم تحركت وهي تقول : ارح جر العربية دي .
هز رأسه وتحرك بالعربة برفقة العامل الذي كان يقف بقربهما ... انتظروا قليلا حتى تم الاعلان عن رحلتهم ... كان الشاب كريما مع العامل واعطاه اجرة جعلته يبتسم متمنياً لهم رحلةً سعيدة ♥️.
ما إن اكتملت اجراءاتهم حتى كان الشاب و والدته يجلسان بهدوء في جزئية رجال الاعمال .
بدا التوتر على السيدة عندما بدأت الطائرة بالاقلاع و سرعان ما أمسكت بسبحتها وبدأتها بالتسبيح واغمضت عينيها ... بينما نظر لها الابن بنظرات ضاحكة ليضع سماعته على اذنيه ويسترخي وهو يراقب من النافذة الصغيرة مدينة الخرطوم وهي تتحول الى نقاط من الاضواء وكأنها نجوم .
كانت رحلة طويلة وانتهى الشعور بالملل الذي سيطر على بعض الركاب بصوت الكابتن الذي حمد لهم السلامة ثم اخبرهم بأنهم يحلقون الان فوق سماء مدينة كيب تاون عاصمة دولة جنوب افريقيا ... وطلب منهم ربط احزمة الامان .
كانت الساعة تشير الى السادسة صباحا عندما خرج الشاب برفقة والدته وهو يجر عربة الحقائب .
تجول الشاب بعينيه في وجوه المستقبلين ليرى ما ان كان ينتظرهم احد ... وسرعان م تهللت ملامح وجهه ونده بصوت مسموع : أحمممممذ .
ابتسم المدعو احمد ولوح لهم بيده ثم اتجه نحوهم ... تبادلوا السلام الحار لدقائق ومن بعدها خرجوا من المطار ... بالخارج كان ينتظرهم سائق خاص بسيارة مارسيدس سوداء ... وسرعان م تحركت بهم السيارة في شوارع مدينة كيب تاون الساحرة ... كان جبل تيبل احدى عجائب الدنيا السبعة يحيط بالمدينة بطريقة مهيبة ... الشوارع الهادئة النظيفة والمارة ف الشوارع بمختلف السحنات والأعراق يتجولون ... ارتصت البنايات والمحلات ذات الطابع المميز على طرفي الطريق بينما كانت اشجار النخيل تحيط بالشارع ... بدا صوت امواج البحر الذي يحتضن المدينة مسموعاً بطريقة مريحة... اتجهت بهم السيارة نحو حي (سي بوينت) ارقى احياء المنطقة والذي يقابل البحر مباشرة .
نظر أحمد نحوهم وقال : الزول دا كان عايز يجيكم بنفسو لكن م كان ف طريقة عشان كدا جيت انا ، لكن حنلاقيهو ف البيت .
ابعدت السيدة انظارها من على النافذة ثم ابتسمت : م مشكلة يا ولدي م بتقصر .
توقفت بهم السيارة امام منزل يقع في بقعة هادئة مطلة على البحر مباشرة ... كان المكان جميلا الى حد الدهشة ... منازل انيقة بطراز حديث وقفت بشموخ وكأنها تراقب امواج البحر التي تغازل الشاطئ الرملي .
امام احد المنازل توقف شاب بدا في الثلاثينات من عمره ... بجسد ممشوق وبنية تضج بالرجولة ... شعر حليق ... ملامح صارمة... لحية مرتبة ... حاجبان مقوسان ... وعينان برموش كثيفة ... لم يكن شديد الوسامة بقدر ما كان شديد الجاذبية ... ملامحه عادية ولكنه يبدو كالمغنطيس يجذب انتباه كل من يراه ...كفكف اكمام قميصه الازرق الداكن الذي بدا مثيرا مع لونه الاسمر الهادئ ... كانت وقفته تعكس كمية الثقة الداخلية التي يشعر بها ...
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه وضاقت عيناه التي انصهر بها اللون الرمادي الداكن عندما سمع صوت اخيه وهو يصرخ بسعادة : عمراااااااااان .
فتح يديه ليقفز الاخير عليه بشقاوة لم يتخلص منها منذ طفولته...
خلع كابه وهو ينظر حوله : المكان خطييييير يا انسان خطييييير .
لم ينتظر الرد من اخيه بل صرخ بحماس وهو يركض لتفقد المنزل .
اقتربت السيدة منه ... كانت ضئيلة مقارنة بحجمه ... انحنى وهو يعانقها بحب هامسا : يُما .
مشت يدها بحنان على رأسه : ازيك يا عمران ... ان شاء الله كويس يا ولدي .
باس راسها وبعدها باس يدها : الحمدلله يا يُما انا احسن بكتير بشوفتك .
_ الله يحفظك يا ولدي ويحميك ويرزقك كل خير .
_ اي يا امي م تحرميني من دعواتك دي ، دا الشي الوحيذ البيزيدني قوة ♥️
_ مبروك البيت الجديد
اتلفت وراه وعاين للبيت وابتسم : الله يبارك فيك ... ادخلي جوه حيعجبك اكتر .
اتحركت لي جوه وهي بتقول : اللهم زد وبارك .
اتوجه ناحية احمد البينزل ف الشنط ... جراه من يدو عشان يدخل : خليها الشنط بيدخلها السواق .
عاين للسواق واتكلم معاه بتهذيب باللغة الانجليزية وطلب منو يدخل الشنط وبعدها دخل مع صحبو .
اول م الزول يتجاوز بوابة البيت بيحس انو دخل عالم تاني ... حديقة مرتبة وفيها كمية من شجر النخيل .... ممر بالحصى الابيض والاسود بيقود لي جسر خشبي معلق فوق مسبح كبير نهايتو فيها نافورة ...
باب المدخل كان خشبي ضخم قدامو مساحة واسعة من البورسلين ... البيت من جوه كان دافئ ... الوانو بتتراوح بين اللون البني والابيض وتدرجات الرمادي... بأرضيه خشبية انيقة وعفش وديكور عصري بألوان داكنة .. الشبابيك الفرنسية والشرفات الزجاجية المُطلة على البحر والاضاءة الدافئة والهادئة كانت السمة المميزة في البيت . ( حنزل صورو )
كان كل شي مرتب وجاهز ... الطابق الارضي للإستقبال وغرف العاملات ... والطابق الفوق البيطلعو ليه بسلم محاط مسور بالزجاج كان خاص بيهم وفيه الغرف التم تجهيزها عشانهم .
حُسنة دخلت وبقت بتتفرج على البيت بي اعجاب ... عمران كان واقف بوراها برفقة صديقو احمد كان بعاين ليها زي الاب لمن يجيب لطفلو لعبة جديدة ويكون عايز يشوف ردة فعلو ... كان مستحضر كل العذاب والحرمان الهي عاشتو ف حياتها وكان عايز يعوضها كل ثانية ف حياتها عاشتها ببؤس وعجز .
الحياة عذبتو عذاب اليم ، ومع كل كسرة كسرتها ليه من دون رحمة او شفقة كان بيزيد قوى من جوه ...
الجوع والفقر المدقع كانو زي النار تحت رجولو خلوه يزيد ف مقاومتو عشان يطلع منهم ... ومن اول يوم عتبت فيه رجلو كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم بعد م احرز المرتبة الخامسة ف الشهادة الثانوية قرر انو اسمو لازم يكون من الاسماء المنقوشة بالذهب في تاريخ الجامعة .
كان انسان مجتهد وشغوف لدرجة يُحسد عليها ... حرص كل الحرص على انو يستفيد من اي شي محيط بيه ومن كل شغل يشتغلو ... فمن عملو في الورشة اتعلم الصبر ودقة الاداء ودراسة اي خطوة قبل م يقدم عليها ... ومن عملو في السوق اتعلم التحمل وانو م يخلي حقو ابداً... الشوالات والبضايع التقيلة الكانت بيعتلها ساعدت في تكوين بنية عضلية قوية ليه ... عملو ف مقر المنظمة كعامل نظافة كان اكبر حافز ومشجع ليه ... انو لازم يبقى زي الناس البشوفهم ومعجب بيهم ديل ... مستوى رفيع ومرموق وعمل مُحترم بالإضافة لتقوية لغتو الانجليزية لإحتكاكو مع العاملين الأجانب لحدي م بقا صديق ليهم ... وكذلك شغلو ف واحدة من مكاتب الكتب ف سوق امدرمان ادتو جرعة ثقافية دسمة ... قضى اوقات عملو ف تصفح الكتب وقراءة المقالات وسبر غور الصفحات المليئة بالاغلى من الدهب .
حافظ على المستوى المتميز ف الجامعة الامر الخلاه يبقى معيد بعد م اتخرج وبعدها بفترة قدم لمنحة في احدى الجامعات في الولايات المتحدة وتم قبوله فيها وسافر .
بنى نفسو بي نفسو ... اجتهد وطور ذاتو وتعب وشقى لحدي م بقا قادر يقيف ف وجه الحياة القاسية ويرد ليها اللكمات القاضية الكانت بتقدمها ليها بلا رحمة ... انشأ شغلو الخاص البداه من الصفر بالإضافة لي انو انخرط في السير الدوبلوماسي لحدي م وصل بيه الامر لي ان يتم تعيينو سفيراً للسودان في دولة جنوب افريقيا ... وكان اصغر سُفراء الدولة عُمراً فيادوبو ابن الاتنين والثلاثين ...
وبعيدا عن وضع شغلو المتعب والمرهق جدا والمحتاج ذكاء وحنكة في اي تصرف الا انو كان سعيد جدا بحياتو الجديدة الوصل ليها بعد اجتهاد شديد ... وبالمقابل اكتسب صفات جديدة ... بعيدا عن عمران اللطيف والمسكين بقا عمران القاسي والجادي جدا ... والبعض بيتهموه بالغرور والنرجسية .
امو عاينت ليه وابتسمت : ماشاء الله تبارك الرحمن ... اخوك وينو ؟
= انا هنا
عاينو كلهم باتجاه السلم الزجاجي لي عبد الرحمن الفرحان شديد بالبيت حق اخوه .
حُسنة : تعال يا ولد المبخر الكهربائي الختيتو ف شنطتك وينو ؟
_ انا ؟
_ تعال تعال ناولني شنطتك دي .
طلع شنطتو ومداها ليها ... اتناولتها وفتشتها ... طلعت المبخر الملفلفاه بهدوم عبد الرحمن ... وطلعت كيسين صغار .... وقفت جمب اقرب كوبس و وصلت المبخر فيه ... انتظرتو يولع ... فتحت الكيسين طلعت من الاول لبان بخور ... ومن التاني ملح ... كبتهم ف المبخر وف ثواني ظهرت موجات الدخان الابيض .
فصلت المبخر وجات جمب عمران وبدت تلف حوالينو : يا حافظ يا حفيظ من شر عين الحاسد والحسود والحاقد والحقود والغيران يكفيك يا ولدي عمران شر كل مخلوقاتو .
عبد الرحمن وهو بيقعد ف مدرجات السلم ويخت يدو ف راسو : امي دا شنو البتسوي فيه دا 🤦🏻♀️.
عاينت ليه من فوق لي تحت ورجعت ببصرها لعمران : ويكفييييييك يا يمة من شر المخابيل والمهابيل يا ولدي .
عبد الرحمن وهو بنطر عيونو : المخابيل والمهابيل ديل اعلهم انا 😳.
حُسنة وهي بتعلي صوتها زيادة : ويكفيك يا يابا شر اب لسان طوييييل .
علت صوت ضحكات أحمد وعمران بطريقة خلت عبد الرحمن يتغاظ : كويس يا امي كويس .
اتوجهت بالمبخر لي أحمد : وانت يا يابا الله يحفظك ويغطيك ويعليك م يدليك .
عبد الرحمن وهو بيجي عليها : هي يا امي وانا م ولدك يعني ولا شنو ؟
حُسنة : تعال يا الهامل ومجامل تعال ابخرك معاهم .
جا ناحيتها وهو مادي بوزو بزعل... ضربتو في يدو وعاينت ليه : وانت يا الفاقع مرارتي ورافع ضغطي الله يغطيك ويحفظك ويحميك .
_ المشكلة يا امي انو انتي م عندك غيري اصلاً ... علياء واتخارجت وعمران برضو حيتخارج ... الهامل والمجامل دا ياهو القاعد وحارسك .
عُمران وهو بيخت يدو في كتفو وف محاولة منو لتغيير الموضوع : شفت اوضتك ؟
_ لا والله منتظرك تجي توريني ليها .
_ طيب ارح .
كان متجه على السلم بس وقف بي صوت التلفون البيتهز ف جيبو ...
طلعو وعاين للرقم ، ملامح وشو نوعا ما اتغيرت ... زحا يدو من كتف اخوه وطلع برا بعد م قال لي أحمد : وريهم اوضهم ...
وقف قدام مدخل البيت ... وفضل يتكلم لي دقايق طويلة ف التلفون ... مع اخر جملة قالها وفصل الخط احمد جا طالع ... عاين لي عمران باستفهام .
عمران وهو بشيل انفاسو : ممكن تطلع من المستشفى بعد دا .
_ طيب الحمدلله .
عاين للساعة البتشير لي سبعة : انا مفروض اتحرك على شغلي لانو ٨ عندي اجتماع طارئ ... حخلي ليك الموضوع انت لحدي م اجي بعدين تمام ؟
_ اوكي اتفقنا .
_ حكون معاك بالتلفون
_ تمام
دخل البيت تاني وبخطوات سريعة و واسعة طلع السلم ... اتوجه لي اوضة امو الكانت الوانها وديكورها بترواح بين الابيض والرمادي والزهري الفاتح والبصلي ... بشباكين فاتحين ف البحر طوالي ... في وسطهم شاشة تلفزيونية متوسطة الحجم ... وعلى الجانب الايسر كرسي وثير ...اتدلت من السقف نجفة صغيرة زادت الاوضة بريق ... بالاضافة لي للأرضية المغطية كلها بسجادة رمادية ناعمة ... واخيرا سرير كبير مريح .
لقاها قاعدة ف طرف السرير وبتعاين حواليها بسعادة .
قفل الباب وراهو وسألها : مبسوطة يا يُما ؟
_ شديد والله يا عمران
قعد جمبها ف السرير : طول م انا عايش ححرص كل الحرص على انك دايما تكوني مبسوطة وفرحانة .
_ الله يديك لحدي م يرضيك يا عمران ويعلي مقامك ويزيدك اكتر واكتر .
مسك كفة يدها وباسها وهو بقيف : انا طالع على شغلي بعد دا ... نومي وارتاحي حتكوني تعبانة من السفر .
_ حتتأخر ؟
_ على الاغلب اي .
_ طيب امشي الله يوفقك
_ يلا .
طلع من الاوضة وخلا حُسنة العاينت لي سقف اوضتها وهمست : ياااا حليلك يا فضل اريتك كان كنت قاعد وشفت عمران وصلنا لوين 💔.
عمران قفل باب المدخل وراهو ... اتحسس مفتاح العربية ف جيبو ... طلعو بهدوء وضغط على الزر الفي المفتاح .. العربية اصدرت صوت تنبيه .. ركب فيها وطلع على شغلو ....
_________________________________________
في احدى مستشفيات مدينة كيب تاون ...
كانت قاعدة في كرسي متحرك وهي سرحانة ف السماء الصافية الظاهرة ...
انسة خمرية بملامح رقيقة جدا ، شعرها حريري ، اسود فاحم ... كان مقصوص بطريقة مميزة ... طولو م اتجاوز اذنيها ... وخصلاتو الناعمة كانت نازلة قدام على جبينها ... حواجبها كانت غزيرة وطويلة وعيونها متوسطة الحجم .
ارتسمت ف وشها النحيل الكان فيه اثار جروح كل ملامح الحزن والضياع ...
قبلت بكرسيها على اتجاه الباب لمن سمعت صوت طرقات عليه .
وف ثواني ملامحها الرقيقة اتحولت لملامح شرسة وخطيرة لمن شافت الشاب الداخل .
كان طويل واسمر بعيون ناعسة وملامح منحوتة ... صلح النضارة الطبية الهو لابسها وقال ليها بصوت رجولي ودود بالرغم من خشونتو : صباح الخير يا انسة ميهان ، انا دكتور احمد متذكراني صح ؟
جاوبت بنبرة مقتضبة : عايز شنو ؟
ابتسم بهدوء لمن حس بتوترها وتضايقها من الطريقة المسكت بيها اطراف الكرسي على جهة يدينها : خلاص حتطلعي من المستشفى بعد دا .
_ ها ... على وين ؟
_ بيت القُنصل .
_ سوري ... انا م حمشي مع زول انا م بعرفو اصلا .
ربع يدينو ونبرتو زادت وُدية : م تخافي ، هناك اي شي جاهز عشانك ... وحبتدي معاك انا جلسات العلاج الطبيعي .
سكتت لمسافة وظهرت دموع ف عيونها ف الوقت الكانت ملامحها لسا محتفظة بشراستها ... عاينت لرجولها : في امل ؟
قعد ف الكنبة المجاورة ليها : الله ! منو القال ماف امل اصلا ؟ إصابتك بسيطة وحتتعالج ف شهور بإذن الله ... بس اهم شي عايزك تكوني متعاونة معاي ...
هزت راسها بعناد : come down هل انا هسه وافقت على اني اطلع معاك اصلا ؟
وقف على حيلو وعاين ليها كأنها طفلة : شكلك حتكوني متعبة شديد يا انسة ميهان .
بخطوات سريعة طلع وقفل وراهو الباب ... وقف قدام الاوضة ومسك تلفونو ... سكت لثواني قبل م يقول : عمران ؟
جاهو صوتو من السماعة : نعم
_ رافضة تجي معاي
_ كيف يعني ؟
_ عديل
احتدت نبرتو : هو اي دلع وخلاص ؟
_ طيب مفروض اعمل شنو مثلا ؟
_ اتصرف يا احمد اتصرف .
احمد وهو بشيل انفاسو : عاين انا مستحيل اجبرها تجي بالقوة .
_ تمام انا حخلص اجتماعي وحجيكم ف المستشفى .
_ ناوي على شنو
_ واحد من الاتنين يا تجي بالحُسنة يا حسوقها رجالة ... انا م عندي وقت اضيعو ف دلع البنات .
_ عمران م تبقى قاسي معاها ؟
_ انا م قاسي ... انا باختصار صارم ... لانو هي مسؤولية كبيرة لازم احسن التصرف فيها .
_ واحسان التصرف حيكون بي انك تجيبها رجالة ؟
اتغيرت نبرتو وبقت هادئة بطريقة مفاجأة : فرق بين رجالة العاديين ورجالة شخص دوبلوماسي ...
_ طيب ... نشوف حتعمل شنو !
_ اوكي ... يلا عشان مفروض ادخل قاعدة الاجتماعات .
_ good luck .
قفل التلفون وعاين ليه مسافة وبعدها همس : الله يستر
_ نهاية الحلقة الاولى _
بعتذر على الحلقة القصيرة ... كان مفروض تكون طويلة بس اتمسحت اثناء كتابتها ... واضطريت اعيد كتابتها في ساعتين بس 🙏🏻.