• بنت عمران •
•الجزء الاول •
🌸 في حضرة الماضي🌸
#ح4
سارة كانت بتبكي بهستيريا وهي ف احضان السيدة العجوز ، كانت بملامح الحبوبات ، شعر ابيض محنن ، مساير ، شلوخ ، خشم مدقوق ، ونظارة بعدسات مدورة .
حضنتها عليها وهي بتسأل : بسم الله ، السارة يا بتي مالك ؟
_ انا خلاص يا حبوبة تعبت شديد والله م قادرة اتحمل اكتر من كدا .
ربتت على ضهرها بحنان : كدي قولي بسم الله وادخلي الناس ف الشارع م يشوفونا .
دخلتها لي جوه وقفلت الباب ، قعدو في عنقريب مختوت في راكوبة واسعة معروشة بالحصير ، كانت نضيفة ومرشوشة وفيها ٤ سراير مفرشة غير العنقريب .
_ مالك يا بتي وريني ف شنو ؟
سارة كانت بتتكلم بصعوبة من بين دموعها النازلة بحرارة لانو دا المكان الوحيد الهي بتقدر تكون فيه على طبيعتها من دون م تتصنع القوة او البرود ، المكان الوحيد البتحس بي نفسها فيه وبتظهر فيه سارة الحساسة جدا والرقيقة و الهشة ، بعيدا عن المحامية والزوجة الباردة الما بتكترث بي شي : تعبت يا حبوبة مريم تعبت شديد منها ، الوحيد الكنت مستحملاها عشانو الليلة .... الليلة ...
سكتت وم قدرت تقول لي حبوبتها انو اداها كف .
حبوبة مريم عدلت نضارتها وهي بتضرب بي طرف عصايتها الواطة : الليلة شنو ؟
_ الليلة شاكلني وهزأني 💔، م عارفة قالت ليه شنو عني، جاني زعلان وقال لي شاكلتي امي لي ؟ وانا يشهد الله م حصل يوم صوتي دا علا عليها .
_ شاكلك وهزئك لي ؟ السبب شنو الخلاه يعمل كدا ؟
_ عشان قلت ليه دا كلام م بطلع الا من مجانين وانا م كذبت ، فعلا دا كلام زول فاقد عقلو .
_ يعني يا بنيتي اتهمتي امو بالجنون ؟
_ حبوبة انتي م عارفاها هي بتعمل فيني شنو ولا بتسمعني شنو ، لمن جا سألني من شي اصلا م حصل اعصابي تلفت من الزعل ، ياخ انا انسان هم لي بيعملو فيني كدا ، هي اليوم كلللللو بتطاعن فيني بي الكلام البيوجع القلب ، عااااقر ، م بتولدي ، خطافة الرجال ، شلتي مني ولدي وكلام كلو مقرف هي محسساني انو عزيز عمرو ٧ سنوات مش ٣٢ سنة ... انا قلبي بيتقطع من الزعل يا حبوبة قلبي بيتقطع والله 💔، بتلومني بحاجات م عندي يد فيها ، حسبي الله ونعم الوكيل .
حبوبتها ضمتها عليها ومشت يدها على شعرها بهدوء : راجلك غلطاااان يا بتي اصلو م من حقو يشاكلك قبل م يسمع منك ، وامو بي كلامها دا بتدخل ف ارادة ربنا وصدقيني البيدخل ف ارادة ربنا، الرد بجيهو منو هو زاااااتو .... يعني يا بنيتي خليها لي الله وهو براهو بجيب حقك ، واخيرا يا السارة انتي زاتك غلطانة .
رفعت راسها وعاينت ليها ، وشها كان مورم و عيونها حمراء من شدة البكاء : غلطانة ؟ غلطي شنو يا حبوبة ؟
_ غلطك انك جبتي سيرة امو بالجنون ، انا يا بتي م ربيتك على كدا والام دي ماااا هينة كان شنو داك ماف زول بيرضى ف امو ، الام ام ف النهاية .
_ لكن ...
قاطعتها : عارفة ، والله عارفة حتقولي لي شنو ، عارفاها واجعة قلبك من كلامها البسم البدن بس انتي م اتصرفتي بفلاحة يا بنية ، الراجل وقت يجيك زعلان ومليان بتمتصي المنفوخ بيه دا برااااحة لحدي م يرجع ليهو عقلو ، المرة الحكيمة والواعية البتعرف توزن الكلمة ومتين تطلعها ومتين تمسكها عليها دي البتفوز ف النهاية ، لكن الحمقاء البتقيف مع راجلها خط احمر وقت يكون غضبان يا خسرتو يا خسرها وخسارة واحد معناها خسارة الاتنين يا بتي .
مسحت دموعها : صدقتي يا حبوبة ، يا خسرتو يا خسرها ، وهو فعلا خسرني هسه ، لكن خسارتو لي م معناها خسارتنا الاتنين ، هو خسران وانا ربحانة.
_ ربحانة شنو يا السارة ؟
_ ربحانة نفسي دي ، انا الما بقدرني م عايزاه لو يبقا اخر راجل .
حبوبة مريم قامت من محلها وملصت توبها ومشت على اتجاه الزير ، ملت الكوز موية وجات ادتو ليها : كدي يا بتي اشربي ليك شوية موية صوتك لمن اتبح من البكاء ، وروقي شوية وفكري ف كلامك الاخير دا تاني ، بالجد حتكوني ربحانة لو خسرتيه قبال م هو يخسرك ؟ انا خاشا المطبخ اسوي الفطور .
اتحركت على المطبخ وخلتها ف السرير ، سارة شربت من الموية واتوسدت التوب الفيهو ريحة حبوبتها البتحسسها بالامان ، البكاء الشديد والهبوب البتهب وهي محملة بي ريحة التراب المرشوش بالموية كانو زي التخدير بالنسبة ليها وفجأة غطت ف نومة عميق هادئة .
_______________________________________
علاء كان قاعد ف كرسي ف الصالة وبيقرا ف الجريدة بتاعت الصباح ، سلمى مرتو جات ختت ليه كبايتو بتاعت الشاي ، كانت راجعة على المطبخ لكن استوقفها وطلب منها تقعد ... حست ف شي وبي سرعة قعدت : خير يا ابو احمد ؟
_ عايزك ف موضوع ...
_ ان شاء الله خير ؟
_ احمد يا سلمى
_ مالو
_ الولد م ملاحظة ليه بقا عنيف ؟ ودايما ف حالة مسبب مشاكل ؟
كتفت يدينها : ابدا م ملاحظة ، ماف اي شي زي دا ، ولد صغير وتصرفاتو طبيعية جدا زي اي ولد ف عمرو .
_ لكن يا سلمى الشكاوي منو كترت
_ نعععععم ؟ جابت ليها شكاوي كمان ، اها وريني دا منو البشكيه ليك دا ؟ 😏 ( شفتو العيال الما متربيين البطلعو زيتنا ديل ياهم امهاتهم زي سلمى دي )
_ يعني فضل شكا منو كتير و ...
قاطعتو : فضل ؟ فضل الغفير يشكي ولدي انا يا علاء وانت كمان تسمع منو ؟
_ م لكن يا سلمى جنن ولدو جن .
_ يجنن ولدو ويجنن ابو اهل ولدو كمان وم عندو اي خشم يفتحو ، عاد احمد البيت بيت ابوهو وبيت جدو ، وبعدين الشافع الاسمو عمران دا قليل ادب وم مربى وشليق وهو براهو بهبش احمد ، يستاهل الدق واي شي يجيه وبعدين كنت عايز تقول منو تاني ؟
مسح وشو بيدو : عزيز .
سلمى بلوية خشم : مشششششششششم ، عزيز خليه لمن يجيب اولاد يربيهم بطريقتو .
_ سلمى ماف داعي للكلام دا
_ اججججي وف داعي للكلام الانت بتقولو ف ولدي دا كمان ؟ ولي اصلا بتسمح ليهم يتكلمو ليك فيهو ، هو و مرتو عاملين فيها خلاص ديلللللك يا الماف زيهم .
_ ولد اخوه وعايز مصلحتو
_ لا لا يا اخوي ماف شي اسمو مصلحتو ، امو وابوه قاعدين م بعرف مصلحتو اكتر منهم ، يا ريت تخلي اي زول يلزم حدود يا علاء انا اولادي بعرف اربيهم كويس ماف زول يدخل فيهم ابدا ؟ مفهوم ؟
قالت جملتها الاخيرة وقامت ....
_____________________________________
في المستشفى عزيز جا طالع من غرفة العمليات بعد عملية استغرقت ٥ ساعات وكان واضح انو متغير م زي كل يوم ، الممرضة ساعدتو يطلع لبس العمليات ، عادل النائب بتاعو واللي كان قريب منو نوعا ما سألوا باستغراب : ف شنو يا عزيز الليلة متنشن كدا ؟
قلع القلوفزات بتاعتو وهو بشيل انفاسو : شوية مشاكل ف البيت .
عادل هز راسو بتفهم وهو بسألو : عندك شي تاني ؟
_ لا .
_ تمام ، ارجع البيت ارتاح شوية ، عشان انت م على بعضك خالص .
_ اي حرجع بس عندي شوية حاجات كدا اقضيها .
_ اذا هنا ف المستشفى بقضيها ليك انا .
ربت على كتفو : شكرا يا عادل م بتقصر ، صدقني لو احتجت انك تقضيها بدلي م حتردد لثانية اطلب منك كدا .
_ احنا م بينا شكر يا عزيز .
عزيز امضى في المستشفى قرابة الساعتين وبعدها طلع على بيتو ...
وقف العربية قدام الباب ودخل ... وهو داخل على الحديقة لقا أحمد ومحمد بيلعبوا بطيارات ورقية ، واحمد واقف باتجاه عمران القاعد قدام باب اوضتهم في بمبر صغير ومشبك يدينو وبعاين ليهم 💔، كان واضح انو أحمد بيتعمد يغيظو بي انو يهز جسمو ويطلع ليه لسانو ...
محمد اول م انتبه لي عزيز جاهو جاري بحب : عمو عزييييييز .
شالو ومسح على راسو : ازيك يا بطل ؟
_ تمام الحمدلله ، شفت طيارتي الجديدة حلوة كيف ؟
_ اي حلوة شديد ، اشتريتها من وين ؟
_ جابهم لينا بابا
_ تتهنى بيها
نزلو ف الارض و عاين لي أحمد وقال ليه بنبرة شوية جادة لكن فيها حنية : ممكن تفهمني يا احمد لي بتعمل كدا لي عمران ؟
_ م عملت ليه شي يا عمو
_ انا شايفك وانت بتكاوي فيه ، عيب كدا يا احمد انت حتستمر بتصرفاتك دي لمتين ؟ خلاص كبرت ...انت تاني م طفل فما تخت مخك مع مخو واتعامل معاه كويس ...
احمد سكت وصرا وشو بطريقة طفولية .
عزيز اتقدم بخطواتو ناحية عمران ...
عمران لمن انتبه ليه قام من البنبر بي ابتسامة بريئة وجرا عليه ، لكن تاني لف و جرا للبمبر بتاعو وقال بصوت مسموع : هي يما دالت لي م اتحلك من مكاني .
عزيز ضحك على رد فعلو وشالو وباسو بروح محرقة ، نفسو م هدت شوية الا لمن عضاه بخفة في خدودو المليانة والناعمة.
وجه صباعو الصغير ناحية الطيارات الورقية البيلعبو بيها احمد ومحمد : دي ثنو ؟
عزيز قبل على الجهة الهو بيشير ليها : دي اسمها طيارة .
_ طيالة ؟
_ اي
_ بنثوو بيها ثنو ؟
_ ممممممم بنسافر بيها من مكان لي مكان .
_ حلاش انا عايز اسافل
عزيز بي ضحكة : عايز تسافر وين ؟
_ عايز اسافل الطيالة.
_ الطيارة بنسافر بيها للبلدان يا عموري ، م بنسافر بيها للطيارة زاتا .
_ انا عايز الكب فيها .
_ حتركب وتسافر بيها في يوم من الايام ان شاء الله .
قربو شوية عليه وحاول يشوف الجرح حقو ، بس حركة عمران الكتيرة خلت عزيز يضغط شوية على الجرح بدون قصد وبالتالي عمران بدرت منو اصوات متألمة خلت امو جات جارية بسرعة وهي بتندة عليه : عمران ، مالك يا ولد ؟
رجعت ورا الباب لمن شافت عزيز واقف ، مشت لفحت توبها سريع وجات طالعة تاني : أزيك يا دكتور عزيز .
رفع حاجبو وهو بيتلفت عليها ، ابتسم : اهلا يا ام عمران ، انا بخير الحمدلله ... جيت اشوف زولنا دا
_ م بتقصر والله ، نفذت كلامك القلت لي عليه كلللو ، الليلة م خليتو يمش الروضة ... وم خليتو يلعب ويتجارى زي كل يوم ، الا هسه بس قلت اخليه يشم هوا عشان من قبيل حابساه .
_ م لي درجة تحبسيه طبعا 😂... بس اعملي حسابك عليه لانو حركتو كتيرة .
ف اللحظات دي علياء جات طالعة من الاوضة وهي شايلة قلم رصاص وكراس لمن شافتو ابتسمت : ازيك يا عمو عزيز .
_ اهلا يا امورة ، كيفك انتي كويسة ؟
_ اي الحمدلله كويسة .
امها عاينت ليها : اها مالك ؟
_ يما م فاهمة الرياضيات دي عايزة زول يشرح لي .
حسنة بصوت ظهر فيه الخجل وهي بتمسك الكراس بالقلبة : هيا بتي انا القراية دي زاتا م بعرف ليها مرقوني من المدرسة من اول سنة .
عزيز : تعالي ... م فاهمة شنو ؟
علياء وهي بتشيل الكراس من امها وبتتقدم ناحيتو : الدرس دا .
دنقر عشان ينزل عمران لكن بالتالي عمران اتشعبط فيه زيادة وهو بيقول : لا م تنزلني لا .
حسنة بضحك: اجي يا عمران يا ولدي ، انزل يا ولد خليه عشان يشرح لي اختك .
هز راسو وهو بيحاوط عنق عزيز بيدينو وبيتكل على كتفو براسو .
تصرفات عمران البريئة كانت بتداعب مشاعر الابوة المفتقدها عزيز ، صوتو البريئ وهو بينده على اسمو ... جريتو عليه وفتح يدينو لمن يكون جاي من الشغل ... الونسة الكلها كلمات م مفهومة البتونسها معاه ... الضحكات ذات الوقع اللطيف على نفس عزيز البيملاهو بيها ... كلها حاجات كانت بتخليه يحبو شديد كانو ولدو وهو ابوه واهم شي الملامح البتشابهو فيها ... عمران كان بيشبه عزيز اكتر من فضُل ابوه وكانو نسخة مصغرة منو .
حسنة وهي بتقرب من عزيز عشان تشيل عمران : تعال .
عزيز : خليه خليه .
_ سمح اجيب ليكم الكراسي تقعدو فيها
_ م يحتاج حنقعد هنا ف العتبة دي .
_ اسوي ليك شاي ؟
_ شكرا يا حسنة م بتقصري ، لو لقيت اني عايز حكلمك .
مسك علياء باليد التانية وقعدها جمبو ... سألها باهتمام : في سنة كم انتي هسه ؟
اشارت ليه بيدها ٣
ضحك : ماشاء الله والله كبرنا .
قعد عمران ف رجلو وبدا يشرح لي علياء الكانت شاطرة جدا ونبيهة...
بعد ربع ساعة كدا خلص من الشرح واداها كراسها وهو بيحفز فيها بكلمات ايجابية .
اخترق اضانو صوت شخير خفيف ، عاين بهدوء لي عمران النايم ف حضنو ، رجع ببصرو لي علياء وبصوت هامس وملامح مصدومة : نام متين دا ؟
علياء وهي بتضحك بصوت منخفض : اصلا هو بنوم كدا بسرعة .
_ خلاص نادي امك تجي تشيلو براحة م يصحى .
علياء جرت لي امها ...
عزيز قام وكان حاضنو عليه ، شم فيه ريحة المسك السائل المميزة وعرف انو عمران كان ف احضان سارة في واحدة من ساعات اليوم دا .
حسنة جات طالعة بسرعة وهي مبتسمة ، شالت عمران براحة وشكرت دكتور عزيز تاني ودخلت بي اولادها بيتها .
عزيز دخل البيت واتوجه على السلم بسرعة ، اخترق سمعو صوت امو وهي بتنده بي فظاظة على حسنة .
تابع مشيهو لحدي م وصل باب شقتو ، شال انفاسو ودخل المفتاح ف فتحة الباب ، خشا بهدوء وقفل الباب وراهو .
كان على الاغلب اول م يجي داخل بيسمع صوت اغاني مصطفى سيد احمد البتكون بتستمع ليه وهي شغالة ف المطبخ ، بس على غير العادة كان ف هدوء وسكون عجيب طاغي على ارجاء الشقة .
اتوجه ناحية اوضتهم على اساس يلقاها نايمة فيها لمن م لقاها مشا بسرعة وفحص الاوضتين التانيات وبرضو فاضيات ، جا راجع ودق على باب الحمام قبل م يفتحو ... م كان ف اي اثر ليها ...
عاين للدولاب وخطا ناحيتو بخطوات مترددة ، لقاهو فاضي الا شوية ملابس كدا مختوتة فيه .
نزل بي سرعة تحت وهو بيفتش على امو ... لقاها ف المطبخ كانت بتهزئ ف حسنة كالعادة : دا شنو دا ؟ شوفي دواليب المطبخ دي وسخانة كيف ؟ يعني الا كل مرة انبهك ليها ولا شنو ؟ م بتعرفي تشتغلي شغلك من دون توجيه ؟
حسنة وهي ضامة يدينها وبتعاين للارض : هيا حاجة منال الدواليب ديل انا امبارح دي نضفتهن .
_ تنضفين كل يوم
_ الخشب ببوظ لكن بي كل يوم موية
_ يبوظ ؟ م يبوظ كان باظ دافعه فيو قرش انتي ؟
انقطع حديثهم بصوت عزيز : امي
التفتت عليه : اي يا ولدي
_ وين سارة ؟
_ بري يا ولدي علمي علمك ، بعد م انت نزلت هي جات شايلة شنطتها ، قلت ليها على وين يا بتي ؟ ...
.
.
سكتت شوية وهي بتتوجه بنظراتها على الناحية اليمين ( من اشارات الكذب ف لغة الجسد ) : كوركت فيني وهرجت ومرجت وردحت وقالت لي لي البيت دا وخليتو و ولدك حيبقى طليقي وكمان .... وكمان رمت المفتاح ف وشي ومشت .
حسنة عيونها اتوسعت بصدمة وهي بتسمع ف الكلام .
عزيز هز راسو بعدم استيعاب وعاين للساعة كانت ٥ ونص .
اتراجع وطلع من المطبخ .
منال : ماشي وين يا ولد ؟
_ حمشي اشوفها مشت وين .
_ طالما طلعت من البيت دا م ليك اي دعوة بيها خليها ، وبعدين شوف السماء مغيم كيف شكلو حتصب مطرة ، م تمرق ف جو زي دا .
_ م بجيني شي
قال جملتو وهو بيتابع مشيهو ....
منال بعصبية : يا ولد دي عاصفة اقيف .
...
سكت لثواني وهو واقف قدام الباب : لكن ... لكن سارة يا امي لازم القاها .
منال عيونها اتوسعت بدهشة وهي بتشوف ولدها بيتحرك ويمشي بالرغم من الجو المنذر بالسوء .
ضربت التربيزة الخشبية بي بطن يدها وهي بتقول بي عصبيه : ينعل ابو اليوم العرفنا فيه سارة .
عاينت لي حسنة الكانت ساكتة ومدنقرة راسها : انتي يا غبية انتي ، الواقفة ليها شنو ...طيري نضفي الزفت دا زي م قلت ليك .
_ سمح يا حجة سمح .
عزيز ركب عربيتو وكل مشاعر القلق اتملكتو ، اتمنى من كل قلبو انو يلقاها ف اول مكان جا في بالو .
________________________________
سارة كانت قاعدة ف برش في البرندة الجوة ، قدامها عدة الشاي وصحن كبير فيه لقيمات .
كانو مولعين فانوس بيشتغل بالزيت ومنورين بيه ... حبوبتها قاعدة ف كرسي وبتمشط ليها ف شعرها .
كانو مقفلين الشبابيك والباب لانو الجو كان كعب برا .
سمعو صوت طرقات على الباب ...
سارة باستغراب : الله ! منو الحيجينا زي الوقت دا ؟
حبوبة مريم ابتسمت : كدي قومي افتحي .
كانت شايلة لقيماية 😁 في يدها ... دخلتها كلها ف خشمها واتجهت على الباب ... قالت بصوت عالي : منو ؟
حست بكهرباء ف جسمها لمن سمعت صوتو : انا عزيز .
قطبت جبينها واتضايقت شديد وهي واقفة لسا قدام الباب ...
عزيز كان حاس بيها لسا واقفة ...
نادا بصوت عالي عشان تسمعو لانو صوت الهواء كان قوي : سارة ؟ ... ممكن لو سمحت تفتحي ؟
م جاهو اي رد ....
_ سارة ... انا عارفك واقفة وسامعاني ... لو سمحت خليني اتكلم معاك .
ردت بعصبية : لا ... م حفتح ليك امشي .
_ انتي كدا حتضطريني اتصرف بطريقة م جميلة .
_ انت بتهددني يعني ولا شنو ؟
حل الصمت لثواني ...
هزت راسها بزعل وقبلت عشان تدخل جوه ... لكن وقفت لمن سمعت صوت شي بيهبط على الارض ، قبلت وراها بسرعة وصرخت بخوف لمن شافتو مع الجو المغبر وهو واقف قدامها .
احاط كتافينها بيدينو عشان يطمنها ... لكن بالمقابل ضربتو ف يدو وهي بتكورك فيه : جنيت انت ؟ اه ؟ جنيت ؟ وصلت بيك لدرجة تنط حيطة ؟ شوف ليك محامي كارب يا عزيز لانو اخترقت حرمة بيت وانا م حرحمك .
_ عايزة ترفعي فيني قضية يعني ؟
_ اي ... وانا جادة ، تصرفك دا م حمشيه ليك ساي ( ادددب )
= غايتو انا ست البيت م معترضة على نطتو دي ، اها سيد الحق راضي شن دخل القاضي ؟
الاتنين قبلو على مصدر الصوت ... لقوها حبوبة مريم .
سارة : حبوووووبة 😑.
زحت من جمب الباب وهي بتقول : ادخلو ادخلو الكتاحة دي بتخنقكم يا اولاد .
عزيز وهو بتوجه بنظراتو تاني لسارة : ممكن لو سمحتي تسمعيني ؟
_ لا ...
قالت كلمتها ودخلت جوه .
اضطر يدخل وراها للبيت البسيط ودافئ وقفل الباب حق البرندة .
سارة قعدت ف السرير و ختت الفانوس قريب منها وفتحت ليها كتاب وبقت بتتصفح فيه ، وحبوبة مريم دخلت الاوضة البتنوم فيها واللي بتقع في نهاية البرندة العلى شكل L ... عشان تديهم راحتهم .
عزيز نفض شعرو وهدومو من التراب وجا قعد قدامها .
كانت حاسا بنظراتو المخترقاها لكن بالتالي ابدت عدم الانتباه والاهتمام .
_ انا م حلومك على ردة فعلك دي يا سارة ، انا ارتكبت غلط شنيع ... وم عارف كيف فقدت اعصابي وحصل كدا .
قفلت الكتاب وعاينت ليه بنظرات حادة : كيف نفسك سمحت ليك ؟
_ م عارف حصل شنو ، بس عايزك تعرفي انو انا ندمان اشد الندم على التصرف البدر مني دا .
_ م حستفيد من ندمك حاجة ، والموضوع م فارق معاي كتير .
اتوجهت ببصرها بعيد لمن احاطها بنظراتو وهمست بصوت متألم : انت كسرت نفسي .
قام وقعد جمبها : ياريت لو اتشالت روحي قبل م اكسر نفسك 💔.
لاحظ للمعة الدموع الانعكست ف عيونها بسبب الفانوس .
لمس وشها بطرف يدو : سارة
نهرتو وهي بتبعد يدو منها : زح مني ، انا خلاص كرهتك شديد يا عزيز ، كرهتك بمعنى الكلمة ... كيف اتجرأت ورفعت يدك علي ؟ ها ؟
كيف حتى قدرت انك تصدق شي من دون م تسمع مني ؟ لي م اديتني فرصة اتكلم انا برضو ؟ لي سمعت من طرف واحد ؟
انت م حتقدر تستوعب كمية الكره والغيظ الانا كاناها ليك حالياً .
صوتها اتغير وبقا مبحوح : اي نعم انا م عندي اب ولا اخ ولا عم ولا خال يقيفو ليك ف وشك ، يتيمة وم عارفة اي شي عن اعمامي وم عندي خيلان ، لكن انا اتربيت تربية علموني فيها حقي بجيبو من عين اتخن تخين وممكن اضادي الدنيا كلها ف حقي ... وم حخليك يا عزيز .
التأثر كان واضح ف صوتو : انا بستحق اي شي وحعمل اي شي عشان اراضيك .
_ طلقني بس ...
كل مشاعر الدهشة اتملكتو ف اللحظات دي : س ... سارة جنيتي صح ؟
_ لا ، ف اوعى واصح حالاتي العقلية والنفسية .
_ اي انا بعترف انو انا غلطت غلط شنيع ، لكن هل دا معناه انك طوالي تقرري قرار زي دا مرة واحدة كدا ؟
_ لي لا ؟
_ اعتقد انك عارفة اني م حقدم على خطوة زي دي ، وانا جيتك هنا عشان اعتذر ليك ومن حقك ترفضي اعتذاري لو عايزة لكن يا سارة طلاق مرة واحدة ؟
_ اي طلاق مرة واحدة ، طالما جابت ليها مد يد .
_ فقدت اعصابي ، غلطان والله وبعتذر وبتأسف ، بس مهما حصل مستحيل اطلقك .
_ فقدت اعصابك لي ؟ عايروك بي كلمة يا عاقر قدام امة محمد ؟
نبزوك ونبزو اهلك وحتى امك وابوك الفي التراب م رحموهم ؟
عايروك بمستواك القليل ؟
عايروك بلونك الخلقو الله ؟
كذبوا فيك ؟
لفقوا فيك كلام من الراس ؟
عملوا ليك شنو خلاك تفقد اعصابك ؟
_ انتي قاصدة شنو بكلامك دا ؟
_ شفت القرف القلتو فوق دا ؟ انا لي ٣ سنوات بسمع فيه ، ٣ سنوات بيتقال لي من دون مراعاة لي ولا لي مشاعري وبعد دا كلللو كنت بسد دي بطينة ودي بعجينة وبعمل فيها م سامعة ولا شي بس عشانك انت ، عشان اكون معاك .
بدت تبكي بهستيريا وهي بتضرب فيه في صدرو : دا جزائي ف النهاية صح ؟ جزائي تصدق الكلام البتقال ليك عني حتى لو م صح ... قايلني انت م فاهمة ولا عارفة الحاصل ، خالتك وبتها ولصيقهم فيك وعدم احترامكم لمشاعري واقف تتونس وتضاحك معاها ، ولا الاقتراح حق العرس وترشيحهم ليها ، كلو عارفاهو وسامعاهو وبالعاه وميتة بيه ، كل الاستهلاك والاذى النفسي بستحملو عشانك وانت تجيني ف النهاية وتتهمني بكلام اصلا كذب وانا م ناقصة وكمان ، ههههه .... كمان بتضربني .
حاوطها بيدينو وضماها على صدرو بحنان ، ختا كفو ف راسها وهو بيضمها عليه اكتر عسى ولعل تهدأ : هشششششش ، حقك علي يا بتي .
صوت شهقاتها العالية بدا يقل تدريجياً ، كانت زي الطفل الصغير البيكون خايف وبيبكي وبعدين امو تحضنو عليها ♥️.
كان حاسي بدموعها الحارة وهي بتسيل في قميصو ...
مرت دقايق وهو محتويها ف صدرو لحدي م انتفضت تاني وهاجت ولزتو منها ورجعت لنوبة بكائها تاني : بكرهك ، بكرهك زح مني 💔، م عايزة اشوف وشك يا عزيز ، امشي .
بعدت منو وغطت وشها بيدينها ورجعت واستمرت ف بكائها .
خت يدو على فخذو واليد التانية مشاها على راسو وهو بيحاول يشيل انفاسو ، همس : حخليك ترتاحي .
قام على حيلو وشال مفتاحو واتوجه على ناحية الباب .
البرق الاضاء المكان و تلاهو صوت رعدة قوية مخيفة خلاها تنده على اسمو ...
وقف بعد م كان على وشك يفتح الباب .
قالت ليه وهي بتتحرك على اوضة حبوبتها وبطريقة مختصرة : الجو كعب بره ، خليه يهدا وامشي .
حسا بالذنب بيقطعو من جوة ، كيف انها وبالرغم من الحصل فيها بسببو وبسبب اسرتو لسا شايلة همو وم عايزاه يطلع ف جو زي دا .
رجع بتردد وقعد ف اقرب كرسي خشبي ، كان اصلا مرهق من دوام المستشفى وجعان بالاضافة للتنشنة الحاصلة والجو البارد ، راقب اللهبة البتتراقص ف الفانوس لحدي م غط ف نومة عميقة ...
حس فجأة بحركة جمبو وفتح عيونو بسرعة ...
وكأنها لسا م اكتفت من تأنيب ضميرو ، لقاها شايلة بطانية وعايزة تغطيه .
حاول يجرها عشان تقعد في حجرو زي م اعتاد لكن جرت يدها منو بقسوة ورمت ليه البطانية .
ختا البطانية ف الكرسي و قام على حيلو ... سبقها بخطوات وبقا واقف قدامها .
مسح وشو بيدينو : سارة ، عليك الله سامحيني وارجعي .
_ انت لي م عايز تفهم ؟ انا م حرجع .
_ انا قبل م اتزوجك كنت معاك ف علاقة سنة ، وبعدها زواج ٣ سنوات ... حصل يوم شفتي مني شي غلط ؟ لي المرة الوحيدة الغلطت فيها م عايزة تسامحيني ؟
_ لانو غلطتك لا تُغتفر وهدمت بيها اي شي جميل .
_ معقول ؟
_ اي معقول .
_ انتي لي بقيتي قاسية كدا ؟
_ لكل فعل رد فعل .
_ افهميني ...
كتفت يدينها : تعال اسألك ، انت عايز بي انا شنو ؟ مبدئيا انا م حقدر استمر معاك بعد الحصل ، وم حقدر اتعايش مع امك نهائيا يا عزيز ... انا عارفاها م بتحبني ولا بتطيقني من اول يوم وكنت بتجاوز عشانك ، هي مش عايزة ليك اطفال ؟ خلاص عرس بت خالتك الرشحوها ليك
قاطعها : انتي سمعتي الكلام دا من وين ؟
_ م مهم من وين ... المهم اني سمعتو .
_ طيب طالما بتسمعي ، هل سمعتي ردي عليهم كان شنو ؟
_....................
_ ردي ساكتة لي ؟ صدقيني لو سمعتي باقي الكلام موقفك م كان حيكون كدا ... بعدين انا م طفل صغير عشان زول يوريني اعرس او لا .
قالت بنبرة بالرغم من قسوتها الا انو التأثر ظهر فيها : انت عارف انو المشكلة فيني ... امشي شوف حياتك بي وين .
علا صوت هزيم الرعد المرعب بعد م البرق ضو المكان .
حل الصمت بينهم لفترة م قصيرة لحدي م هو بادر بكسر الصمت : اعتقد اتكلمنا ف الموضوع دا ، وحتتعالجي ، وحتى لو فاقدة القدرة على الانجاب انا عايزك انتي بس م عايز غيرك .
قرب منها ومسك وشها بين يدينو : سارة ، م تخوفيني منك وم تفتحي الموضوع دا تاني وخلينا نرجع البيت ، واي مشكلة حنلقى ليها حل انا بوعدك .
نزل يدو عشان يمسك بيها يدها ... طبع عدة قبلات حانية على باطن كفها وعيونو استقرت ف عيونها الاتجمعت فيها الدموع ... كان مدرك تماما انها حاليا ف اسوء لحظاتها لانو عارف انو دموعها م بتظهر في عينها لسبب تافه .
شد على يدها وهو بهمس : نرجع ؟
سحبت يدها منو بهدوء : لا ...
على الرغم من بساطة الكلمة وصغرتها (ل،ا ) الا انها كانت زي الشرارة في خيط فتيل متفجر .
فجرت كل مشاعر اليأس والحزن ف عزيز ... م عارف هو مفروض يعمل شنو اكتر من كدا ، اول مرة سارة تتعامل معاه بالبرود والعناد دا ... كان مدرك جواه تماما انو غلط بي مد يدو عليها وف نفس الوقت كان ف صوت جواه بقول ليه انو بستحق انها تديه فرصة تانية .
حس انو مفروض يخليها تاخد وقتها لحد م زعلتها تروح وف نفس الوقت كان جواه خوف من انو لو اداها وقت المشكلة تتفاقم وتكبر جواها .
ف النهاية لقا نفسو بيهز راسو بتفهم وبيطلع مفتاحو من جيب بنطلونو استعداداً منو للخروج .
وقف بي صوتها جمب الباب : احنا حنطلق .
_ شيلي الفكرة دي من بالك واعقلي ، وانا طلاق م حطلق .
قفل الباب وراه وطلع .
مشت فتحت الشباك ، الهواء كان قوي شديد وبارد واصوات الرعد ونور البرق كان كل شوية بيظهروا ... شافت نور العربية بتاعتو وهو بيتحرك لحدي م ف النهاية اختفى وكانو الظلام ابتلعوا .
قفلت الشباك وقعدت في السرير ، مسحت دموعها السخنة بقسوة بطرف كفها وفضلت تراقب اللهبة المتراقصة الفي الفانوس .
سمعت صوت عكاز حبوبتها وهي بتضرب بيه ف الارضية .
مسحت باقي دموعها بسرعة عشان م تشوفها .
حبوبة مريم قعدت جمبها : راجلك مشا ؟
_ اي يا حبوبة مشا .
_ يا موكوسة مش كان اخير ليك ترجعي معاهو .
_ .....................
شالت انفاسها وهي بتقول : شوفي يا بتي ، عزيز جاك لحدي عندك وم بعمل كدا الا البريدك ... اكعب شي يا السارة الزول القلبو الحجر ، البقيف لي غيرو ف غلطهم وم بسامح ، اولاد ادم ديل كلهم بغلطو وعشان بغلطو ربك خلق التوبة وخلق المغفرة والمسامحة ... هو الخلقنا بسامحنا احنا بنتجافى وم بنسامح لي ؟
هسه انتي ضامناهو يكون بكرة حي ؟ بتقدري تستحملي الشعور بالذنب ؟ اياك وترفضي المسامحة يا السارة وطالما الزول عرف غلطو واعتذر ... اقبلي يا بتي ، المكابرة نهايتها الخسارة ، انتي عايزة تخسريه ؟
صوتها احتقن ودموعها جات نازلة بغزارة : انا فترت يا حبوبة خلاص م قادرة اتحمل ، انا زعلانة منو وزعلانة عليه ... انا يا حبوبة عندي مشكلة وم حولد لحدي م اموت اها تاني شنو ؟ م بقدر استحمل الكلام بتاع يا عاقر ويا م بتلدي دا ، ويأنبوه ويذنبوه كل شوية وهو م عندو اي دخل ، خليهو يكرهني ويشوف واحدة غيري وتخليه يشوف اطفالو .
_ لي يا بتي بتعايني لنفسك بالطريقة دي ؟ ولي بتقيمي نفسك بالولادة ؟ وانت زاتك ذنبك شنو ؟ صدقيني انتي برضو م عندك ذنب دي قسمة الله وحكمتو وحاجا بعرفها براه ، وي السارة كان الاطباء كلهم قالو ليك م بتولدي والله قسمها ليك حتولدي ، فوضي امرك لله وخليك قوية زي م انا ربيتك م تبقي ضعيفة كدا يا بنية ، عاد الضعف والهوان م شبهك ... امسحي دموعك وادعي ف المطرة الرسلها ربنا لينا دي واتيقني كل خير الله كريم يا بتي الله كريم .
سارة اتمددت ف السرير وختت راسها ف حجر حبوبتها الفضلت تمشي ليها يدها ف شعرها لحدي م نامت .
..............................................................
عزيز بعد م طلع الشارع بشوية المطرة كبت وكانت غزيرة شديد .
الرؤية كانت صعبة جدا والشوارع فاضية ... الساعة كانت بتشير لي ١٠ م ...
فضل ماسك الدركسون بقوة وهو بيحاول بقدر الامكان انو يوصل لبيتو سالم من دون م يوحل .
كان واثق تماما انو لو كانت قبلت ترجع معاهو مزاجو حيكون غير ، ماف شي بيضاهي وجود سارة جمبو .
عاين للكرسي حقها ، ارتسمت ابتسامة حزينة ف وشو واتولد احساس فظيع بالذنب جواه اتجاهها ممزوج بي خوف من انو تكون دي النهاية حقتهم .
وصل البيت بعد ساعة والكهرباء كانت قاطعة والمطرة كابا بطريقة فظيعة .
نزل من العربية واتوجه بسرعة لي جوا البيت ...
خشا وملابسو بتنقط موية ...
حسنة كانت شايلة شمعة وقاعدة ف المطبخ اول م شافتو جاتو جارية : دكتور عزيز ، مالك اتأخرت .. الحجة قلبت الدنيا سما عما وضغطها ارتفع و كانت منتظراك .
_ ضغطها ارتفع ؟
_ اي من الخوف عليك .
_ هي وين هسه ؟
_ نايمة ف اوضتها اديناها حبوبها ونامت .
_ طيب حمشي اشوفها .
_ دقيقة يا دكتور
عاين ليها باهتمام : اها يا حسنة .
عضت على ضفرها بتوتر ...
عزيز : ف شنو مالك ؟ اتكلمي .
_ انا كنت عايزه اقول ليك شي لكن ....
_ لكن شنو ؟
_ لكن عليك الله م تفهمني غلط ، انا لا دايرة مشاكل ولا دايرة اسبب مشاكل لزول ، لكن دا شي الله بسألني منو يوم القيامة .
_ يا حسنة اتكلمي سريع عليك الله ، انا م ناقص توتر .
_ هشششش وطي صوتك م يقومو يسمعونا .
نظراتو اتحولت لنظرات استغراب : طيب وطيتو .
بلعت ريقها كم مرة وعاينت حواليها : عاين يا دكتور ، والله العظيم والله العظيم والله العظيم الكلام القالتو ليك الحجة قبيل دا م صح .
_ كلام شنو؟
_ عن استاذة سارة ... انا كنت واقفة ف المطبخ لمن هي جات نازلة وشايلة شنطتها ... الحجة قالت ليها على وين ياختي ، فهي ردت ليها انها حتخلي البيت وانك حتبقى طليقها ، فحجة منال قالت ليها بعد م سفيتيهو وشبعتي عايزة تخليه
عزيز : امي قالت كدا ؟؟؟
_ اي .. ومرتك قالت ليها والله م لقاني جعانة عشان اسفو احمد الله ، ف النهاية الحجة قالت ليها ان شاء الله بس تكوني خليتي لينا مفتاح شقتنا قامت هي رمت المفتاح ف الواطة لكن والله م رمتو ليها ف وشها ... والله يا دكتور سارة دي مسكينة والحجة وسلمى بقولو ليها كلام حار خلاص ... امبارح دي لمن عمران ولدي اتعوق وسارة اتكلمت مع احمد سلمى شاكلتها وقالت ليها الدي انتي وربي اولادك براك .
عزيز فضل ساكت ومتنح ف حسنة لثواني ...
وبعدها اتجه لي اوضة امو ... وحسنة قفلت باب الصالة واتحركت على باب المطبخ عشان تمشي اوضتها لي اولادها وراجلها ، وم انتبهت للكان واقف ف السلم وسمع كلامها .
عزيز فتح الباب بهدوء ودخل ... كان مختوتة شمعات جمب سريرها و هي غاطة ف نوم عميق ... م حب يصحيها او يضايقها ... قرب منها وباس راسها بهدوء وطلع على شقتو فوق .
فتح الباب ودخل ولع شموع للإضاءة ودخل الحمام غير هدومو المبلولة واتنشف كويس ولبس غيار نضيف ومشا على سريرو الدافي واتغطى ... وعلى قد م حاول انو ينوم مااااا قدر ... م قدر ينوم وهي م موجودة معاه ... كتبها البتقراها قبل النوم ، قمصانها الهادئة حقت النوم وشعرها البتطلق ليه العنان ف المخدة وريحة المسك السائل البتكون فايحة منها .
حركتها ف السرير وتقلبها .. تفاصيل لقا نفسو م قادر يغمض عيونو من دونها .
فضل يتقلب ف السرير وعقلو منهمك بالتفكير وقلبو تعبان من فقدها ... م قدر ينوم الا لمن اذان الصبح اذن ... قام صلى ورجع للسرير ويادوب بعدها نام وكان فاضل حكاية ٣ ساعات بالكتير عشان يصحى تاني لدوامو...
....................
الواطة اصبحت ومنال صحت عشان تشرب الشاي لاحظت انو م جا نازل سألت منو علاء اخوه... فوراها انو طلع على المستشفى بدري .
لولوت خشمها ورجعت تشرب شاييها ... شوية علاء زاتو طلع لي شغلو ....
منال رفعت راسها لمن سمعت صوت كواريك جاي من السلم .
قامت من كرسيها وهي بتتسائل : ف شنو حصل شنو .
جات سلمى نازلة من السلم وهي بتلطم وتكورك : دهببببببببببببي ، دهببببببببي يا ماما منال الحقيني .
_ بسم الله الرحمن الرحيم ، دهبك مالو يا بت .
_ اتسرق ... دهبي اتسرق .
منال بصدمة : كلو؟
_ لا ، اربعة غوايش وخاتم .
_ اجي والدخل البيت منو عشان يشيلهم ؟!
_ ماف غيرها الوسخة بت الكلب دي ماف غيرها .
_ قصدك منو يا بت ؟
_ حسنة مرت فضل ماف زول غيرها ممكن يعمل كدا ، هسه دي بمشي بيتها افتشو بيديني .
اتوجهت بانفعال على جهة اوضتها البرة ...
ومنال لحقتها .
حسنة كانت بتغسل في عدة ف حوض مطبخها وعمران نايم ف مرتبتو .
فجأة الباب بقا بيدق بطريقة جنونية خلت عمران يصحى وامو تجري على الباب ... اول م فتحتو جو منال وسلمى داخلات .
سلمى مسكتها من هدومها وبقت بتكورك : الدهب وينو يا حرامية يا م فيك فايدة .
حسنة عيونها اتوسعت وقالت بخلعة : دهب ؟ دهب شنو؟
لزتها بقوة لحدي م وقعت ف الارض : سمح وقت بتنكري بفتش براي .
عمران لمن شاف امو وقعت بقا بيبكي ....
منال نهرتو : اتلهي يا ولد
نظراتها اتوجهت لحسنة الضمت عمران عليها عشان م يخاف : الليلة يا ويلك وسواد ليلك لو طلعتي سرقتي يا حسنة .
حسنة : انا م سراقة يا حجة منال انا قاعدة معاكم خمسة سنين يوم بالغلط لقيتي ليك ملعقة مافيشة ؟
سلمى اتوجهت ناحية دولابها حق العدة وبقت بترمي ف الحاجات ف الارض .
حسنة جات جارية : انا م شلت شي ياخ م تكسري لي حاجاتي .
سلمى م اشتغلت بيها وفضلت تفتح ف البرطمانيات وترمي ف الحاجات الفيها وترمي ف الكبابي والصحانة وتفتح ف الدواليب ، قبلت عليها ومسكتها من كتوفها بعنف : اتكلمي احسن ليك وديتي دهبي وين ؟
زحت يدينها منها : قلت ليك انا م شلت شي ياخ ، حسبي الله ونعم الوكيل
اتجهت ناحية الشنطة الكبيرة الخاتين فيها هدومهم وبدت ترمي ف الهدوم وتفنن فيها لحدي م ف النهاية عيونها لمعت بانتصار وهي بتطلع كيس اسود وتشرطو ... الكيس كان فيه الدهب المفقود .
حسنة عاينت للكيس بصدمة وعيونها اتملت دموع : و ... والله م انا 💔... والله م شلت شي 💔 اعدم اولادي م عارفة الجاب الكيس دا هنا شنو .
= ف شنو يا اخوانا مالكم اصواتكم عالية ؟
كان دا علاء الرجع البيت تاني بعد م نسا فايلو حق الشغل ، وكان واقف جمبو فضل وهو بعاين بذهول للاوضة المكركبة .
سلمى : اتخيل يا علاء ، الحرامية النجسة سرقت دهبي .
حسنة جرت ناحية علاء وعيونها مليانة دموع : انا م شلت شي يا استاذ علاء ، والله العظيم الدهب دا جابو هنا شنو م عارفة .
سلمى جات عليها ولزتها بوحشية : حرامية وكذابة الله ينعلك ، الله ينعلك يا حسنة الله ينعللللك .
فضل بصوت عالي : هي ، احنا م بنشيل حق زول ومقتنعين بالعندنا ، ومرتي دي كان لقتلها قرش مرمي ف ارض الله دي م بتشيلو لمن تسرق ليها دهب مرة واحدة؟ اي احنا ناس على قدر حالنا لكن والله م بنمد يدنا على حق غيرنا
سلمى : انت بتعلي صوتك علي يا بواب يا وضيع ، والله م حخليكم.. لملموا حاجاتكم سريع البيت دا م بتقعدو فيه ولا ثانية .
_ نهاية الحلقة الرابعة _
سؤال للجنس الناعم : هل لو كنتي محل سارة حتسامحي عزيز ؟