🌸في حضرة الماضي 🌸

3.8K 108 17
                                    

• بنت عمران •
                  • الجزء الاول •
                   🌸 في حضرة الماضي 🌸
#ح9
سارة كانت بتعاين ليه بنظرات شاردة كانها م مستوعبة هو بقول ف شنو ...
غمضت عيونها بهدوء وبلعت ريقها : إنت زعلان من ردة فعلي لانك م ف مكاني ... انت فاهم يعني شنو تكتشف انك عايش ف وهم ؟
عزيز دا كان ابسط واقل حق من حقوقي اني اعرف ... لو منال م كان اتكلمت ... انا كنت حكون م فاهمة شي لحدي هسه صح ؟
شال انفاسو : احتمال لو كنتي مكانا كان استوعبتي... كان فهمتي دا حصل ليه .
مسحت الدموع النزلت بحرارة منها : واحتمال لو كنت مكاني كان استوعبت وفهمت ردة فعلي كذا لي ... م حتصدق مشاعري اتجاهكم كيف وبالذات انت .. لانو احنا اتفقنا نكون صادقين ونزيهين من بعض .
_ كان شرطها على الموافقة بزواجي منك انو الموضوع دا م يتفتح نهائيا .
_ انانيين 💔
ختا يدو ف راسو البينبض من الصداع .. ف يومين بس كمية الاحداث المرهقة والضاغطة واللتي لا تطاق كانت كتيرة عليه ... عاين ليها و دنقر : انا حسيبك ترتاحي ... حبعد منك اليومين ديل زي م طلبتي مني ... اي شي حتحاجي ديل حتلقيه ولو احتجتي لي اتصلي علي ف رقم المستشفى .
نظرو وقع على الشنطة بتاعتها ... همس : حدخل ليك الشنطة الاوضة .
شالها ودخلها الاوضة ... وبعدها جا طالع ... مشا يدو ف راسها كانها طفلة : ارتاحي .
واتجاوزها واتحرك على الباب ... فجأة حسا بي كفة يدها وهي بتمسكو من رسغو ...
وقف وقبل عليها .... سألها باستغراب لمن شاف دموعها زادت : ف شنو ؟
م ردت عليه .....
مسك وشها الشاحب بيدينو وهو بعاين ليها بحنان : مالك ؟
ردت ليه بنبرة متألمة وهي بتشهق : انت ...انت عايز تمشي وتخليني وانا بخاف اقعد براي .
مسح دموعها بيدينو : بس انتي الطلبتي كدا .
كورت قبضة يدها وضربتو بقسوة ف صدرو : لاني زعلانة منكم .... زعلانة منكم شديد 💔.
دفنت وشها في صدرو واحاطت وسطو بيدينها ...
واستأنفت نوبة بكاءها المريرة ...
في حضن عزيز البتكن ليه حاليا مشاعر متناقضة اتباينت بين الحب والكره .. الرضا و الزعل .. الامان والخوف بكت ...
بكت كل احساس احتقار حاسا بيه لنفسها ...
كل احساس عدم انتماء وعدم هوية اتملكها ...
كل احساس غضب عارم ...
كل احساس حزن ....
كل احساس الم ...
اما هو م سلم من ضرباتها الانفعالية الانهالت على صدرو ... بس بالمقابل كان بيمشي يدو ف شعرها وضهرها بهدوء عشان يحسسها بالامان ... وفعلا التمست الامان ف صدرو بعد م بكت لفترة طويلة م قاطعها فيها ولم ينبس ببنت شفة ... لحدي م اتجردت من مشاعر الالم والحزن الكانت حاسا بيه ... م عرفوا مر كم من الزمن وهم ف الوضع دا ... لكن ف النهاية عزيز مسكها من يدها وخلاها تغسل وشها نضيف ... وبعدها نامت ... نامت بسرعة وسهولة زي الاطفال الصغار .
اما هو طلع قميصو الاتبلل بي دموعها ... ورقد جمبها ... ومرت الليلة بهدوء بالرغم من الحزن الاتملك تفاصيلها .
______________________________________
صباح اليوم التالي :
حسنة لاحظت للحزن والارهاق الفي وش حبوبة مريم وهي بتكب لعمران وعلياء ف الشاي .
كانت سامعك اصوات كوريك وبكاء سارة امبارح لكن م اتجرأت انها تسأل الحاصل شنو احتراما لخصوصية الناس القاعدة معاهم ...
بعيدا عن احساس الحزن على فقد زوجها وتفكيرها المستمر ف انو كيف حتصرف على اولادها ... اتملكها احساس اخر قاتل ... الا وهو احساس انها تقيلة على بيت حبوبة مريم ... تصرف عليها وتأكلها هي واولادها ... حست انها لازم تلقى ليها طريقة عشان م تتقل على المرة بيها اكتر من كدا  ... بس تعمل شنو ؟
تشتغل وين ؟ وكيف ؟ وتبدا من وين ؟
هزت راسها بلا حول ولا قوة وهي بتقول بهمس : يارب .
حبوبة مريم كانت كانها قرت افكارها ... قالت ليها بصوت عالي مطمئن : سيبيها على الله .
حسنة عاينت ليها :ها ؟
_ سيبيها على الله ... كاتب لي اي زول رزقو وقسمتو ومخطط لاي شي ... م تشيلي هم.
ابتسمت ابتسامة شاحبة : ونعم بالله ... لكن ... لكن خايفة على اولادي شديد يا حبوبة مريم .
_ ماف اي عوجة بتجيهم يا بتي ... ماف اي عوجة بتجيهم ... هسه بكرة يكبروا وهم اليشيلو همك .
_بقدر اربيهم براي ؟
_كتااااار الاتربوا يتامى والليلة ياهم احسن ناس .
_ م عارفة التفكير دا بجيني من وين اني م حقدر اصرف عليهم ولا اربيهم .
_ من الشيطان يا حسنة ، الشيطان شاطر وبيعرف يجيك من ياتو باب .
_ استغفر الله العظيم
_ اي استغفري وانعلي ابليس
_ هسه يا حبوبة مريم كان سألتك
_ اتفضلي يا بتي
_ انتي حتستحملينا كيف الفترة دي ... والله انا حاسا بنفسي تقيلة شديد عليك .
_ هيا بت يا حسنة دا كلام شنو دا ؟ هندا شايفة بيتي قدر شنو ... وخير الله راااااقد الحمدلله عليه ... وانا م معاي زول اصلا ... قاعدة الله وروحي ... بالمرة تفرقو علي .
_ انا م عارفة ارد ليك جميلك دا كيف يا حجة مريم .
_ ترديه لي بي انو م تقولي لي كلام زي دا تاني ابدا ...
_ تسلمى يا حجة مريم م بتقصري .
______________________________________
= سجمي ... انتي جنيتي يا منال ؟ تطردي ولدك من البيت عشان البت دي ؟
علا صوت تهاني اخت منال بصدمة .
منال : دي الطريقة الوحيدة الحتجيب راسو .
_ تجيب راسو ؟ انتي بتتكلمي عن عزيز ولدك ولا زول تاني .
_ يعني بتعرفي ولدي احسن مني ؟
_ والله بحركتك السويتيها دي اثبتي لي انك م بتعرفي ليه اي شي ... يا منال ولدك عنيييييييد ومتحدي وراسو قوي ولمن يبقى على شي م بيرجع فيه ... تقومي مرا واحدة تطرديه و تقولي ليه حارماك من الميراث ؟
_ دا الشي الوحيد الحيأدبو لازم اعزلوا من الاسرة دي واخليه بعيد مننا ويحس انو لا عندو ضهر لا عندو سند لحدي م راسو دا يرجع ليه ويجيني ويتراجع عن تمسكو بالبت دي .
_كان ف امل يتخلى عن البت دي لكن هو هسه حيكون شايف م عندو غيرها اصلا ... وحيتمسك بيها بزيادة ... لو هديتي ياختي وصبرتي وخليتينا نطبخ طبختنا على نار هااااادئة ونزن عليه ف اضانو كان بعد فترة عرس ميسون ولا طلق سارة دي .
_ نزن على اضانو ؟
_ اي .. على قول المصريين الزن ع الودان امر من السحر .
_ عليك الله يا تهاني خلاص اسكتي م تسوي لي صداع ... انا متأكدة طريقتي دي حتنجح وحيجيني راجع .
تهاني وهي بتوطي صوتها : م حيجيك راجع ... الليلة لو دا علاء كان نقول معليش ... مسكين وشخصيتو م زي شخصية اخوه وم بيقدر ولا بستحمل تبعديه منك وتحسسيه انك م عايزاه ... لكن عزيز لا ... عزيز م كدا يا منال ... وهسه بدل م كان تكسبيه انتي وتخلي البت دي تبعد منو حيحصل العكس .
_ اححححححححي انا من مغصتي منها البت دي .
_ انتي وافقتي بيها زمان اصلا لي ؟
_ جبرني وعصر علي ... قال م عايز غيرها نهائيا وعاجباه وبتاع ... وانا كل مرة بلقى لي شي يصدمني عنها ... المزعلني انو ولدي م بيسمع كلامي نهائياً لمن الموضوع يكون عنها .
_ مش قلتي لمن حكيتي ليه انها شاكلتك طلع اتشاكل معاها فوق وهي مشت بيتهم ... فدا معناه انو بيسمع كلامك وم بيرضى فيك ... لكن انتي برااااك الشقية يا ختي ... هسه فكري ليك ف حل للبلوة العملتيها دي .
خلفت رجلها وهي بتقول بكل غرور : ف ستين الف داهية ... ولا بفكر ف حل ولا بتعب نفسي ... خليه مش اختارها هي ؟ ان شاء الله تنفعو ولا غردي بيه ... البركة في علاء واولادو .
تهاني وهي بتلوي بوزها : بري ياختي وقت كدا النشوف لي ميسون بتي عريس تاني ...
_________________________________________
عزيز صحا من النوم ... الإرهاق كان مسيطر عليه ... اتسائب وهو بعاين حوليه بكسل ....
قعد ف السرير لمن انتبه انها م جمبو .
نزل من السرير براحة وهو بيشيل انفاسو ... نده عليها : سارة ؟
سمع صوت الموية ف الحمام ... عاين للساعة لقاها ١٠ .
دق ليها الباب لمن سمع صوت نحيب : انتي كويسة ؟
م ردت عليه .
اتكل على باب الحمام الخشبي براسو : سارة انا عارفك قاعدة جوه ... ممكن لو سمحتي تفتحي الباب ؟
برضو م جاهو رد ....
حرك يد الباب بعصبية : سارة ... بطلي البتعملي فيه دا وافتحي الباب .
اتراجع لي ورا لمن سمع صوت المفتاح حق الباب وهو بيلف .
لمن فتحت الباب بالكامل وطلعت ... اتصدم من هيأتها الجات طالعة بيها .
شكل عيونها بيعكس انها فضلت الليل كلو بتذرف في الدموع ... شكلها ذابل ... شعرها الطويل مقصوص بفوضوية ... وفي دم بينقط من يدها ...
اول شي انتبه لي كان الدم ... مسك يدها بسرعة ورفع كم الروب الهي لابساه واللي اخذ نصيبو برضو من التلطخ بالدماء .
قال ليها بعصبية : دا شنو العملتيه ف نفسك دا ؟
ردت لي ببرود : حسيت اني عايزة اعمل كدا .
جراها بقوة وقسوة على المطبخ ... شال موية باردة من التلاجة وكباها ليها مكان الجرح السببتو لنفسها .. كان مجرحة نفسها بموس ف يدها .
ملامحو اتغيرت لمن رجعها الاوضة تاني وفتش شنطتها بانفعال ... طلع عبوة عطرية ورشاها بكمية كبيرة على يدها ... صرخت بألم وفكت يدها منو.
بقا لافي حولينها زي النمر لمن يكون بيستعد للصيد ... رما عبوة العطر ف الحيطة وف ثواني العبوة الزجاية اتكسرت والعطر سال ... لزاها بقسوة ف السرير وهو بكورك : انتي جنيتي ؟ جنيتي صح ؟ دا شنو العملتيه ف نفسك دااا .... دي شنو تصرفات العيال المراهقين دي .. ولا كنتي عايزة تقتلي نفسك يا استاذة .
قومها من يدها بقوة و وقفها قدام المراية : عايني لنفسك ... شوفي انت بتعملي ف شنو ... شوفي بتضري ف نفسك كيف .
اتحاشت النظر لنفسها وفضلت تنتحب بصوت عالي .
عزيز بعصبية وهو بيمد يدها : وريني دا شنو دا العملتيه ف نفسك دا ... عايزة تنتحري يا سارة ؟ خلاص فقدتي عقلك ؟
كوركت فيه وهي بتشهق : اي ... اي عايزة انتحر ... عايزة اموت نفسي ... انا نكره ... انا ولا شي ... م عايزة اعيش ... حتمنعني انهي حياتي ؟
_ انتي واعية لنفسك ؟ واعية انتي بتقولي ف شنو ؟ عارفة لو قتلتي نفسك حيحصل شنو ؟ حتقابلي ربنا  كيف ؟
ختت يدينها ف راسها وهي بتصرخ : انا تعبانة .... انا مرهقة من حياتي شديييييد انت م حاسي بي
صرخ بغضب وهو بيضرب المراية القدامو بقبضة يدو واتوجه ناحيتها ... هيأتو وهو فاقد اعصابو كانت مرعبة ... ضرب الحيطة الجمبها بقوة... كانت ضربات متتالية حست فيها انو كسر يدو ... قعدت ف الارض وغطت وشها بيدينها ... لزاها من كتفها وهو بكورك : انتي انانية ... انانية وبتحبي روحك براك وم بتفكري ف غيرك ... انانية لدرجة لا توصف ... انا سبت اي شي عشانك ... انا خسرت امي واخوي عشانك ولسا مستعد اخسر كتير عشانك بحيث انك م قادرة تقدمي اي تنازلات عشان حياتك يا سارة ... م عايزة تزحي الغشاوة الفي عينك وتشوفي الحوالينك ممكن يعملو شنو عشانك ... مستعدة ترحلي عشان بس حاسا بألم وتسيبي الممكن يضحو بنفسهم عشان بكل بساطة ... بس عشان انتي عايزة كدا ... م انتي البراك الكارهة حياتك ولا انتي البراك المصدومة من البيحصل ولا انتي براك المتألمة ... اي زول فينا الفيه مكفيه بس بيتماسك عشان القدامو ... انا كنت متماسك عشانك ... عشانك انتي بس ... اما انتي بكل بساطة قررتي انك تنهي حياتك ... من دون م تفكري تصرفك دا مردودو علينا احنا الحواليك كيف ؟ م فكرتي فيني يا سارة ؟
نبرتو اتغيرت ... وصوتو ارتجف بطريقة انذرت انو على وشك الانفجار والبكاء : م فكرتي فيني صح ؟ م فكرتي فيني حيحصل لي شنو ؟ لي م بتحاربي الدنيا عشاني زي م انا بعمل ليك ؟
صوتو بقا قاسي وهو بيقول : تاني م حقيف ف دربك اعملي العايزة تعمليه سواء صح او غلط ... لانو انتي ف النهاية بتعملي الفي بالك والعايزاه وبس والباقيين يغورو ف ستين الف داهية ... باين انو انا اتكتب لي اعيش وسط ناس انا اخر همهم .
عاين للدم السايل من يدو .. دخل الحمام عشان يغسلو ... لقا ضفيرتها مختوتة ف الحوض .
غسل يدو وشال الضفيرة رماها ليها ف السرير وشال قميصو المختوت ف طرف الكرسي وطلع وقفل الباب وراهو بقوة .
م عرفت مضى كم من الوقت وهي قاعدة ف الارض ...
رفعت راسها للساعة لقتها ٤ ضهر ... مضت ساعات طويلة وهي قاعدة نفس القعدة دي ... عاينت ليدها واتحسستها ... ونظراتها بعدها اتوجهت لضفيرتها المختوتة ف السرير ... واضح انو طلع خلاها براها ... م عرفت حيرجع ليها تاني او لا .
قامت بخطوات مرهقة ووقفت قدام المراية اتأملت شكها لوقت م قصير .... اتحسست شعرها المقصوص بيدها ... طلعت على المطبخ عشان تفتش ليها على شي يسد رمقها ... م متذكرة متين اخر مرة ختت لقمة ف خشمها ... لقت ف اكل جاهز مختوت ف المطبخ ... فتحت الفويل المغلف بيه الاكل ... اكلت كمية تخليها تقذر تقيف على حيلها ... حست بالشفقة اتجاه نفسها ... كانت عايزة تبكي لكن خلاص ... حتى دموعها جفت وبقت م قادرة تذرفهم .
رجعت الاوضة ... عاينت للقزاز حق المراية الكسرو ... ونظراتها اتوجهت بعدها للحيطة الملطخة بدمو ... وجملتو الاخيرة انفجرت ف عقلها ( لي م بتحاربي الدنيا عشاني زي م انا بعمل ليك )
__________________________________________
عزيز اعصابو كانت تعبانة شديد ... وم عندو قدرة يستحمل اي شي تاني ... م عرف السبب شنو ورا المشاكل الجات مندلقة عليه كلها مرة واحدة دي ... شال انفاسو وهو بيفكر حيقضي ليلتو وين الليلة ؟ حتى الشقة الاجرها عشان يقعدو فيها بقا م عندو نفس يدخلها بعد تصرف سارة الخلاه يحس بكل احساس سيئ اتجاهها وحسا انو متزوج واحدة غير ناضجة إطلاقا من كل الجهات .
جا ف بالو عادل الوحيد الممكن يتصل ليه ويطلب منو مساعدة ف وضع زي دا ...
وقف بعربيتو قدام واحد من التلفونات العمومية ... دخل العملة المعدنية وضغط على ارقام تلفون بيتو .
رد عليه  : الو
_ عادل
_ اهلا منو معاي ؟
_ انا عزيز
_ عزيز ازيك ... ان شاء الله كويس ؟
_ انا تمام الحمدلله .. كنت عايز اقول ليك اذا ف طريقة اقضي اليوم دا معاك عشان انا ...
قاطعو : اكيد اكيد يا عزيز ... البيت بيتك تتفضل ف اي وقت ..
ظهر الامتنان في صوتو : شكرا يا عادل م بتقصر .
_ ولو ياخ ...
_ تعال سريع انا منتظرك .
_ تمام .
قفل الخط وختا سماعة التلفون محلها واتحرك على بيت عادل ...
لمن وصل لقاه واقف ليه ف الشارع ... اول م شافو حسا انو ف شي حاصل ليه ... ولاحظ ليدو الملفوفة بشريط ... م حسسو انو ف شي غريب وسلم عليه سلام حار ودخلو البيت .
قعدو ف ديوان الرجال ... ومشا وجا جاب ليه جلابية وقال ليه الحمام جاهز .
عزيز : ماف داعي تتعب نفسك انا جبت معاي هدومي .
عادل : دا كلام شنو يا زول ... عليك الله شيل الجلابية وم تتكلم كتير .
عزيز ابتسم وشال الجلابية ومشا استحم ...
لمن طلع من الحمام لقا صينية الغداء مختوتة ف الديوان ...
قعد اتغدى مع عادل وابوه ... وبعدها جابو ليهم الشاي .
عزيز مزاجو اتغير بالونسة والضحك مع ابو عادل واكتشف انو من اسرة ظريفة ومضحكة شديد ...
بعدها عادل شال الهدوم حقت عزيز واداها لاختو عشان تغسلها ... عزيز رفض بي احراج لكن عادل كان مصر شديد وف النهاية قلعها منو قلع و وداها لاختو ... ورجع قعد مع عزيز .... لمن بقو براهم سألو : انت كويس يا عزيز ؟
عزيز وهو بيرقد ف السرير : والله انا م عارف اقول ليك شنو .
_ انت قبل كم يوم كنت حتدخل نفسك ف خطر ... فلو سمحت خليك واعي وم تجهد نفسك .
_ ماف زول عايز الاجهاد لنفسو ... لكن المشاكل الايام دي وراي وراي .
_ يا زول بتتحل ان شاء الله .. م تشيل هم .
_ ان شاء الله يارب .
_ يدك دي حصل ليها شنو ؟
رفع يدو وعاين ليها : وقعت عليها .
_ وقعت عديل ؟
_ يعني اتعترت
_ اهااا ... خلاص طيب انا اسيبك ترتاح وتاخد ليك نومة شكلك فتران .
_ فتران شديد والله يا عادل .
_ خلاص تصبح على خير
_ وانت من اهلو .
عادل رقد ف السرير الجمبو ونامو ...
صحا على صوت ابو عادل وهو بقول ليهم قومو لي صلاة الفجر ... صلوا التلاتة ف المسجد ... لمن رجعو لقو مجهزين ليهم شاي الصباح باللقيمات .
الكم ساعة القضاها عزيز ف بيت عادل دي حسستو براحة شديدة وسكون ... والتمس في بيتهم حاجات هو مفتقدها شديد .
لمن دخل الصالون لقا هدومو مغسلة ومكوية ومختوتة ف السرير .
استحم وجاب حاجاتو من شنطتو ولبس هدومو ... شكر عادل شديد وهو طالع ... بالرغم من اصرار عادل انو لازم يقعد يفطر الا انو رفض واتحجج بي انو عندو موعد مهم .
طلع منهم ومشا فتش ليه على غرفة ف فندق يقضي فيها الكم يوم ديل ... كان مكتوبة ليه اجازة راحة لمدة اسبوع بسبب الهبوط الحاد الاصابو اخر مرة لكن لقا انو افضل شي يعملو عشان يطلع نفسو من الجو دا انو يرجع يباشر شغلو تاني وفعلا عمل كدا .
زعلو الشديد من سارة خلاه يتجاهلها تماما ف الكم يوم ديل ... مضت قرابة الخمسة ايام من الحصل بينهم ... نهائيا م سأل منها ... كان بيمشي المستشفى وبيجي راجع لغرفتو ف الفندق وهكذا ...
لحدي م ف اليوم السادس تلفون المستشفى عندو ضرب ...
رد : الو
جاهو صوت حبوبة مريم : عزيز يا ولدي .
_ اهلا يا حبوبة مريم كيفك ؟
_ انا الحمدلله بخير .. كنت عايزاك تجيني البيت ضروري .
حسا بشوية توتر : ان شاء الله خير ف شي حاصل ؟
_ لا ماف شي يا ولدي بس تعال .
_ متأكدة ؟
_ اي
_ اوكي طيب انا حخلص شغلي وحغشاك .
_ سمح ... بالسلامة يا ابوي .
قفلت الخط وعقلو بقا بيودي ويجيب ... ياربي ف شنو خلاها تطلب منو يجي .
خلص شغلو واتحرك عليها ... لمن وصل كان خلاص المغرب جا .
نزل من العربية ودق الباب ...
شوية جات حبوبة مريم فتحت ليها و وراها عمران وعلياء زي الكدايس 😍.
سلم عليهم بحب واتونس معاهم وسألهم من امهم ... بعدها دخلو وبقو هو وحبوبة مريم الجابت عدة شاييها وصحن لقيماتها وقعدت معاه ف الحوش .
فرك يدينو بتأهل وهو بيسألها : ف شنو ؟ كنتي عايزاني ف شنو .. انا عارف م حتضربي لي ساي الا يكون ف شي .
ابتسمت : صدقت والله يا ولدي ... ف شي بس اشرب شاييك كدي ... ظبطو ليك بالنعناع .
_ طبعا انا يا حبوبة مريم م بقدر اكل او اشرب اذا كنت متوتر
_ اجي .. وانت هسه متوتر ؟
ضحك : يعني من كلامك واتصالك لي دا معناه ف شي اتكلمي .
_ طيب اخليها هي التتكلم ...
رفع حاجبو بي استغراب وهو بتلفت : هي ؟ ... هي منو ؟
حسا بحركة وراهو .. ريحة المسك الفاحت خلتو يغمض عيونو ويضغط بسباباتو بين حواجبو .
حبوبة مريم قامت ... اداها نظرة خاطفة وبعد عيونو لكن رجع نظرو ليها تاني بسرعة ... شعرها مقصوص بتساوي ومرتب ومسرح بطريقة جميلة ... كانت لابسة فستان قطني باللون العنابي ... شكلها كان بريئ شديد وجذاب كانها طالعة من مجلة ... م عرف السبب شنو ... هل لانو طول من شوفتها ... ولا بي سبب قصة شعرها .
قعدت قدامو ... بقدر م كانت جميلة ومرتبة بقدر م انو اتذكر التصرف البدر منها قبل كم يوم ... قابل الابتسامة الوديعة الفي وشها بي نظرة قاسية وملامح باردة : انتو متفقين علي ولا شنو ؟ وباين ف حاجات حصلت من وراي .
هزت راسها : بالضبط كدا ..
نبرتو بقت ساخرة وفيها تهكم : اعلنتي الصلح ؟
عاينت للارض : اي ... وجا دورك انت برضو
_ دورك انت برضو ؟ حتصالحيني ولا حتقتليني ؟
ضحكت وهي بتمسح وشها : انا مدينة ليك باعتذار .
_ مدينة لنفسك بالاول قبليني .
_ اتصالحت مع نفسي ... الدور عليك
_ ممممممممممم
_ انا اسفة ... اسفة على كل شي .
سكت لمسافة وبعدها قال : انا برضو اسف ... بعتذر عن تصرفي الاخير ال...
قاطعتو : لا ... م تعتذر ... تصرفك هو الخلاني ارجع لوعيي واراجع نفسي مية مرة .. كلامك كلو كان صح ... كنت انانية وبفكر ف نفسي
_ معذورة وقتها
_ برضو ...
شالت انفاسها وكملت : القدمتو لي حبوبة مريم م بتحسب ولا بتعد ... جيتها وطلبت منها اعرف كل شي ... حكت لي القصة كلها بتفاصيلها الدقيقة .. بكينا ... اتكلمنا كتير ... وف النهاية اتصافينا واعتذرنا لبعض .
ابتسم : انا سعيد جدا بي الخبر دا ... سعيد كل السعادة .
_ شكرا يا عزيز ..
_ على ؟
_ على كل شي ... وعلى انك بتستحملني دايما .
_ ولو م استحملتك انا حيستحملك منو مثلا ؟
_ انا عارفة انك لسا زعلان مني .
_ م حنكر النقطة دي
_ حتكون زعلان حتى لو اعتذرت ليك الف مرة ؟
_ حتى لو مليون مرة ..
_ لي ؟
_ لانو زعلي بيروح براه ... والاعتذار م بزحو .
_ يعني اخليك ترضى براك ؟
_ طالما اكتشفتي غلطك واعتذرتي فدا حيساعد كتير على انو يزح بأقرب وقت .
_ ف شي تاني ممكن اقدمو
عاين لي ساعتو باهتمام : زي ؟
نظراتو اتوجهت ليها لمن حسا بيدينها الرقيقة بتلامس وشو ... عيونو بقت معلقة بعيونها الواسعة لدرجة انو حتى م قدر يرمش ... اقتربت منو ببطئ وطبعت قبلة هادئة على شفايفو كرسالة اعتذار .
ابتسمت وهي بتتراجع وحست بيه مرتبك لدرجة قلب كباية الشاي من دون قصد .
سألتو بصوت منخفض : كدا اتصالحنا ؟
هز راسو بسرعة وهو ببلع ريقو : ايوه ... ايوه اكيد ...
_ عايزة نبدا صفحة جديدة
_ حنبدا من البداية ف اي شي .
عاين ليدها : الجروح بدت تبرا ؟
مشت يدها عليها : اي ... بس بالمناسبة ... انا ... انا اليوم داك اتراجعت ف اللحظات الاخيرة وخليتها جروح سطحية عشانك
_ كيف ؟
_ م كنت عايزة افارقك ... انا ... انا بس كنت مولعة نار من جواي
_ متفهم ... بس تصرفك كان كلو على بعضو غلط احنا لو بنواجه مشاكلنا كدا كان عمرنا م طلعنا منها .
_ انت الفترة دي كلها لي م سألت مني ؟
_ لاني كنت متضايق منك شديد يا سارة متضايق لاخر درجة ممكن تتوقعيها ...
_ م خفت علي ؟
_ كنت واثق انو بعد كلامي القلتو ليك م حتجربي تأذي نفسك تاني .. لو م كنت واثق م كان طلعت وخليتك اليوم داك .. عموما الحصل دا باعتبارو انتهى ... وياريت م نفتحو تاني نهائيا ممكن ؟
_ ممكن ...
نظراتهم اتوجهت ناحية عمران القال بصوتو المبحوح : عمو عزيز ممتن اقعد معاتم ؟
سارة : تعال .
جا جاري واتجاوز سارة المدت ليه يدها وقعد ف حجر عزيز الرفعو .
بعد اليوم داك ... سارة وعزيز حياتهم رجعت لصفائها تاني تدريجيا ...
عزيز فضل بعيد كل البعد عن امو واخوه وهم برضو م فكرو يشوفو حاصل عليه شنو حتى ...
منال كانت لسا مقتنعة انو ولدها حيجي راجع بعد كم يوم ويعتذر ويطلب المسامحة وينفذ امرها ...
بس طالت الايام ... يوم ورا يوم ... لحدي م عدت شهور وشهور وهو لا ظهر ولا طلا ....
علياء وعمران كانو قاعدين ف الحوش لمن سارة جاتهم وهي مبسوطة وقالت ليهم بصوت عالي : مبروك يا اولاد ... جابو ليكم اخو ♥️ .
ظهرت السعادة ف وجه علياء بعكس عمران الكان واضح جدا انو م عايز اي اخوان زيادة .
                      _ نهاية الحلقة التاسعة _

بنت عمران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن