_ بنت عمران _
_ الجزء التاني _
♥️ اسيرة القُنصل ♥️
#توضيح :
حصل لبس وسوء استوعاب في الحلقة السابقة بسبب عدم التوضيح الكافي .
اولاً عمران بعمر الواحد والثلاثين عاما وليس بالثانية و الثلاثين كما ذكر .
احداث الرواية الان تدور في الحاضر ، الماضي انتهى بآخر جملة بين عزيز وسارة .
_________________________________
#ح2
الطرقات المتتالية على الباب خلتها ترفع راسها عشان تشوف منو الداخل ...
كانت متوقعاه دكتور أحمد ... غمضت عيونها بعصبية وهي بتتوجه بي كرسيها على اتجاه الشباك الزجاجي .
سمعت صوت الباب وهو بيتقفل وبعدها وقع اقدام متجهة ناحيتها .
ابتسمت بسخافة وقبلت بكرسيها عليه وهي بتقول : انت م حتستسلم ؟
سكتت لثواني لمن شافت الواقف قدامها ... اول شي انتبهت ليه كان عيونو ذات اللون الردمادي الداكن ... ملامحو كانت صارمة لدرجة بثت الرعشة ف نفسها ... كان ماسك جاكيت بدلة بيدو ... الامر الخلا تفاصيل الجزء العلوي من جسدو باينة تحت قميصو الازرق الداكن ... قعد ف الكنبة المختوتة ف الاوضة ... واتكئ بيدينو على فخذينو لدرجة خلت عضلاتو تبين اكتر ... قعدتو خلتها تنتبه للجزمة ( اكرمكم الله ) الجلدية اللامعة اللابسها .
بلعت ريقها لمن قال ليها بصوت رجولي ابح : الاستسلام للأسف ما في قاموسنا .
م استشعرت اي نبرة وُد او رحمة في صوتو بعكس دكتور احمد الكان بيتكلم معاها بإسلوب يليق بأُنوثتها .
رفعت حاجبها باستفزاز : اها انت منو التاني ؟
عاين لي الساعة الفضية الاحتضنت معصمو : انا عُمران .
_ تطلع منو يعني ؟
_ القُنصل
_ ممممممممم اخيرا اتقابلنا ؟
_ اتشرفنا ... نوفر الكلام الكتير لي بعدين م عندنا وقت .
كتفت يدينها : م عندك وقت لشنو ان شاء الله ؟ هل انا طلبت منك تجيني مثلا ؟ ولا قلت ليك تعال سوقني .
_ ابداً ... لكن للأسف هنا القرار م بيدك .
_ بيد منو ؟
_ انا .
_ اديني سبب مقنع واحد يخليني امشي معاك ؟
_ انو هنا المكان م آمن ليك .
_ كيف يعني ؟
_ م حتلقي اجابات لي كل تساؤلاتك ف نفس الوقت م تفكري فيني بكرم اكتر من اللازم ( ومن هنا احب اوجه رسالة للقُراء الكرام م تفكرو فيني بكرم اكتر من اللازم م حتلقو اجابات لكل تساؤلاتكم ف وقت واحد 😁) .
_ بس دا م تكرُم منك علي .... دا شي انا من حقي اعرفو .
عاين لي ساعتو تاني : حديك دقيقة واحدة تسألي فيها عن العايزاه وبعدها حسوقك .
_ لا انا م حمشي معاك
_٥٨ ثانية
_ انت بتعمل في شنو ؟
_ ٥٧ ثانية
ختت يدها ف راسها لثواني وبعدها قالت باندفاع : انت منو ؟
عاين ليها وهو بهز كتفو : عُمران
_ قصدي عايز مني شنو ؟
_ اوفر ليك الحماية
_ من ؟
_ حتعرفي ف الوقت المناسب .
_ طيب بتعرفني من وين ؟
_ صديق قديم لوالدك ؟
عيونها اتوجهت لي فوق ف دلالة منها على التفكير ... سكتت لمسافة وبعدها غمضت عيونها وهي بتهز راسها وقالت بهمس : مستحيل بابا عادل م يحكي لي بشي زي دا .
كان مركز معاها ومنتبه لكل تصرف بيبدر منها ...
شالت انفاسها وزفرتها بضيق : طيب بابا وين هسه ؟
_ م عندي اجابة للسؤال دا
نبرتها احتدت وقالت بضيق زايد : انا اضمنك كيف ؟
_ م عندك خيار غيري .
_ طيب حقعد هنا لمتين .
_ لحدي م تبقي كويسة
_ هل في ...
قاطعها : الدقيقة انتهت ...
رجعت خصلات شعرها المتدلية بنعومة على جبينها لورا : انا لسا م خلصت اسألتي
_ م عندي وقت كافي لأسئلتك ... انتي كائنة ثرثارة لحد عجيب.
_ ثرثارة ؟ كيف يعني .
اشار لي خشمو : كلامك كتير .
وقف على حيلو واتوجه ناحية الباب: استعدي عشان حنطلع .
_ لا ...
وقف وقبل عليها : عفوا ؟
_ لا ... م حطلع ... انا م اقتنعت بكلامك دا .
لبس جكت البدلة وجا ناحيتها ... خطواتو كانت واسعة الامر الخلاهو يوصلها ف رمشة عين .
وقف قدامها ... كانت بتعاين ليه بنظرات عدائية كأنها كديسة صغيرة مواجهة لنمر ... حكا عمود انفو وانحنى قدامها ... جرا الكرسي حقها عليه .... عاين ليها وقال ليها بنبرة هادئة مليانة برود واستفزاز : مع احترامي ليك ... بس هنا الموضوع م علي كيفك .
_ انت بتتكلم معاي كأني طفلة قاصر لي ؟ انت زولة كبيرة ومسؤولة عن نفسي ، م انت الحتجي تتحكم بي ...
_ اسف ... بس الامر اكبر من الكلمتين الحافظاهم ديل .
_ من حقي اعرف
_ اظن وضحت ليك انو حتعرفي كل شي ف الوقت المناسب
_ اللي هو حيكون متين ؟
_ انتي م بتعرفي تصبري ؟
_ لا م بعرف .
_ معناها حتتعبي شديد معاي .
_ انت بتهدد فيني ؟
_ ابدا ... بوريك ف حقايق .
_ حتعب كيف يعني معاك ؟
_ م شايفة اسئلتك كتيرة ؟
_ نو .
وقف على حيلو : انسة ميهان ... انا م بحب التسويف ووقتي مهم جدا بالنسبة لي وشغلي كتير ... م عندي وقت كافي عشان اضيع منو ثواني زيادة ... حيجي دكتور أحمد ويوديك البيت ... نتلاقى هناك ...
م اداها فرصة كافية عشان ترد عليه حتى وف ثواني اختفى وقفل الباب وراه وخلاها مع كمية من الاسئلة ف بالها ... م عرفت لي حست بأنفاسها انتظمت اول م طلع من الاوضة كأنو كان مالي المكان كلو بوجودو وضاغط على صدرها .
حست لثواني بالضياع وعيونها اتبللت بالدموع ودنقرت راسها بحزن لدرجة انها م فكرت ترفع راسها لمن سمعت صوت طرقات على الباب تاني.
اتلفتت على يمينها وم عرفت كيف م انتبهت للشاب المدنقر قريب من الكرسي ... كان مبتعد عنها بمسافة حفاظاً على مساحتها الشخصية .
لاحظ للدموع الفي عيونها ... سكت شوية قبل م يطلع منديل ورقي من جيبو ويمدو ليها : اتفضلي ...
شالتو منو ومسحت الدموع الاتجمعت في عيونها .
_ انتي كويسة ؟!
دنقرت راسها وغطت عيونها بالمنديل ...
م قاطعها وفضل ساكت ... لحدي م رفعت راسها وشالت انفاسها ....
عاينت ليه بعيون محمرة بتثبت انها كانت بتبكي .
وقف علي حيلو : تحبي اديك وقتك لحدي م تهدي ؟
ردت ليه بصوت هادئ نوعا ما : لا ... انا كدا كويسة .
_ طيب مستعدة عشان نمشي ؟
هزت راسها بانصياع ...
شال الشنطة الصغيرة المختوتة فيها الحاجات البتخصها ... مسك يدين الكرسي المتحرك ولزاها بيه لي برة الغرفة ...
نظراتها كانت شاردة وهي بتعاين لحركة العاملين والمرضى والزائرين الدؤوبة في المستشفى .
طلع بيها لبرة ونزل بيها بالممشى المخصص للكراسي المتحركة... كانت ف عربية منتظراهم برة .
انتبهت بي صوت أحمد وهو بقول ليها : اسمحي لي .
عاينت ليه عشان تفهم هو قصدو شنو ...
بس م امهلها وقت كافي .... ف ثواني لقت نفسها بين يدينو ... حست نفسها كأنها م عندها وزن اصلا وهي بتنتبه لتفاصيل وشو الما وضحت انها كانت تقيلة عليه ... اتحرك بيها خطوتين لي قدام قبل م يبادر السواق بفتح الباب ليهم ... ختاها ف كرسي العربية بهدوء ...
رجعت خصلات شعرها لورا وهي بتتجنب النظر ليه بعد احساس الاحراج الاتملكها بعد م شالها ... ربط ليها حزام الامان باهتمام وبعدها عاين ليها وابتسم : وكدا نكون انتهينا ....
قفل الباب بهدوء واتوجه للناحية التانية عشان يركب جمبها بعد م شال الكرسي وطبقو وختاه ورا .
سألها وهو بيرجع بكرسيه لورا : دي اول مرة تجي فيها كيب تاون .
_ اي
_ شنو رايك لحدي هسه فيها ؟
_ م شفت ليها شي غير المستشفى .
_ بالمناسبة جميلة شديد وفيها مناطق سياحية كتيرة حتنبسطي فيها .
_ م اعتقد .
_ لي لي السلبية دي ؟
بلعت ريقها : م سلبية ... بس انا م فاهمة اي شي فجأة حياتي اتلخبطت ولقيت انو ف شخص وقح عامل نفسو وصي علي .
_ قصدك عُمران ؟
حست برعشة ف جسمها من اسمو ... شالت انفاسها عشان تهدأ : انا م شفت انسان متسلط زيو ... م عارفة كيف هو دوبلوماسي .
_ متسلط ؟
عاينت ليه : اي متسلط ... لي درجة قف تأمل كمان ... حتوصل ليه كلامي ؟
_ لا لا طبعا ... دا ف النهاية رايك ...
_ ممكن اسألك سؤال ؟ ولا حتقول كلامي كتير برضو ؟
ضحك : اكيد طبعا أسألي من دون استئذان ... وبعدين دا منو القال كلامك كتير دا ؟
_ السيد المتسلط هو القال كدا .
_ امسحيها لي ف وشي .
_ م اعتقد عندك ذنب ف تصرفاتو عشان امسحها ليك ف وشك ... انا هسه حابا اعرف انت علاقتك بيه شنو ؟
_ انا وهو اصحاب .
هزت راسها : اوكي
قال ليها بلطف وهو مبتسم بطريقة بينت الغمازة الغائرة في خدو : اي سؤال او استفسار تاني ؟
_ no ... شكرا .
أحمد نزل قزاز الشباك حقو لمن جو مارين بشارع الكورنيش ....
صوت الامواج والرياح اللطيفة المشبعة بريحة البحر اللاعبت خصلات شعرها خلتها تعاين على اتجاهه ...نظراتها اتجاوزت الناس وبقت مركزة مع الامواج الزرقاء الممتدة الى م لا نهاية ... رجعت تعاين لي يدينها البتمسح فيهم بتوتر بعد م احمد رفع القزاز لانو الهواء بقا بارد شديد .
العربية طلعت في مستوى اعلى شوية وبدت تظهر البيوت ... المكان كان آثر .
عاينت حوالينها قبل م تسأل احمد : احنا وين ؟
_ دا حي سي بوينت .
_ سي بوينت ؟
_ ايوا
_ دا شنو الاسم الغريب دا .
_ م قدرتي تعرفي سبب التسمية ؟
_مممممم لا .
لمن ننزل من العربية حتعرفي .
العربية وقفت بيهم قدام باب البيت ...
احمد نزل براحة ... وقبل م الباب يقفل وراهو هي عرفت سبب تسمية الحي لمن شافت الشاطئ الرملي المواجه البيوت طوالي .
احمد فرك يدينو من برودة الجو ونزل كرسيها بسرعة واتوجه ناحيتها ...
فتح الباب وعاين ليها : مستعدة ؟
هزت راسها وف ثواني خدودها اخدت لون تاني ... لمن أحمد جراها عليه وشالها وهو بقول بمغازلة : اوبا
ختاها ف الكرسي واتناول من الضهرية بطانية من الصوف لونها وردي فاتح ودثر بيها رجلينها عشان م تحس بالبرد .
مشا بيها ف الممر المليان بحبات الحصى الملونة ... وبعدها اتجاوز الجسر الخشبي المعلق واتجه بيها للبيت جوه .
اول م دخل بيها البيت حست بدفئ شديد بعد البرودة الكانت مسيطرة على الجو برة .
بالرغم من جمال البيت وديكورو وترتيبو الا انها حست نفسها كانها دخلت سجن لمن اتذكرت انو دا بيت منو .
أحمد بعد يدينو من الكرسي وانحنى شوية عليها : عن اذنك ثواني .
_ اتفضل
طلع بخطوات مسرعة في السلم وخلاها براها ...
الاضاءة الهادئة خلتها تحس بالنعاس ... بس فجأة عيونها اتوسعت وسألت نفسها هل حتكون موجودة هنا براها برفقة الشابين ؟
طيب .... طيب هل هم بالجد جابوها لحمايتها ولا ف شي تاني ؟
هل ممكن مثلا يكونو مختطفنها ؟
حست بالدم بينسحب من اطرافها و وجهت لي نفسها سؤال تاني الجابها معاهم شنو ؟ ولي وثقت فيهم اساساً .
حست بالعجز وهي بتحاول تتراجع بكرسيها لي ورا ...
شافت ضل على جهة السلم ... وشوية أحمد جا نازل ...
حاولت تخبي الاسئلة اللافا ف بالها وظهرت انها م خايفة ...
لاحظ لوشها المتجهم وسألها بسرعة : انتي كويسة ؟
هزت راسها بمعنى اي ... م صدقها وبالمقابل دفع الكرسي المتحرك لقدام زيادة .
رجعت بنظراتها للسلم تاني لمن سمعت صوت اقدام بتنزل عليه .
الراحة اتملكتها لسبب مجهول لمن شافت السيدة النازلة والكانت لابسة عباية صلاة ولافة سبحة ف يدها ...
كانت دي حُسنة العاينت لي ميهان بتأمل وبعدها قربت منها وهي بتقول بصوت حنين : إزيك يا بتي ... نورتي وآنستي .
أحمد وقف بينهم واتوجه بنظراتو ليها : دي والدة عمران .
عاينت ليه باستغراب وحاولت تخفي دهشتها ... كيف الكائنة الوديعة واللطيفة دي ام للشاب الغليظ القبيل اللحدي هسه وقع كلماتو باقي ف راسها .
طلع صوتها بصعوبة : ا...اتشرفنا .
حُسنة مسكت يد الكرسي ولزتها باتجاه المصعد الواقع خلف السلم ... نادت على احمد : تعال يا احمد يا ولدي ارفعنا ... انا النصيبة دي بخاف منها .
احمد وهو ببتسم : لا لا ياخ ماف شي بيخوف كلو زر واحد .
ركب الكرسي بتاعها وضغط الزر الاضاء باللون الازرق البارد ...
وف غمضة عين الباب اتفتح على مصراعيه ف الطابق التاني ... الكان م بيقل جمال وهدوء ودفئ عن الطابق الاول .
كان في عاملة بملامح اسيوية وزي مميز و اقفة ف نهاية الممر الوصلوه أحمد وحُسنة .
أحمد اتراجع وخلا حُسنة براها ... وقفت بيها قدام باب احدى الغرف وهي بتقول : انتي ضيفة عزيزة جداً علينا وعُمران موصي عليك ...
نظراتها اتوجهت ناحية العاملة : دي نورا ...
قاطعتها العاملة بوجه مبتسم : لورا ماما لورا .
حسنة وهي بتبادلها الابتسامة : اي لورا 😅... لورا دي يا بتي حتكون مسؤولة منك ومن راحتك ف الفترة دي ... الوحيدة يا بتي البتعرف تتكلم عربي الباقيات رطنن لي بي كلام ولا فهمتو
فتحت باب الاوضة وخشت بيها ولورا تبعتهم ...
الاوضة كانت صغيرة بسقف مائل لانها ف نهاية البيت فوق وفيها نافذة معلقة ف السقف القريب ... بسيطة شديد والوانها مريحة بين الابيض والبني ... السرير الخشبي كان مع مستوى قريب من الارض ... وحوالينو ف شتلتين مختوتات وعلى الطرف ف مراية طولية موضوعة على جهة الحيط .
لاحظت للشموع المولعة وريحة البابونج المريح للأعصاب والممزوج بريحة الفانيليا مسيطرين على جو الاوضة .
لورا بابتسامة وبلغة عربية ركيكة : انا ولأت شموء فور ريلاكسيشن زي م تلب دكتور اهمد ...
حُسنة : رتبنا ليك الدولاب حقك ... انا حمشي اجيب ليك حاجة تاكليها مسافة تاخدي ليك حميمة .
طلعت بخطوات هادئة وسابت لورا مع ميهان الكانت هادئة شديد وساكتة .
لورا حركت الكرسي باتجاه الحمام الكان مُعد مسبقا ليها ... بالمناشف والشموع المعطرة والشامبوهات .
حست بالدفئ بينبعث من حوض البانيو مع صوت خرير الموية الرقيق النازل من الماسورة المتوسطة الحوض .
ف لحظتها نست اي شي وتفكيرها كلو بقا مركز ف انو الموية الدافية دي تغمر جسمها المرهق .
لورا سألتها اذا كانت محتاجة مساعدة وبالتالي شكرتها و ورتها انها حتقدر تاخد حمام براها .
طلعت وقفلت الباب وراها ....
اخدت وقت طويل عشان تقدر تطلع كل هدومها وترتفع بجسدها بعيدا عن الكرسي وتنزل ف الحوض الكان مناسب مع حجمها ومناسب مع وضعها ...
_______________________________________
الساعة كانت سبعة مساء ...
عمران كان قاعد في كرسي جلدي اسود ضخم ...ورا سطح مكتبو المكومة فيها كمية من الفايلات ...
كان بيراجع ف اوراق باهتمام وهو بيطق بي راس القلم الماسكو بيدو ف تربيزة المكتب .
حسا بشوية غثيان بسبب مراجعتو الطويلة للفايلات من دون م ياخد قسط من الراحة .
بعد شوية بكرسيه من المكتب وهو بيمد يدو للكرفتة ويرخي ربطتها ... طلع نضارتو وختاها بهدوء وشال انفاسو وهو بيرتشف من كباية الشاي .
عاين للعربية الموضوعة قدامو كديكور لمكتبو .
مد يدو ناحيتها واتناولها ... كانت صغيرة بين كفوفو القوية .
ابتسم ابتسامة صغيرة لا ارادياً وهو بيتذكر فرحتو الشديدة بيها لمن قدمها ليهو عزيز وهو صغير ... حسا يومها انو امتلك الدنيا بين يدينو ...
كانت كبيرة شديد في نظرو ... ومع الايام بقت بتصغر حجميا كل م يكبر لكنها بتكبر معنوياً ليه .
عاد لي واقعو بصوت طرقات الباب ... رجع بكرسيه لورا وهو بقول : اتفضل .
جات السكرتارية بتاعتو داخلة : مستر عمران عندك ضيفة برا .
_ عندها موعد ؟
_ لا
عاين للساعة : قول ليها مشغول وخليها تجي وقت تاني بشرط يكون عندها موعد مسبقا .
رفع حاجبو باستفهام لمن م اتحركت ...
علا صوتو : سمعتيني ؟
_ بس هي شخصية مهمة .
_ عارفة تتصرفي كيف صح ؟
_ صراحة لا .
شال انفاسو بتضايق : الباب الدخلت بيه خليها تطلع بيه
_ مستر عمران م حقدر
وقف على حيلو وهو بقول باهتمام : مواطنة سودانية يعني عندها مشكلة او كدا ؟
_ لا
_ بحيث كدا انا م فاضي وم عندي طريقة اقابل بيها اي شخص هسه وعندي مواضيع كتيرة مفروض انتهي منها الليلة .
_ بس ...
نبرتو احتدت : ف شنو يا مدام هبة ؟ يعني م قادرة تخليها تمشي وتوريها اني مشغول وتجي وقت تاني ؟
_ تصرفي دا حيضر بواجهتك ...
سكت لثواني : يضر بواجهتي ؟؟؟؟؟
_ ايوة
_منو البرة ؟
_ ليلى رحيم .
سكت لثواني واتمنى انو الارتباك الشعر بيه م يكون ملاحظ ... حافظ على ثباتو الانفعالي وقال ليها وهو بيبلع ريقو : الصحفية ؟
_ ايوه .
_ ممممم ، طيب خليها تتفضل .
_ تمام
لفت بسرعة وطلعت ... وبعدها بشوية فتحت الباب وجات داخلة وبي وراها جات داخلة بت في نهاية العشرينات من عمرها ... مكتملة الانوثة ... بملامح جميلة وبشرة سمراء .... شعرها المصبوغ بالاشقر نازل بنعومة ولمعان لنهاية ضهرها ... كانت لابسة فورمال ... قميص ابيض ومعاه تنورة سوداء مقلمة لنص ساقها وشنطة متوسطة الحجم وجزمة رقيقة بكعب عالي باللون الاحمر ( اكرمكم الله )
كانت الجرأة مسيطرة على هيأتها بالروج الاحمر الداكن الزين شفايفها .
كان واقف وبعاين ليها وهي جايا عليه ... مدت يدها ليه واتصافحوا ... قعدت برقة على الكرسي القدام المكتب وهو قعد قدامها .
ابتسمت وهي بتقول بصوت هادئ مُغازل : مر وقت طويل يا عُمران ... اوه قصدي سيادة السفير عُمران ....
_ نهاية الحلقة الثانية _