الفصل الثاني

98 8 0
                                    

ليلاً وقبل ان أنام تصفحتُ في المُنتدىٰ حيث هُناك حوار طويل قد جرىٰ بين جاد و أسد حول النساء المُتعصبات في العمل، كان في نهاية الحوار رسالة من جاد كتبَ فيها:
- "وراء كُل رجل عظيم امرأة" هذه المقولة قد قالها الإمبراطور نابليون بونابيرت بعظمتهِ، لا يُمكنك إنكار ذلك يا أسد!

ظهرَ أشعار ان أسد يكتبُ الان... بعد دقائق أرسل:
- معلوماتكَ خاطئة حول هذهِ المقولة يا جاد، هل تعلم ماذا كان يقصد نابليون حين قالها؟

- نعم كان يمدح فيها زوجته!

- لا يا جاد... في مقالة قرأتُها مُؤخراً كُتِبَ فيها انه كان يقصد ان الرجل دائماً يكون في المُقدمة و ان المرأة دائماً تكون في الوراء، كما ان المرأة واجبها انجاب العظماء وتربيتهم فقط أي انه حجبَ العظمة عن النساء تماماً وجعلها مُقتصرة على الرجال فقط... "فلا يُمكن للعظيم أن يقف وراء من هو أقل عظمة منه" وبذلك أنا لا أؤمن بهذهِ المقولة لأنني لستُ مُتأكد من نيَّة قائلها، هُناك مقولة شهيرة للفيلسوف سقراط مُتأكد منها قال فيها: "بكل الأحوال تزوج، لو حصلتَ على زوجة جيدة ستكون سعيداً ولو حصلتَ على زوجة سيئة ستُصبح فيلسوفاً" كان سُقراط مُتزوج بامرأة مُتعجرفة، سليطة اللسان، كانت تنتقدهُ وتسخر منهُ بل وتضربه! بعد ان انفصل عنها ظهرتْ موهبتهُ الفلسفية حتى خلَّدهُ التآريخ... لذا قال مقولته الشهيرة تعبيراً عن مُعاناتهِ في زواجه والتي أدت إلى نبوغهِ الفلسفي!
وضحكَ أسد بتكرار حرف الهاء طويلاً.

أجبتهُ أنا بعد ان ظنَّ انه انتصر في نهاية الحديث:
- اسألُكَ سؤال... هل تعرف معلومات أخرى عن زوجة سقراط غير التي قالها سقراط نفسهُ في مقولاتهِ المُخلَّدة؟ رُبما قالت شيئاً يُبرر تصرفاتها معهُ؟ رُبما كانت اكثر النساء تعاسةً في وقتها كونها تزوجتْ أستاذها سقراط الذي أحبتهُ حُباً جماً حتى وجدتهُ مُنصرف عنها بفلسفتهِ، غارقٌ بكتبهِ، قرأتُ مقالاً يقول انه كان لا يعمل ليوفر الطعام لزوجتهِ وأطفاله! ما فائدة ان تكون فيلسوفاً في اعين الناس وأنت تعيس وفارغ في عين امرأتكَ؟ ولا احد يعلمُ بالألم الذي يغزو قلب المرأة بعد ان تكتشفُ تعاستها بقرب الرجل الذي أحبته.

- اختلفتْ الروايات ولا نعلم أيٌّ منها صحيحة، لذا قد تكوني مُحقة... ولكن ما هو سبب حقدكِ على الرجال؟

- (ضحكتُ)... بالعكس تماماً أنا لستُ من اللواتي يبغضنَ الرجال بل مُعجبة بالكثير منهم! أنتَ من بدأتَ هذا الحوار حيث في اول رسالة لكَ وصفتنا بـ"مشكلة الكوكب" ولا نعرف إلى الان من التي جرحَتْ قلبَك الرقيق!

- أستطيع ان أُخمِّن من ردودكِ العنيفة انكِ متابعة جيدة لرضوى الشربيني... او قارئة دؤوبة لأحلام مستغانمي.

- ردودي العنيفة! أضحكني انطباعُكَ... نعم أنا متابعة لرضوى الشربيني و أحلام مستغانمي، ما مشكلتك معهُنَّ؟ هل لأنهُنَّ يكشفنَ الوجه الآخر لبعض الرجال و يقدمنَ دروساً للنساء في كيفية التعامل معكم؟

مرآة أُميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن