الفصل الثامن

56 6 3
                                    

" تُرىٰ كيفَ حال الكَون دون نساء؟ هل يبقىٰ القمر مجاور للأرض بعد أن فقد أسباب وجودهِ!
الجاذبية و المد و الجزر و جَميع هذهِ الـ.. تُرّهات،
ليستْ إلّا أسباباً أخترعها الجنس الآخر لوجود القَمر..
كُل شيء في الكون مُرتبط بالنِساء، هذهِ الحقيقة التي لا يتقبّلها كُل مُضادٍ لنا..
نحنُ حواء و زُليخة، نحنُ اللواتي كَيدهُنَّ عظيم..
نحنُ من يُعطي الدفء لِهذا الكون، فإن الشمس أُنثىٰ..
نحنُ أسباب أكتشاف الحرير و دودة القز، لأن أجلادنا خُلِقت مِن الحُنُو و الرِقَّة، ف نحنُ القوارير..
نحنُ التـاء و نون التنوين، نحنُ شُعلة النار و لهيب البراكين، نحنُ الجاذبية و أسباب التكوينْ،
نحنُ أسباب صراع السلاطين، نحنُ الجميلات في العشرين و الخمسين "

هذا ما كتبتهُ في مقالٍ لمجلة المقهى حول النساء، ارسل لي فوتيا بعد ان أنهى قراءتهِ:
- هل تعتبرين نفسكِ من النساء! لا يا ورد... انتِ لوحة فن.

- كُل النساء لوحات فن.

رد فوتيا:
- كفاكِ مُجاكرة لأسد الذي في داخلي.

وصل إشعار لرسالة في المنتدى من أحد أعضائهِ :
" إثبات حُب الرجل للمرأة هو الزواج بها... فما هو إثبات حب المرأة للرجل؟ "
سؤال طرحه أحد أعضاء المنتدى.

أجبتهُ:
- ان توافق على عرض زواجهِ.

ردَّ فوتيا :
- هذا يعني انكِ لا تحبينني! مرّت سنتان منذ ان عرضتُ عليكِ الزواج والى الان رافضة.

- وهل قُلت إنني احبكَ سابقاً؟

- لا.

- إذن؟

- لا تحبينني.

أجبتهُ ضاحكة بتكرار حرف الهاء طويلاً.

والحق إنني أحببته...
أحببته رغماً عني وأدركتُ إننا لابد من كسر قواعدنا إذا باتت تُخالف ما تهواهُ قلوبنا!

***

زارتنا السعادة لأول مرّة بعد وفاة أمي، وذلك في يوم زفاف اخي زياد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

زارتنا السعادة لأول مرّة بعد وفاة أمي، وذلك في يوم زفاف اخي زياد...
فقد ألتقى بامرأة فاتنة مؤخراً، جلبتْ السعادة لقلبهِ من جديد.

بدا مسروراً جداً وهو يُراقص عروستهِ الجميلة، بينما تراقص ديانا ابنها واثقـة، مُتحررة، متعافية من كل ألم.
فلا يوجد ألمٌ مُخلّد... وهذا من نِعم الله.

حضرَ فوتيا رغماً عني...
سلّم على اخي زياد مُقدّماً نفسه على أنه زميلي!
جلسَ في طاولتي واضعاً قصاصة ورق صغيرة أمامي كتبَ فيها:
"هل سبقني أحد في قول انكِ تبدين مُبهرة؟"

حاولتُ جاهدة إخفاء ابتسامتي بالنظر بعيداً متجاهلة وجوده.

أخرَجَ قصاصة ورق أُخرى ليضعها أمامي بعد ان كتبَ فيها:
" يقولون ان حبيبة كل رجل جميلة فلماذا لا تكتفين بالجمالِ فقط؟ ارجوكِ توقفي عن كونكِ شهيّة "

نظرتُ إليه مُستسلمة لغزلهِ.

قال مُتأملاً:
- دعينا نتزوج... كفاكِ عنادًا.

تقدّم فوتيا لطلب يدي اخيراً!
و في ليلة زفافنا ارسلتُ له:
- سأجعلكَ تحبني حتى يقول الناس "مجنونها"، وسأحبكَ بقدر إستطاعة قلبي... كما سأتجاوز شجارنا الدائم حول استقلالية المرأة و تعليقاتكَ البغيضة حين تصبح "أسد قاهر النساء".

أجابني:
- لن أكون أسد بعد الان.
ثم أستدرك:
- قبّلي راحة يديكِ.

- قبّلتها...!

- الان ضعي يدكِ على خدكِ واضغطي بقوة حتى تلتصق القُبلة... واعتبريها مني كمقدمة بسيطة.

- مجنـووون!.

تـزوجنا...
بعد سنتين من وفاة أمي! تزوجتُ دونها...
وأدركتُ ان لا لذة لأعظم سعادة أعيشها وهي غائبة.
جلستُ أمام مرآتها ذلك اليوم بفستان زفافي، عسىٰ ان أراها واقفة خلفي او لعلها تمسح على رأسي كما كانت تفعل.
ولكنها لم تكن...
طالما بَكَيْنَ النساء في يومِ زفافهنَّ حسرةً على فراقِ أمهاتُهنَّ، أما أنا فـكان بكائي حسرةً على غيابها في يوم زفافي.

لم تتعرّف أُمي على فوتيا في حياتها، رُبما لو كانت حيّة لكان زواجنا قد تَم مُنذ زمن!
ولكن ألا يقولوا إن الأرواح التي تحبنا تنظرُ إلينا؟
أرجو ان يكون قلبها أطمئن الان.

النهايـة.

مرآة أُميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن