١١ سنه الا ٥ ايام

83 3 0
                                    

هل بأمكاني قتل هذا الشعور ؟
اريد ان اقتله في داخلي فلا يوجد شهود عيان هناك ، هذه جريمه مباحه ، هذه جريمه دفاع عن النفس ضد هذا الشعور القاتل ، عرفتُ اليوم لماذا قالت امي ان فاطمه بأفضل حال ، انا اليوم كقطعة الفحم التي كانت يوما شجره ، فقدت امي وابي بنفس اليوم ...

ها انا اليوم اودع منزلي لاذهب انا واختي في بيت (الحاج احمد) والد ( دنيا ) ، اشتاق لك يا عمر ولك يا عمار وعامر ، اخوتي الثلاث طال غيابهم وكأنه دهر ، الا يسمعون ما يحدث ام ان بندقيتهم انستهم اهلهم ؟ ، اين انت يا عمر فقد ولدت زوجتك .. الا تريد رؤية ابنك ؟ .. الا يهمكم اي شيء غير التواجد بأرض الحرب ؟!!
اليوم سندفن امي ؛ اليوم ستُدفن فرحتي الى الابد ؛ لقد ماتت حزنا على فراق ابي ؛ ما اقسى الفراق ؟ وما ارحم الله ؟ ... كم انقذتها رحمة الله من قسوة الفراق ؛ امي بخير انا لست حزينه عليها بل حزينه على حالي بعدها ؛ كانت صديقتي ؛ كانت كالبلسم لكل الم ... (كانت) ... كانت وانتهت !

وفي وسط مراسيم الدفن صرخت ..

ما عزائي ؟ ... يا ايها الكون العظيم هل تساوي دقيقه من الجلوس مع امي ؟
كلا والف لا ؛ انت لا تساوي ثانيه من الجلوس معها ؛ بل لا تساوي لحظه !
يا ايها العالم من سينتزع السهام المعلقه في قلبي ؟ ... هل من احد يساعدني ؟! ، انا هنا ياايها العالم الانساني انا ابنة ال ١٠ سنوات فقدت ابي وامي بنفس اليوم ، هل من احد يتكلم بثأري ؟!

هدوء وسكينه ... فلا احد هنا غيري وغير اياد والحاج احمد اللذان رفضوا ان اذهب معهم للدفن غير ان رجاءي وتوسلي جاء بنتيجه فأصطحبوني معهم ... كانت عيونهم تملؤها قلة الحيله والتعاطف والمفاجأه...

ثُم صرخت: الله اكبر ... الله اكبر .. حسبي الله... بك استعين يارب .. اياك اعبد واياك استعين ..

فتمتد يد اخي عمر على كتفي، فأنتفض من مكاني لاحتظنه وابكي ... ابكي بشده .. ابكي بحرقه .. ابكي بكل ما في هذا الكون من الم ... من حسره !
فيحتضنني وارى خلفه عمار وعامر والسلاح على ظهورهم فشعرت بالامان وإن الله وحده يسمع ما في قلوب المظلومين من انين ولذلك اوجب الجهاد،
ولاول مره افرح بتلك البنادق ولا اغير منها وكأن حدث بيننا صُلح ابدي ؛ فعشقتها وصرت اتمنى ان تعشقني وتكون ع ظهري... ولكن مااصعب ان يسكن حب الجهاد في قلب فتاة بل في قلب طفله صغيره لا تقوى على شيء.

برقت عين عمر قائلا : اصبري .. يا حياة فالنصر ما وعدنا الله ، والله لا يخلف الميعاد ، ان لنا موعد مع قتلة المسلمين لن نخلفه ، وإنا لثابتون وعلى قطع رؤوسهم عازمون ، فلا تبتأسي واصبري فإن الله معنا ..

ثم مسح دمعاتي الحاره واللاتي لم يستطعن ان يخرجن النار من قلبي فقلت في حرقه : اعطني بندقيه لاقاتل معك ، لن تلمح مني إلا الاجتهاد .. لعل النار في صدري تَبرُد.

ما بَعْدَ القَصفْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن