نمتُ ليلة البارحه وانا اشعر بالامان لاول مره منذ اسبوع قاتل ومرعب لم اتخيل اني سأعيش مثله ؛ استيقضت على بكاء الخاله حبيبه التي عُثِرَ على جثة اختها الطبيبه عائشه ؛ وقد مُثِل بها وبالتأكيد ليس القاتلُ بمجهول ؛ شعرتُ بالاسى والتأنيب وودتُ لو أني لم اخبرها بقصتي ؛ وعلمتُ حينها إننا لسنا المستهدفين الوحيدين ولكن كل من ساعدنا وصدقنا ومدَّ يد العون حتى لاطفالنا فهو مستهدف من قِبل المليشيات المجرمه ؛ وددتُ لو إن لي رجعه الى بيتنا والى اخوتي ؛ واشتقتُ لاختي فرح وزاد المي وزادت لوعتي ؛ وللمره الاولى لم ابكِ على احد بل بكيتُ على نفسي ؛ وانتابني شعور بالاسى على هذه الطفله التي ماتت بداخلي ؛ ثم حمدتُ الله وطلبت العون منه ...
جاء علي الى بيت خالتهِ مودعاً لها وقد حزم امره وعزم الذهاب بعد دفن والدتهِ الى حيث الجهاد في سبيل الله عز وجل ؛ ؛ فأحتضنته خالته حبيبه بألم وقالت : لم يبقَ لي من عائشه إلا انت ؛ فلا تؤذي قلبي !
علي : والله يا خاله لئِن لم نخرج نقاتلهم ونجاهد في سبيل الله فلا شك انهم سيقاتلوا حتى الاجنه في ارحام نِسائنا !
حبيبه : ايا بني ؛ قد زادت مواجعي فلا تكثرها عليَّ وابقَ معي ...
علي : إني ليعز عليَّ ان اكسر لكِ كلمه ؛ ولكن كلمة الله فوق كل كلمه يا خالتي . اعتني بنفسك وسأحاول ان اتواصل معك إن شاء الله .
حبيبه (تحتضن علي وتبكي): حفظك الله يا بني ... حفظك الله
علي: حياة امانه عندك يا خاله ؛ إن وجدت عن اخوانها خبر فسأدلهم اليها إن شاء الله .
الساعه ١٢ ظهراً في مغاسل الموتى
كانت ذات وجهٍ صبوح ؛ فعلت ما عجز عنه الكثير من القاعدين عن الجهاد ؛ ساعدتني بالرغم من تعريض حياتها للخطر وناصرت دين الله وارجو ان تكون في الفردوس ؛ ذكرتني بموقف الصحابيه الجليله صفيه بنت عبد المطلب :
في غزوة الخندق احتمت السيدة صفية مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبعض نساء الصحابة وأولادهم في حصن يملكه شاعر الإسلام حسان بن ثابت، يقال لهذا الحصن حصن فارع، وقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليحفروا الخندق في تلك الأثناء يحفروه حول المدينة، في هذه الفترة حدثت في حصن فارع قصةٌ عجيبة، كان أحد يهود بني قريظة يدور حول الحصن والنظرات الخبيثة تملأ عينيه، هرعت صفية إلى حسان بن ثابت تخبره بذلك وهي تقول: قم ياحسان، قم إلى ذلك اليهودي فوالله إني لا آمنه أنه يدل على عوراتنا، مالذي كانت صفية تخشى أن يعرفه ذلك اليهودي؟ صفية كانت تخشى أن يعرف اليهودي أن الحصن ليس فيه إلا النساء والأطفال فيذهب بتلك الأخبار إلى يهود بني قريظة، ويهود بني قريظة في غزوة الخندق نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وناصروا أعدائه عليه، خافت أن يهجموا على الحصن فيقتلوا النساء والأطفال أو يسبوهم إذا ماعلموا أن ليس هناك من يحمي النساء والأطفال في الحصن.
أنت تقرأ
ما بَعْدَ القَصفْ
Diversosفلوجية الاصل ؛اسمي ( حياة ) سيكون عمري ١١ عام بعد اسبوع ان شاء الله ... اروي لكم حكايتي املاً بأن تصحوا من غفلتكم. يا من نمتم كثيرا حين كانت عيني لا تغفو .. يا من ضحكتم كثيرا حين حفرت الدموع وجنتي.. اقدم لكم قصتي لعلكم لي تصغون . #قصه_حقيقيه تم تغ...
