....المُنتقبٰة.....

1

بسم الله نبدأ .. صلو على محمد

......................................

نزلت تلك الدمعة من عينيها السوداوتين الواسعتين مبللة طرف خيشة نقابها ..

ارتجفت شفتاها بحزن و دوى صوت قلبها في المكان ، تسمرت تسمرت رجليها في الارض التي تشعر انها تزلزل بها ..

رفعت عينيها لذاك الجدار الواقف جدار بشري واقف كادت تسأله عن جالة والدها لكنها لم تستطع انعقد لسانها ..

لا تتخيل انها ستيتم للمرة الثانية والدتها اولا ثم والدها غير معقول ..

نظرت الى تهافت الاطباء الى تلك الغرفة التي من الواضح انها غرفة العمليات ..

رأت ذاك الرجل الواقف ببرود يطالع الممرضين بعينيه و هم يسرعوا الى الغرفة ترى من هو ..

رأت امرأة تمشي بإتجاه الرجل تقول : يا ابني ارحم نفسك لما كل هذه القسوة لا افهم .. الذي يموت بالداخل ابوك يا حازم ابوك ..

اخيرا تحركت تلك القطعة لتجلس على كرسي الانتظار تنهد تنهيدة و كأنه زفر فيها هواء رأتيه كاملا ..

اغمض عينيه مستندا على الحائط خلفه ليخرج الطبيب بعد مدة يهتف : اسف لكن حالة الرجلين بالداخل حرجة كثيرا لا اظن انهما سيعيشا اكثر من ساعتين ..

سقطت المرأة على الارض تبكي بهستيرية لينزل ذاك المدعو حازم لها يحتضنها بقوة يهمس : لا تبكي هذا قدر الله امي لا تبكي ..

هزت تلك المرأة رأسها بنفي تدخل وجهها داخل صدر حازم العريض الذي و للحظة تمنت البكاء عليه ..

انزوت في جهة ما في ركن ما تضع رأسها على ركبتيه المنطويتين على صدرها تبكي بألم و حسرة على والدها و على ما ستأول اليه حياتها ..

ايمكن ان تتولى خالتها كفالتها مستحيل فخالتها لم تسأل عنها منذ توفيت والدتها فكيف الان ..

ساعتين مرو كسنتان و هي تبكي في ذاك الركن لم تتحرك .. سمعت صوت الطبيبة تنادي على حازم تقول : السيدان بالداخل يريدون رأيتك سيدي اسرع ..

وقف حازم سريعا يدخل الى غرفة العناية المركزة ليجد والده ينظر اليه بروح تكاد ترفع يهمس : حازم اوصيك بني بوتين ..

نظر الى الرجلين يهتف : من وتين هذا ..
قال الرجل الاخر : وتين ابنتي احمها ليس لها غيري ..

قال حازم بهدوء : كيف احمها و اين هي ..
سمعا صوت جلبة في الخارج و صوت بكاء فتاة تحاول الدخول و الممرضة تمنعها من ذلك ..

هتف زياد : ابنتي وتين احضرها ارجوك ..
اتجه حازم الى الباب و فتحه يقول : اتركيها تدخل ..

قالت الممرضة : لكن سيدي هي ..
نظر لها نظرة غاضبة حارقة حادة لتترك الممرضة وتين التي اسرعت الى والدها تحتضنه و تبكي بهستيرية ..