.. كرامة ..

128 10 2
                                    

فتح تايهيونغ عينيه في تثاقلٍ و هو يتابع بوجدانه روحَه و هي تستجوب ذاكرته بعنفٍ ياحثةً عن سيلٍ من الذكريات ينهال عليه قطرةً تلو الاخريٍ ليذكره أين هو و ماذا يفعل هنا ... بدأ يتذكر ... عملية التبني ... الكوخ المظلم ... الحفاظة ... الفندق الحقير ... الظلام !

نظر حوله و هو يعتدل ليجد نفسه ملقٍّي في نهايةٍ مظلمةٍ لزقاقٍ مهجور ، يختفي جسده خلف صندوق قمامةٍ ضخمٍ يحتل ثلثي الشارع ، فوقه أنبوبٌ صدئٌ قديمٌ يبكي بعنف ، مسح المياه القذرة عن جسده ليتفاجأ بأنه عارٍ تماماً ، اعتدل و هو يمسح الشارع بعينيه .

حاول أن يتذكر كيف وصل إلي هنا لكن ذاكرته كانت منهمكةً بعد عملية الاستجواب العنيفة التي خضعت لها فلم تهتم بالرد علي تساؤلاته .

مشاعر عديدة تتصارع بداخله ... الخوف و الحيرة و الجوع و البرد ينهشون جسده في معركةٍ من طرف واحد ، وقف علي قدميه و هو يقترب من بداية الزقاق قبل أن يلقي نظرةً جائعةً علي صندوق الفنانة إلا أنه قرر الاحتفاظ بالبقية الباقية من كرامته لحين إشعارٍ آخر ، مشي حتي بداية الزقاق قبل أن يُلصق جسده بالحائط و يترك برودته تغتصب الدفء من جسده العاري و هو يمسح الشارع بعينيه ... موقفة صعبٌ جدًا .

طفل عاري الجسد مبعثر المشاعر يقف وحيداً بلا أي إثبات شخصية ، دون عمله بمكانه أو بمكانته في هذا البلد !

جري بخطوات حذرةٍ من خلف الحائط ليختبئ خلف صندوقٍ للصحف يقف منتصباً في منتصف الشارع ، و من خلفه انطلق ليختفي بجوار سيارةٍ حمراء تقف ناعسةً بجوار الرصيف ، سرعان ما تعلم شيئاً لم ينساه أبداً ...

• الدرس الاول : كيف تكون خفياً !

لمح بعينه مجموعةً من الملابس تتشبت في حاملٍ يقف امام محلٍ قديمٍ بلا رقيب عليها ، شياطين الخوف و الجوع و الحيرة تستل أسلحتها في مواجهة ملاك الحق الذي نظر لهم للحظةٍ قبل أن يقرر أنها ليست معركته ليتواري بعدها في ركنٍ مظلمٍ بعيد ، انتظر تايهيونغ اللحظة المناسبة و اندفع يعدو بخفّة فهدٍ يطارد وجبته ليختطف قطعةً علويّةً من الملابس و يستكمل حريه مرةَّ أخري ...

• الدرس التاني : كيف تكون خفيفاً !

سمع صوت خطواتٍ من خلفه و صوتاً يصرخ فيه بلغةٍ غريبةٍ علي مسامعه فلم يلتفت له ، الصوت يطارده يغضبٍ ساحق ، حاول أن ينعطف إلا أن الصوت واصل مطاردته بعنف . هنا ارتكب خطأ و نظر خلفه ...

• الدرس الثالث : لا تنظر خلفك في خِضَمٍِّ المطاردة !

يدٌ قوية أنسكته من عنقه ليحتبس الهواء خوفاً من تلك العينين الزجاجيتين اللتان تنظران له بعنفٍ من خلف نظارةٍ رقيقة يعلوها شعر أشقر يتوّج وجهاً جميلاً لرجلٍ صارم ، رفعه من علي الارض ليلقي به تحت اقدام المطارد الذي توقف و هو ينهج بعنف محاولاً التقاط أنفاسه و هو يصرخ فيه ، نظر له بعينين احتلهما الخوف ، صرخ فيه الرجل مره أخري قبل أن يلقي له قطعة الملابس السفلية التي تناسب العلوية التي سرقها و هو يرحل مغمغماً بلغةٍ غريبة ، ارتداهما و هو يشعر بالذهول ... لقد رأي نهايته و لكن يبدو أن القدر تصاريف أخري ، مشي بهدوءٍ بعد أن ارتدي الملابس و صار مظهره طبيعياً بعض الشيء لكنه غفل عن درسه الجديد ...

• الدرس الرابع : تأكد من أنك لست مراقَباً !

__________________________

فوت قبل ما تمشي ..

رمضان مبارك يا شبب🌻💚

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 03, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تْفٓرُد || Vحيث تعيش القصص. اكتشف الآن