أسهتل قولي بالصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
****************
قبل عشرة سنوات......
"صباح الخير يا أحلى أم في العالم،وصباح الخير إليانا و إيزاك." بادرت بإلقاء التحية فور انضمامي لعائلتي على مائدة الطعام،ثم جلست على كرسي المعتاد منتظرة قدوم والدي للبدء في الاكل،كمايفعل جميع أفراد عائلتي،ذلك كنوع من الإيتيكيت التي تتبعها أي أسرة من الطبقة الأرستقراطية أو بالأحرى الطبقة الغنية.
أبس نسيت أولا أن أعرفكم بعائلتي و بي شخصيا....
مرحبا أنا أريانا أندرسن أبلغ من العمر خمسة عشر سنة، اقطن بمدينة ليستر الواقعة وسط إنجلترا في محافظة ليسترشير.
أنتمي إلى أحد أغنى و أشهر العائلات بمدينتي بحكم العمل الذي يديره أبي المدعو وليام أندرسن،و الذي هو في الخمسين من عمره،يترأس و يدير أبي شركة تجارية ضخمة لأحد أشهر مركات الملابس النسائية و الرجاليةوهي ذات رواج كبير منذ إدارةجدي المرحوم تومس أندرسن لها.
كان لجدي أموالا طائلة ورثها عن والده،و الآن بحكم أن أبي وحيد جدي تومس ورث عنه تلقائيا تلك الأموال،دون أن ننسى أن أبي أدار الشركة في عمر مبكر مما زاد من اطمئنان جدي على مستقبل عائلتنا.لكن ما يشغل بالي أحيانا حديث أبي الذي أخبرني أنه لم يكن الإبن الوحيد لعائلة أندرسن وقتها بل كان له أخ أكبر منه على ما أظن يدعى جيردان، كان يحبه و يحترمه كثيرا،لكن اختفى منذ زمن بعيد بعد سفره إلى خارج الوطن،و لم يسمع عنه خبر رغم محاولات جدي الحثيثة للبحث عنه لكن دون جدوى و هذا ما يفسر البند المتعلق بالورث في وصية جدي الذي ذكر فيها:"بعد مماتي ستنقل جميع ممتلكاتي لصالح إبني الوحيد حاليا وليام أندرسن،لكن في حال قدوم و ظهور أخيه الأكبر جيردان أندرسن ستقسم الأملاك بالقسط بينهما."
يا ترى ما الذي يجعل عمي مختفيا طوال كل هذه السنوات؟،و هل هو أساسا ميت أو حي؟،كل هذه الأسئلة طرحتها و مازلت أطرحها إلى حد الآن....
لا علينا،فل ننتقل الآن إلى أفضل امرأة في العالم،
على الأقل في نظري. رواند باترك زوجة وليام أندرسنأو بالأحرى أمي،عمرها أربعة و أربعين عاما.كل ما يمكنني القول عنها أنها ألطف،و أرق،و أجمل أم في العالم.رغم أنها لم تلازمنا بشكل كبير في طفولتنا إلا
بسبب طبيعة عملها المرهق،و تغيبها في الفترة الصباحية عنا،إذ كانت تجالسنا المربية الخاصة،لكن فور تقاعدها المبكر عن العمل،أصبحت تقضي معنا وقتا أكبر،على الأقل في العطل فهي تقاعدت منذ سنتين.أستاذة جامعية كانت هذه مهنة أمي رواند.
تبقى من أفراد عائلتي إريانا و أيزاك...إخوتي
إريانا هي أختي الكبرى،تبلع من العمر عشرين سنة. تدرس بالجامعة تخصص حقوق لأنها تود أن تصبح محامية.أما إيزاك فهو شقيقي الأصغر،حديثا بلغ العاشرة من عمره،يتلقى تعليمه في أحد أشهر المدارس الخاصة في مدينتنا،هو لطيف و حنون جدا أنا أحب كثيرا.
على عكس إريانا،أقضي معه أغلب أوقاتي سواء في التجول جارج الحديقة ، أو بقرائة القصص داخلا.أنا لا ألوم إريانا على تحيزها عنا،فهي غارقة في دوامة تدعى الجامعة و المحاضرات،لا تكاد تطرف عينها بسبب دراستها.لكن أحيانا عندما تحس بالتقصير تجاهنا تقوم بمناداتنا و الدردشة معنا،لوقت
وجيز لكن مسلي.رغم أن شقيقاي لطيفان،و غير متكبران إلا أن كلاهما يعاني من تحيز بعض الشيء من الإختلاط بكافة الناس من مختلف الطبقات في المجتمع،و ذلك بسبب البروتوكولات المفروضة علينا منذ صغرنا: كالذهاب إلى مدارس خاصة للتعلم،و ممارسة رياضات راقية مثل الجولف،و الفروسية،و حتى أنه لا يسمح لنا باللعب مثل باقي الأطفال،حيث يسمح لنا بلعب الشطرنج كحد أقصى.و غيرها من الأمور المملة مثل:
الأوقات المخصصة للنوم و الإستيقاظ و الأكل و ترتيب الجلوس على الطاولة.....كم أمكث و أكره كل تلك القوانين المزعجة،هذا ما يجعلني مختلفة.....
أنا و على عكس إخوتي..... زاولت دراستي إلى الآن في مدارس حكومية،بعدمعركة عظيمة خضتها لإقناع
أبي برغبتي بذلك،و التي كان النصر فيها لي.
أيضا لم أبدي اهتماماًكبيرا لتعلم الشطرنج والفروسية
إذ تسببت هذه الأخيرة في معاناتي من إختلال في الرئتين و صعوبة بعض الأحيان في التنفس،و ذلك بسبب سقوطي من فوق حصان على صدري و أنا فتية...... لا أحب التحدث في ذلك الموضوع كثيرا
إذا بالأحرى أحببت أن أعيش حياة طبيعية دون قيود الأرستقراطية .حسنا،فل نعد الآن إلى صباح يومي المعتاد أين كنت أجلس رفقت عائلتي منتظرين قدوم أبي..."وأخيرا أقبلت يا أبي أكاد أموت من الجوع"،لم أدرك أن صوتي كان مسموعا لدرجة تجعل أمي ترمقني بنظرة تصلبت على إثرها في مكاني."صباح الخير يا محترمين" ،ألقى أبي التحية جالسا و أومئ إلينا بيديه لنبدأ الأكل.شرعنا في تناول الفطور في صمت،لأن ذلك أيضا مشروط علينا أو علي خصيصا...
لا يهم....أنهينا فطورنا مما جعل الإنسحاب شيء مسموح وقتها،لأتجه وقتها نحو أبي الذي كان يقرأ الجريدة ثم همست في أذنه"أنا سأقول لك شيئا لكن لا تحاول مناقشتي. أود الخروج و التنزه خارج القصر
و أعدك لن أبتعد فقط دعني،أرجوك أرجوك أرجوك.. "
لم أكمل سيل ترجياتي حتى اومئ لي مع إبتسامة جانبية بالموافقة، لأقوم بتقبيله و أركض للخارج مسرعة،حتى لم يعد صوت أمي التي كانت توصيني بالإعتناء بنفسي مسموعا....ما كنت أظن في يوم ما أن نزهة قصيرة خارج منزلي ستغير حياتي لهذه الدرجة.....
*****************************************************
لم أكن أظن أن الكتابة مرهقة لهذه الدرجة
أتمنى أن لا يذهب جهدي هياء
و تنال إعجابكم قصتي المتواضعة
في انتظار الفصل القادم
إلى اللقاء
أنت تقرأ
جنة أحزاني
Short Storyأريانا : من فظلك يا "جنتي".....أطلب منك أن تريه ما أراه . الحديقة : أري من ؟. أدريان : مع من تتحدثين !؟؟. أريانا : إنتظر أنت.... أعلم أنك تعلمين ما أوده منك، لذا لا عادي للتظاهر بالتخلف. الحديقة : حسنا،حسنا... أود أن أتأكد، رغم أني متأكدة....لكن لا...