الفصل الثاني : أي صدفة هذه ج2

46 4 1
                                    


أستهل قولي بالصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم.

أود أن أعتذر مرة أخرى على تنزيلي للفصل بأجزاء و سأوضح ذلك في تقرير يشمل الأسباب و الحلول.

************************************

كان هذا المكان أشبه بالغابة على ما أظن، فقد كانت هناك الكثير من الأشجار و الحشائش على الجهتين.

إلتفت ورائي أتدارك على الأقل الطريق التي سلكتها، فإن لم تخني الذاكرتي، فقد كنت أمشي في مسار مستقيم منذ خروجي.

" لا أتذكر تواجد طريق كهذه في حينا.....، أمازلت أصلا في مدينتي....... لا أعلم..... لا أحس أني سرت تلك المدة الطويلة التي تجعلني أبتعد عن منزلي حتى...."، تمتمت في حين أرتعش خوفا، فقد كان عقلي مشوشا بالكامل.

بعد بضع دقائق من التحديق في الفراغ كالمشلولة، أدركت أنه يجب علي الرجوع من حيث ما أتيت، في طريق مستقيمة كما كنت أفعل......

دون أي تفكير و لا حتى تردد، إلتفت و بدأت في الهرولة، إن لم نقل الركض، مخافة أن يفاجئني شيء ما، ففي النهاية سيظل شكل تلك الأشجار كالغابة، و من المحتمل تواجد حيوانات مفترسة فيها.

لم أبتعد كثيرا عن مكان وقوفي، حتى تباطأت خطواتي إلى أن أصبحت ماشية، ثم توقفت نهائيا.

كان الأمر لا يصدق، جلف جسدي بالكامل عندما سمعت ذلك الصوت، و شتممت تلك الرائحة،
شعور لا يمكن وصفه........

ذلك اللحن العذب، أشبه بغناء الأوبرا، قريب نوعا ما من الموسيقى الروحانية، أو شيء كمحاكات القلب و الحواس، لمرأسمع مثله في حياتي......

أما تلك النسمة، أزكى من أي عطر فخم اشتممته في حياتي، إذ إذا جمعت جميع عطور العالم الباهظة ذات الرائحة الجميلة في قارورة واحدة، لا تصل إلى نصف زكاوتها الأشبه، أشبه ........

أنا حقا عاجزة على وصف ما هي عليه.... يعجز كلامي عن التعبير........

حسنا أنا أشعر الآن بذلك الفضول، الذي دائما ما ينجر عنه المشاكل......

حدسي يقول ' أنه يجب علي إتباع مصدر تلك الموسيقى الملائكية، و تلك الرائحة العطرة فأكيد أنهما سيقودانني إلى مكان ما مميز أو مختلف....'

في حين كان عقلي يقول ' إياك أن تفعلي ما تفكرين به، فستقعين في المشاكل، أو بالأحرى المخاطر....
أنسيت إمكانية تواجد كائنات متوحشة هناك.

و كالعادة..... في الأخير كانت الغلبة لحدسي، و ذلك بسبب تأييد قلبي له.......و لم أجد نفسي إلا و أنا أتخد وضعية المستكشف، و بدأت في إتباع ذلك الطنين أين يقودني، مع استنشاق ذلك العطر....

لم أبتعد كثيرا، فقد كانت بضع خطوات إتخذتها للخلف، حتى اختفت النسمة، مما أثار إستغرابي، فقد كانت متماشية مع ذلك اللحن.

بعد إبتعادي قليلا عن مكان اختفائها، أدركت أن مساري خاطئ، وأنني قد ابتعدت عن ما يشيران إليه،
لأن الصوت بدأ يتلاشى شيء، فشيء.......فعدت أدراخي، ثم شرعت في البحث عن شيء مميز هناك.

"حسنا..... لنرى، أيعقل تواجد أحجار كريمة هنا
' ألماس، زمرد' لا ،أو........ أو أيعقل أن توجد  تعويدة ما، تجعلني أمتلك قوى خارقة....... لكن القوى لا وجود لها في الواقع....... أوف، ما الذي يجب علي إيجاده هنا..." قلت بنفاذ صبر في الأخير.

هدأت قليلا، ثم أخذت أفكر بعمق..... و ما هو إلا القليل حتى أجلف جسدي مرة أخرى، بعد توصلي لإستنتاج أكيد سيفتك بحياتي هذه المرة.

" مهلا لحظة....... أتشير هذه الأخيرة لداخل الغابة،
أعلى حقا دخول غابة كهذه لأجد مرادي ، لا تمازحوني..... حسنا أظن أن رحلة المستكشفة الصغيرة ستنتهي هنا، أفظل الرحيل بغيضة الفضول التي تتملكني، على أن تطأ قدمي تلك الغابة المخيفة"

***********************************

ان شاء الله سينزل الجزء الأخير من هذا الفصل بعد الفطور و سأشرح غذا الأسباب

و إن شاء الله سأنزل فصولا كاملة بعد هذا الفصل 

جنة أحزاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن