في مملكة القيصر ولد طفل أبيض من الشعر حتى القدمين و قد كان أي شيء يلبسه يتحول للأبيض و كان يشع بنور ساطع كان يملئ غرفة كاملة بدون شموع ، فرح والدا هذا الطفل كثيرا و قد تم الظن أنه بشرى من السماء تم اختياره لحكم تلك الأرض ، و بالفعل قامت ثورة من طرف الشعب تم فيها الإنقلاب على العائلة الحاكمة و قتل كل أفرادها بغية أن يحكم هذا الطفل المملكة بعد كم سنة .
و في مكان آخر بعيد في قرية فقيرة من مملكة الأشاوس كان يوما مظلما و قد ولدت فتاة سوداء كانت مرعبة المنظر في و كأن الليل يملك عينين تحدقان فيك ، و قد تم اعتبار تلك الفتاة ابنة شيطان فطالب أهل القرية أبوي الطفلة بتقديمها لإعدامها لكنهما رفضا ذلك رغم كل شيء فهي تبقى إبنتهما ، و بعد فشل النقاش قام القرويون بقتل الوالدين ثم إقترب أحدهم إلى الفتاة ليحاول حملها ، لكن شيئا غريبا حصل ، لقد بدأت الفتاة و هي تكبي بصوت مدو بإخراج مادة سوداء إنتشرت بسرعة كبيرة حول جسم الرجل الذي كان يحملها حتى صار كل جلده أسودا و ثيابه أصبحت سوداء أيضا و سقط على الأرض و لم يتحرك بعدها أبدا ، كان و كأن الفتاة حزينة على موت والديها بل و أكثر من ذلك كانت تحقد على قاتلي والديها ، بدأ القرويون بالخروج مسرعين من البيت و هم يصرخون : لقد قتلت بنت الشيطان أحد الناس . و أقفلوا عليها الباب على أمل أن تموت من الجوع و أطلقوا عليها بماكو إختصارا لبنت الشيطان ، أما في هذه الأنحاء في مملكة القيصر بعد أن تم الإطاحة بالعائلة المالكة اتخذت المملكة بتسمية الملك المستقبلي بسوكو إختصارا لإبن السماءبعد عشر سنوات من ولادة الطفلين ، صار سوكو ملكا لتلك الأرض و هو في السنة العاشرة فقط ، و رغم هذا فقد كان يحكم الناس و الشعب متقبل له و لأي حكم يصدر منه حيث أن فكرة طفل السماء كانت مسيطرة على تفكيرهم و قد كان سوكو في هذا السن ذا تعابير باردة و كان نادرا ما يبتسم لأحد كان ذو شعر قصير . صنع له ثياب من أجود أنواع الحرير في كل المملكة مع زينة من خيوط ذهبية و جوهرتين ضخمتين على كتفيه . و لكن كان بسبب قدرته فقد كان أي شيء يلبسه يرتديه الملك الصغير يتحول للون الأبيض . كان أهل المملكة يظنون أن سوكو يقوم بتنقية تلك الملابس التي يرتديها من النجاسة و الطاقة السلبية الموجودة فيها . و لكن لم يعلموا أن قدر ملكهم أهم من أن يتصوروه .
في مكان آخر كانت ماكو تبقى متخفية في النهار في منزل والديها و لا تعاشر باقي القرويين الذين بقوا يتجنبونها كلما رأوها . فمنذ أن صارت ماكو بعمر الثامنة أدركت أنها مختلفة عن باقي القرويين بسبب لونها و لأنها مهما لبست شيئا كان يتلون بالأسود . و الشيء الذي زاد من نفور القرويين عنها و خوفهم منها هو عدم موتها بالرغم من عدم اطعام أحد لها . وقد كانت ماكو فتاة ذا وجه تعيس دئما ذا شعر و جلد قاتمي السواد و كان شعرها يصل الى منتصف ظهرها و كانت ترتدي عباءة صنعتها من بعض لباس والديها القديم يغطي كامل جسمها حتى رأسها و قد كان أسودا بفعل قدرة ماكو فكانت تختبئ في المنزل صباحا و تخرج ليلا كي لا يشعر أحد . و لكن لم يعلم القرويون أن لهذه الطفلة التي جردوها من أبويها و عاملوها بهذه الوحشية قدر قد يؤدي الى هلاكهم أو الى نجاتهم .
أنت تقرأ
التوازن
Fantasyفي قديم الزمان كان الكون عبارة عن طاقتين طاقة بيضاء إيجابية و طاقة سوداء سلبية ، ثم مع الزمن بدأ اللونان تقل درجتها فتحولا لعدة ألوان مختلفة ثم بدأت بالإمتزاج مع بعضها ثم بدأت بالتشكل من الذرات إلى الخلايا إلى الصخور و المياه إلى الكواكب إلى الكائنا...