الفصل الأول : الجزء الأول

368 24 6
                                    

في مملكة القيصر ولد طفل أبيض من الشعر حتى القدمين و قد كان أي شيء يلبسه يتحول للأبيض و كان يشع بنور ساطع كان يملئ غرفة كاملة بدون شموع ، فرح والدا هذا الطفل كثيرا و قد تم الظن أنه بشرى من السماء تم اختياره لحكم تلك الأرض ، و بالفعل قامت ثورة من طرف الشعب تم فيها الإنقلاب على العائلة الحاكمة و قتل كل أفرادها بغية أن يحكم هذا الطفل المملكة بعد كم سنة .
و في مكان آخر بعيد في قرية فقيرة من مملكة الأشاوس كان يوما مظلما و قد ولدت فتاة سوداء كانت مرعبة المنظر في و كأن الليل يملك عينين تحدقان فيك ، و قد تم اعتبار تلك الفتاة ابنة شيطان فطالب أهل القرية أبوي الطفلة بتقديمها لإعدامها لكنهما رفضا ذلك رغم كل شيء فهي تبقى إبنتهما ، و بعد فشل النقاش قام القرويون بقتل الوالدين ثم إقترب أحدهم إلى الفتاة ليحاول حملها ، لكن شيئا غريبا حصل ، لقد بدأت الفتاة و هي تكبي بصوت مدو بإخراج مادة سوداء إنتشرت بسرعة كبيرة حول جسم الرجل الذي كان يحملها حتى صار كل جلده أسودا و ثيابه أصبحت سوداء أيضا و سقط على الأرض و لم يتحرك بعدها أبدا ، كان و كأن الفتاة حزينة على موت والديها بل و أكثر من ذلك كانت تحقد على قاتلي والديها ، بدأ القرويون بالخروج مسرعين من البيت و هم يصرخون : لقد قتلت بنت الشيطان أحد الناس . و أقفلوا عليها الباب على أمل أن تموت من الجوع و أطلقوا عليها بماكو إختصارا لبنت الشيطان ، أما في هذه الأنحاء في مملكة القيصر بعد أن تم الإطاحة بالعائلة المالكة اتخذت المملكة بتسمية الملك المستقبلي بسوكو إختصارا لإبن السماء

بعد عشر سنوات من ولادة الطفلين ، صار سوكو ملكا لتلك الأرض و هو في السنة العاشرة فقط ، و رغم هذا فقد كان يحكم الناس و الشعب متقبل له و لأي حكم يصدر منه حيث أن فكرة طفل السماء كانت مسيطرة على تفكيرهم و قد كان سوكو في هذا السن ذا تعابير باردة و كان نادرا ما يبتسم لأحد كان ذو شعر قصير . صنع له ثياب من أجود أنواع الحرير في كل المملكة مع زينة من خيوط ذهبية و جوهرتين ضخمتين على كتفيه . و لكن كان بسبب قدرته فقد كان أي شيء يلبسه يرتديه الملك الصغير يتحول للون الأبيض . كان أهل المملكة يظنون أن سوكو يقوم بتنقية تلك الملابس التي يرتديها من النجاسة و الطاقة السلبية الموجودة فيها . و لكن لم يعلموا أن قدر ملكهم أهم من أن يتصوروه .

في مكان آخر كانت ماكو تبقى متخفية في النهار في منزل والديها و لا تعاشر باقي القرويين الذين بقوا يتجنبونها كلما رأوها . فمنذ أن صارت ماكو بعمر الثامنة أدركت أنها مختلفة عن باقي القرويين بسبب لونها و لأنها مهما لبست شيئا كان يتلون بالأسود . و الشيء الذي زاد من نفور القرويين عنها و خوفهم منها هو عدم موتها بالرغم من عدم اطعام أحد لها . وقد كانت ماكو فتاة ذا وجه تعيس دئما ذا شعر و جلد قاتمي السواد و كان شعرها يصل الى منتصف ظهرها و كانت ترتدي عباءة صنعتها من بعض لباس والديها القديم يغطي كامل جسمها حتى رأسها و قد كان أسودا بفعل قدرة ماكو فكانت تختبئ في المنزل صباحا و تخرج ليلا كي لا يشعر أحد . و لكن لم يعلم القرويون أن لهذه الطفلة التي جردوها من أبويها و عاملوها بهذه الوحشية قدر قد يؤدي الى هلاكهم أو الى نجاتهم .

 و لكن لم يعلم القرويون أن لهذه الطفلة التي جردوها من أبويها و عاملوها بهذه الوحشية قدر قد يؤدي الى هلاكهم أو الى نجاتهم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوازنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن