الفصل الثاني : الجزء الخامس

84 3 6
                                    

" أنت يا كاني ستذهبين لمدينة كبيرة في شمال المملكة تدعى بتويوكامي هناك ستجدين أحد الأشخاص الذين سيساعدونك في تدريباتك ...ربما "
بينما كانت كاني تتذكر كلمات دارك تلك و هي في طريقها إلى تويوكامي على متن أحد عربات نقل البضائع التي كانت متجهة هناك فصرخت عاليا فجأة : ربماااااا...؟!
هنا رد عليها صاحب العربة متفاجئا : ماذا بك يا آنسة ؟
هنا أفاقت كاني من أوهامها و قالت : آسفة يا سيدي إن كنت قد أفزعتك ؟
الرجل : لا بأس لا بأس ، لا بد أنه هناك شيء ما يزعجك .
كاني : أنا حقا آسفة فبعد تكرمك بنقلي مجانا معك قمت بهذا التصرف ، في الحقيقة أخبرني مدربي أنه على إكمال تدريباتي في مكان ما من مدينة تويوكامي و لم يكن حتى متأكدا من رغبة المدرب الجديد على تدريبي .
رد الرجل : آاااه هل أنت مغامرة يا آنسة .
كاني في نفسها " لا يمكنني إخباره أي شيء عن نفسي فسأقول أنني مغامرة " كاني : أجل أنا مغامرة .
الرجل : هووه هذا رائع إذن ما رأيك بدل أن آخذ منك أجرا أن تقومي بحمايتي حتى نصل مقصدنا من اللصوص و غيرهم فكما ترين أنا مجرد عجوز لا حول لي و لا قوة .
ردت كاني فرحة : بكل تأكيد ، أنا موافقة .
بينما كان الإثنان في الطريق قال لها الرجل : اسمعيني جيدا يابنتي يبدو لي أنك ستذهبين لتويوكامي لأول مرة لذلك علي تحذيرك ، فهذه المدينة رغم شهرتها و غناها و كأنها جنة في النهار و لكنها كجحيم في الليل فهناك ذلك الشخص ، لا أحد يعرف إسمه الحقيقي و لكنه يدعى ب اس اس أو بائع العبيد .
كاني في استغراب : بائع العبيد ؟! ماذا تعني بهذا ؟
استغرب الرجل مما قالته كاني و قال : بائع العبيد هو بائع العبيد يختطف الناس من مختلف الأعمار و يبيعهم للأثرياء بمبالغ ضخمة و يستخدم تعويذة القيد حيث لا يستطيع العبيد عصيان أوامر أسيادهم و إن حاولوا العصيان سيصابون بألام كبيرة في أجسادهم بسبب التعويذة ، كيف لا تعلمين هذا ؟ هل عشت في كهف أو ماذا ؟
ردت كاني : في غابة في الواقع .
رد الرجل : ماذا قلت ؟
كاني : لم أقل شيئا ، و لكن هل هذه الأشياء مسموح بها حقا .
الرجل : من المفترض أن تكون ممنوعة و لكن هذا الشخص يعمل في الظلام فلا أحد يعلم مكان عمله إلا زبائنه .
كاني : و لن يقوم زبائنه بفضحه ، أليس كذلك ؟
الرجل : أجل هذا صحيح ، بالمناسبة ما هو إختصاصك ؟
كاني : فارسة ظلام .
استغرب الرجل مما قالته كاني و رد : فارسة ظلام ؟!
ما هذا ؟ لم أسمع به من قبل .
كاني : يمكنك القول سيافة مع بعض المهارات السحرية .
الرجل : هاه ... حسنا هناك أحد أصدقائي و هو سياف أيضا و يعتبر أفضل سياف في المدينة ربما يكون هو من تبحثين عنه و يمكنني أن أطلب منه شخصيا أن يقوم بتدريبك .
فرحت كاني لما سمعت و قالت : حقا يا سيدي..؟
شكرا جزيلا لك .
و تابع الإثنين سيرهما نحو المدينة .
بعد ثلاث ساعات من السير وصل الإثنان لوجهتهما كانت المدينة أكبر بثلاث أضعاف المدينة التي أقامت فيها كاني و رفاقها آخر مرة .
تابعت كاني و الرجل توغلهما في المدينة حتى وصلا إلى منزل ضخم فطلب الرجل من كاني الإنتظار قليلا خارجا ريثما يقوم بإدخال الحمولة إلى الداخل فوافقت ، و بعد مرور ربع ساعة خرج الرجل و قال : حسنا هل نذهب ؟
بدأ الإثنان بالسير حتى وصلا بناية كبيرة كان يحرسها فارسان يحملان رمحين تقدم الرجل منهما و سأل أحدهما هل جورج هنا فأجاب بنعم فالتفت نحو كاني و قال : هيا بنا لندخل .
كاني : حسنا .
تقدم الرجل و خلفه كاني ثم فتحا الباب و اذ بكاني تتفاجئ من ضخامة المكان من الداخل أيضا و إزدحامه بكل هؤلاء الجنود فقال لها الرجل : أهلا بك في كتيبة الشرطة للمدينة ، مذهلة أليس كذلك ؟
ردت كاني بسرعة : أجل صحيح .
ثم تابع الإثنان تحركهما و صعدا الدروج حتى وصلا إلى باب ضخم فقال الرجل : إنتظريني هنا حتى أناديك سأكلم جورج و أحاول إقناعه .
كاني : حقا لا أدري كيف أرد لك جميلك يا سيدي .
ضحك الرجل و رد : لا مشكلة أبدا .
دخل الرجل للغرفة و بعد مرور عدة لحظات فتح الباب و خرجت فتاة ترتدي زي الخادمة و قالت : السيد جورج و صديقه ينتظرانك في الداخل .
تقدمت كاني إلى داخل القاعة ، لقد كانت كبيرة شاسعة و بينما كانت كاني تحوم بنظراتها في الغرفة لاحظت التاجر جالسا على الأريكة و كان هناك شخص آخر جالس أمام المكتب في منتصف الغرفة كان هذا الشخص رجلا في الثلاثين من عمره يرتدي بذلة بنية و له شعر أصفر قصير و عينان سوداوان ، هنا قال ذلك الرجل : مرحبا بك في مقر شرطة تويوكامي أنا القائد الأعلى للشرطة جورج .
كاني : سررت بمعرفتك أيها القائد أنا...
قاطعها جورج و قال : أنت كاني ، أجل لقد أخبرني التاجر صديقي بكل شيء ، يبدو أنك أنت من أرسلت للتدريب ؟
كاني : أجل أنا هي .
جورج : في الحقيقة لم يكن لي نية في تدريب أحد إطلاقا لكن بعد مساعدتكي لصديقي هنا و طلبه مني شخصيا غيرت رأيي .
ردت كاني في فرحة : حقا ؟! " إذن هذا ما كان يعنيه دارك و لكن إلتقائي بالسيد التاجر ساعدني حقا"
جورج : أجل ، لكن بشرط وحيد .
كاني : ماهو هذا الشرط ؟
جورج : إن جعلتيني أعترف بمهاراتك أولا ، لا أرغب بتضييع وقتي على الضعفاء .
ردت كاني مبتسمة إبتسامة ثقة : مؤكد ، هل سأقاتلك أنت ؟
رد جورج : لا ، بل ستقاتلين كلوي التي بجانبك .
أدارت كاني رأسها ناحية اليمين بسرعة فوجدت تلك الخادمة من السابق .
كاني : أتعنيها هي ؟
جورج : أجل ، و أحذرك من الإستخفاف بها فهي قوية حقا .
قالت كاني في نفسها و هي تحدق في كلوي " هل هي حقا كذلك ؟ لم أشعر بشيء قادم منها ."
هنا ابتسم جورج نحو كلوي فأومأت برأسها و نظرت نحو كاني و بدأت بالكشف عن طاقتها المخبئة هنا تفاجئت كاني مما شعرت به فقدرة هذه الفتاة على التحكم و إخفاء طاقتها الحقيقية ممتازة فعلا ، بعدها ابتسمت و قالت : لقد فهمت الآن ، أنا آسفة يا آنسة كلوي على الإستهانة بك .
ثم نظرت إلى جورج و قالت في نفسها " أهذا يعني أنه هو أيضا يقوم بإخفاء طاقته الحقيقية و بما أن هذه خادمته فهو أقوى منها بكثير ، رائع؟!"
هنا قال جورج : إذن لنذهب إلى قاعة التدريب .
كاني : أرجو لحظة .
جورج : ماذا هناك ؟
كاني : في الحقيقة كنت أتسائل ، بالرغم أن السيد التاجر صديقك لماذا تناديه بالتاجر و ليس باسمه .
في هذه اللحظة انفجر التاجر و جورج بالضحك ثم اجاب جورج : في الواقع لا أحد في المدينة يعرف إسمه حتى فهو معروف باسم التاجر منذ اشتهر في المدينة .
كاني : سيدي هل أنت مشهور في المدينة ؟
جورج : بالطبع هو مشهور بجودة بضائعه و تعامله الجيد مع عملائه .
رد التاجر : لا ليس لهذه الدرجة .
جورج : لا أبالغ أبدا .
التاجر : و لكن لم أكن لأصل لهذا المستوى بدون مساعدتك يا صديقي العزيز فقد ساعدتني في بدايتي في هذه المدينة و لهذا صرنا أصدقاء .
جورج : حسنا ، يكفي حديثا لنذهب .
خرج الأربعة من تلك الغرفة ثم نزلوا السلالم و اتجهوا نحو الباب الخلفي للمبنى فخرجوا إلى ساحة كبيرة جدا كان يتدرب فيها العديد من قوات الشرطة ، وقفت كل من كاني و كلوي وسط الساحة بينما التاجر و جورج كانا يراقبان من بعيد .
نظرت كاني إلى كلوي ثم سألتها : هل ستكونين بخير مع مثل هذا اللباس ؟ و أيضا أين هو سلاحك ؟
ردت كلوي في برود كالعادة : لا تقلقي بشأني من فضلك و سلاحي هنا .
ما إن أكملت كلوي جملتها حتى إنطلقت بسرعة خاطفة نحو كاني مخرجة خنجرها الذي أخبأته في كم قميصها و موجهته نحو عنق كاني و بسبب تفاجئ كاني منها بالكاد تمكنت من الدفاع بسيفها . بعد أن رأت كلوي هذا قفزت قفزة طويلة للخلف مبتعدة عن كلوي ، هنا ابتسمت كاني و قالت : آسفة يا آنسة كلوي لإستهانتي بك مسبقا ، أنت حقا مغتالة بارعة .
ردت كلوي : شكرا على الإطراء . ثم إنطلقت مرة أخرى نحو كلوي مهاجمة إياها بحركات سريعة جدا و بقيت كاني تصد كل ضرباتها المتتالية .
و بينما كان جورج و التاجر كانا يراقبانهما قال التاجر : هذا رائع ، أليس كذلك ؟ لقد استطاعت صد كل هجمات كلوي السرعة بذلك السيف الكبير ، و لكن كيف عرفت أن كلوي مغتالة ؟
هنا رد جورج : من أساسيات المغتالين هي الهجومات السريعة جدا و التي تستهدف العنق مباشرة و كذلك عنصر المفاجئة و إن لم ينجح الهجوم الأول كما حصل للتو يتراجع المغتالون لإبقاء مسافة آمنة بينهم و بين خصومهم .
التاجر : هكذا إذن لقد فهمت الآن ، لكنهما متعادلتان أليس كذلك ؟ أليس من الأفضل إيقاف القتال ؟
جورج : لا ليسا متعادلتين .
التاجر : ماذا تعني ؟!
جورج : إستهداف المغتالين للعنق أولا و محاولاتهم للتخلص من خصومهم له سبب مهم ، فقط أنظر نحوهما و قل لي ما الفرق .
هنا حدق التاجر في كل من كلوي و كاني ، ثم قال : تبدو لي أن كلوي متعبة أكثر بكثير من كاني .
رد عليه جورج : هذا صحيح ، يملك المغتالون قدرة التحمل الأضعف لذا فإنه كلما طالت المعركة كلما انقلب الأمر ضدهم .... أنظر لقد انتهت المعركة .
هنا لوحت كاني بسيفها بقوة ضاربة خنجر كلوي بعيدا ثم صرخ جورج : هذا يكفي .
أبعدت كاني سيفها و قامت بمد يدها لمصافحة كلوي و قالت : أنت فعلا قوية ، لقد كنت أدافع ضدك بالكاد .
لكن كلوي تجاهلت المصافحة و ردت : لا تجامليني من فضلك ، فقد كانت خسارتي محتومة منذ أن صددت هجومي الأول و لكنني قمت بالمتابعة لأن سيدي جورج أمري بالمتابعة لإختبارك .
هنا أكمل جورج كلامها قائلا : نعم و لقد نجحت في الإختبار .
قالت كاني في سرور : هذا يعني أنك ستدربني رائع .
رد جورج : بكل تأكيد ، كلوي هلا أرشدتي الفتاة الجديدة لغرفتها .
انحنت كلوي و ردت : أمرك يا سيدي ، من هنا .
كاني : حسنا .
خرجت كل من كاني و كلوي من غرفة التدريب متجهتين نحو غرف الشرطة ، و هما في الطريق قالت كاني : أنت حقا مذهلة و تحركاتك السريعة تلك كان من الصعب جدا صدها .
ردت عليها كلوي بصوت عال : ألم أخبرك ألا تحاولي مواساتي سابقا فهذا مزعج .
كاني : أ.أنا آسفة .
هنا هدأت كلوي و قالت : أنا آسفة أيضا لم أستطع تمالك نفسي ، لكن فعلا فتاة قوية مثلكي لن تحتاج تدريبات سيدي فحتى أنا أفضل تلاميذه لم تكن ندا لك .
هنا استغربت كاني و قالت : أفضل تلاميذه ؟! أهناك تلاميذ آخرون للسيد جورج ؟
ردت كلوي : كان هناك الكثير لكنهم لم يستطيعوا تحمل التدريبات عكسي أنا ، و مع ذلك خسرت أمامك أنصحك بالعودة من حيث أتيت فلن تستفيدي شيئا .
كاني : لا أستطيع العودة ، لقد أرسلني دارك إلى هنا من أجل إكتساب شيء جديد على الأقل .
غضبت كلوي جدا و صرخت في وجه كاني قائلة : ألم تفهمي بعد ؟ حسنا إذن ، سأخبرك مباشرة ، لا أرغب بوجودك هنا ، لا أرغب بتواجد شخص أقوى مني يتدرب معي ، لا أرغب أن تأخذي مكانتي عند سيدي لأنك أقوى .
تفاجئت كاني مما سمعته ثم ردت بوجه حزين : ...آسفة .
ثم تابعت الفتاتان سيرهما دون الكلام مع بعضهما و عندما وصلتا لغرفة كاني دخلت كاني لغرفتها و أغلقت الباب دون أن تنطق بكلمة و لما استدارت كلوي لتغادر سمعت صوت أحدهم يقول : ماذا كنت تحاولين فعله ؟
نظرت نحو الصوت لتتفاجئ بأن جورج هو من كان يكلمها هنا انحنت أمامه بسرعة و قالت : آسفة حقا يا سيدي ؟
هنا رد جورج في ابتسامة : لا يصح أن تحاولي طرد زميلتكي الجديدة قبل تدريبها الأول معك .
ردت عليه كلوي قائلة : حاضرة ، آسفة يا سيدي لن أعيدها .
جورج : إذن لا بأس يمكنك الذهاب لغرفتك الآن سألقاك لاحقا .
نهضت كلوي و غادرت المكان ثم قال جورج في نفسه (حسنا لنرى ما سيخبأه الغد لك أيتها المستجدة ) .
في هذه الأثناء كانت كاني مستلقية على سريرها و تفكر فيما قالته لها كلوي ثم قالت : آسفة يا كلوي لكنني لا أستطيع العودة بعد .
في الصباح اجتمع كل من كلوي و كاني في مكتب جورج و بعد أن سألها عن إذا ما أعجبها المكان و غيرها من الأسئلة قال : كاني إنني أرغب بالقيام بتأجيل تدريباتك لثلاثة حتى يمكنني معرفة قدراتك جيدا ، و لهذا أرغب أن أطلب منك الإنضمام إلى فرق الشرطة للبحث عن شخص ما و القبض عليه .
ردت كاني في استغراب : أبشخص ما تعني تاجر العبيد ؟
تفاجئ جورج و كلوي عندما قالت كاني ما قالته ثم قال جورج : أجل و لكن من أين سمعت به ألم تصل البارحة فقط ؟
هنا قالت كاني : لقد حذرني منه صديقك السيد التاجر .
ابتسم جورج و قال : هكذا إذن ، هذا يسهل الحديث ، بالتفكير في هذا يبدو أنه علم أنني سأقبلك كتلميذة و سأطلب منك المساعدة في البحث ، حقا لدى ذلك التاجر ذكاء خارق .
ردت كاني : لأنه تاجر بعد كل شيء .
ضحك جورج و قال : فعلا ، حسنا إذن سأعطيك بعض المعلومات عن هذا الشخص ، لم نتمكن من الوصول إلى معرفة اختصاصه القتالي لكنه على الأغلب ساحر و هو يستخدم بعض الأسلحة الغريبة ، كلوي .
كلوي : حاضرة .
تقدمت كلوي بأمر من جورج و أعطت بعض الأوراق لكاني ، حين نظرت كاني فيهم لم تفهم شيئا من الرسومات التي لم ترى مثلها من قبل فسألت : ما هذه الرسوم ؟!
رد جورج : أسلحته .
استغربت كاني من ما سمعته فكيف يشتغل هذا السلاح .
هنا بدأ جورج بإعطاء بعض المعلومات عن هاته الأسلحة الغريبة فقال :
أولا هذا أسماه بالمسدس و هو سلاح يطلق قطع حديدية بسرعة فائقة تخترق الجسم البشري لتقتله في لحظة واحدة بالنظر للطريقة التي كان يقوم باستعمالها يمكنك القول أنه يستعمل للقتل من مسافة قريبة ، ثانيا هو هذا السلاح المسمى بالقناص و وظيفته هي نفس وظيفة المسدس و لكن الميزة في هذا السلاح هي المسافة البعيدة لإستخدامه حيث يستطيع إصابة هدفه على بعد ثلاث مئة متر و ربما أكثر ، و أخيرا هذا الخنجر الذي يستعمله في الاغتيال بهدوء .
أحست كاني بالرعب من هول ما سمعته من فم جورج فأني لأي شخص التفكير في صنع مثل هذه الأسلحة ، ثم بعد ثواني قليلة أخذت كاني نفسا عميقا و نظرت إلى القائد جورج قائلة : هل لي أن أطرح عليك سؤالين ؟
إبتسم القائد و رد : بالطبع تفضلي .
هنا أنزلت كاني رأسها محدقة في الرسومات للأسلحة و قالت : أود أن أعرف عن أسماء هذه الأسلحة و كيف حتى أفصح لكم عنها ؟
تفاجأ جورج من سؤال كاني للحظة ثم رد بإبتسامة : لقد فهمت أنك ترغبين في جمع المعلومات و أيضا أن تبقي حذرة و لكن في الواقع هذه ليست معلومات سرية ، فحتى عامة الناس يعلمونها .
ردت كاني عليه متفاجئة : ماذا !؟
أجابها جورج و هو يومئ برأسه : أجل ، دعيني أخبرك بقصة قصيرة حدثت قبل سنتين .
أوقفته كاني قائلة : و هل لهذه القصة علاقة بموضوعنا ؟
رد عليها جورج : بكل تأكيد ، هيا بنا لنجلس ، كلوي فلتحضري كوبين من الشاي .
حاضرة سيدي ، ردت كلوي .
جلس الإثنان أمام الطاولة بينما ذهبت كلوي لتحضر الشاي و عندما رجعت وضعت الشاي فوق الطاولة و بعد تذوق كاني للشاي تفاجأت بمذاقه الرائع و قالت لكلوي : هذا لذيذ حقا أنت رائعة يا كلوي .
بينما كلوي لم تبدي أي رد فعل اتجاهها بل و تجاهلتها ببرود .
هنا بدأ جورج الكلام قائلا : إذا هل نبدأ القصة ؟
ردت كاني عليه : أجل من فضلك .
فقال جورج : حسنا إذن ، قبل عامين من الآن كانت المدينة هادئة و سعيدة في كلا نهارها و ليلها و ذات يوم جاء أحد الشبان إلى المدينة على شكل مسافر ، بطبيعة الحل لم يكن هناك أي شيء مريب حوله كان كباقي المسافرين و كان شخصا طيبا و يساعد السكان المحليين في شتى الأشياء و لهذا كون صداقات مع أهل البلدة بسهولة و أصبح الجميع يحبونه و كذلك كانت إنجازاته في نقابة المغامرين جيدة كذلك و لكن ذات يوم بدأت عمليات الإختفاء لسكان البلدة تنتشر و بكثرة و عندها قدم هذا الشاب إلى هذا المركز و طلب منا قبول إنظمامه لنا ليساعد في البحث و عندما استفسرنا منه عن السبب قال أنه يرغب في إيجاد إبنة صاحب النزل الذي كان يعيش فيه بما أنها إختفت أيضا ، و بالنظر لإنجازاته في النقابة كمغتال و مهاراته في إستخدام الخنجر قبلنا طلبه لأنه سيكون مساعدة كبيرة ، بعد بداية عمله معنا بعدة أسابيع طلب منا الحصول على أصلب معادن حتى يستطيع صناعة أسلحة قوية من موطنه ، و بما أنه قال أنه سيزود كل الجنود بهذه الأسلحة فقمنا بقبول طلبه .
هنا قاطعت كاني جورج و قالت : لحظة هل هذا الشاب هو ...؟
رد عليها جورج : أجل ، إنه هو ، بعد أن قام بصناعة الأسلحة الثلاثة قام بعرضها مع أسمائها لبقية الناس ليحاول جلب الطمأنينة لهم ، و لكن حدث شيء لم يكن متوقعا حيث أن عمليات الإختطاف كانت تحدث ليلا إنعدمت حركة المدينة في الليل خوفا و لكن حدث في مرة أن كان هناك رجل عجوز يعرف الفتاة التي كان يبحث عنها هذا الشاب رآها مكبلة و محمولة على ظهر شخص ملثم و كان يركض باتجاه كوخ صغير في جانب البلدة ، أسرع هذا الرجل بالتبليغ لنا عما حدث فقمت بحشد كل القوات و التوجه إلى الكوخ و عندما دخلنا و وجدنا الشاب الجديد مع الفتاة المختطفة سارعنا في محاولة القبض عليه لكنه استخدم المسدس لقتل الجنود المندفعين نحوه بسهولة تامة ، عندها كانت أول مرة نراه في هذه الحالة من الجنون و هو يصيح بإسمه عاليا : إسمي تسومي ناوكي سأقتلكم جميعا أيها الأوغاد . أدركنا عندها أن هذا الفتى وضع خطة للوصول إلينا و صنع أسلحته الخارقة بعدها حاول الفتى قتلي كذلك لكنه لم يستطع فلم يجد إلا أن يقوم بترك الفتاة و الهروب ، بالطبع حاولت إيقافه لكنه قام برمي شيء مضيء جدا قم بإيقاف بصري للحظات مما سمح له بالهروب .
سألت كاني جورج : و كيف هو حال تلك الفتاة الآن ؟
هنا ابتسم جورج و قال لها : لما لا تسألينها بنفسك فهي تقف خلفك ؟
التفت كاني خلفها بسرعة لتنظر إلى : كلوي !؟
أجابها جورج : نعم ، لقد كان المسمى تسومي ناوكي هو من علمها القتال بالخنجر في البداية ، أليس كذلك كلوي ؟
بدأت كلوي ترتجف خوفا بشدة بعدما سمعت الجملة الأخيرة التي قالها جورج ، و ردت بتردد : أ...أجل سوف أنتقم منه بالتقنيات التي علمني إياها .
هنا لم تكن تقوى كلوي بالكاد على الوقوف بينما كانت تنظر لها كاني بحزن شديد .
هنا تكلم جورج : حسنا كلوي يمكنك المغادرة لليوم .
هنا خرجت كلوي بدون قول أي شيء و لكنها مازالت مرتجفة .
تابع جورج حديثنه مع كاني قائلا : كما ترين كلما تم ذكر هذا الموضوع أمامها فهي لا تشعر إلا بالألم و لهذا أتت لي مع والديها و توسلا لي كي أقبلها أن تعمل عندي و لو كخادمة لأن الطريقة الوحيد لتتخلص من خوفها هي قتلها له ، كما ترين فإن تصرفات كلوي الباردة إتجاهك لا تنبع من كرهها لك بل هي فقط خائفة من أن يأخذ أحد آخر إنتقامها منها لهذا أرجوا منك أن تعامليها بلطف .
ردت كاني بينما هي منزلة رأسها للأسفل لتخفي ملامح الحقد و الغضب على الشخص الذي يستطيع أن يفعل مثل هذا الشيء الفظيع لمثل هذه الفتاة اللطيفة و قد يكون فعل أشياء أسوء لآخرين لم يتم إنقاذهم بعد ، هنا قاطع جورج تفكيرها قائلا : أظن أنني أجبت على سؤالك الأول ، فماذا عن السؤال الثاني ؟
هنا ردت كاني بهدوء و لكن علامات الغضب الشديد كانت بادية على وجهها : أجل ، أريد فقط أن أعلم .
هنا أطلقت كاني هالة غضب قوية لدرجة تحطم زجاج النوافذ و الأكواب على الطاولة و قالت : متى سننطلق ؟
إبتسم القائد جورج و أعجب بتصميمها ثم رد : الليلة .
بعد إنتهاء الإثنين من الكلام غادرت كاني المركز و ذهبت للتجول قليلا في البلدة لتريح أعصابها مما سمعته و توجهت نحو النزل الأقرب لمركز الشرطة ، بعد دخولها رأت الفتاة العديد من المحاربين و الأشخاص العاديين يأكلون و يتحدثون ، لم يكن هناك أي أجناس أخرى غير البشر في هذا النزل بل في المدينة بأكملها و هو أمر غريب بالنسبة لكاني التي اعتادت الذهاب لمدينة ممتلئة بمختلف الأجناس من الأقزام و الإلف و غيرهم . تقدمت كاني نحو إحدى الطاولات الفارغة و جلست هناك و انتظرت بضعة لحظات حتى سمعت صوتا يكلمها : ماذا أقدم لك آنستي الصغيرة ؟
إلتفتت كاني خلفها فرأت النادلة تنظر إليها بإبتسامة مشرقة و تنتظر ردها ، كانت إمرأة في الثلاثينيات على الأغلب ذات شعر و عيون سوداء جعل كاني تشعر بشعور مألوف عند رؤيتها .
قالت كلوي : حساء خضر و بعض الخبز من فضلك .
ردت النادلة : على الفور . ثم ذهبت لتحضر باقي الطلبات ، بينما حاولت كاني أن تسترخي لترتب أفكارها بعض الوقت ، و بعد إنتظار قليل عادت النادلة و معها الطلب و بينما قامت بوضعه سألت المرأة كاني : لم أراك من قبل أيتها الشابة ، هل أنت جديدة هنا ؟
كاني : نعم لقد أتيت إلى المدينة منذ يوم .
ردت النادلة بابتهاج : هذا رائع ، لكن هل تملكين مكانا للمبيت فيه ، إن لم تملكي فلدينا العديد من الغرف هنا لتستأجريها بسعر مناسب فقط 5 قطع لليلة .
ردت كاني : هذا حقا رخيص الثمن النزل الذي كنت أقيم فيه سابقا مع رفاقي كان ضعف الثمن ، أقدر عرضك حقا يا سيدتي و لكنني بالفعل أقطن مركز الشرطة .
ردت المرأة بنظرة مندهشة قليلا : فعلا ؟! مركز الشرطة ؟! كيف حدث هذا ، ألم تصلي منذ يوم فقط ؟
أجابت كاني بخجل : في الواقع لقد أصبحت تلميذة للقائد الأعلى .
قالت المرأة : أنت كذلك تلميذة السيد جورج ، إبنتي تلميذته كذلك .
هنا سألتها كاني : أهي كلوي ؟
ردت النادلة : نعم يبدو أنك تعرفينها .
أجابتها كاني : بالطبع فمهاراتها بإستعمال الخنجر مدهشة حقا .
توقفت كاني عن الكلام فجأة بعدما رأت وجه السيدة البشوش و المبتهج ينقلب إلى وجه يملأه الحزن بعد ذكرها لمهارات الخنجر ، هنا أدركت كاني أنها ذكرت هذه الأم بمعاناة إبنتها مع ذلك الشخص المدعو تسومي ناوكي ، لأنه هو من علمها مهاراتها .
هنا بسرعة همت كاني بالإعتذار و قالت : أنا آسفة أنا حقا لم أقصد أن أذكرك بهذه الأشياء .
نظرت هنا المرأة لكاني بنظرة حزينة و هي تقول : يبدو أنك سمعت ما حدث .
ردت كاني و هي تنزل رأسها : نعم .
قالت الأم : لا داعي للقلق بشأن هذا فكلوي بخير مع جورج ، رغم أني لا أحبذ رغبتها بالإنتقام فهذا خطر و لكن بما أنها دائما بالقرب من السيد جورج فلا داعي للقلق بشأنها فهو لن يدعها بمفردها ، كل ما أطلبه منك يا آنسة هو ألا تعاملي كلوي بسوء و حاولي مصادقتها .
هنا ردت كاني بحزم : لا تخافي سيدتي أنا أعلم ما مرت به كلوي و سأحميها دائما .
شكرا لك ، قالت السيدة .
هنا سمعنا صراخا عاليا من داخل المبنى : لايرا !، أين أنت ؟ أسرعي و ساعديني .
هنا عاد وجه المرأة البشوش مرة أخرى و قالت : حسنا ، علي العودة و مساعدة زوجي في العمل قبل أن يغضب أكثر . مشت قليلا ثم استدارت : شكرا لكي يا آنسة على كونك أول صديقة لإبنتي .
لايرا !!!!! ، صرخ الرجل .
قادمة ، ردت الزوجة و هي تركض نحو المطبخ بينما بقية الزبناء يضحكون على المشهد ، يبدو أنه مشهد معروف هنا ، حقا لكلوي والدين جيدين ، لماذا كان عليها أن تعاني هكذا ، هذا ما فكرت به كاني في غضب و قالت في نفسها : سأوقف هذا الوغد تسومي ناوكي و لن أدعه يفعل أيا من هذا لأي شخص آخر .
عادت كاني لغرفتها و ارتاحت حتى موعد الغروب كان سكان المدينة يدخلون بيوتهم و يغلقون كل الأبواب و النوافذ .
توجهت كاني نحو غرفة القائد الأعلى جورج ، طرقت على الباب و انتظرت قليلا ثم فتح الباب لها من طرف كلوي ، نظر إليها جورج ملاحظا النظرة الحازمة على وجهها فابتسم و قال ː يبدو أنه لا حاجة لي في السؤال إن كنت جاهزة أم لا ، فهل نذهب .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 22, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

التوازنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن