الفصل الأول : الجزء الخامس

114 13 1
                                    

بعد مرور ست سنوات من بداية التدريبات كبر الأطفال و ازدادوا قوة حيث صاروا أقوى محاربي المملكة في تخصصهم ، ذات يوم جمعت لايت المتدربين الأربعة و وقفوا أمامها ثم ابتسمت لايت و قالت : يبدو أنكم صرتم أقوياء أليس كذلك ؟

هنا بدأ الأربعة بالضحك و قال ألان : يبدو أنه لن يقدر أحد على هزيمتنا بعد اليوم .

هنا ضحكت لايت ضحكة سخرية و ردت عليهم : اذن ما رأيك أيها الملك أنت و فريقك الذين تعتبرون أقوى فرسان المملكة أن تقاتلوا أحد الفرق التي سأختارها لكم .

ألان : حسنا لكن لا أظن أنهم سيسمدون أمامنا مهما كانوا

هنا نادت لايت على جماعة بالدخول لقاعة التدريب و قالت : هاهم خصومكم اليوم .

دخل أشخاص عرفهم الفريق منذ البداية لقد كانوا الأشخاص الذين بدأوا تدريباتهم معهم و علموهم الأساسيات و لكن المشكلة هنا هي أن هؤلاء الأشخاص قد تغلبوا عليهم قبل سنة فهم لا يقارنون بالملك و رفاقه .

هنا غضب الملك من لايت لاستهانته به و رفاقه الذين هو شهد على مهاراتهم فنظرت لايت الى الملك بنظرة مخيفة جعلت الجميع في القاعة يتشللون من الخوف و قالت : سيقاتلوكم أليس كذلك يا سيدي؟

ألان : أ ...أأجل .

ابتسمت لايت و قالت : بما أن الملك يرغب في قتالهم فسنفعل هذا . اصطفوا و تجهزوا

هنا أخذ الفريقان موقعهما و تجهزا للمعركة و لكن فريق ألان كان من الواضح أنهم لم يأخذوا الأمر بجدية اذ أن كل واحد منهم قد هزم منافسه في نفس التخصص منهم .

قال ألان في نفسه : سأنهي هذا سريعا و أريها أنها لا يجب أن تهزأ بي.

لايت : استعداد ..... ابدأ .

بعد أن أعطت لايت اشارة البدأ قفز ألان بسرعة ليواجه السياف و بالطبع كان ألان يفوقه قوة و سرعة و كان الثاني بالكاد يدافع عن نفسه و قد استعمل الاثنين مهارة التقوية و لكن بقيت الغلبة لألان .

هنا ألان كان يقول في نفسه و هو يحدق بلايت : ما رأيك الآن ما كان عليك الاستهانة بي

و لكن هنا رأى ألان لايت مبتسمة و هنا قرر ألان الاسراع و لكن في اللحظة التي كان ألان سيهاجم بالضربة الأخيرة جاء درع ضخم صد الضربة كان درع المدافع ثم بدأت المعالجة بعلاج السياف أ ما المدافع الواقف أمام ألان استخدم مهارة التصلب و تابع ألان ضربه و لكن بلا فائدة هنا تقدم أدم ليساعد ألان و لكن بسرعة تأتي هجمة نار قوية عليه من طرف ساحرة الفريق الثاني فلم يقدر التحرك فإستعمل هو أيضا مهارة التصليب و لكن هذه المهارة توجب عليك عدم الحركة للحفاظ عليها ، ثم حاولت تاليا مساعدة أدم بالهجوم بعنصر الماء لكن السياف بعد علاجه تحرك بسرعة و وضع سيفه على عنق تاليا . هنا أوقفت لايت النزال ، لقد كانت هزيمة ساحقة لفريق الملك و قد أصيب الجميع باليأس حيث أنهم هزموا على يد أشخاص أضعف منهم .
هنا لايت ضحكت و قالت : ما رأيكم ؟ تمت هزيمتكم من قبل أشخاص قمتم بهزيمتهم هزيمة نكراء سابقا ، و لكن لماذا يا ترى حدث هذا ، تمت هزيمتكم لوجود أمرين ، أولا لقد إستهنتم بهم رغم أنكم محاربون جدد و هم يملكون خبرة أكثر منكم فلم تضعوا في الإعتبار إحتمال وجود فخ ما ، و لكن حتى و إن لم تستهينوا بهم كنتم لتخسروا لأن السبب الثاني هو غياب التقسيم و العمل الجماعي بينكم ، ألم أخبركم قبلا بأدواركم ؟ لقد قلت أن أدم هو أول من يبادر بالهجوم ليبعد العدو عن البقية ذوي الدفاع الضعيف .
هنا سأل أدم : إذا كان علي إستخدام مهارة الجذب لهاجموني أنا
لايت : فكرة صحيحة و خاطئة في نفس الوقت ، فهنا أنت تقاتل بشرا يفكروا و ليس بهائم ، أما تاليا فقد كان عليك إطلاق مهاراتك منذ البداية لحماية المهاجمين فحيث أنه أي عنصر إستخدمه عدوك عليكم إستعمال نقطة ضعف هذا العنصر و لا تستعملي هجوما قويا من البدايى بل حافظي على طاقتكي ، أما أليس فأنت لم تفعلي شيئا قبل قليل في القتال حيث أنك ارتبكت بين علاج المصابين أو دعم قوة و سرعة المهاجمين عليك أن تنضعي الأولوية للمصابين و في نفس الوقت نادي على المهاجمين بالتراجع المؤقت ، أما أنت أيها الملك القوي فقد أخذ بك غرورك إلى عدم تحديد خطة للعمل بها و لتعلم أن الوفيات و الإصابات مسؤولية القائد فقط لقد أردت فقط التفاخر أمامي و لم تتسائل أبدا عن سبب إختياري لجنود أضعف منكم .
هنا غادرت لايت و الفريق الثاني ساحة التدريب و بقي الأربعة لمدة نصف ساعة يشعرون بالإحباط و لكن كان ألان أكثرهم شعورا بالإحباط و المسؤولية حيث أن كلام لايت قد أصابه بضربة قوية فحيث أنه هو القائد و هو السبب الأول لهذه الهزيمة و إن كانت هذه معركة حقيقية لكان أحد أفراد فريقه قد مات بل أسوء قد كان فريقه بأكمله قد مات بمافيهم هو و هذا يثبت عجزه كقائد و كملك ، هنا وقف ألان و قال في نفسه : يجب علي أكثر حكمة و ذكاء لأتمكن من حماية شعبي فإن لم أستطع حماية ثلاث أشخاص فيستحيل علي حماية الآلاف من الناس .
صاح ألان في رفاقه : حسنا ، لقد إنتهى التدريب ، لماذا لازلتم جالسين هنا و محبطين .
هنا فهم الثلاثة أن الملك يطلب منهم الرحيل بسبب هزيمتهم . فوقفوا و قالوا للملك : حسنا يا سيدي سنغادر .
هنا قال ألان لهم : سنغادر ؟ إلى أين ستبقون الليلة في القصر .
تفاجئ الجميع فهم لم يدخلوا القصر في حياتهم و قد كانوا كل ليلة بعد التدريب يغادرون لبيوتهم .
هنا قال ألان : أنا آسف فبسبب قيادتي السيئة لكم كنا قد خسرنا فأنا تنقصني الحكمة ، أنتم حقا فريق رائع و لا أرغب في غيرك أرجوا أن تسمحوا لي بمتابعة قيادتكم .
هنا إنفجع الجميع مما سمعوه فهذه أول مرة كان فيها الملك يعتذر و ترجى أحدا ما فيها .
هنا إنفجر الثلاثة ضاحكين و قالوا : صراحة أيها الملك كنا نظن أنك لم تعد ترغب فينا كفريق و أنك ستبحث عن فريق آخر أقوى . هنا تقدم آدم نحو ألان و قال له : أؤمر فقط و سنبقى فأنت الملك بعد كل شيء .
هنا إبتسم ألان و قال : أخبرتك عندما نكون مع بعضنا نادني ألان .
أدم : حسنا يا ألان .
فرح الثلاثة جدا برؤية جانب ألان اللطيف رأوا فيه القائد المتسامح و الصديق الرائع و كانوا مسرورين جدا لطلبه هذا حيث أن الملك لم ينظر إليهم كأتباع فقط بل نظر إليهم كأصدقاء ، و ألان كان سعيدا أيضا لحفاظه على رفاق رائعين مثلهم . فقال لهم الملك : هيا إذن سأطلب أن يعد لكم أفضل طعام قد تم إعداده .
هنا لم يرغب البقية في إستغلال صديقهم فحاولوا التهرب من الدعوة بشتى الطرق و لكن لم يفلحوا حتى قام ألان بإدخالهم للقصر و قد بقوا متعجبين من فساحة القصر من الداخل فكل ما كانوا يدخلون غرفة ما كانت الكلمة الوحيدة التي يقولونها هي : واو!!!؟؟
طلب ألان من أحد الخادمات أن تأخذ تاليا و أليس ليأخذا حماما و فعل هو و أدم المثل ، ثم أخذت الخادمة الفتاتين لغرفة ما لتبدلا ملابسهما و ذهب هو و أدم لغرفة أخرى . ارتدى ألان ثيابه الملكية و وضع تاجه كانت ثيابه فضفاضة و ملونة بالأبيض بقدرته ، و قد إرتدى أدم كذلك ثيابا فخمة لم يحلم من قبل بإرتدائها ، ثم ذهب الإثنان لقاعة الطعام ليلاقيا الفتاتين ، فعندما فتحا الباب كانت قاعة ضخمة و كانت الطاولة ممتدة على طولها و قد كانت تكفي لإطعام أربعين شخصا ، و وجدا أليس و تاليا في فستانين مطرزين بالجواهر لقد إستحى الثلاثة من أنفسهم حيث أنهم لم يرتدوا مثل هذه الثياب قط ، تقدم ألان و جلس في أحد الكراسي و دعا رفاقه للإنضمام له ، تقدم الرفاق ببطئ مطأطئين رؤوسهم من الخجل ثم جلسوا و عم السكوت ، بعدها بلحظات أدرك ألان أن رفاقه لن يحاولوا الإستمتاع فقال لهم : من هذه اللحظة يمنع أي تمر دقيقة كاملة بدون كلام .
نظر الثلاثة لبعظهم البعض ثم قالت أليس : إذن دعوني أقترح موضوع الحديث بما أن الجميع صامت .
لم يرد أحد و بما أن ألان لم يعارض قررت أليس المتابعة : ما رأيكم بالحديث عن المدربة لايت ؟
هنا إنفجع الجميع و لم يرغب أحد بالرد حيث أن لايت كانت مخيفة وقت التدريب حتى ألان كان يخاف منها .
قال ألان و يحول يحاول إخفاء خوفه : ح.حسنا بما أن النميمة شيء سيء فل نغير الموضوع ، ما المرحلة التي وصلتم إليها في التدريب ؟
أليس : و لكن ما الشكلة فلنتكلم فقط فهي لن تسمعنا هنا ؟
هنا ردت تاليا : ألم تسمعي الملك ؟ قال أن النميمة شيء سيء .
هنا إبتسمت أليس إبتسامة خبيثة و قالت : أولم يقل لنا ألان بألا نناديه بالملك ، و أيضا أراهن أنكم خائفون منها فقط ...آه كم هي صارمة في التدريب حتى أن بعض فرسان القصر خائفون منها .
ألان : بصراحة هي قوية جدا و مخيفة أيضا و ليس عليها أن تصبح جدية حتى تقوم بهزيمتنا نحن و أغلب فرسان القلعة .
أدم : أجل ليس عليها أن تكون بهذا التصرف معنا فنحن لازلنا مبتدئين ، ماذا تظنين يا تاليا ؟
تاليا : حسنا أنا أظن أنها تبالغ قليلا .
ثم دق الباب و دخل مجموعة من الخدم ليقدموا الطعام للملك و فريقه ، كان هناك العديد من الأطباق المختلفة و التي لم يرى منها الثلاثة الآخرون مثيل . فقال الأطفال بسم الله ثم بدأوا بالأكل و بمجرد أن وضعوا أول ملعقة حساء في فمهم قاموا بدفلها من الطعم السيء . غضب ألان مما حدث و سأل عن من طبخ الأكل و فجأة دخلت لايت مبتسمة إبتسامة تخفي أسفلها الغضب و قالت : أنا صنعتها يا أيها الملك .
تفاجئ الأربعة و تجمدوا من الخوف .
ثم أكملت لايت قائلة : لقد كنت أشعر بالسوء تجاه نفسي لأنني قمت بوضعكم في إختبار اليوم و واجهتم شيئا لستم متعودين عليه فأمرت بإعداد وليمة لكم و لكن بعد أن سمعت شيئا ما عني في هذه الغرفة قررت القيام ببعض المزج للنكهات .
بقي الأربعة ينظرون إليها في رعب ثم ضربت الأرض بقدمها فأحدثت صوتا قويا من صرخت قائلة : إن أتممتم الطعام فإذهبوا للنوم سيبدأ تدريب الغد أبكر من قبل ، سأريكم ما معنى الخوف .
هنا خرج الأربعة راكضين من القاعة و قبل أن يدخلوا غرفهم سألت أليس ألان : كيف تعاملك هذه المرأة بهذه الطريقة فأنت الملك .
فرد عليها : منذ بداية تدريبي أمرت الجميع بألا يعصوا للايت أمرا فهي يمكنها تدمير المملكة إن أرادت و لن يقدر الفرسان كلهم عليها .
هنا تنهد أدم و قال : هي حقا وحش هل سنستطيع هزيمتها يوما إذا تدربنا على يدها ، و أيضا مهما حدث غدا سأقول للمدربة أن أليس هي من بدأت بالموضوع فممكن أن يخفف العذاب عن بقيتنا .
أليس : هاه ......ماذا ؟!
أدم : أليس كذلك أيها الملك ؟
ألان : حسنا أظن أنه معك حق ، عليها تحمل المسؤولية .
هنا إلتفت أليس إلى تاليا في خوف و قالت : صديقتي أنت معي صحيح ؟
ردت تاليا بكل برود : لازلت أرغب بالعيش .
هنا أصيبت أليس باليأس و بقيت تردد : لقد خانني أصدقائي ، لقد خانني أصدقائي ...
هنا قادت تاليا أليس للغرفة و قالت للفتية تصبحون على خير دخل الجميع لغرفهم و إنتظروا ما سيأتيهم غدا .

التوازنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن