(الشتاء)

1.7K 32 14
                                    


الثلوج تتساقط والليل هادئ تماماً بقمره المكتمل كانت كل العيون مغمضة والجميع غارق في أحلامه الشوارع هادئة والمنازل مظلمة والأبواب مغلقة والجميع ينام بعد يوم يراه البعض صعباً ويراه البعض سهلاً لكن العينان التان لم تغفيا في الليل البارد هاذا بمنتصفه آشلي التي انجبت مولودها الأول من زوجها اندرسون وقد أسمياه برغبة من كلاهما بأسم ويليام..ويليام اندرسون..
..
كان الطفل الذي يبلغ من عمره سنة تقريباً في سريره بغرفته المظلمة لم يكن ينيرها إلا ضوء القمر النابع من النافذة المغلقة تطل على الشارع المليء بالثلوج كان ويليام الطفل نائماً..دخلت امه الجميلة التي تبدو في مقتبل العمر كانت لا تزال وردة بيضاء متفتحه وبجانبها زوجها الذي كان شاباً جميلاً اتجهت الأم الى طفلها ومدت يدها الكبيرة بلطف الى يد طفلها الذي قد استيقظ من نومه وامسك بسبابه امه وصوت ضحكاته تتعالى ووالدته تبتسم معه وخلفهم والدهم ينظر إليهم بحب..
وما ان كانوا بتلك اللحظات السعيدة حتى انتهت
استقامت الوالده وذهبت الى النافذة المغلقة لترى الثلوج المنهمره وتقول لزوجها:
-غداً يوم ميلاد صغيرنا ويل..
اجاب الوالد وقد احاط على ظهرها بيديه قائلاً:
-نعم آشلي..غداً سيكون يوماً حافلاً..
وها هما يتأملان القمر وهو شبه مكتمل..
ومن دون اي سابق انذار..لم يسمع الا صوت تحطم الزجاج على الوالدين وتلك الأم الحنون التي سقطت ارضاً والدم يغطي المكان.. والأب الذي جن جنونه كليّاً جاثياً على الأرض يمسك بزوجته ويحدثها قائلاً:
-آشلي اتسمعينني آشلي اجيبي!
كانت الإمرأه تشتنشق أنفاسها الأخيره وترتجف وهي تقول:
-اندرسون انا انزف اندرسون اعتني بالطفل!
اندرسون ويديه قد امتلأت بالدم:
-رصاصة..!
اجابته قائلة بألم عظيم:
-لا تنسى..غداً يوم ميلاد ويليام..
حملها الأب بأقصى سرعه للباب لكن استوقفه ابنه الصغير الذي يركن في زاويه سريره يرتجف وكلماته مقطعه:
-ابي..انا خائف!
نظر الأب إليه بدون ان يفعل اي شيء ينظر اليه وهو مليء بدم زوجته دخل بتفكير عميق قد اخرجه منه نفس طويل..نظر لزوجته التي قد التقطت اخر أنفاسها ورحلت..حاول ايقاضها لكنها ابت ان تفتح عينيها..سقط الأب على الأرض يراقب زوجته الميته..نظر للزجاجه التي بجانبه واخذها بهدوء تام..نظر اليها مليّا..ثم ظربها في رأسه..ضربه..ثم ضربتان..وثلاث..وهو يتذكر زوجته وهي توصيه بطفلهم..فنطق بصراخه:
-لا تموتي..انا آسف..لا استطيع ان احتفل معه وحدي!
يقول هاذا الكلام وهو يضرب نفسه ورأسه ينزف ويصرخ بتلك الكلمات التي اثارت الرعب بقلب سامعها الصغير الذي يمسك بدُبه واقفا ينظر لهاذا المشهد المريع..ووالده يضرب نفسه..واخر ضربه قد ادت الى وفاته..وسقط على زوجته..
..
نزل الطفل من سريره بصعوبة..ذهب الى والديه المليئان بالدماء..توقف عندهما ونظر للزجاجه المليئة بالدم..ترك دُبه الذي كان بين يديه ولطخ يديه بدماء والديه ومسح وجهه فأصبحا خديه مليئان بالدم الى ان جلس بجانبهما واغمض عينيه..
..

كان رجل شرطة يمشي في ممر مظلم فتح باباً ما ونظر للجثث خلف ذلك الباب والنافذة المكسرة في انحاء الغرفة والجثث على بعضها والدم يغطي المكان وعينا الشرطي قد اتسعت وهو ينظر لتلك المناظر والجثث الثلاث التي يراها..ما إن تحرك الطفل لينظر للشرطي..اقترب الشرطي قائلا:
-مرحبا يا صغيري..تعال معي..
ثم حمله دون ان يبدي الطفل اي حركة ابتسم الشرطي للطفل واتصل قائلاً:
-هنا طفل لا يزال حيّاً..تبدوا جريمة قتل..
وذهب الشرطي لخارج الغرفة ومعه الطفل وهو يكمل اتصاله قائلاً:
-احظرواْ المحقققين والمختصين ليحددوا اماكن الضحايا واغلقوا البيت بأكمله..
..
(يتبع)

الممر الأسود..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن