(الرجل الغريب)

107 9 2
                                    

فتح عينيه ليجد نفسه على فراش في غرفة غريبة خشبيه..قام بهدوء من مكانه لولا ان رأسه قد آلمه..تجاهل كل ذلك ليجد بجانبه على الطاولة حليباً..نظر لنفسه..كان يرتدي نفس ثيايه الأولى لولا ان معطفه قد اختفى..قميص رصاصي لنصف عضده وسروال اسود..جلس على السرير ويداه على الفراش.. يفكر..ويفكر..الى ان اسوعب وضعه الحالي اخيرا وشعر بالخوف الآن..وتفحص جيوبه ولم يعثر على شيء هو مع رجل غريب بلا شك..لا يعرفه..ولا يعلم الآن ماذا فعل به أثناء اغمائه..ويليام لا يستطيع ان يثق في احد فهو مطلوب من الشرطة قبل كل شيء..ومن العصابات كذلك..مطلوب من الجميع لكي يُظلَم اكثر مما هو عليه الآن..
..
قام بصعوبة ليصل الى الباب ويفتحه..وجد درجاً يوصله الى الأسفل..نزل بمساعدة السور للأسفل..توقف في وسط الدرج..وجد شخصا جالسا على اريكه يرتدي نظارة..كان يرى من خلفه..ولكنه يستطيع رؤيه جانبه الأيمن قليلاً..
نزل ويل بهدوء..دون ان تشعر الأرض به.. وصل لخلف الرجل بالضبط وراح ينظر الى ما يقرأه.. وجدها مجلة اخبار..استغرب فعلا فلا احد يأخذ المجلات هذه الأيام..فابتعد ويل بهدوء كي لا يشعر به الرجل الغريب نفسه..ولكنه فاجئه بأن تكلم:
-استيقظت؟
قال ويل بعد صمت وجيز:
-لا..لا زلت نائماً..ماذا ترى؟
ضحك الرجل ليطوي الجريدة ويضعها على الطاولة التي امامه ويأخذ كوب قهوته ويترك نظارته والتفت لويل وقال:
-اجلس..لن اؤذيك!
نظر ويل بنظرات حذر ليجلس امام الرجل بتوتر ملحوظ مع هدوء الشاب المريب.. عم الصمت للحظات الى ان قال ويل:
-لماذا أخذتني الى هنا؟
اظهر الشاب هاتفه واخذ نظاراته وراح يضغط بأنامله على الشاشة الى ان توقف واخذ من الواضح انه يقرأ..وتجاهل سؤال ويل فقال ويل بهدوء:
-اظنك سمعت ما قلت..اين انا ولماذا اخذتني الى هنا..ومن انت؟
بقي الرجل يتجاهل ويل..الى ان ويل ايضا بقي ينتظر الجواب..نظر الرجل لويل رافعا حاجبيه بدهاء قائلاً:
-انت في منزلي..لديك اسلوب جيد في إيجاد اجوبه لأسئلتك..!
بالطبع فويل يريد الجواب..واتنظر الرد الى ان شعر الرجل بجواب رده فرد..لكن ويل رمق الرجل بنظره استفهام تقول بأنه لم يكمل الإجابة..ضحك الرجل مجددا وقال:
-يعجبني اسلوبك..
ثم توقف عن الضحك ليرفع رأسه ويقول:
-اسمع..انت في منزلي..واحظرتك الى هنا لأنك فقدت وعيك ولا يجوز ان اتركك في ذلك الزقاق المليء بالقمامة وقطاع الطرق وحدك ألست محقاً؟
بقي ويل بنفس نظرته وكأنه يريد اجابه اكمَل.. فقال الرجل بعد ان ضحك مجددا:
-يا لك من فتاً..انا دانيال واترسون..وانت؟
لم يجب ويل بل قال:
-ولكن لماذا اخذتني الى هنا؟
بقي ذلك صامتا وكأنه ينتظر شيئا فقال ويل بعد ان ابتسم ابتسامة سريعة وقال:
-لا لا استطيع ان اخبرك..ولكن اسمع..كان بإمكانك ان توصلني للمشفى..واين هو هاتفي و..مسدسي؟
كان ويل مرتبكا عندما تذكر مسدسه هو فعلا ليس معه..ولا يملك اي سلاح للدفاع عن نفسه لاسيما انه متعب ومرهق..كان دانيال ينظر لويل بشكل متفحص..ينظر لتفاصيل وجهه وهاذا ما يربك ويل كثيرا ويجعله اكثر توترا وقد وضح ذلك..شعر الشاب بذلك..فقال اخيرا:
-لو اوصلتك للمشفى لكنت في السجن الآن.. أليس كذلك؟
شعر ويل بقلق يسير في عروقه..هاذا الشاب يعرف انه مطلوب..يستطيع الإمساك به في اي لحظة او انه قد اتصل بالشرطة..لكن كان بإمكانه ان يوصله للمركز بدون عناء..ولكن ربما لا يريد مشاكلاً مع قاتل فقال للشرطة ان يمسكوا به بعد ان يخرج..كل هاذا خطر في رأس ويل..ولم يجاوب على الرجل بل بقي صامتاً ينظر اليه بحذر وقلق..فقال الرجل بعد ان لاحظ قلق ويل وارتباكه:
-هاتفك معي ومسدسك كذلك معي..
قال ويل وهو ينظر للمنزل بأكمله في قلق:
-لم اسألك ان كانت معك او لا اين هي؟
قال الرجل:
-انت تريد إجابة عن اسئلتك بسرعة..حسنا يا فتى لا يمكنني ان اخبرك بأماكنها لأنك كما تعلم مدين لي بحياتك تقريباً..وانت مطلوب ولا اظمن انك لن تفرغ رصاص مسدسك في رأسي ولا ان تتصل بأحد اصدقائك ليأتي ويقتلني او يخطفني او شيء كهذا لذا..اتنمى ان تتفهم!
فجأة تغيرت نظرات ويل من قلقة..الى حزينة.. او انها تحكي تعبا..لكنها ليست بخير..شعر بضيق لأنه بلا اصدقاء يساعدونه..هو فعلا لا يريد.. شعر بالحزن لأن الناس يرونه قاتلاً..وان الجميع يظنه قاتلاً بقصد..وانه مظلوم ولا احد يعلم ذلك حتى ماكس..يبدو قلقاً منه بعض الأحيان..هو فعلاً يشتاق إلى من يفهمه ويحميه..مشتاق لجوليا..التي كانت تبتسم..ويصبح كل شيء بخير بالنسبة له..هل كان من الأفضل ان يبقى معها ام ان يمضي قدماً ليعاني..وينظلم..في سبيل ان يجد قاتل والداه..عثر على طرف الخيط ولكنه لا يعرف اي شيء عن تلك الصابة سوا ان زعيمهم هو قاتل والداه..كل هذه الأفكار اقتحمت عقله في ساعه خاطئة ليخرجه ويقطع عنه حبل تفكيره الرجل قائلا وقد لاحظ عينا ويل التان تنظران للفراغ:
-هاذا ليس واضحاً..لا تبدو قاتلاً..هاتفك في الدرج بجانبك..ومسدسك معه..
كان الرجل ينظر لويل هادئا..وكأنه ليس خائفاً فعلا نظراته ذكرته بجوليا التي تنظر للحياة وكأنها اسعد من يشم الهواء حين تفتح نافذتها.. نظر للدرج الذي بجانبه..فتحه واخرج هاتفه ومسدسه..لينظر الرجل..الذي كان في كامل هدوئه..ادخل مسدسه بجيبه وكذلك هاتفه.. وقف لينظر للباب ويمشي اليه بصمت وعينا الرجل تتابع خطوات ويل الى ان وصل..استوقفه صوت الرجل:
-انتظر!
لم يلتفت ويل بل بقي صامتاً..ثم التفت ليرى الرجل مبتسماً..ويؤشر على الطاولة الصغيرة التي تكمن بجانب الباب..ويقول:
-معطفك!
نظر ويل للطاولة..ونظر للرجل..اخذ معطفه بين يديه..وقال وهو خارج بصوته الهادئ بشبه إبتسامه:
-ويليام..ويليام اندرسون..!
وخرج بينما الرجل داخل بيته جالسا مبتسماً.. فردد بصوت شبه مسموع:
-اذا ويليام هو اسمك..ويليام اندرسون..!
..
ويل يمشي مرتدياً معطفه..وقد وصل لمنزله
..
فتح عينيه في منتصف الليل..ليغمض عينيه في شدة..ويمسك بشعره ويقول بصوت مخنوق:
-اذهب ايها الكابوس!
نعم فلا يزال حلمه الغريب يراوده..
قام ليصنع قهوته ويجلس في شرفته بهدوء ويفكر في كل شيء..!
..
(يتبع)

الممر الأسود..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن