في نفس الممر الأسود الطويل يسحبني نفس الشخصان ودمائي ملأت الأرض من خلفي ضيق التنفس والجو الغريب الصراخ الذي كنت اصرخهه كان قاتلاً
..
استيقظ من نومه وكل مره يزداد قلقه بذلك الحلم الغريب..هو ليس حلماً بل كابوساً مريعاً ذهب ليفرش اسنانه ويحتسي قهوته
..
هو لم يودع احداً..بل ذهب لسيارة اجره لتذهب به للجانب الآخر من المدينة ليبتعد عن شر عمه هو فعلا يعلم بأنه سيستدعي الشرطة للبحث عنه هو يعرف عمه جيداً لكن مالم يعرفه عنه هو انه يراقب تحركات جميع القطارات التي تذهب لمدينة واشنطن كان عمه في غاية الدهاء وبينما ويل يمر من جانب منزل عمه ويطلب من السائق التوقف والإنتظار للحظات
..
ذهب ويل داخل الحديقة ونظر لغرفة عمه كانت الاضواء مغلقة ودخل المنزل بخفه ولم يعلم به احد فلا يتوقع احد عودته ابدا دخل وصعد الدرج وفتح غرفة عمه بهدوء وجده يغط في نومه دخل بهدوء وبخطواته الغير مسموعه ويده الهادئة وجد الورق على الطاولة استغرب ويل من مكانها المفضوح لكنه اخذها بصمت وخرج بها بهدوء تام ليخرج خارج الغرفة ويغلق الباب فيفتح عمه عيناه ويبتسم بخباثه
..
وفي طريقه راح يودع جوليا لولا انه شعر بضوء صادر من الممر يقترب فترك وداعه وذهب خارج المنزل بينما اعين حاقدة وخبيثة تنظر إليه..
وصل للسائق وانطلق للشمال وويل ينظر لنافذة السيارة جالسا ضامًا ساقيه الي صدره متكيّا على الباب وهو يرا المطر ينزل بغزارة وقطراته ملأت زجاج النافذة وسرح بتفكيره
..
جالسا على مقعده وامامه الشرطي ويحدثه العم قائلا:
-لقد عرفت اين وجهته..سنلحق به!
بينما جوليا خلف الباب تنظر للأسفل بأسى..
..
توقف المطر ولم يبقى الا قطراته
-وصلت لوجهتك سيدي..سيدي اليست هذه وجهتك..سيدي اتسمعني؟
قطع السائق خيط تفكيره فقال ويل:
-بلا هي..اسف..
نزل ويل وبيده حقائبه وسلم السائق النقود ووقف امام فندق اسمه فندق الفل دخله واختار غرفة ليوم واحد وبات فيها
..
استيقظ في صباح اليوم التالي وجهز نفسه للسفر اخذ جميع حقائبه وانطلق بها ليرحل عن الجميع ويعيش حياته كما يريد ذهب لمحطة القطار وها هو ينتظر القطار ليأتي ويأخذه معه ليسافر ويعيش حياته كما يريد ولا يعلم ما ينتظره من احزان..فرح..سعادة..كرب مشاكل ضيق كل شيء..لا يعلم بأي شيء عن وجهته الجديدة..
..
وصل قطاره وراح الناس بالصعود بينما هو خلف الطابور الطويل..وها هو يضع حقيبته الكبيرة ثم قدمه على المقطورة..ويد ما تسحبه للخارج وتجعله يسقط ارضا نظر ويل لعمه الذي كانت عيناه تنظر بخباثة إليه وبينما زوجته بجانبه والشرطة حاصروه..وهو ينظر اليهم بلا تصديق..كيف عرفو مكانه..من اين اتوا..هل سيمنعونه من السفر..كانت تلك تراود عقله في ثوانٍ..وخلف الشرطة كان كيفين وجون برفقه جوليا التي تمسك عبراتها بشدة..
قام ويل وحقيبة ظهره بين يديه..نظر لعمه وقال بصوت هادئ يائس من حياته:
-ألا يمكنني عيش حياتي كما اريد؟
قال عمه بصوت حاد قوي:
-الوصية اثبتت اني المسؤول لا يمكنك الذهاب لأي مكان..حتى انك لم تبلغ السن التي تؤهلك لقيادة السيارة فكيف تريد ان تسافر وحدك؟
زوجة عمه بغضب:
-انت حتى لم تنضف الصحون!
كان ويل ينظر إليهم بهدوء..وكأنه استسلم
دفعت الجميع لتصل إليه..جوليا دفعت الشرطة ووقفت امام والدها وخلفها ويل وراحت تحاول ان تتكلم بكل ما فيها من قوة بكل ما اوتيت من قوة ولم تستطع ان تتكلم..فصرخت!..نعم صرخت بقوة وجلست باكية..تحاول ان تساعده لكن ليس بمقدورها فعل شيء..استغرب والدها واخويها وامها واكثرهم ويل الذي ينظر اليها بدون فعل شيء منصدم..ولكنه وقف امامها ومد يده لها قائلا:
-لا تكوني كتلك الوردة الذابلة في الحقل..
نظرت اليه مبتسمة ومدت يدها له وقامت ثم نظرت لوالدها بنظرات غضب..قالت والدتها:
-ابنتي جوليا..!
كانت الفتاة لتخرج عبراتها لولا انها اغمضت عينيها بقوة وعادت لتنظر بغضب..وراحت تستعمل لغة الإشارة التي يفهمونها العائلة ليتهجاها اخوها جون قائلا بصوته:
-أرجوكم اتركوه يعيش حياته كما يشاء اترضون على انفسكم ما ترضونه عليه لماذا تحرصون على تقييدة ومعاملته هكذا اكان والداه ليعاملاه هكذا اذا لماذا وعدتما بأنكما ستصبحان كوالديه وشتان ما بين عاملتكم..معاملتكم له ومعاملتكم لنا ارفقوا بطفل يتيم ولا تجرحوه بتلك الرصاصات التي توجهونها له دائما هو ليس حجرا او يرتدي بدلة مضادة للرصاص هو انسان طبيعي يشعر كما نشعر اتركوه يرحل بسلام اتركوه يعيش كما يريد اتركو يداه ترتاح من العمل الشاق ارجوكم..ارجوكم!
كان لها اخوها وبكل حرف تتسع عيناه اكثر بينما ويل ينظر للأسفل صامتا وعمه منصدم من ابنته والجميع كذلك..لكن الصدمة بأن بعض الناس لا يملكون قلوبا اذ قال عمه بصوته الحاد القوي:
-سيبقى هاذا الفتى مقيدا بكل اوامري انا الان بمثابة والده!
وها هو القطار يعلن رحيله من دون ويل ليصفر ويبدأ بالتحرك..نظر ويل للقطار..الذي هو حريته وينظر لجوليا المسكينة التي ستكون وحيده من بعده..قرر وعزم على البقاء معها حتى لو كانت حريته كذلك..وقال وهو ينظر اليها:
-جوليا!
نظرت جوليا للقطار ثم اليه..فأكمل:
-جوليا انا سعيد لأني معك..لا بأس بأن اكون مقيداً ما دامت ابتسامتك هنا..صحيح جوليا لا داعي للبكاء؟!
تحرك القطار وها هو يذهب فابتسمت جوليا واقتربت منه ودفعته الى ان سقط على باب القطار وذهب للقطار به بينما عمه يركض ويطالب بنزول ويل والشرطة كذلك والجميع وويل بنفسه كان يريد ان يبقى لكن الفتاة التي تركض معه تنظر اليه بأمل وعينان تقول له بأن يمضي قدماً ويتركهم ابتسامتها التي تحيي الأمل نظراتها الهادئة التي تقول بأن كل شيء بخير..فقال وهو ينظر اليها بحزن:
-جوليا انتبهي لنفسك!
هزت رأسها وراحت تركض معه الى اخر نقطه فاظهرت كتابها من حقيبتها وراحت تكتب بسرعه وهي تنظر لويل الذي يرحل بعيدا تحاول ان تلحقه قبل ان يذهب لكن ويل اختفى عن الأنظار وراح ركضا لآخر القطار تعدى الجميع بأقصى سرعة بينما هي تكتب فرأته ظهر من اخر المقطورة ينظر إليها مبتسماً فرفعت كتابها عاليا ليرى ما كتبت:
-ويليام انتبه لنفسك انا احبك كثيرا!
قرأ ما كتبت مبتسماً ثم قال:
-وانا ايضا..اكتبي رقمك بسرعة!
بينما هي تكتبنه ووالدها ينظر لويل بعصبية والشرطة قد يأسو وجون وكيفين حزينان فهما يعترفان بالفراغ الذي سيحل من دون ويل رحل القطار بعيداً ولم تستطع كتابته رفعته لعله يراه لكنه لم يستطع ذلك اخذ هاتفه راح يصور لكن عمه اخذ كتابها وقطعه امام عينيها وهي تنظر اليه بحزن شديد و تحاول ان تنقذ دفتر كلماتها لكنه كان يقطعه قطعه قطعه وويل يحترق غضبا هناك..فصرخ قائلاً:
-لا تبكي يا جوليا..ابتسميي!
نظرت جوليا لويل الذي اختفى عن الانظار ورحل وهي ترا دفترها مقطعا رماه والدها على الأرض وذهب بينما هي تجمع ما تبقى منه و تحاول ان تمسك دموعها لتنفذ وصيه ويل لكنها لم تستطع عندما رأت كلمة:
-شكرا لك جوليا على كل شيء..!بكت هنا الى ان كانت شهقاتها تتعالى وتنخفض واخويها ينظران اليها بأسى بينما ويل في مكانه مبتسماً ينظر للأسفل..فرفع رأسه للأمام قائلا:
-هاذا انا..نعم هاذا انا يا جوليا..!
..
(يتبع)
أنت تقرأ
الممر الأسود..
Mystery / Thrillerقد تشعر بأرق في الليل..يجعلك لا تستطيع النوم...قد تشعر برغبة عميقة في البكاء..لكن دموعك تأبى التساقط..قد تشعر بأن الجو حار..رغم الثلوج المتساقطة فوق المنزل..قد تشعر بألم فضيع..لا تعرف مصدره بالتحديد..قد تشعر بأنك تريد الموت..بأي طريقة..لكنك غير قادر...