(الهروب)

342 14 3
                                    

في ممر اسود طويل..
يسحبه اثنان لا تظهر وجهيهما لشدة الظلام.. كان يصرخ..ويصرخ..والدم لطخ الأرض مع كل سحبه..ويذهبون به الى العتمه..
استيقظ من سريره ومن الحلم المزعج..بقي يفكر به..هو دائما يحلم بذلك الحلم ولا يخبر احداً به..والفكره التي خطرت في باله كانت خطة متمردة نوعا ما لكنه سيكون اكثر سعادة
..
تغيب ويل عن مدرسته اليوم ولم يذهب بعد اذن عمه..راح ينضف الإصطبل..وبعد انتهائه ذهب الى الحمام ليستحم..انتهى من الإستحمام وراح يلُم ثيابه واغراضه كلها في حقيبة كبيرة سوداء وحقيبة ظهر اخرى بنفس اللون..جمعها وراح يأخذ قيلولة بسيطة ليكمل اعماله التي لا تنتهي في منزل عمه
..
دخل فتا ما الى الغرفة ونظر لويل وهو نائم ونظر للحقائب بإستغراب..وقال بصوت عالٍ:
-استيقظ ايها الكسول اليتيم حان موعد عملك..
استيقظ ويل وراح يسقي الزهر مع المزارع
..
وهو يسقي الزهر رأى عمه الذي خرج من المنزل قاصداً عمله..وانتظره الى ان ركب سيارته وذهب بسرعه الى المنزل وفي طريقه صادف جون فقال جون وقد دفع كتف ويل بكتفه:
-يتيم مسكين..
وذهب ويل دون ان يعيره اي اهتمام..كان كل من جان وكيفين يكرهان برود ويل بتجاههم ولكنهم لا يستسلمون بل لحق جون ويل ليراقبه وهو يفتح غرفة نوم والدا جون استغرب جون كثيراً مما فعله ويل وراح يلحقه بسرعه..ولكنه لم يستطع اللحاق بالباب قبل ان يغلق..
..
يفتح ويل الدروج ويغلقها وكأنه يبحث عن شيء ما..قال بصوته الهادئ:
-اين هي؟
وفتح درجاً فيه اوراق كثيرة رفعها فإذا به يرى بطاقة في كيس شفافيّ اخذها في جيبه مبتسماً وذهب بها الى خارج الغرفة بعد ان تأكد بأن لا احد يراه وذهب هارباً بينما جون يراقبه من بعيد!
..
في اليل يكتب في مكتبه كل مافي قلبه في اوراقه:
-بين حين وآخر..اشعر بأن الفضول يحيرني في قضية والداي لماذا أُغلقت لأسباب غامضة اريد ان انتقم من كل شخص تسبب في مقتلهما فليس فقط انه انهى حياتهما بل جعل حياتي في جحيم مع عمي..على كل حال انا ذاهب..لكن الفضول لا يزال يحيرني وسأكشف القاتل أيّ يكن سأريه بأن ابنهما الذي تركه يرا دمائهما ليس طبيعياً..على كل حال اشعر بأني سأجده يوماً واتمنى ان يكون ذلك اليوم قريب..ولا يزال حلمي الذي يراودني يقلقني..لا اشعر بأنه مجرد حلم..ليس حلماً عابراً..كل ما تذكرته اشعر برعشه داخلي لا افهم سببها لك..
قاطع كتابته جون الذي دخل من دون استئذان وبقي واقفا عند الباب ليقول:
-اسمع يا ويل..رأيتك تدخل غرفة والداي وخرجت بشيء ما بين يديك..اردت اخبار والدي لكني قررت ان استفسرك اولاً قبل ان اتسرع وسأخبره ان تجاهلتني مجدداً..مارأيك؟
نظر اليه ويل ببرود وقال:
-يا لك من فأر..تحاول استفزازي..لكنك لا تفلح ولعلمك..هذه الليلة ستكون الأخيرة!
قال جون بإستغراب:
-اخيرة..ماذا تقصد؟
ويل بأبتسامه:
-لا شيء..
ذهب جون من الغرفة بإستغراب واضح
..
اخذ حقيبتاه وخرج من غرفته بعد ان اغلق الأنوار وترك ورقة على فراشه:
-سئمت منكم!
..ذهب الفتى بسرعة الى الخارج ومر بباب جوليا..دخل غرفتها..ونظر اليها وهي نائمة واخذ كتابها وكتب:
-شكرا لك جوليا على كل شيء..
وذهب من الباب مودعاً خلفه العنف الذي كان يتلقاه في منزل عمه..
..
خرج من الحديقة ليشعر بحريته اخيراً ذهب ركضاً..ثم مهرولاً..ثم بمشية سريعة..وإلى ان مشى طبيعي ومد يده لتتوقف له سيارة اجره
ركبها وراح يتأمل في النافذة وسكون الليل الى ان وصل لصراف ليأخذ نقوداً واكمل الى ان وصل لفندق السلام الكبير..وأستأجر غرفة بسرير واحد ونام فيه بإرتياح ومن دون ان يستيقظ على صراخ اولاد عمه..
..
العم بغضب وجنون:
-اين الولد؟
زوجته بهلع وبيدها ورقه ويل:
-لا اعلم يا زوجي لم اجده في سريره وجدت هذه الورقة!
استيقظ جون وكيفين على صراخ ابوهما وخرجا قائلين:
-ما الأمر؟
قالت والدتهما:
-لقد اختفى ويل!
جون وقد ذهب لوالده بسرعه:
-ابيي لقد قال ويل البارحة بأنها آخر ليلة لم افهم قصده وقبلها دخل لغرفتك انت وامي وخرج وبيده شيء ما!
كان والده يسمعه بصدمه ويذهب ركضاً الى غرفته ويبحث بين الدورج بهلع..ولكنه لم يفلح فصرخ قائلاً:
-ذلك المتعجرف اللعين!
وجوليا في غرفتها وكتابها بين يديها تقرأ اخر شيء كتبه ويل لها وتمسك بفمها وتبكي:
-شكراً لك جوليا على كل شيء!
..
كان ويل ذكياً اذ انه انتظر فرصة نزول راتب والده ليأخذه بدلاً من عمه واخذ بطاقة والده واسترجع حقه بيديه!
..
(يتبع)

الممر الأسود..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن