الممر الأسود..

(في جحيم)

في سريره مستلقياً مغمض العينين..كان الغروب يختفي..ضحك ويليام وهو على السرير..ثم فتح عينيه ونظر لسقف غرفته وقال:
-اذا كانت هذه هي العصابة التي تلاحقني..فلن اخشى شيئا بعد الآن..!
اختفت الإبتسامة بسرعة عندما تذكر امر الشرطة..فقال بصوت شبه مسموع:
-هل اعتبر مظلوماً..قتلت على اي حال!
وقام من سريره لينظر لحقيبته المدرسية..هو لن يعود لذلك المكان الذي يعلمه..على كلٍ..المدرسة ستنتهي قريباً..فتح هاتفه..ليجد ان رقما مجهولا قد اتصل خمس مرات..فتحه ليتصل ويل مجددا بعد تفكير..وضع السماعة على اذنه ليسمع صوت ماكس:
-م..مرحبا..؟
قال ويل ببرود:
-ماكس؟
رد ماكس متوترا وقد كان جالسا على مكتبه:
-ا..اجل انا ماكس..كيف حالك؟
رد ويل:
-من اين اخذت رقمي؟
قال ماكس بتوتر ملحوظ:
-

من..من المحقق..ولكن هل انت بخير سمعت بأنك ق..قتلت احداً هل هاذا صحيح؟

قال ويل بغضب واضح:
-لم اكن اقصد..
اغلق ويل الخط بوجهه بينما ماكس مستغرب من ويل..وضع ماكس الهاتف في الطاولة بقوة بينما قام ليأخذ معطفه..ويخرج بغضب واضح من ويل الغريب بالنسبة له وبالنسبة للمدرسة..
خرج ماكس بسرعه للخارج في اليل وهو يفكر وعقله منشغل بويل فقال وهو يمشي بصوت شبه مسموع:
-ما به..اريده ان يوضح لي اسلوبه فقط..لا اريد شيئاً سوا ان اكون..قريباً منه!
..
كان ويل بين يديه مرسم يرسم عيناً مليئه بالدموع ودمعه واحده تسقط..كان بارعاً في الرسم بشكل لا يصدق..فنان..لكن موهبته مدفونه لم يعلم بها احد..فجأة رن جرس منزله.. لينزل في حذر..وينظر من العين السحرية..ليرى شخصا بقبعه منعطف..فنطق ويل:
-من؟
رد من خلف الباب:
-افتح رجاءً..!
كان صوت ماكس..لم يفتح ويل خشيه انه متفق مع الشرطة..بل بقي صامتا يفكر..ماذا يريد ماكس منه..ثم قال بعد ان تنهد..:
-احذرك..اياك ان كنت تخدعني!
ماكس بصدمه خلف الباب:
-ويليام..انا..انا لا اخدعك!
فتح ويل والتفت يمينا وشمالاً ثم نظر لماكس وقال بنضرات..كره..هو لا يكرهه لكنه لا يحبه ايضا:
-ماذا تريد؟
رد ماكس بتوتر:
-ا..ايمكن..
ثم قال بعد ان بان عليه الغضب:
-ايمكنني الدخول؟
سكت ويل بنظرات غير رضا..ثم لف جسده ليدخل ماكس قائلا بصوت قوي وهو ينظر لويل نظره سريعه عندما مشى بجانبه:
-شكرا!
مشى ماكس للأريكه ليجلس ويجلس ويل امامه فيعيد ويل كلامه قائلا:
-اذا..ماذا تريد..لماذا اتيت؟
نظر ماكس اليه وبقليل من الغضب والتسائل:
-لماذا انت هاكذا..فض؟
قال ويل ببرود شديد قاتل:
-اتيت لتقول هاذا؟
اغمض ماكس عينيه..ثم فتحهما وقال بصوت هادئ:
-انت لا تترك مجالاً ليصبح لديك اصدقاء..
ابتسم ويل بهدوء وقال:
-لا اريد اصدقاء..لست ناقصاً ليكملوني!
فرد ماكس وقد وضح انه يكبت عضبه:
-ولكن..انت تعيش بين الناس..يجب ان تملك اصدقاء..!
قال ويل وقد نظر للأسفل برأسه:
-اتريد ان تصبح صديق قاتل؟
قال ماكس بصوت واضح عالٍ:
-انت لست قاتلا الم تقل بأنك لم تقصد!
قال ويل:
-ببساطة..لسنا اصدقاء ولا اريد ان تصبح صديقي لا انت ولا غيرك!
كان ماكس مصدوما وقد جرحه كلام ويل بينما قال ويل مكملاً:
-ستعيش في جحيم..صدقني البعد ارحم لك!
حزن ماكس..لأن ماكس كان حساساً..فشعر بويل وقد حزن حزناً شديداً وقال:
-ويليام ابتسامتك جميلة لكنها ناردة ارجوك..ابتسم طوال الوقت!
قال ويل وقد بشبه ابتسامه:
-ماكس..انا لا اكرهك..لكن يجب ان اكون بلا اصدقاء..لا اريد ان افقد اشخاصاً اخرين..!
قال ماكس:
-اذا..انا اسف..اردت مساعدتك فقط!
ويل بأبتسامه:
-لا تقصر..اكمل حياتك بسعادة..
قام ويل وقام ماكس الى الباب ضرب ويل على ضهر ماكس ضربه خفيفه وقال:
-وداعا ماكس..قد لا نلتقي مجدداً..!
عندما قال هذه الكلمة..حزن ماكس ونظر لويل وقال له بحزن:
-اتمنى ان اراك وارى ابتسامتك قريبا..!
ابتسم ويل في حزن..وكأنه تعب من حياته.. ذهب ماكس ومشى بعيدا بينما ويل يراقبه في هدوء..ابتعد قليلا..فإذا به يرى من بين زقاق ما لمعان شيء ما..ترك بابه مفتوحاً وراح ركضا لماكس بأقصى سرعته قائلاً بصوت عالٍ:
-مااكس..اهرب!
التفت ماكس لويل القادم اليه بسرعه كبيره وويل ينظر للزقاق ورجل فيه يمسك المسدس ويصوبه على ماكس ويركض ويل لماكس بينما ماكس مستغرب من الذي يحدث..
..
(يتبع)