في غرفته على مكتبه ويديه على شعره بينما ورقه امامه مكتوب بها:
-لا زال ذلك الحلم يراودني..اشعر بالصداع..!
كان ويل مغمضاً عينيه قاضبًا حاجبيه بينما يفكر بكثره..فجأة..قام من كرسيه واخذ ورقته وقطعها واتجهت عيناه الى اوراقه..اخذها وقطعها بغضب وتوتر..ولكنه تذكر جوليا فسقطت جميع الأوراق من يديه وذهب وغرفته مليئة بأوراق بيضاء متناثرة..اسقط نفسه على سريره واغمض عينيه بهدوء..!
..
خرج من بيته ومشى مع الناس على الرصيف الى ان وصل لحديقة ما جلس هناك واغمض عينيه ورفع رأسه للأعلى بقي طويلاً ثم قام ليطلب سيارة ارجره توصله للمدرسة
ثم وصل كعادته..متأخر..دخل بدون اي كلمة وجلس مكانه يستمع للمعلمين..
..
في اخر الحصة الثانية قالت إحدى الطالبات لأصدقائها:
-لقد طلبت المحقق جيمس لقضية سرق ذهبنا وحلها واحظر السارق من بين كل المحققين الذين طلبناهم انا مدينة له انه ماهر وقد اعاد ذهبنا الذي طول تسع اشهر حرمنا منه فرحت امي كثيرا..
جميع الطلاب هنئوها بينما ويل ينظر بصمت واتت الحصة الثالثة وما هي الا لحظات حتى يرن الجرس وينزل الطلاب فاستوقف ويل الفتاة قائلا:
-هل تملكين رقم المحقق الذي ساعدك؟
اجابت بتوتر ملحوظ:
-اتقصد جيمس..اجل..بالطبع تملك قضية اذا اتريد رقمه؟
قال هدوء:
-بالتأكيد..
اظهرت هاتفها لتعطيه رقمه ويسجله ثم قالت متابعة:
-اتريد رقمي ايضا..اذا احتجت المساعدة؟
فجاوب:
-لا..شكرا..
وذهب دون ان يسمع الرد بينما هي تنظر بإستغراب..
نزل ويل للفسحة وذهب في فناء المدرسة الخلفي بعيدا عن الطلاب..وجلس ينظر لجهات الاتصال لرقم المحقق بتوتر والف سؤال وسؤال تترد في ذهنه..بينما الإجابة مفقودة..فطرد كل ذبك بأن اتصل ووضع سماعه الهاتف عند اذناه
..
رجل يبدو في الأربعين من عمره جالس على مكتبه في غرفة مظلمه جدارها الأمامي عبارة عن زجاج تغطيه ستاره ظخمه يظهر نور الصباح من حوافها..رن هاتفه المكتبّي فرد بعد ان انزل قدميه من على مكتبه:
-المحقق جيمس براين يتكلم..من معي؟
فسمع صوت ويل قائلاً:
-اريد منك ان تحقق في قضية ما..
فقال المحقق:
-حسنا..كما تريد..متى تريد ان تأتي؟
فجواب ويل:
-في وقت فراغك..
فرد عليه مبتسماً:
-لحسن حظك..قد انتهيت من قضية للتو..وانا الان متفرغ لك..حدد الوقت فقط..
فقال ويل:
-جيد..في تمام الساعة العاشره ليلاً ان كان مكتبك مفتوحاً؟
فرد المحقق:
-اغلقه في الساعة العاشره..تعال في التاسعه..
قال ويل:
-لا بأس..
اغلق ويل الخط واكمل يومه الدراسي..
..
في نهاية الدوام ذهب ويل ليحتسي كأساً من القهوة للعصر فقام العصر وطلب سيارة اجره توصلة لحديقة وجلس على الهاتف
..
في الساعة الثامنة ويل يراقب الناس وهم يخرجون من الحديقة..يراقب اقدامهم..ففتح هاتفه كاتبا:
-اخبار رئيس العسكر جاكسون؟
ظهرت النتائج فظهرت صور عمه ففتح صفحه يقرأ:
-رئيس العسكر جاكسون مضطرب لضياع ابن اخيه المتوفي ويطالب عمه بإسترجاعه و زوجته التي قد قتلها القلق عليه....
قام ويل وهاتفه بين يديه وضحك ضحكه سخريه على كذبتهما وقام خارج الحديقة ومشى مع الناس في الرصيف فاصطدم به احدهم كان مسرعاً بقوة اسقطت ويل والرجل الذي اصدم به ويل..فقام ويل ونظر للرجل الذي اعتذر وهو يأخذ هاتف وحقيبة ويل المدرسية ولكن عينيه قد اتسعت عندما رأى الصفحة التي فتحها ويل وبانت على تقاسيمه الخوف نظر اليه بإستغراب شديد بينما ويل اخذ هاتفه من دون ان يتكلم وذهب وهو ينظر للرجل بطرف عينه بإستغراب والرجل ذهب وعينيه لا تفراقان ويل الى ان اختفى عن الانظار..مشى ويل من زقاق ما..قسمع انيناً فيه فألقى نظره..ليرى امرأه مصابة بطلق نار على كتفها..اتى إليها بهدوء ونظر لها فقالت وقد امسكت يد ويل بقوة:
-ارجوك..لا تترك ابني وحده في المنزل..ارجوك اوصله الى عمه في الشارع الثالث بمنزل 320 ارجوك يابني ارجوك..!
اشرت على منزل بعيد وقالت:
-انه هناك..ابني هناك!
كان ويل مصدوماً من المشهد..فقال لها وقد اظهر الهاتف:
-لا عليك..سأفعل ذلك وسأتصل بالإسعاف لتعودي مع ابنك انتي..!
اتصل على الإسعاف وطلب منهم القدوم بينما ابتسمت المرأه ابتسامه رضا واغمضت عينيها ولم تتحرك بعدها..هزها ويل بهدوء..فقال:
-ايتها السيدة..هيه..جاوبي..لا يعقل!
قام ويل وهو عائد للخلف بلا وعي..سقط اثر ارتطامه بحديدة..ولا يزال ينظر للمرأه الميته هاذا صعب..ان يرا شخصا يموت مضرجاً بدمائه ودموعه..ضرب ويل الأرض وهو ينظر للأسفل:
-تبا..تبا!
اتت الإسعاف من خلفه..
..
ذهب عن مسرح الجريمة والشرطة هناك ابتعد بعيدا ليذهب لمنزل طفلها ويطرق بابه..فتح الباب من دون ان يسأل فظهر طفل يبدوا في الخامسة..قال ويل مبتسما ابتسامه حزن يحاول ان ينسى امه..وقال له:
-هيا يا صغير..امك..امك قالت لي ان اوصلك لمنزل عمك..
قال الطفل:
-ولكن من انت يا سيدي؟
قال ويل:
-صديق امك!
اجاب مبتسماً:
-هيا هيا هيا!
..
ويل يمشي وهو يمسك بيد الطفل السعيد الذي يلبس معطفاً للمطر الذي يهطل بغزارة بينما ويل حزين ينظر للأسفل..فقال ويل:
-اين والدك؟
قال الطفل بمحماسه:
-لا اعلم..تقول ماما بأنه رحل..!
ابتسم ويل بصعوبة واخفى وجهه بقناع قميصه
وصل ويل لمنزل برقم 320 وطرق بابه فقال احدهم:
-من؟
اجاب الطفل:
-انااا...
فتح الباب احد الرجال الذي يبلغ تقريبا ثلاثين مبتسما ولكن الإبتسامه اختفت عندما رأى وجه ويل وقال الرجل:
-من انت ولماذا معك والتر؟
قال ويل بنظرات خاليه من المشاعر غير مشاعر الحزن والتعب:
-لا تكن قاسياً كعمي..لا تعيشه العيشه التي لا يريدها..رجاءً هو لا يزال صغيراً..ستعلم ما اقصده قريباً..
ترك ويل يد الطفل ولف نفسه ذاهبا دون ان ينطق بحرف آخر بينما الرجل نادى:
-هيه انت..انت مبلل..الا تريد تدخل؟
ولكن ويل لم يلتفت بل ذهب..والرجل الواقف عند الباب وبحانبه والتر ينظر لويل نظرات استغراب ممزوج مع حزن..فعلا كانت نظرات ويل حزينة..مع المطر..فحمل الرجل الطفل وقال بصوت منخفض:
-سيتجمد!
..
بينما يديه داخل جيبيه يمشي ورأسه للأسفل يفكر..هل سيجدون قاتل امه..كما لم يجدوا قاتل والداه..
وصل لمنزل في الساعة التاسعة وخمس وخمسون دقيقة وهو ينظر للمنزل..ثم دخله ورأى درجات موصله للأعلى دون منعطفات..اغلق الباب خلفه وصعد للأعلى..كان امامه باب فطرقه..فجآئه الإذن بالدخول..دخل ويل مبللاً..عند مكتب المحقق.. ينظر للأسفل..وصل امام الكتب ونظر لوجه المحقق الذي كانت ستائر نافذته الضخمه مفتوحه..قال المحقق:
-لقد تأخرت..اجلس..لماذا انت مبلل الم تكن تملك معطفا او مظلة؟
جلس ويل على الكرسي امام المحقق..وبقي ينظر للأسفل..بصمت..فقال المحقق بعد ان لاحظ صمت ويل الطويل واقترب من المكتب:
-قل لي ماذا عندك؟
قال ويل بعد ان سكت قليلاً فقال ويعيناه للأسفل:
-القصية..في عام 2001..قبل سبعة عشر عاماً!
قال المحقق بصوت منصدم:
-سبعة عشر عاماً..ولم يجدوا المجرم!
اجاب ويل وهو ينظر..للأسفل:
-اغلقت..بعد ان وقعت بسنتين..طلبوا اغلاقها فأغلقت وانا اريد ان افتحها الآن..!
انصدم المحقق..ثم قال:
-يا عزيزي..نحن الآن في 2018 القضية كانت قبل سبعة عشر عاماً..اتريد ان تفتحها؟
قال ويل بجدية:
-كما سمعت!
قال المحقق بعد ان اعتنز بظهره على كرسيه واغمض عينيه وقال:
-اذا..ماهي الجريمة؟
قال ويل بعد صمت:
-جريمة قتل..
قال المحقق وقد فتح عينيه ونظر لويل:
-ايها الفتى..انظر إلي وانت تحدثني!
بقي ويل يخفي وجهه..ماهي الا لحظات حتى نظر للمحقق وقال:
-في عام 2001..قتل زوجان..لأسباب غامضة.. وقد اغلقت القضية بعد سنتين..خذ هذه وستفهم كل شيء!
اظهر ويل ورق من حقيبته ورماها على مكتب المحقق..انها الأوراق التي سرقها قبل رحيله في منزل عمه..قرأها المحقق وقال بعد ان انتهى:
-هذه القضية اعرفها..لم يجدوا المحققين لها حلاً..وتريدني ان افتحها ها..وما شأنك انت بها؟
قال ويل:
-ويل..اسمي ويليام اندرسون..!
قال المحقق:
-انت طفلهما اذا..اسمع يا بني..انا لا استطيع مساعدتك القضية اغلقت قبل خمسة عشر عاما وقد وقع عمك على اغلاقها بيديه لا استطيع فتحها الآن!
قام ويل بغضب وصوت عالٍ:
-لكنها من حقي..والداي قتلا والقاتل لا يزال حراً لماذا انتم ظالمون هكذا؟!
قال المحقق بصوت قوي:
-ايها الفتى اسمعني لا استطيع ان افتحها ولا اي محقق غيري انسى امر والداك!
ويل مكملاً بغضب:
-كيف تريدني ان انساه اشغلت القضية عقلي..طوال الوقت افكر بالأمر والآن تقول ان انساه..اي قلب تملك؟
قال الرجل بعد ان قام هو الآخر وقال غاضبا:
-لا استطيع مساعدتك افهم الأمر..!
قال ويل غاضبا وقد اقترب من المحقق:
-لكنهما والداي اعطيتك الورق!
قال الرجل وقد اقترب ايضا:
-ماذا تريدني ان افعل الورق لن يساعدك في شيء!
قال ويل وقد برقت عيناه:
-أليس من حقي ان افهم مالذي يحصل لماذا انتم قانونيون هكذا؟
المحقق لم يتمالك اعصابه فدفع ويل الى ان سقط ارضاً وقال المحقق:
-انسى امر والداك انتهى اغلقت لضروف غامضة اذهب من هنا ولا تعد ايها الولد الأحمق!
نظر ويل مصدوماً للمحقق..فقام من مكانه واخذ حقيبته واوراقه وذهب غاضبا..وقبل خروجه قال بصوت باكٍ:
-لا تملكون قلوباً..انا متأكد!
خرج ويل واغلق الباب خلفه..بينما المحقق حزن على ويل وندم على تصرفه الفض..
..
يركض ويل مع قطرات المطر وهو يحبس دموعه كي لا تتطاير مع الرياح..وقال وهو يركض:
-حمقى!..لا يفهمون!..
نزلت دموعه وطارت مع الرياح لتشكل بلورات لامعه تطير مع المطر..بكى من دون صوت وسرعان ما توقف..ومسح دموعه..واكمل سيره بهدوء..
..
بينما المحقق ينظر لنافذته بهدوء وندم..فقال:
-المطر يشتد..ارجوا ان تفهمني..لا استطيع مساعدتك..!
..
ويل يمشي بهدوء..ثم يمشي بسرعة..ثم يهرول..ويركض..ويركض بسرعه هائلة الى بيته دخله واغلق الباب خلفه بسرعه وصعد الدرج ليفتح غرفته المليئة بالأوراق ترك كل شيء وارتمى على سريره ليصرخ في حضن وسادته ويغفو..
..
(يتبع)
أنت تقرأ
الممر الأسود..
Mystery / Thrillerقد تشعر بأرق في الليل..يجعلك لا تستطيع النوم...قد تشعر برغبة عميقة في البكاء..لكن دموعك تأبى التساقط..قد تشعر بأن الجو حار..رغم الثلوج المتساقطة فوق المنزل..قد تشعر بألم فضيع..لا تعرف مصدره بالتحديد..قد تشعر بأنك تريد الموت..بأي طريقة..لكنك غير قادر...