كان العم جالساً في مكتبه..وبجانبه زوجته تقول له بحزن:
-عزيزي اترك ذلك الولد اتركه لن يستطيع فعل شيء ابدا..اتركه يعيش ما نقصه من عمره ارجوك..انا اود الإعتذار على ما فعلته..ارجوك اتركه وحده!
غصب العم مما قالته فقام وصفعها صفعه تسقطها ارضا..بكت المرأه وهي تنظر لزوجها الغاضب الذي راح يركل ظهرها بقوة..وهي تصرخ ألماً بينما جوليا واقفه خلف الباب وعينيها تدمعان..فتحت الباب جوليا وراحت عند امها لتضمها وهي ملقاه فيركلها والدها وامها قد حمت جوليا بذراعيها..
..
كان ويل يمشي في الشارع وهو ينظر للأسفل.. وصل للمدرسته القديمة..وانتظر احدهم ليدخل بقي عند البوابة..وما ان رأى بيانكا تدخل حتى امسك يدها وقال لها وهي تكاد تموت خوفا فقد علمت انه قاتل:
-بيانكا اين يقع منزل ماكس هل تعرفين؟
قالت بتوتر:
-اجل انه في الشارع الثالث برقم ثلاث مئة وتسعون لكن ارجوك لا تقترب مني!
تركها ويل وذهب بعيدا بينما هي تنظر اليه
..
كان يمشي ليمر على منزل احدهم..يعرفه جيدا..ولكنه رأى هناك في الحديقة عم الطفل والتر وهو يلاعبه ويضحك معه كما لو كان ابنه ومعه اطفال عمه الذين يحبونه..ابتسم ويل سعيداً لأن عم الطفل كان أرق من عمه..واكمل سيره لمنزل ماكس..طرق الباب..وفتح الباب رجل يبدوا في العشرينات..قال الرجل بعد ان التزم ويل بالصمت:
-المعذرة هل اعرفك؟
قال ويل ببرود:
-لا ولكن ماكس يعرفني..
بان على تقاسيم وجه الرجل الضيق والحزن فقال:
-ما اسمك قد يكون ماكس حدثني عنك قبل رحيله؟
قال ويل بحزن:
-لم يستطع ان يقابلك صحيح..انا ويليام..
بان على وجه الشاب الحزن ولكنه سرعان ما تغير لغضب عندما نطق ويل بأسمه فقال الشاب بعد ان امسك بقميص ويل:
-انت السبب في مقتل اخي ها؟
امسك ويل بيد الشاب ببرود وقال:
-حصل سوء تفاهم..انا لم اكن اعلم بشيء كنت ارى ماكس اعز اصدقائي لا اكثر..والآن ارجوا ان تترك يدك قبل ان اكسرها!
فعلا كانت نبره ويل خاليه من الشاعر..شعر الشاب بالخوف فترك يده وتابع ويل بنفس بروده:
-عمي من خطط لكل ما حصل لم يكن لي اي علاقه لما يحصل..لذا ارجوا ان تتفهم ذلك اقسم لك بأني لم اكن السبب في مقتله..
قال الشاب بغضب:
-ولماذا لم تمنعه من مساعدتك انت تعلم انك في خطر لماذا اقحمت اخي بذلك؟
قال ويل بعد ان اطال الصمت وهو ينظر للأسفل:
-هو من اقحم نفسه وليس انا من دفعته هاذا كلامه وكلام دانيال..
الشاب بحزن وقد دمعت عيناه:
-حرمتني من رؤيه اخي ايها اللعين!
قال ويل بعد ان انفعل من هذه الكلمة وقال بغضب وصوت عالٍ:
-وماذا عنّي حرمني عمي من رؤيه والداي!
الشاب بعد صمت وجيز:
-أغرب عن وجهي!
واغلق الباب بوجه ويل..ذهب ويل بمشيه سريعه قائلا بصوت شبه مسموع:
-ولماذا احاول التبرير وهم لا يصدقون؟!
مشى ويل في بعض الزقاقات وقد كان يسمع لحن موسيقى شوبان سنفونيه الخريف..
الى وقد وجد نفسه في ساحه كبيره يحيطها رجال من كل مكان..وجد نفسه مقيدا فهو لا يملك اي سلاح للدفاع عن نفسه سوا عقله الذي لا يستطيع التفكير الآن..
..
بين قضبان حديدية وقد شعر باليأس فعلا.. ويل كان يريد الإنتقام ولكنه لا يستطيع قتل والد جوليا..لا يستطيع ذلك..
..
كان جاكسون في مكتبه وامامه كيفن وجون يرتجيانه:
-ارجوك يا أبي لا تقتل ويليام لا تقتله!
صرخ بوجهيهما:
-اخرسا!
كانت جوليا بحضن امها عند الباب تنظران صامتتين بينما كيفن وجون قد خافا..فقال العم بصوت هادئ:
-اسمعا يا ولداي..لو لم اقتله سيقتلني!
تركت جوليا حضن امها لتذهب امام اخويها وتفعل حركات بلغة الإشارة..فقال كيفن مترجما ليفهم والده فهو لا يعرف لغة الإشارة جيدا:
-تقول ان ويل اطيب من ذلك لن يفعل ذلك!
قام جاكسون الى اولاده وزوجته ليضمهم بين ذراعيه ويقول:
-سأفكر في الأمر..وانا اسف على ما فعلته يا عزيزتي مارلين!
كان يقصد ام جوليا..
شعروا الأهل بالسعادة ليخرجوا من مكتبه وهو ينظر اليهم وقال بصوت منخفض:
-فكرت بالأمر..مصيره التعذيب حتى الموت!
..
مشى العم لويليام وراء قضبانه وقال له بعد ان وجده يقضاً جالسا في الزاوية ضاماً قدميه:
-يجب ان تعلم..ان جوليا قالت لي ان اقتلك هي كانت تعلم اني رئيس عصابة ولم تخبرك ايها المسكين!
ويل لم يصدق كلامه لو لعله لم يسمعه حتى..
قال العم وهو يقصد رجلاً من رجاله:
-مروا به على الغرفه الرابعة..بعد ان تذيقوه عذاب الثالثة!
قال الرجل برجفه:
-سيموت!
ابستم عم ويل بشر وقال:
-جهزوا المعدات في الساعة الثانية عشر..غدا يوم ميلاده!
وذهب عمه الشرير..بينما ويل استسلم لمصيره
..
في الساعة التاسعه بالضبط كان ويل بنفس مكانه صامتا..وسمع خطوات مقبله..وجدها تلك التي اشتاق اليها..نظر إليها بتمعن في نفس مكانه بينما هي تبحث عنه..وجدته واتت سعيدة جدا..كان بيدها كتاب ما..اتت اليه مبتسمه جدا ورفعت كتابها وعيناها تدمعان:
-ويليام اشتقت اليك!
قام ويليام بصعوبة ليأتي اليها وينظر اليها بصمت..فتحت الصفحه الأخرى:
-قد كذب علينا ابي ولكني سرقت المفتاح لا تقلق بقيت مبتسمه كما قلت لي..
ابتسم ويل بصعوبة بينما هي اظهرت المفتاح لتفتح..لكنه امسك كفيها بكفه وقال لها بينما هي مستغربة:
-لا جوليا..انا اتقبل ما سيحدث لي..لا استطيع قتل والدك..انه عمي بعد كل شيء لن اكون سيئا مثله..انا اريد ان اريح عقلي مما سببه من انفجارات فقط..ارجوك جوليا ابتسمي لا تبكي!
بكت جوليا بحرقة ومسح ويل دموعها فكتبت في كتابها ودموعها تغرق الصفحة:
-مالذي حدث معك في غيابي؟
ابتسم ويل وعيناه تحكيان الكثير والكثير.. وقال:
-يجب ان اُقتل..فقد وعدت الشرطة ان اعود بعد ان احقق ما اريد لكني لم أستطع فوكلت المهمه لرئيس الشرطة جاكسون..
بكت جوليا وراحت تحرك رأسها رافضة..بينما الإبتسامة لا تفارق وجهه فكتبت جوليا:
-لن استطيع تغيير رأيك..لذا ارجوك دعني اودعك!
ابتسم ويل برضا ففتحت جوليا الباب وضمته بقوة وبكت بصوت عالٍ..بينما ويل مبتسم وبنظرات حزينة يمسح على شعرها الناعم.. فقالت جوليا بنطق شفتيها وبصوت عالٍ:
-وييلل!
تركها ويل ويديه على كتفها مستغربا..ضحك وقال في حماس:
-جوليا لقد تكلمتي!
ابتسمت جوليا قليلا..وعينيها مليئه بالدموع فقال ويل مبتسما:
-قولي ويل رائع جدا!
ضحكت هي فقال لها متضاهرا بالغضب:
-ما المضحك الست رائعا؟
هزت رأسها موافقه وقالت:
-و..و..ويل!
قال ويل بصوت عالٍ:
-راائع جوليا تابعي!
فتابعت مبتسمه:
-ش..شخص..
قال مبتسم:
-رائع!
فقالت وقد تحولت ابتسامتها لغضب:
-سيء..متخلف..يريد ان يترك..يترك جوليا وحدها!
هو سعيد لأنها نطقت اخيرا وبفصاحه..ولكنه حزين لأجل الكلمات:
-هاذا ليس م انفقنا عليه..لا بأس..رائع جوليا انا سعيد لأجلك..ولكنك لستي وحيده انتي بين احضان عائلتك وانا سأكون داخل اعماقك!
قالت بحزن:
-ام..امي تعتذر..
قال مبتسما:
-لا لم ارى منها الا الخير انا اسامحكم جميعا اخبري جون وكيفن بذلك!
هزت رأسها موفقه..ثم قال ويل:
-وداعا جوليا!
قالت بصعوبة فدموعها تمنعها:
-وداعا..
وخرجت بخطوات متثاقلة للخارج..تركت المفتاح فيه لم تأخذه بل بقيت تنضر لويل الصامت بأبتسامه امل..ابتسمت هي وراحت وعينيها تدمعان..بقيت تنظر لويل لآخر نقطه..
وعندما ذهبت..وضع ويل يديه على وجهه واعلن بصوته الندم على كل شيء..كان يمثل السعادة والأمل الى ان ذهبت وها هو يعود ليقابل احزانه التي ملأت عقله الصغير..
وما هي الا دقائق ويدق المؤشر معلناً وصول ساعه ميلاد ويل..او مقتله..كلاهما..لا يعلم هل يحزن ام يفرح..
اتى رجلان الى ويل..ليفتحوا الباب بإستغراب لوجود المفتاح..ويمسكوا به ويخرجوه وهو معهم..ويمرون به للغرفة الثالثة..وقبل ان يدخلها رأى عمه هناك..توقف الرجلان امام عم ويل..وقال عم ويل لويل:
-هيا لتلقى عذاب المرر الأسود..!
ودخل بينما ويل ينظر لعمه نظرات حقد شديد..
..
هناك..اصبح ويل مليئاً بالدم..هناك..جرح ويل وطعن ومزق..هناك كتم صراخ ألمه..هناك لم يعد يستطيع الحركة..هناك..تحقق ما يخشاه..وها هما الرجلان يسحبانه في'ممر اسود'طويل..
سحب ويل وهو ملقى على الأرض وقد احدث بركه دم خلفه..كانت عيناه تنظران للغرفة الرابعه..وهو يعلم ان هناك سيكون اجله شعر برغبة في البكاء والصراخ ولكنه لم يستطع لم يعد يستطيع تحريك عظله واحده من جسده هناك سيقتل المظلوم من العالم هناك سيقتل وهو لا يزال صغيرا اليس من حقه العب اليس من حقه ان يأخذ حقه اليس من حقه ان يعيش الا يكفيهم ما فعلوه بقلبه الا يكفيهم الآلام التي سببوها له الا يكفيهم سوا ان يذيقوه عذابا نفسيا قبل الجسدي..فكر بكل شيء في حياته القصيرة..فكر بالمحقق وابنته فكر بماكس واخيه فكر بدانيال فكر بالطفل والتر وعمه وبيانكا وام والتر وقاتلها والرجل الذي قتله ويل بالغلط جون مارلين كيفن جوليا عمه واخيرا..والداه..
صرخ ويليام اندرسون بألم وخصه اخيرا قائلا:
-لن اسامحكم لن اسامح كل من ظلمني!
وها هو الرجل يمسك بمقبض الباب وقد لطخه بدماء ويل..ويفتحه..
..
فوق السحب فوق عمارة كبيرة ذات ثمان ادوار يقف على حافه السطح..جاكسون يقف فوق السطح لينظر للأسفل ثم يستنشق الهواء ويغمض عينيه..ثم يسقط نفسه في الهاوية..
المحقق يحكي لأبنته قصة قبل النوم..وجاكسون يسقط..ودانيال الجالس على مكتبه يكتب..وجاكسون يسقط..والتر النائم في أحضان زوجة عمه كطفلها..وجاكسون يسقط بسرعه..قبر ماكس..وجاكسون يسقط..واخ ماكس النائم بسلام..وجوليا التي بللت وسادتها بالماء..وكيفن خلف بابها بحزن..وجون في الحديقة يتحدث مع والدته..جاكسون الذي عندما اقترب من السقوط..اغمض عينيه..وها هو سيرتطم..ارتطم ويل بالماء اذ ان الرجلان قد اسقطاه في الماء ليغرق فيه ويحتضنه في اعماقه..والدماء قد لوثت الماء البارد..بعينيه المفتوحتين يفكر بكل شيء..فكر بحياته البائسة التي تختصر بالظلم..حياته القصيرة..فكر بكل شيء فكر بماكس وفكر بجوليا ودانيال المحقق وكل شيء بلا استثناء كل من ظلمه صديقاه الذان لم يصدقاه عمه الظالم..ظلمه العالم قبل ان يظلمه سكانه.مظلوم من العالم..كان له الحق ان يأخذ حقه طيب القلب لدرجه لا توصف ولكن عقل ويل المشوش لم يرتب اي كلمة سوا كلمة واحده:
-هذه حفله ميلادي يا أبي!
تركه والده قبل ميلاده بيوم..لو انه صبر اكثر لكانا الان يحتفلان مع بعضهما..هذه اول حفله له ويا ليتها كانت حفله..لا بد من نهاية قصته المؤلمة ولا بد ان يرتاح عقله وقلبه من كلمة؛
..مظلوم..
..
..
رجلان بكعب بني تمشيان في الشارع..وتدهس على اوراق الخريف..جوليا تمشي بقبعتها وبيديها كتبها..تمشي مبتسمه وقد كبرت ملامحها كثيرا..كانت تسمع اصوات تهشم الاوراق وهي تمشي..ولكنها سمعت صوت مختلف قليلا.. نظرت للأسفل لترى ورقة مهتره ومقطعه من جوانبها وقد وضح انها قديمة..نزلت جوليا لتأخذ الورقة وتنفض الغبار..وجدته خط يد.. راحت تقرأ ما به بصمت..كان المكتوب:
-ويليام اندرسون..ارجوك انتبه لنفسك هناك من يلاحقك استدعى ابي رجالاً ليلاحقوك ايها القارئ اذا كنت تعرف مكان ويليام اندرسون فأرجوك اوصلها اليه مع تحياتي ابنه عمك جوليا
..
عندها..وضعت يدها على فمها واخذت تبكي وعينيها تنزلفان ماءً..فقالت بصوتها الباكي:
-ويليام..كان ذلك قبل ست سنين..!
..
أنت تقرأ
الممر الأسود..
Mystery / Thrillerقد تشعر بأرق في الليل..يجعلك لا تستطيع النوم...قد تشعر برغبة عميقة في البكاء..لكن دموعك تأبى التساقط..قد تشعر بأن الجو حار..رغم الثلوج المتساقطة فوق المنزل..قد تشعر بألم فضيع..لا تعرف مصدره بالتحديد..قد تشعر بأنك تريد الموت..بأي طريقة..لكنك غير قادر...