(ايتها الأرجوحة)

108 7 2
                                    

كان يركض تجاه ماكس المستغرب منه والرجل الذي في الزقاق يحاول ان يسدد طلقته برأس ماكس بينما ماكس عندما رأى ويل يركض تجاهه..هرب!
نعم هرب..ركض هارباً من ويل الذي تباطأت حركته بصدمه من ماكس الذي هرب ولم ينظر خلفه حتى..بل قال وهو يهرب:
-لماذا انت مجنون هكذا!
ذهب ماكس بينما ويل ضحك عليه وقال:
-يجب ان لا اخشى عليه!
نظر ماكس عندما ابتعد لويل الذي ركض تجاه الزقاق..فاستغرب منه وذهب خلفه دون علمه.. بينما ويل ذهب راكضاً خلف الرجل الذي يهرب.. الرجل يهرب من ويل..وماكس يلاحق ويل.. قفز الرجل من جدار ليلحقه ويل ويقفز من فوقه ليجد نفسه في محطه قطار..صعد ماكس وتوقف عندما رأى محطه القطار وويل يطارد احدهم..فصرخ:
-ويليام هل اساعدك؟
نظر ويليام اليه بسرعه وقال وهو يلاحق الرجل:
-اخرس وابقى مكانك يا ماكس!
ابتسم ماكس وقال وهو رافع يديه ليشجع ويل:
-عاش ويليام اندرسون عاش!
بينما ويل رمقه بنظره صدمه وقال بصوت منخفض:
-يظننا في مباراة؟!
بينما التفت الرجل لويل وتوقف فجأة ليظهر المسدس بسرعه تجاه ويل ولكن سرعه بديه ويل قد انقذته فقد اظهر السلاح الذي سرقه هو الآخر بنفس الوقت..بقيا يصوبان على بعضمها بينما ماكس اخذ عصا حديديه لينصب للرجل من الخلف..كان الرجل هو نفسه الذي قتل والده الطفل والتر..فقال ويل وهو غاضب يعني ماكس من الخلف ويعني الرجل:
-تراجع..اياك وان تفعل شيئا..!
كان يقصد ماكس الذي يكاد يضرب الرجل لكن ماكس..ظرب الرجل بقوة ليفقد وعيه ويسقط ارضا بينما ويل منصم من ماكس والرجل الملقي على الارض..نظر ويل للرجل ولماكس وقال ماكس بنظرات غرور وقد رفع حاجبيه مشيراً للرجل:
-كان ذلك سهلاً أليس كذلك؟
لم يستطع ويل الكلام..ولكنه اومأ برأسه قائلاً:
-لكنه خطير نوعاً ما لو التف..
اخذ ويل تنهيده يأس ليكمل:
-معك حق..
ضحك ماكس على ويل وقال وهو يشير عليه وعلى الرجل:
-لا تستطيع انكار ذلك!
ابتسم ويل وقال وهو ينظر للرجل:
-ما يحيرني..كيف خرج من السجن..كيف هرب منه بسرعة!
ماكس بعد ان اخذ نفسا عميقا فقد انقطع نفسه قبلاً من الضحك:
-اجل..انه حقا لعين!
ويل كان ينظر للرجل رفع عينيه لماكس ولم يرفع رأسه وقال بشبه ابتسامه ضحك:
-ما الأمر لماذا تحدق بي هكذا؟
ماكس كان ينظر لويل مبتسماً..ثم ضحك بصوت عالٍ ليقول ويل وقد ضحك قليلاً من ضحكة ماكس العالية:
-ما المضحك؟
قال ماكس وقد وضع يده على فمه حابسا ضحكته وقد اومأ برأسه علامه الرفض..قال ويل وهو ينظر للرجل:
-ساعدني في حمله..
انزل يده من فمه وقد كان مبتسماً وركع ليمسك بالرجل مع ويل قائلاً:
-اوه بالطبع..
ولكن فجأة قام ماكس واختفت الإبتسامة من وجهه ونظر لويل بنظرات غريبة نوعاً ما..تبدو قلقه نوعاً ما..توقف ويل واستقام وادخل يديه في جيبه لينظر للماكس بنظرات غريبة هو الآخر..لكن ماكس تبدوا قلقه ومتسآئلة بينما ويل تبدوا وكأنها تنتظر ماكس ليتكلم..استمر التحديق لمدة تقارب الخمس دقائق بصمت..نظرات تحكي قبل ان تحكي الأفواه نظرات ماكس القلقه والمتسائلة تزداد مع نظرات ويل الغريبة والمريبة،وأخيراً نطق ماكس ليقطع العذاب الذي كان يعيشه في نظرات ويل الغريبة التي ترمي الرعب بقلب ماكس..وقال:
-ويل..انت لا تبدوا بخير..ايمكنك اخباري..اذا امكن؟
فجأة..هلّ المطر..كان غزيراً جداً..والصواعق ايضا كانت عالية..المطر قد بللهما..لكن هاذا لم يمنع ويل من النظر لعينا ماكس بهدوء مريب بينما ماكس ينتظر الإجابة بقلق وخوف..لكن نظرات ويل تحكي الكثير..الكثير والكثير..نظراته وحدها تقول بأنها فعلا ليست بخير نظراته وحدها تقول بأنها مظلومه من الجميع نظراته وحدها تقول بأنها تريد حقها المسحوب وحزنها المكتوم الذي غطا عليها كلياً..والتي تقول بأنها تحملت بما يكفي..والتي تحكي قبل ذلك قصة حزن.. ولكن ويل لم ينطق بحرف..بل اقترب من ماكس..تعدى الرجل الملقى على الأرض واقترب من ماكس الذي توتر كثيراً..ولكنه تعداه..مشى من جانبه وتركه فقط لف جسده لكي لا يصطدم بماكس وعبر بهدوء تام..يالك من غامض يا ويليام..تركت صديقك في حيره من أمره..ولكنك لا تلمك الإجابات في جيبك..قتلتك الحيره قبل كل شيء..اختفى ويل عن الأنظار بينما صديقه براقبه بصمت وحزن..فقال بصوت منخفض:
-ويليام..قل حرفاً واحداً..حرفًا واحدًا على الأقل..!
..
خرج ويل من محطه القطار ويتعدى اللوحة الكبيره التي تحمل اسم المحطه..قطار أسالا السريع..ترك كل ذلك ذاهباً..بينما وجد في طريقه حديقة ما..لا احد فيها بالطبع..فاليل في منتصفه والمطر غزير..دخلها..وراح عند ارجوحه هناك ليقف أمامها..بقي ينظر إليها بهدوء..وعلى شفتيه ابتسامه هادئه..وحزينة..ثم قال بصوت هادئ:
-اتعلمين ايتها الأرجوحه..جميع الأطفال سعداء وهم يتأرجحون للأمام والأسفل معك..لكنني لم اذق طعم هذه السعادة..حتى في صغري..ايمكنني ان اعوضها الآن..لا اظن..انا لست في حريتي لألهو هنا فهناك عشرات الرجال..يلاحقونني..ويريدون قتلي..والإمساك بي..على كلٍ..قد لا نملك اسباب السعادة ولكن من حقنا ان نحلم بها احياناً..أليس كذلك..ولن يوقفني عن إسعاد نفسي اؤلئك الرجال الظالمون استطيع العيش كما اريد..صحيح؟

كان خطاباً هادئا مع الأرجوحه..!
..
ويليام على الأرجوحه يتأرجح بسرعة شديدة لتجعل الرياح تسقط قبعته لتطير..ولكنه لم يبالي فهو الآن مستمتع..كان مبتسماً..وما ان اطال التأرجح حتى قفز قفزه قوية وقد شعر بأنه اصبح حراً او بمعنى اصح..طيراً..!
ولكنه سقط ارضاً واستقام وكأن لا شيء حدث.. وذهب تاركاً الأرجوحه تتأرجح مع الهواء وقبعته تطير بصحبه اوراق الشجر..وعاد بهدف المنزل..
..
في طريقه..في الشارع الذي فيه منزله..آلمه قلبه بشدة..بشدة فعلاً..لدرجه انه اغمض عينيه واختبأ في زقاق امام منزله كي لا يراه أحد من الشرطة او ما شابه..بقي هناك وحيداً يتألم بشدة وكأنها سكين غرزت في قلبه..امسك بقلبه ونظر للأعلى متكأً على الجدار بظهره..اغمض عينيه بشدة..وبقي على هذه الحال..عندما سمع صوتاً ما..يقول له:
-ما بك يا فتى؟
فتح ويل عينيه بعد فترة وجيزه..كان شاباً يبلغ تقريبا من العمر ثلاثة وعشرون..كان ذو شعر بني..وبملامح حادة..بجسم معتدل..ولكن ويل لم ينظر اليه حتى بل بقي ينظر للسماء من شدة الألم..وقال بصوت مخنوق:
-لا شيء..انا بخي..
سعل ويل ولم يستطع اكمال جملته..سعل سعلات متواصله الى ان جلس بمساعدة الجدار الذي خلفه ليخفي رأسه للأسفل ويمد يده لقبعه سترته ويرتديها..ويواصل السعل..بينما الرجل ينظر بنظرات بارة قليلاً..وحادة..شعر ويل بشيء من الدوار فإذا به يزداد..هو فعلا لا يستطيع ان يفقد وعيه او يحصل له شيء مع هاذا الرجل الغريب..المريب..ولكن ما خشيه قد تحقق فويل لم يستطع السيطرة على نفسه وسقط على الأرض وقال بصوت غير مسموع:
-اللعنة..ماذا فعلوا بي؟
كان يقصد العصابة من بعدهم اصبح قلبه يؤلمه بشدة..ظن انه سيرتاح حين ستفرغ لكنه كان مخطئا..هو لا يريد ان يفقد وعيه لا سيما هنا.. ولكنه فقد وعيه بالفعل مع الرجل الغريب ذاك
..
(يتبع)

الممر الأسود..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن