"علي الساده المسافرين الرجاء ربط حزام الأمان للهبوط "
كانت هذه الجمله الأذاعيه المُعتادة للطائرات والناس تُهلل بعد تِلكَ الجُمله لهبوطهم علي أرض الوطن ولكن الغير مُعتاد ذلكَ الرجل ضخم البنيه الذي يجلس علي المقعد متأففًا ، علي ما أعتقد أنه ذلكَ الشخص الذي يدعونه بالمارد لضِخم جسده وخشن صوته وعيناه السوداوين وشعره الكثيف الأسود وهيبته التي يرتعب منها الجميع رُغم ذلكَ أنه لين القلب ورحيم علي من يحبهم ، يجلس وهو ينظر إلي صوره لفتاه علي ما يبدو أنها لم تتعدي الخامسه عشر ينظر إليها بحنين غريب وهو يقول"متي تحط تِلكَ الطائره علي أرض الوطن لأذهب لكِ ...فقد أفتقدتك حد الموت صغيرتي ...لا أعلم كيف بعد تِلكَ السنوات السبع التي أُجبرت فيها للسفر ...كيف سيكون أول لقاء بيننا ...لا أحد يعلم عن مجيئي فقد أنقتعت الأتصالات عن عائلتي مُنذ سفري ...لم يصلني شئ سوي عِده رسائل من والدي بخصوص العمل ولم يذكر لي عن أحوالكِ ...أنا الآن بيني وبينكِ عِده ساعات فقط ...ساعات فقط ...بعد أن كانت بيني وبينكِ بلاد ...لا أُصدق أنني سأهبط علي الأرض التي أنتِ عليها الآن "
ثُم قبّل تِلكَ الصوره وأرجعها إلي محفظته مُجددًا ، تِلكَ الصوره التي لَم تُفارقه أبدًا ...هبطت الطائره وهبط قلبه هو الاخر، قلبه الآن يرتجف مثل العصفور ، فهو الآن سوف يُقابل حبيبته بعد سنوات ، يُريد أن يطير لها ويراها لَم يعد يتحمل الصبر أكثر من ذلكَتمتم "أصبر يا غيث أنتَ تحملت سبع سنوات بدونها ...تحمل لعده دقائق فقط "
أستقل سياره أُجره وأملي للسائق العنوان ..*********************
"أستيقظي حبيبتي...هيا "
كانت تلكَ والده ليل ،أمرأه في العقد الاربعين من عمرها ..مُمتلئه بعض الشئ، كأي أُم تحب أبنائها وتسعي لسعادتهم..
"أجل أُمي أنا مُستيقظه "
قالتها ليل بصوت ناعس، لم تفق بعد
"أجل أجل ..قولي لي هذا الكلام ومن ثُم أذهب وأعود وأراكِ نائمه مُجددًا....أستيقظي هيا أبن عمكِ بأنتظاركِ في الخارج "
تأففت ومن ثم أعتدلت وذهبت إلي المرحاض لتغتسل ومن ثُم صلٌت وذهبت وأرتدت ملابسها ونظرت إلي المرأه وهي تُجذّب شعرها الأسود القصير فهي قصته مُنذ سنوات بعد أن كان يصل إلي أسفل ظهرها ، ثُم أرتدت حجابها وخرجت.."أهلا مصطفي كيف حالكَ "
قالتها وهي تُلقي السلام علي أبن عمها الذي يكبرها بأربع سنوات
"كيف حالكِ جميلتي ..أراكِ بحاله مُشرقه اليوم "
قالت بأبتسامه ، متصنعه الفخر
"أنا مُشرقه في جميع الأوقات يا عزيزي "
أبتسم مصطفي لأثر أبتسامتها وخفق قلبه من وجودها حوله وتِلكَ الأبتسامه التي نادرًا ما يلقاها منها ...لا يعلم ما الذي يُسعدها اليوم لتكون بكُل هذا النشاط والأشراقه. ..ولكن لا يهمه المهم أنها سعيده ..
"حسنا ما الذي أتي بِكً "
قالتها ليل وهي تأكل بِضع لُقيمات بسرعه كي لا يفوتها موعدها مع صديقتها ..
"لقد أصدر جدي فرمانًا اليوم بأن يُقيم لكِ حفلٍ لتخرجكِ بالمنزل"
سفقت بفرح "اوه، جدي بنفسِه من قال هذا !!"
"أصبح يُقلقني كثيرا علي صحته هذه الأيام "
قالها بمرح لتنفجر ليل في الضحك ..ليراقب ضحكتها التي دائما ما تثير أعصابه
"أنا ذاهب ..أراكِ في المساء "
ذهب هو لتذهب هي لأعز أصدقائها وهي بنت عمِها وتخرج معاها لجلب بعض الأشياء الازمه لها..