الفصل العاشر

8 1 0
                                    

"ماذا يحدث هنا !!"
قالها عامر وهو يقف واضعًا يده في جيبه ..وقفت ليل بصدمه خوفًا من أن يكون سمعهم ..لتقول له متوتره "مُنذ متي وأنتَ تقف "
جلب مقعد ووضعه بعيدًا قليلًا وجلس ومن ثم قال وهو ينظر إلي غيث
"لا تقلقي فأنا أعلم كُل شئ "
نظرت إليه بصدمه ومن ثم نظرت إلي غيث لينظر إليها نظره مطمئنه 
"مُنذ متي وأنتَ تعلم "
ليردف "كُنت أعلم أن غيث يحبكِ مُنذ زمن ولكني لم أكن أعلم أنكِ تُحبينه "
لتنظر إلي غيث وخرجت من الغرفه ..يهاجمها الأن شعور الخيانه ..تشعر بأنها تخون مصطفي فأعترافها لشخص أخر بحبها يعتبر جُرم ...كُلما شعر الإنسان بالراحه بإتجاه شئ يعكر مزاجه  شئ أخر  ..تشعر أنها بدائره هلاك لا تنتهي..

قرب عامر المقعد بجانب غيث ليخرج صوت غيث متحشرجًا وهو يشعر بأن قلبه سيتوقف
" عامر أأنتَ سمعت ما قالته ...يا الله ! ..لولا تحبني !!..لولا تراني كما أراها ..تشعر بي كما أشعر بها !! ..قلبي سيتوقف من السعاده ..أخاف أن أستيقظ من ذلك الحُلم وأعود للواقع ..أكاد أطير من السعاده "
نزلت من عينه دمعه ..طوفان من المشاعر بداخله الآن.. قال له عامر
" وماذا ستفعل بمصطفي ..ها أنتما أعترفتم بحبكم..ولكن ماذا عن مصطفي ..كيف ستتعامل معه "
نظر له غيث ..لا يعرف ما يقوله ..فهو أمامه طريقين إما أن يُضحي بأخوه لأجل حبيبته ..إما أن يُضحي بحبيبته لأجل أخوه ..هو يقف بين نارين وكلاهما نهايته هلاك له  ..

خرجت ليل من الغرفه لتجد مصطفي يأتي بإتجاهها ليقول لها
"يجب أن نتحدث "
توترت من حديثه خوفًا من أن يسألها عن سبب الحادث
"أريد أن أسالكِ عن سبب تواجدكِ وقت الحادث " حاولت السيطره علي نفسها من وقع ذكريات الحادث "كنت بالغرفه وسمعت صوت إصطدام بالخارج لأخرج وأجد غيث غارق بدمائه "
ليزفر ويقول " إذًا لَم تشاهدي السياره التي صدمته "
لتجيبه بلا ..هي بالفعل لَم تري السياره فكانت سرعتها عاليه صدمته وفرت هاربه ..ليردف "بخصوص الزفاف سنؤجله "
لتقول له " إلي أن يتعافي غيث؟"
ليتنهد " لا ..سنؤجله لحين أُشفي أنا ..لا أضمن أن أخرج سالمًا من هذا المرض ..لا أستطيع ربطكِ بشخص علي أبواب الموت  "
دمعت عينيها " لا تخف ستخرج من ذلكَ المرض سالمًا إن شاء الله "
ليتمتم بإرهاق "أتمني "
سألته بقلق "أأنتَ بخير "
ليجيبها بنعم ..لتكمل "تبدو مُتعب ..أذهب إلي المنزل وأسترح وأنا سأبقي مع عامر وعمي "
ليجيب رافضًا "لا لن أذهب ..ستذهبي أنتِ وعامر إلي البيت وأنا من سأبقي معه ..هنا مسموح لشخص واحد أن يبقي مع المريض "
لتردف "ولكنكَ مُتعب ويجب أن تستريح لأجل صحتكَ ..أترك عامر اليوم يبي.."
ليقاطعها مُصرًا "لا لن يبقي معه أحد غيري"..

مر أسبوعان ومصطفي وعامر يتبادلان الأدوار في البقاء مع غيث في المشفي ..حتي مع إصرار غيث علي أنه لا يحتاج أحد .. ليبقوا معه رغمًا عنه يُسلونه بالمرح والمزاح ..ليخرج غيث في أخر يوم له بالمشفي يتوق شوقًا لرؤيه ليل فهي لَم تذهب إليه غير مرتين فقط..فهي  تعاند وتكابر نفسها  تريد بقدر الأمكان أن لا تخون ثقه مصطفي بها  حتي لو بنظره أو بأطمئنان ..فكان في السابق تتعامل معه علي أنه لا يُحبها ..ولكنه الآن يعرف أنها تُحبه وهي تعرف أنه يُحبها إذًا فالنظرات ستكون إما حُب او شوق وهي تريد أن تبتعد عن تلكَ النظرات بقدر الإمكان ...

فُتات ذكرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن