"بما أن اليوم عُطله ما رأيكَ عمار أن نقوم بمسابقه مُلاكمه "
قالها غيث بخبث ليقوم عامر ببصق الماء وهو يشرب .. ظل يسعل ليقوم غيث بضربه علي ظهره ليسعل أكثر ..ليضحك مصطفي
"أتركه سيموت بيدكَ "
ليتوقف عمار عن السُعال وهو يوجه الحديث إلي غيث
"حسبي الله ..بضربه منكَ طرحتني أرضًا ماذا لو تعاركنا "
ليقول غيث بخبث " إذًا أنتَ خائف "
ليرد عليه نافيًا"لست خائف بل..."
قاطعه غيث وهو يقول باستفزاز وينطق كُل حرف ببطئ
"جبان "
ليُستفز عامر ويقول بدون تفكير
"إذًا لنتصارع "
رفع مصطفي حاجبه
" يا رجُل !"
ليبتسم غيث أبتسامه نصر وقال
" ومن يخسر سيتلقي عقابًا ..غير ملابسكَ سنلتقي بالحديقه الخلفيه بعد قليل "
ليذهب غيث لينظر مصطفي لعامر الذي بدأ بالتعرق وقال بشفقه
"قلبي معكَ " ..أرتمت ليل علي الفراش وقالت بهيام
" يا اللهي لا أستطيع أن أصف لكِ شعوري "
ضحكت رغد " هنيئًا لكِ لقد أنتصر قلبكِ علي عقلكِ "لتعتدل ليل وتردف
" لا لَم ينتصر أحد علي الأخر"
لتنظر رغد لها بخبث "إذًا لماذا سامحته "
لترتبك ليل ولم تعرف ماذا تقول لتنقظها رغد من حيرتها
"دعي قلبكِ ينبض ولا تكتمي صوته ..أعشقي ولا تقولي لماذا وتبحثي عن جواب فالحُب ليس له أسباب ..فهو يصيب القلب برُصاصه ليخترقه ولا تستطيعين إخراج تلكَ الرُصاصه"
لتُصفر ليل وتقول "ما هذه الحِكم يا فتاه "
لتعدل من ياقه قميصها الوهميه وتقول بفخر
"هذا أقل ما عندي "
كادت أن ترد عليها حتي سمعوا صراخ أتٍ من الحديقه ليذهبوا إلي النافذه ليشاهدوا غيث يركض خلف عامر وهم عاريين الجزع وعامر الذي بدوره يقوم بالصراخ مثل الفتيات ويقول بصوت عالٍ
"أذهب لا أريد المصارعه .. أهذه ذراعكَ أم فخذه " ليقهقه الجميع ومصطفي الذي يفترش الأرض ضاحكًا ليقول غيث وهو يحتجز عامر
"حسنًا لن أُصارعكَ ولكن أعطني قُبله "
لتجحظ عين عامر برعب ويصرخ
"لاااااااااا "
ليقترب منه غيث ويعطيه قبله خشنه ذات صوت مرتفع علي خده لتعلوا صوت ضحكات الفتيات لتميز أذن غيث صوت ضحكات ليل لينظر الي الأعلي مبتسمًا ليتلقي لكمه بجانب فكه ليرتد عده خطوات إلي الوراء لينظر إلي عامر ليجده يمسح خده مُتقززًا ليتقدم غيث منه ببطئ ليرجع عامر برعب إلي الخلف لينظر إلي رغد
"حضري لي كفنًا فان..."
لتقاطعه لكمه من غيث لترده أرضًا ..زحف إلي الخلف ليقوم غيث بإمساك قدمه وجرها مُقربه إليه ليقوم عامر بلكمه في جانبه ...ليجد تعابير وجهه جامده ليقوم بلكمه أكثر من مره في أتجاهات مُختلفه ليجد نفس التعابير ..أبتلع عامر ريقه بصعوبه وأبتسم بتوتر " مع من كُنت تتمرن أخي "
ليجيبه بلكمه في فكه ليرقد بلا حراك في الأرض ..بعد قليل
"لذيذ"
قالها غيث وهو يأكل الطعام بتلذذ ..لينظر لهم عامر المعلق من قدمه بحبل في جزع شجره عاليه ورأسه أسفل ..
"هذه ليست أخلاق أبناء عم يا رجل "
ليقول له بتانيب ضمير وهو ينظر بشفقه إليه
"حسنًا سأتركَ لكَ أُذن الأرنب ..أعلم أنكَ تُحبها " لينفجر مصطفي ضاحكًا ويقول
"أعلم أنكَ تُريد الماء ..خُذ "
قدمها من فمه ليسكبها أرضًا بقصد
"أوبسس ..بغير قصد "
لتعلوا قهقه غيث لتقول ليل الجالسه بجانبهم "مزاحكم خشن للغايه ..أُنظر كيف أصبح وجهه أحمر " ليصرخ عامر مهللا"تسلم فمكِ لولا "
ليقوم غيث برميه بعظمه ويقول
"هذا جلف لن يحدث له شئ "
لينظر له عامر بغضب " فُكَ قيدي وأنا سأُريكَ من هو الجلف "
ليقوم غيث برميه بعظمه أخري
"أصمت "
لتقول رغد بشفقه " لِمَ تفعلون به هكذا هو لا يستحق هذا "
أبتسم عامر "أُختي حبيبتي "
لتُكمل "هل لديكم صادم للكهرباء "
ليعم الصمت عليهم جميعا ومن ثم ينفجر الجميع ضاحكًا ليرد عامر بغيظ
" أكرهكِ!"
..ليقف مصطفي
"أنا سأذهب"
ليومئ له الجميع وتقف رغد هي الأخري وتستاذن لتقول ليل
"سأعد كوب قهوه أتُريد؟ "
ليجيبها "أجل ..سأتي معكِ"
ليذهبوا ليصرخ مصطفي " أنا أيضًا أُريد الذهاب " ليردوا عليه ليل وغيث بوقت واحد
"أصمت!! " ..وقف غيث أمام المطبخ من الناحيه الأخري فالمطبخ مفتوح إلي الخارج ليُتابعها مُبتسمًا وهي تقوم بعمل قهوه وتتنقل في المطبخ كالفراشه .. لتسأله مُبتسمه "لماذا تبتسم!؟"
ليجيبها "لماذا أنتِ مُبتسمه "
لتصمت وتتابع تحضير القهوه "حسنًا أنا أبتسم لأنني أراكَ مُبتسمًا "
خفق قلبه وتسارعت أنفاسه كم كبير من المشاعر أجتاحته ..كلماتها البسيطه بالنسبه له كرشفه ماء لشخص أجتاز الصحراء بدون قطره واحده ..
"وهل هذه ملاطفه أم مجامله "
"حُبًا "
قالها قلبها لترد عليه " لا أريد سماع صوتكَ ستفضحنا "
لترد عليه " فالتعتبرها عفويه "
ليس قادرًا علي الصمود أكثر من ذلكَ ..سيعترف لها عما بجوفه ..سيقول له أنه مغمور بعشقها ..
"ليل أنا أحبكِ "
تجمدت مكانها ..صدمه ..أو رُبما صاعقه ..لتنظر خلفها بأتجاه الصوت لتجد مصطفي يقف خلفهم ويقول
"ليل لن أستطيع الصمود أكثر من ذلكَ ..أنا أحبكِ" أغمض غيث عينه بألم...ليُكمل مصطفي وهو يتجه لليل
"أعلم أنني لا أعرف هل أنا في المستقبل حي أم ميت ..وأعلم أنني نسبه خروجي من مرضي ضئيله ولكنني لا أتحمل وجودكِ أمام ناظري وأنا أكتم بداخلي ..أنا أعلم أنني سأكون أنانيًا في طلبي ولكنني أُعافر من أجلكِ ..أعافر لأعيش وأحصل عليكِ لا أكثر ..ولكني لا أستطيع أن أُعافر وحدي أريدكِ بجانبي كي تُشجعيني ..كي تُهوني علي مرضي ..هل تقبلين "
لا تعلم ما هذه الصاعقه التي حلت عليها ..كأن دلو ماء وسُكب فوق رأسها ..لا تعلم كيف تُجيب ..أتقول له أنها عاشقه لأخوه فتكسر قلبه الذي يُمسك بها كطفل صغير ضائع يُمسك بطرف فستان أمه مُترجيًا فتتركه بقسوه الواقع ..أم توافق وتكسر قلبها وتترك من عشقته يومًا ..نظرت إلي غيث وهي لأخر مره تستجدي به علها تجد بعينه إجابه ..علها تجد شئ ما يُخفيه عنها..أو ..أو رُبما حُب مخفي ..لتجده يشيح بوجهه الجه الأخري غير مُبالي ..شعرت لثاني مره بالخذلان منه ..رُبما كانت تتوقع أن يتتدخل في أخر لحظه ويقول له أنها ملكه ولكن أبتسمت بسُخريه علي حالها فمن تُحبه لم يُحبها ومن يُحبها لا تُحبه ..
أنخفضت نبضات قلبه تدريجيًا...يقف مُنتظرًا سماع إجابتها ..كطالب بالثانويه ينتظر سماع نتيجته..يقول له عقله أنها ستوافق وقلبه يقول له أنها لن توافق ..ظل يُردد بداخله علها تشعر به
"أرجوكِ لا تقبلي ..لا تقبلي"
ليتكلم مصطفي " حسنًا خُذي وقتكِ بالكامل ..لن أغص.."
"أقبل " ..#شهد_بسيوني